إسرائيل في حالة حرب - اليوم 570

بحث

تقارير: إسرائيل قلقة من التقارب بين السودان الشريك في “اتفاقات أبراهام” وإيران

مصدر مقرّب من القائد العسكري عبد الفتاح البرهان يقول إنه طلب أسلحة من إسرائيل لهزيمة خصمه في الحرب الأهلية، وعندما رفضت، توجّه إلى طهران بدلًا منها

رئيس المجلس العسكري السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يتلقى التحية من القوات لدى وصوله إلى القصر الجمهوري الذي استعادت قواته السيطرة عليه مؤخرًا من قوات الدعم السريع، في الخرطوم، السودان، 26 مارس 2025. (AP Photo)
رئيس المجلس العسكري السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يتلقى التحية من القوات لدى وصوله إلى القصر الجمهوري الذي استعادت قواته السيطرة عليه مؤخرًا من قوات الدعم السريع، في الخرطوم، السودان، 26 مارس 2025. (AP Photo)

أفاد تقرير لإذاعة “كان” العامة يوم الأحد بأن إسرائيل قلقة من تقارب السودان، شريكها في “اتفاقات أبراهام”، مع إيران، في ظل سعي الخرطوم للحصول على دعم خارجي وسط الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد منذ عام 2023.

وكان القائد العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان قد استأنف العلاقات الدبلوماسية مع إيران في يوليو 2024، بعد أن قُطعت في عام 2016. وأفادت “كان إنه منذ ذلك الحين، تلقى البرهان مساعدات عسكرية من طهران في حربه ضد قوات الدعم السريع.

وأكد التقرير أن البرهان توجه إلى إيران بعد أن خاب أمله من عدم تقديم إسرائيل الدعم العسكري الذي كان يأمله.

ورغم أن البرهان لم يكن يسعى في البداية إلى دعم من طهران على وجه الخصوص، إلا أن مصدرا مقربا منه قال للقناة: “السودان مُجبر على التعاون مع أي جهة ترغب في تزويده بالأسلحة”.

وأضاف المصدر: “هناك فرصة كبيرة حاليًا لكل من يريد مساعدة السودان، علنًا وسرًا”، مشيرا إلى أن الخرطوم كانت تتوقع الحصول على مثل هذا الدعم من إسرائيل، مما كان من شأنه أن يؤدي إلى “انفراجة حقيقية في العلاقات”.

لكن بعد عدم تقديم اسرائيل لأي دعم، قال المصدر إن السودان “وجد نفسه من دون مساعدة، فلجأ إلى إيران التي اقتنصت الفرصة بعد أن تخلّى أصدقاء السودان عنه”.

وتابع المصدر أنه “من أجل مصلحة السودان، قد نبرم صفقة حتى مع الشيطان”.

مركبة عسكرية محترقة في مطار الخرطوم الدولي بعد يوم من استعادة الجيش السوداني السيطرة عليه من قوات الدعم السريع، في الخرطوم، السودان، 27 مارس 2025. (AP Photo)

وكانت وكالة “بلومبرغ” قد أفادت في ديسمبر الماضي بأن إيران تزود قوات البرهان بطائرات مسيّرة. كما زودت إيران روسيا بطائرات مماثلة خلال غزوها لأوكرانيا.

وفي نهاية مارس، تمكن البرهان من السيطرة على العاصمة الخرطوم.

وأفاد تقرير “كان” أن التعاون بين السودان وإيران أثار قلقا في اسرائيل، دون أن يذكر التقرير مصادر محددة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن خلال ولايته الأولى في أكتوبر 2020 أن السودان وافق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ليصبح ثالث دولة عربية تنضم إلى الاتفاقات التي رعتها الولايات المتحدة والتي بدأت في أغسطس من ذلك العام.

ويُعتقد أن السودان، الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، وافق على التطبيع بالأساس من أجل شطبه من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب والحصول على مساعدات مالية، حيث تُعتبر حالة الاقتصاد السوداني أمرا حاسما لنجاح الاتفاق.

وكانت إيران في ذلك الوقت قد أدانت هذه الخطوة، متهمة السودان بـ”دفع فدية” مقابل شطبه من قائمة الإرهاب.

وتضمن الاتفاق مع السودان أيضًا تقديم مساعدات واستثمارات من إسرائيل، لا سيما في مجالي التكنولوجيا والزراعة، إلى جانب إعفاءات إضافية من الديون. وفي حينه، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل سترسل قمحًا بقيمة 5 ملايين دولار إلى السودان.

لكن العلاقات لم تتطور كثيرا، وانزلقت البلاد إلى حرب أهلية بحلول عام 2023.

جنود يصلون إلى سوق في منطقة استعاد الجيش السوداني السيطرة عليها مؤخرًا من قوات الدعم السريع، في حي الكلاكله، جنوب الخرطوم، السودان، 27 مارس 2025. (AP Photo)

وترجع جذور النزاع إلى صراع طويل الأمد على السيطرة العسكرية والدمج بين الفصائل المسلحة. وقد بدأت المعارك بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، وسرعان ما امتدت إلى أنحاء البلاد. وفشلت معظم الجهود الدولية للتوسط من أجل السلام حتى الآن.

وأدى القتال إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وقد اختارت عدة جهات أجنبية — من بينها تشاد ومصر وإيران وليبيا وقطر وروسيا — دعم أحد الطرفين المتصارعين. كما أن السعودية والإمارات تشاركان أيضًا في الصراع، حيث كل منهما يدعم طرفا مختلفا.

اقرأ المزيد عن