تقارير: الآمال تتضاءل بشأن التوصل إلى تهدئة للقتال في غزة قبل بداية شهر رمضان
مسؤولون يقولون لـ"نيويورك تايمز" إن المفاوضات عالقة بسبب مطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، و"مؤن" لسكان غزة
تتضاءل الآمال في إمكانية التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الذين اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر وتأمين هدنة مؤقتة لوقف القتال في غزة قبل بداية شهر رمضان الأسبوع المقبل، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” في وقت متأخر من يوم الأربعاء نقلا عن مسؤولين أمريكيين وشرق أوسطيين.
وتضغط الولايات المتحدة بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق قبل بدء شهر الصيام في العاشر من مارس، ودعت حماس إلى قبول شروط الإطار الذي تم التوصل إليه في باريس الشهر الماضي والذي من شأنه أن ينص على وقف القتال لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح حوالي 40 رهينة، من بينهم نساء وأطفال ومجندات ومختطفون مسنون أو مرضى – في مرحلة أولية مقابل إطلاق سراح أسرى أمنيين فلسطينيين.
وبحسب التقرير، فإن المناقشات شملت شروط إطلاق سراح ما لا يقل عن 15 أمنيا مقابل المجندات اللاتي تم أسرهن في 7 أكتوبر، وقيام إسرائيل بإطلاق سراح مئات المعتقلين أو الأسرى الآخرين، “بمتوسط 10 فلسطينيين مقابل كل مدني إسرائيلي”.
ولكن مع تعثر المحادثات على ما يبدو نظرا لإصرار حماس على مطلبها بوقف دائم لإطلاق النار، تضاءلت هذه الآمال، حسب ما قال مسؤولون لم تذكر أسماؤهم لصحيفة “نيويورك تايمز”.
وقال مسؤولون مطلعون على المحادثات إن حماس “تراجعت” عن الاتفاق المقترح في باريس، بالإضافة إلى وقف دائم لإطلاق النار، تطالب أيضا بانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى منازلهم في الجزء الشمالي من القطاع، و”مؤن” لسكان غزة.
وكانت إسرائيل قد وافقت بالفعل على مبادئ باريس، التي دعت إلى “إعادة انتشار” القوات الإسرائيلية داخل غزة – ولكن ليس الانسحاب الكامل – وأن تسمح إسرائيل بعودة النساء والأطفال الفلسطينيين إلى شمال غزة، حيث تم إخلاء مئات الآلاف منها أثناء القتال، والتي أبقتها إسرائيل معزولة عن بقية القطاع.
وقال أحد المسؤولين الإقليميين لصحيفة “نيويورك تايمز” إن النقطة الشائكة الرئيسية هي مطالبة حماس بوقف دائم لإطلاق النار أثناء أو بعد المراحل الثلاث لإطلاق سراح الرهائن المقترحة في باريس، وهو ما رفضته إسرائيل.
وانتقلت المحادثات من الدوحة إلى القاهرة في الأيام الأخيرة حيث بدا أن المفاوضات تتعثر، بحسب التقرير. ولم ترسل إسرائيل وفدا إلى المحادثات منذ أن رفضت حماس تقديم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء لتأمين الصفقة.
وقالت حماس أنها لا تعرف مكان جميع الرهائن. ودعمت الولايات المتحدة موقف إسرائيل وقالت إن المطالبة بالحصول على القائمة هي طلب مشروع.
وذكرت القناة 12 يوم الثلاثاء أن حماس قامت مؤخرا بـ”رسم خريطة” لمكان احتجاز الرهائن الإسرائيليين. وقال التقرير التلفزيوني الذي لم يذكر مصدره إن إسرائيل تعطي بالتالي “فرصة أخيرة” لكي تؤتي المفاوضات ثمارها.
بحسب التقرير في نيويورك تايمز، يعتقد المسؤولون أن حماس أصرت على مواقفها الأصلية – التي رفضها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باعتبارها “متوهمة” – لعدة أسباب، بما في ذلك الاعتقاد بأن إطالة أمد القتال حتى شهر رمضان سيضعف إسرائيل ويقوي الحركة. دعت حماس إلى مسيرة إلى الحرم القدسي خلال شهر رمضان، والتي تهدف كما يعتقد الإسرائيليون إلى إثارة العنف وتقديم صورة عن قوة الحركة.
وجاء في التقرير أن “حماس، وفقا لأشخاص مطلعين على المحادثات، تعتقد أن أي عمل في المسجد سيظهر قوتها على الرغم من الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر في غزة ويمكن أن يزيد الضغط على السيد نتنياهو لإنهاء القتال”.
كما شجع حادث وقع في الأسبوع الماضي وقُتل فيه العشرات من سكان غزة وهم يتدافعون على قافلة مساعدات مما أثار إدانات دولية ضد إسرائيل، بما في ذلك من الولايات المتحدة، حماس وزاد من إصرارها على موقفها في المحادثات، كما يعتقد بعض المسؤولين، وفقا للتقرير.
وقالت حماس في وقت سابق إن إسرائيل رفضت تلبية مطالب الحركة بوقف دائم لإطلاق النار، وزعمت أنها “أظهرت المرونة المطلوبة بهدف التوصل إلى اتفاق”، مشيرة إلى رفض الحركة للعرض الحالي.
في محاولة أخيرة، أفادت تقارير أن وسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة بدأوا الضغط من أجل توقف قصير للقتال لبضعة أيام لبناء الثقة بين الجانبين.
وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الأربعاء أن المفاوضين يقترحون هدنة قصيرة الأمد تستمر بضعة أيام لكسب الوقت. وقالت الصحيفة إنه يتم الدفع بالفكرة من قبل الأطراف الأمريكية والعربية في المحادثات في القاهرة.
لكن المسؤولين الإسرائيليين يشعرون بتشاؤم متزايد إزاء احتمال التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار قبل رمضان، حسبما أفادت تقارير.
وفقا لتصريحات مماثلة من مسؤولين لم يتم ذكر أسمائهم تناقلتها العديد من وسائل الإعلام العبرية – وهو ما يشير بشكل عام إلى تسريب منسق – تعتقد إسرائيل أنه بدلا من الرغبة في تأمين وقف مؤقت لإطلاق النار في الأيام المقبلة، يريد زعيم حماس في غزة يحيى السنوار تصعيد العنف بشكل أكبر خلال شهر رمضان.
وقال مسؤولان مصريان يوم الثلاثاء إن حماس قدمت اقتراحا سيناقشه الوسطاء مع إسرائيل في الأيام المقبلة. وقال أحد المسؤوليّن إن الوسطاء كانوا من المفترض أن يجتمعوا الأربعاء مع وفد حماس الذي لا يزال في القاهرة.
وإذا استمرت المحادثات يوم الخميس، فسوف تدخل يومها الخامس.
في الأيام الأخيرة، أكد المسؤولون الأمريكيون مجددا أنه تم صياغة وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع للسماح بالإفراج المرحلي عن الرهائن وتدفق المساعدات إلى غزة، قائلين إن إسرائيل كانت لاعبا بناء في المحادثات بينما قامت حماس بعرقلتها.
يوم الثلاثاء، قال الرئيس الأمريكي جون بايدن للصحفيين قبل ركوب الطائرة الرئاسية في ماريلاند إن “صفقة الرهائن بين أيدي حماس في الوقت الحالي… لقد كان هناك عرض معقول. وافق الإسرائيليون عليه… سنعرف في غضون يومين ما إذا كان سيتحقق”.
وأضاف بايدن: “يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار لأنه [إذا] وصلنا إلى ظرف يستمر فيه هذا الأمر خلال شهر رمضان … إسرائيل والقدس … فقد يكون الأمر خطيرا للغاية”.
كما أكد بايدن أنه يضغط “بقوة” على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة. “ليس هناك أعذار. بالمرة”.
اندلعت الحرب في غزة بهجوم مباغت نفذته حماس في 7 أكتوبر، عندما اقتحم آلاف المسلحين جنوب إسرائيل وقتلوا حوالي 1200 شخص واختطفوا 253 آخرين كرهائن.
وقالت إسرائيل إنها تعتقد أن 130 رهينة ما زالوا في غزة، لكن 31 منهم ليسوا على قيد الحياة، بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، وتم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك. وأعادت القوات ثلاث رهائن أحياء، كما تم انتشال جثث 11 رهينة، من بينهم ثلاثة قُتلوا على يد الجيش عن طريق الخطأ.
وتعهدت إسرائيل بتفكيك الحركة الفلسطينية، وأطلقت حملة عسكرية برية وجوية غير مسبوقة على قطاع غزة، والتي شهدت تدمير حوالي نصف المساكن في القطاع، وتشريد أكثر من مليون شخص، يواجه الكثير منهم خطر المجاعة، وفقا لوكالات الأمم المتحدة. .
وأدى الهجوم الإسرائيلي الذي يهدف إلى تدمير حماس إلى مقتل 30,717 فلسطينيا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة. ولا يمكن التحقق من هذا الرقم بشكل مستقل، وهو يشمل حوالي 13 ألفا من مسلحي حماس، الذين تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعركة. وتقول إسرائيل أيضا إنها قتلت حوالي 1000 مسلح داخل أراضيها في 7 أكتوبر.
ساهمت في هذا التقرير وكالات