إسرائيل في حالة حرب - اليوم 532

بحث

تقارير: إسرائيل تدرس شن هجمات على منصات النفط والمواقع النووية الإيرانية ردا على الهجوم الصاروخي

الكابينت عازم على الرد عسكريا، لكنه لم يقرر الطريقة؛ يدرس المسؤولون الإسرائيليون أيضا تنفيذ اغتيالات مستهدفة وهجمات على الدفاعات الجوية؛ وسيتم تنسيق الرد مع الولايات المتحدة

قوات الأمن الإسرائيلية في موقع سقوط صاروخ أطلق من إيران على مدرسة في بلدة غديرا، 1 أكتوبر 2024. (Liron Moldovan/Flash90)
قوات الأمن الإسرائيلية في موقع سقوط صاروخ أطلق من إيران على مدرسة في بلدة غديرا، 1 أكتوبر 2024. (Liron Moldovan/Flash90)

ذكرت تقارير إعلامية يوم الأربعاء نقلا عن مسؤولين إسرائيليين أن إسرائيل قد ترد على الهجوم الصاروخي الباليستي الكبير الذي شنته إيران يوم الثلاثاء بضرب البنية التحتية الاستراتيجية، مثل منصات الغاز أو النفط، أو باستهداف المواقع النووية الإيرانية بشكل مباشر.

وذكرت وكالة “أكسيوس” أن الاغتيالات المستهدفة والهجمات على أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية هي أيضا ردود محتملة.

الهجوم على منشآت النفط الإيرانية قد يدمر اقتصاد البلاد، وأي من الردود المقترحة قد تشكل تصعيدا آخر، بعد مرور ما يقارب من عام على الحرب المستمرة التي اندلعت في أعقاب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر 2023.

وكان من المتوقع أن يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعا يوم الأربعاء لمناقشة الردود المحتملة على الهجوم، الذي تضمن نحو 181 صاروخا باليستيا أطلقت مباشرة على إسرائيل من إيران، والتي تم اعتراضها كلها تقريبا بينما كان الإسرائيليون في جميع أنحاء البلاد يختبئون في الملاجئ.

وتأتي هذه المناقشة بعد اجتماع آخر استمر لساعات لمجلس الوزراء الأمني ​​في مخبأ سفلي تحت مدينة القدس مساء الثلاثاء. وانتهى هذا الاجتماع بتفاهم على أن إسرائيل سترد على الهجوم عسكريا، ولكن دون توضيح طبيعة الرد، حسبما أفاد موقع “أكسيوس” يوم الأربعاء، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين لم يذكر أسمائهم.

وقال التقرير أنه لم يتم تحديد القرار بسبب الرغبة في تنسيق أي خطط مع الولايات المتحدة، وأنه من المقرر ان يتحدث نتنياهو مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد ظهر الأربعاء.

وأعلن نتنياهو بعد الهجوم أن “إيران ارتكبت خطأ كبيرا الليلة، وستدفع ثمنه”، متعهدا “بأننا سنهاجم كل من يهاجمنا”.

في شهر أبريل، أطلقت الجمهورية الإسلامية نحو 300 صاروخ وطائرة مسيّرة على إسرائيل، بعد أن أدت غارة جوية إلى مقتل عدد من الجنرالات الإيرانيين في دمشق. ورغم أن رد إسرائيل المزعوم على هذا الهجوم كان محدودا، إلا أن المحللين قالوا لوسائل الإعلام يوم الأربعاء إن إسرائيل من المرجح أن تكون أكثر عدوانية هذه المرة.

إسرائيليون يحتمون داخل ملجأ للقنابل في مطار بن غوريون بينما تنطلق صفارات الإنذار وسط هجوم صاروخي باليستي من إيران، 1 أكتوبر 2024. (Dor Pazuelo/Flash90)

ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء جاء بعد حوالي أسبوعين من الهجوم الإسرائيلي الجديد ضد حزب الله في لبنان، والذي دمر الوكيل الإيراني، مما قلل من قوته كرادع ضد هجوم إسرائيلي قوي.

لكن يظل هناك احتمال أن تقوم إيران نفسها بالتصعيد، بما في ذلك الحرب الشاملة، إذا وجهت لها إسرائيل ضربة خطيرة.

وقال مسؤول إسرائيلي لوكالة أكسيوس: “لدينا علامة استفهام كبيرة حول كيفية رد الإيرانيين على الهجوم، لكننا نأخذ في الاعتبار إمكانية أن يذهبوا إلى تعيد شامل، وهو ما سيكون لعبة مختلفة تماما”.

وفي إسرائيل، تعهد الوزراء بأن إيران سوف تندم على الهجوم، في حين دعا سياسيون، بما في ذلك من المعارضة، إلى رد قاس.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان يوم الثلاثاء: “لقد تجاوز نظام آيات الله الخط الأحمر – ولن تظل دولة إسرائيل صامتة في مواجهة الهجوم الإجرامي الإيراني على مواطنينا”.

وكتب وزير الدفاع يوآف غالانت على موقع إكس “إيران لم تتعلم درسا بسيطا – أولئك الذين يهاجمون دولة إسرائيل يدفعون ثمنًا باهظًا”.

وقال زعيم المعارضة يائير لابيد أيضا في بيان صباح الأربعاء إن “الرد يجب أن يكون قاسيا، ويرسل رسالة واضحة إلى المحور بأكمله: إيران واليمن وسوريا ولبنان وغزة”، مشيرا إلى البلدان والأراضي التي تشن منها الجماعات المدعومة من إيران هجمات على إسرائيل.

وأضاف لابيد، في إشارة إلى 97 شخصا اختطفوا في هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 وما زالوا محتجزين في غزة، بالإضافة إلى أربعة آخرين محتجزين هناك منذ حوالي عقد من الزمان، “إلى جانب الرد العسكري، يجب علينا أيضًا تطوير استراتيجية سياسية إقليمية شاملة، تحول النجاح العسكري إلى تغيير استراتيجي، ويجب ألا ننسى للحظة واحدة الحاجة الملحة لإعادة رهائننا إلى الوطن”.

وذهب البعض إلى أبعد من ذلك، ودعوا صراحة إسرائيل إلى استهداف المنشآت النووية ومواقع صناعة النفط الإيرانية وتهديد النظام نفسه. وفي حديثه على قناة سي إن إن يوم الثلاثاء بعد وقت قصير من الهجوم، وصف رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت هذه اللحظة بأنها “فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة كل خمسين عاما”.

وقال بينيت: “نحن بحاجة إلى القضاء على البرنامج النووي الإيراني، ونحن بحاجة إلى مهاجمة منشآت الطاقة الإيرانية، ونحن بحاجة إلى مهاجمة النظام نفسه، على الفور”، مشيرا إلى أن حزب الله وحماس في نقطة ضعف تاريخية بعد عام من الحرب.

“لقد حان الوقت لضرب البرنامج النووي وتدميره والسماح أخيرا للشعب الإيراني بالانتفاض – الشعب الإيراني المذهل الذي يحكمه أحد أسوأ الأنظمة على وجه الأرض”.

وأبدت الولايات المتحدة الأربعاء استعدادها لدعم إسرائيل في الرد المحتمل، حيث توعد البيت الأبيض “بعواقب وخيمة لهذا الهجوم”، وقال إنه “سيعمل مع إسرائيل لتحقيق ذلك”.

وردا على سؤال عن الرد الإسرائيلي الذي يرغب رؤيته، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن هذا “قيد المناقشة” وأن العواقب على طهران “لا تزال غير واضحة”.

وقال مسؤولون أميركيون لوسائل إعلام غربية الأربعاء أنه في حين تدعم إدارة بايدن رد إسرائيل، إلا أنها تعتقد أنه يجب أن يكون ردا محدودا، وأنها قلقة من عواقب التصعيد.

وفي غضون ذلك، حث الجمهوريون والديمقراطيون المؤيدون لإسرائيل في الكونغرس الأمريكي البيت الأبيض على دعم إسرائيل في رد قاس.

وقال السيناتور ماركو روبيو: “أحث على إعادة فرض حملة الضغط القصوى ضد إيران وأؤيد بشكل كامل حق إسرائيل في الرد بشكل غير متناسب لوقف هذا التهديد”، مستخدما عبارة إدارة ترامب لفرض عقوبات قاسية.

اقرأ المزيد عن