إسرائيل في حالة حرب - اليوم 428

بحث

تعليق الرحلات المغادرة من مطار بن غوريون، والهستدروت يعلن عن إضراب “تاريخي” احتجاجا على الإصلاح القضائي

رئيس النقابة يقول إن الخطوة العمالية تهدف إلى "وقف الجنون" بعد أن أقال نتنياهو وزير الدفاع؛ الأطباء والسلطات المحلية والطلاب الجامعيين والجامعات ينضمون إلى الإضراب أيضا

رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال الإسرائيلية “الهستدروت”  أرنون بار دافيد يعلن إضرابا عاما احتجاجا على الإصلاح القضائي، في مؤتمر صحفي في تل أبيب، 27 مارس، 2023. (Avshalom Sassoni / Flash90)
رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال الإسرائيلية “الهستدروت” أرنون بار دافيد يعلن إضرابا عاما احتجاجا على الإصلاح القضائي، في مؤتمر صحفي في تل أبيب، 27 مارس، 2023. (Avshalom Sassoni / Flash90)

أعلن رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال الإسرائيلية “الهستدروت” يوم الإثنين عن إضراب عمالي “تاريخي” في محاولة لـ”وقف الجنون” المتعلق بخطة الإصلاح القضائي التي تدفع بها الحكومة، في تصعيد للاحتجاجات بعد إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت لتحدثه ضد التغييرات المخطط لها.

كجزء من الإجراء العمالي، سارع العاملون في مطار بن غوريون إلى تعليق الرحلات المغادرة. كما أعلنت منظمات أخرى عن انضمامها إلى الإضراب.

وقال رئيس الهستدروت، أرنون بار دافيد، خلال مؤتمر صحفي عقده إلى جانب قادة الأعمال ومسؤولين حكوميين: “نحن جميعا قلقون بشأن مصير إسرائيل. معا نقول، كفى!”

وتابع: “لقد ضللنا طريقنا – الأمر لا يتعلق باليسار أو اليمين. لم يعد بإمكاننا استقطاب الأمة”.

جاء هذا الإعلان قبل تصريح متوقع لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعلن فيه عن تجميد التشريع.

وقال رئيس النقابة إنه فعل “كل شيء” في الأسابيع الأخيرة “لوقف الوضع”، لكن الجهود باءت بالفشل، وأضاف بار دافيد: “نحن جميعا نتكاتف لإغلاق دولة إسرائيل”، وأضاف “ستغلق المراكز التجارية والمصانع”.

المشاركون في مؤتمر صحفي عقده رئيس الهستدروت أرنون بار دافيد في تل أبيب، 27 مارس، 2023. (Avshalom Sassoni / Flash90)

يشمل الإضراب أيضا قطاع الصحة، حيث تعهدت نقابة الأطباء الإسرائيلية بدعمه.

وقوبل بار دافيد بتصفيق حار في ختام خطابه، الذي تخللته هتافات “ديمقراطية”. في ختام المؤتمر الصحفي غنى المشاركون النشيد الوطني الإسرائيلي.

تم الإعلان عن المؤتمر الصحفي بعد اجتماع بار دافيد مع قادة الأعمال لما وصف بأنه اجتماع طارئ، حيث قال الهستدروت أنه “اندهش” من قرار نتنياهو بإقالة غالانت.

وأظهر مقطع فيديو من الاحتجاجات على طريق أيالون السريع خلال الليل بار دافيد وهو يهتف “إضراب” بجانب المحتجين.

حذر بار دافيد سابقا من أن نقابة الهستدروت يمكنها أن تتخذ إجراءات إذا لم يتم التوصل إلى تسوية بشأن الإصلاح القضائي، لكنه امتنع حتى الآن عن إشراك النقابة القوية في المظاهرات ضد المقترحات بعيدة المدى للحد من سلطة القضاء. تاريخيا، كان لإضرابات الهستدروت حول أجور وظروف القطاع العام تأثير عميق على البلاد واقتصادها.

في الشهر الماضي، رفض الاتحاد العمالي المشاركة في “يوم النضال الوطني”، وسط تكهنات بأنه لا يبحث عن نزاع مع الائتلاف الحاكم الجديد قبل الانتهاء من اتفاق جديد للأجور، حيث دعا بار دافيد مرارا إلى تسوية. تم توقيع اتفاق جديد للأجور في وقت سابق من هذا الشهر.

بعد وقت قصير من حديث بار دافيد، كانت نقابة العمال في مطار بن غوريون هي أول من اتخذ إجراءات، حيث أعلن رئيسها عن وقف فوري للرحلات المغادرة.

وقال بينحاس عيدان في بيان: “أمرت بوقف عمليات الإقلاع في المطار على الفور”، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

توضيحية: طائرة تابعة لشركة إل عال تقلع في مطار بن غوريون خارج تل أبيب، 25 أكتوبر، 2021. (Yossi Aloni / Flash90)

وقال اتحاد السلطات المحلية في إسرائيل إنه سينضم بدوره إلى الإضراب الذي أعلنه الهستدروت.

وقال رئيس بلدية موديعين، حاييم بيباس، الذي يرأس الاتحاد، وهو عضو في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، في بيان: “الخلاف في الأمة والفوضى الهائلة التي تعيشها إسرائيل تكاد تصل إلى نقطة اللاعودة”.

ودعا بيباس ورؤساء السلطات المحلية الآخرون نتنياهو إلى وقف التشريعات القضائية وإعادة غالانت إلى منصب وزير الدفاع.

وقال: “يجب على رئيس الوزراء رسم مسار جديد والتوصل إلى حوار فوري بين الجانبين يؤدي إلى اتفاق واسع”.

في وقت سابق، أعلن المجلس الوطني للطلاب والشبيبة، الذي يمثل طلاب المدارس الثانوية والإعدادية، إضرابا على مستوى البلاد يبدأ صباح الاثنين.

ودعا المجلس إلى “وقف [الإصلاح] التشريعي وبدء المفاوضات على الفور”.

ومساء الأحد ، أعلنت مجموعة من الجامعات عن إضراب اعتبارا من يوم الاثنين.

وقالت الجامعات في بيان “نحن،  الجامعات البحثية والرؤساء والعمداء والإدارة في إسرائيل، سنوقف الدراسة في جميع الجامعات البحثية الإسرائيلية اعتبارا من صباح الغد، وسط استمرار العملية التشريعية التي تقوض أسس الديمقراطية الإسرائيلية وتهدد استمرار وجودها”.

وأضاف البيان، “ندعو رئيس الوزراء وأعضاء الإئتلاف إلى وقف التشريع فورا، والدخول فورا في محادثات من أجل الوصول إلى مخطط عام متفق عليه”.

المتظاهرون يهتفون ويلوحون بالأعلام الإسرائيلية خلال مظاهرة ضد الإصلاحات القضائية للحكومة الإسرائيلية، خارج مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس، 27 مارس، 2023. (AHMAD GHARABLI / AFP)

بشكل منفصل، أعلن رؤساء بلديات كفار سابا وهرتسليا وزخرون يعكوف إضرابا عن الطعام، إلى جانب رئيسي المجلسين الإقليميين الجليل الأعلى وشاعر هنيغف.

وقال رؤساء السلطات المحلية وقادة المجتمع إنهم سيضربون أمام مكتب رئيس الوزراء في القدس.

جاءت هذه الإجراءات وسط مظاهرات حاشدة في جميع أنحاء البلاد، حيث بدا أن الحكومة ماضية قدما في الإصلاح القضائي بعد إقالة غالانت.

المظاهرات، التي أغلق خلالها المتظاهرون طريقا سريعا رئيسيا في تل أبيب، وأشعلوا خلالها النيران واستخدمت فيها الشرطة خراطيم المياه خارج مقر إقامة رئيس الوزراء في القدس، توجت اليوم الأول من سلسلة من المظاهرات المخطط لها على مدى أسبوع ضد الحكومة.

مع اندلاع الاحتجاجات العفوية ليلة الأحد، كانت لجنة الدستور والقانون والعدل في الكنيست تضع اللمسات الأخيرة على تشريع أساسي يمنح الإئتلاف سيطرة شبه كاملة على اختيار القضاة. أعلن رئيس اللجنة سيمحا روتمان أن المناقشة في اللجنة ستستأنف في الساعة 8 صباحا يوم الإثنين، وكان من المقرر طرح مشروع القانون للتصويت عليه في قراءتين أخيرتين في وقت لاحق من ليلة الإثنين في الهيئة العامة للكنيست.

المتظاهرون يهتفون ويلوحون بالأعلام الإسرائيلية خلال مظاهرة ضد الإصلاحات القضائية للحكومة الإسرائيلية، خارج مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس، 27 مارس، 2023. (AHMAD GHARABLI / AFP)

معارضو خطة الإصلاح القضائي يعتبرون أن مشروع القانون هذا هو الحد الذي لا يمكن تجاوزه، حيث يرون أنه يعمل على تسييس المحكمة، ويزيل الضوابط الرئيسية على السلطة الحكومية ويسبب ضررا جسيما للطابع الديمقراطي لإسرائيل.

يوم الجمعة، أعلن قادة الاحتجاج يوم الجمعة عن “أسبوع من الشلل” غير مسبوق في جميع أنحاء البلاد لتعطيل الحياة اليومية، بما في ذلك مظاهرات حاشدة في تل أبيب والقدس.

تشهد البلاد احتجاجات حاشدة أسبوعية منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر ضد التشريع المخطط له، وموجة متصاعدة من الاعتراضات من قبل كبار الشخصيات العامة بما في ذلك رئيس الدولة ورجال قانون وقادة الأعمال وغيرهم.

ناشد رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ الحكومة بالتخلي عن الإصلاح القضائي “القمعي” واستبداله بإطار للإصلاح التوافقي. لكن الطرفين لم يدخلا أي محادثات مباشرة.

اقرأ المزيد عن