تقارير: إسرائيل تنوي إبلاغ الدول المجاورة والولايات المتحدة بخططها لإنشاء منطقة عازلة في غزة بعد الحرب
تهدف الفكرة على ما يبدو إلى منع الهجمات المستقبلية؛ واشنطن أكدت سابقا على أنه لا يمكن تقليص الأراضي الفلسطينية
أبلغت إسرائيل جيرانها في الشرق الأوسط بأنها تسعى إلى إنشاء منطقة عازلة في قطاع غزة لمنع الهجمات الفلسطينية في المستقبل بعد انتهاء الحرب، وفقا لما ذكرته تقارير إعلامية اليوم السبت.
وقالت ثلاثة مصادر من المنطقة لوكالة “رويترز” للأنباء إن القدس أبلغت مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا بالخطط.
وقال أحد المصادر: “تريد إسرائيل هذه المنطقة العازلة بين غزة وإسرائيل من الشمال إلى الجنوب لمنع أي [مسلحين] من حماس أو فصائل أخرى من التسلل إلى إسرائيل أو مهاجمتها”.
وقال مصدران أمنيان مصريان لـ”رويترز” إن إسرائيل طرحت الفكرة خلال محادثات وقف إطلاق النار مع مصر وقطر.
واعترض المسؤولون العرب على الفكرة، بحسب التقرير. وقد انتقد جيران إسرائيل الهجوم على غزة وأعربوا عن عدم رغبتهم في المساهمة في قوة دولية لحكم غزة بعد انتهائه.
ولم تعلق حكومات الشرق الأوسط على تقرير “رويترز”.
كما أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارته إلى إسرائيل يوم الخميس أن الجيش الإسرائيلي سيقيم منطقة عازلة “في عمق” غزة بعد الحرب، حسبما ذكرت قناة “كان” الجمعة نقلا عن مصدرين مطلعين على الأمر.
وقال مسؤول إماراتي لم يذكر اسمه إن أبوظبي ستدعم أي حل “تتفق عليه جميع الأطراف المعنية”.
وكانت الولايات المتحدة أصرت في الأسابيع الأخيرة على عدم تقليص مساحة أراضي غزة بعد الحرب. ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى “تعزيز” السلطة الفلسطينية للسيطرة على القطاع بعد الحرب بعد نشر قوة دولية مؤقتة، إلى جانب تنفيذ مسار يؤدي إلى حل الدولتين.
وأشار نتنياهو إلى أن السلطة الفلسطينية لن تعود إلى غزة، لكن لم يكن واضحا بشأن مستقبل القطاع.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي الجمعة إن واشنطن تعارض أي تقليص في أراضي غزة.
وقال كيربي خلال مؤتمر صحفي: “نحن لا نؤيد أي تقليص لحدود غزة الجغرافية… يجب أن تظل غزة أرضا فلسطينية، ولا يمكن تقليصها”.
وقال أوفير فولك، مستشار نتنياهو للسياسة الخارجية، لوكالة “رويترز” إن المنطقة العازلة المخطط هي جزء من “عملية ثلاثية الأبعاد” لتطهير القطاع من السلاح والتطرف بعد القضاء على حماس.
وقال مصدر أمني رفيع آخر لم يذكر اسمه للوكالة إنه لم يتم تحديد حجم المنطقة بعد.
ورفض محمد دحلان، رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في غزة قبل طرد الحكومة من القطاع عندما سيطرت حماس عليه في عام 2007، الخطة.
وقال لـ”رويترز” أن “المنطقة العازلة يمكن أن تجعل قوات نتنياهو هدفا أيضا داخلها”.
وقارنت مصادر إقليمية تحدثت إلى رويترز الخطة بالمنطقة الأمنية الإسرائيلية في جنوب لبنان من عام 1985 إلى عام 2000، وهي شريط من الأرض يبلغ عرضه حوالي 24 كيلومترًا يمتد من البحر إلى مزارع شبعا حيث حاول الجيش الإسرائيلي ووكيله جيش لبنان الجنوبي، أو جيش لحد، إبعاد المسلحين الفلسطينيين وعناصر حزب الله عن الحدود الإسرائيلية.
وبعد صراع أودى بحياة مئات الإسرائيليين، انسحب الجيش الإسرائيلي في مايو 2000، واجتاح حزب الله المنطقة.
لكن غزة يبلغ عرضها 12 كيلومتراً فقط في أوسع نقطة لها، وأي منطقة عازلة واسعة ستأخذ جزءاً كبيراً من أراضيها.
وتعهدت إسرائيل بإسقاط حماس بعد إعلان الحرب في أعقاب الهجوم الذي نفذته الحركة في 7 أكتوبر، والذي اقتحم فيه مسلحون فلسطينيون الحدود من غزة وذبحوا حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجزوا حوالي 240 رهينة.
وتقول حماس إن الحملة العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 15 ألف شخص، معظمهم من المدنيين. ولم يتم التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، ويعتقد أنها تشمل مدنيين فلسطينيين قتلوا بسبب صواريخ طائشة أطلقتها الجماعات المسلحة بالإضافة إلى مسلحين فلسطينيين قتلتهم إسرائيل.
الولايات المتحدة تكرر دعوتها لزيادة المساعدات
بالإضافة إلى الخلافات حول مستقبل غزة بعد الحرب، تحث الولايات المتحدة إسرائيل على السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بنفس المستويات التي سمحت بها خلال وقف إطلاق النار الذي استمر سبعة أيام، والذي انتهى يوم الجمعة بعد أن فشلت حماس في تقديم قائمة بأسماء الرهائن التي تعتزم إطلاق سراحهم، وبدأت بإطلاق الصواريخ قبل ساعة من انتهاء الهدنة.
وقد شهدت الهدنة التي استمرت أسبوعًا إفراج حماس عن 105 رهائن مدنيين، من بينهم 81 إسرائيليًا و23 مواطنًا تايلانديًا وفلبينيًا واحدًا. ويعتقد أن 137 رهينة ما زالوا في غزة. وفي المقابل، أطلقت إسرائيل سراح 210 أسرى أمنيين فلسطينيين، جميعهم من النساء والقاصرين.
بالإضافة إلى ذلك، دخلت إلى غزة يوميًا حوالي 200 شاحنة، بما في ذلك أربع صهاريج وقود وأربع صهاريج غاز طهي.
وقال مكتب منسق الأنشطة الحكومية في الأراضي (كوغات) بوزارة الدفاع إن دخول الوقود والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في إطار الهدنة توقف بعد أن انتهكتها الحركة.
وأكد “كوغات” ردا على استفسار من تايمز أوف إسرائيل أن بضع العشرات فقط من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية دخلت غزة يوم الجمعة.
وأضاف: “بعد أن انتهكت منظمة حماس الإرهابية الاتفاق، بالإضافة إلى إطلاق النار على إسرائيل، تم إيقاف دخول المساعدات الإنسانية بالطريقة المنصوص عليها في الاتفاق”.
وقال كوغات إن الشاحنات التي دخلت غزة يوم الجمعة كانت تحمل فقط المياه والغذاء والإمدادات الطبية. وقامت السلطات الإسرائيلية بفحص الشاحنات عند معبر “نيتسانا” قبل دخولها إلى غزة عبر معبر رفح المصري.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض كيربي يوم الجمعة إن الولايات المتحدة تحث إسرائيل على الحفاظ على وتيرة المساعدات كما كانت خلال فترة وقف القتال.
وقال إنها “علامة جيدة” أن إسرائيل سمحت لعشرات شاحنات المساعدات بالدخول يوم الجمعة بناء على طلب الولايات المتحدة.
وفي غضون ذلك، كتبت مجموعة من الحزبين الأمركيين مؤلفة من 55 عضوًا في الكونجرس رسالة إلى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تحثه فيها على إرسال سفينتين مستشفى تابعتين للجيش الأمريكي لعلاج المدنيين الجرحى من غزة.
وقد نظم الرسالة النائب الديمقراطي براد شنايدر والنائب الجمهوري روبرت أديرهولت.
ودعت الرسالة إلى إرسال السفن إلى “المياه قبالة غزة”، رغم أن هذا مستبعدًا نظرًا للأضرار التي لحقت بميناء غزة في الغارات الجوية الإسرائيلية. وبغض النظر، الميناء غير مناسب لرسو مثل هذه السفن الكبيرة.
وبناء على ذلك، فإن الدول التي أعلنت عن خطط لإرسال سفن مستشفيات توجهها إلى مصر لترسو قبالة ساحل العريش. ووصل مستشفى عائم من فرنسا إلى هناك في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وتضغط إسرائيل من أجل إنشاء مستشفيات ميدانية وبدائل أخرى للمراكز الطبية الموجودة في غزة، وأصدرت أدلة على أن حماس تدير مراكز قيادة تحتها.