إسرائيل في حالة حرب - اليوم 646

بحث

تعرض مطعم إسرائيلي لهجوم وإضرام نار في كنيس في غضون دقائق في ملبورن

حشد معاد لإسرائيل يردد هتافات "الموت للجيش الإسرائيلي" ويلقي قطع أثاث عبر نافذة مطعم "ميزنون"؛ مشتبه به يضرم النار في مدخل كنيس يهودي تاريخي؛ إخلاء 20 شخصا تواجدوا داخل المبنى دون أن يصابوا بأذى

الحاخام دوفيد غوتنيك يسير أمام الأضرار التي لحقت بواجهة الكنيس العبري في شرق ملبورن، السبت 5 يوليو 2025، بعد أن أضرم شخص النار في الباب. (James Ross/AAP Image via AP)
الحاخام دوفيد غوتنيك يسير أمام الأضرار التي لحقت بواجهة الكنيس العبري في شرق ملبورن، السبت 5 يوليو 2025، بعد أن أضرم شخص النار في الباب. (James Ross/AAP Image via AP)

قالت السلطات الأسترالية إن حشدا من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين قاموا بالاعتداء على مطعم إسرائيلي في ملبورن مساء الجمعة، بعد دقائق من استهداف كنيس يهودي تاريخي قريب بحريق متعمد، بينما كان اشخاص يتواجدون بداخله.

اقتحم حوالي 20 متظاهرا معاديا لإسرائيل مطعم “ميزنون” حوالي الساعة 8:30 مساء بالتوقيت المحلي، وفقا لصحيفة “هيرالد صن” التي نقلت عن شهود عيان قولهم إن الحشد ردد هتافات ”الموت للجيش الإسرائيلي“. قبل أيام، قاد ثنائي الراب بوب فيلان حشدا في ترديد نفس العبارة في مهرجان “غلاستونبري” في إنجلترا.

وألقى المتظاهرون، كثير منهم ملثمون، الأثاث والطعام على المطعم، وحطموا إحدى نوافذه الخارجية بينما كان الزبائن يتناولون الطعام داخل المطعم وخارجه.

وقالت الشرطة إنها اعتقلت متظاهرا يبلغ من العمر 28 عاما واستجوبت عدة مشاركين آخرين في الموقع، وحددت هويات كل منهم لمتابعة التحقيق.

ويقول النشطاء إنهم استهدفوا مطعم ميزنون لأنه مملوك بالشراكة لشاحر سيغل، الذي عمل متحدثا باسم “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي رفضتها منظمات إغاثة أخرى تقول إن مواقع توزيع الطعام التابعة لها تعرض سكان غزة لنيران الجيش الإسرائيلي.

قبل حوالي نصف ساعة من الحادث في ميزنون، قالت الشرطة إن رجلا دخل إلى حرم الكنيس العبري في شرق ملبورن وسكب سائلا قابلا للاشتعال على الباب قبل أن يضرم فيه النار بينما كان اشخاص في الداخل.

وقالت السلطات إن حوالي 20 شخصا كانوا داخل الكنيس عند اندلاع الحريق، لكنهم تمكنوا من الإخلاء قبل إصابة أي شخص، مضيفة أن قوات الإطفاء وصلت إلى الموقع في غضون دقائق لإخماد الحريق.

وقالت الشرطة إن الأضرار الناجمة عن الحريق اقتصرت على مدخل الكنيس، مضيفة أن المشتبه به لا يزال طليقا، لكن الحادث تم تسجيله بكاميرات المراقبة.

كما قالت الشرطة إنها تعتقد أن الهجوم نفذه مشتبه به ذكر. ولم يتم تحديد هويته ولكن يُعتقد أنه أبيض وثلاثيني.

وجاء في بيان للشرطة “لا يوجد مكان في مجتمعنا للسلوك المعادي للسامية أو القائم على الكراهية“.

وتعليقا على حريق الكنيس، قالت القائمة بأعمال قائد شرطة فيكتوريا زوركا دنستان: ”هذه الجرائم مقيتة وبغيضة، لكن في هذه المرحلة، لا نعتبرها حادثا إرهابيا“.

وأضافت ”في سياق تحقيقاتنا، سنفحص نوايا وأيديولوجية الأشخاص المتورطين، أو الشخص المتورط، لتحديد ما إذا كان هذا عملا إرهابيا بالفعل. في الوقت الحالي، نحن نصنفه على أنه حادث إجرامي خطير ونتعامل معه على هذا الأساس“.

إعلان الحادث حادثا إرهابيا يفتح الباب أمام تخصيص موارد إضافية للتحقيق ويمكن أن يؤدي إلى توجيه تهم تنطوي على أحكام بالسجن لفترات أطول.

وقالت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي شارين هاسكل إن الهجومين هما عملين إرهابيين ودعت إلى تقديم الجناة إلى العدالة.

وكتبت هاسكل على منصة X: ”استهداف دور العبادة اليهودية ومطعم إسرائيلي هو عمل إرهابي يهدف إلى ترهيب مجتمع بأكمله لمجرد دينه وهويته“.

وأضافت أن ”الهجمات المروعة التي وقعت الليلة الماضية على كنيس يهودي ومحل تجاري إسرائيلي في ملبورن هي تذكير آخر بمدى انتشار جرائم الكراهية العنصرية والمعادية للسامية في قلب أستراليا“.

وتابعت “اسمحوا لي أن أكون واضحة: هذه الهجمات تحدث لأن الذين ينشرون الكراهية ويحرضون على العنف لم يواجهوا أي عواقب حقيقية لفترة طويلة جدا. إن الضعف والصمت لا يؤديان إلا إلى تشجيع المتطرفين“، مضيفة “لا يوجد أي مبرر – أبدا – للعنف والكراهية الموجهة ضد اليهود أو الإسرائيليين أو أي أقلية. يجب تقديم مرتكبي هذا الإرهاب إلى العدالة“.

ودعا رئيس الكنيس، داني سيغل، المجتمع الأسترالي الأوسع إلى الوقوف إلى جانب رعيته.

وقال سيغل للصحفيين: ”نحن هنا لنعيش في سلام، نحن هنا ليعيش الجميع معا، ولدينا بداية جديدة في أستراليا، هذا البلد الجميل، وما يفعلونه ليس عدلا ولا صوابا، وكأستراليين، يجب علينا جميعا أن نتخذ موقفا”.

وقع الهجوم على الكنيس بعد سبعة أشهر من استهداف كنيس آخر في ملبورن من قبل أشخاص أضرموا النيران فيه، مما أسفر عن إصابة شخص واحد وإلحاق أضرار كبيرة.

ووصفت رئيسة وزراء ولاية فيكتوريا، جاسينتا ألان، الهجوم على الكنيس الثاني بأنه ”مروع للغاية“.

وقالت ألان في بيان: ”أي هجوم على مكان عبادة هو عمل كراهية، وأي هجوم على مكان عبادة يهودي هو عمل معاد للسامية“.

تعد الجالية اليهودية في أستراليا، التي يبلغ تعدادها حوالي 120 ألف نسمة، من بين الأكثر تضررا من موجة معاداة السامية العالمية منذ 7 أكتوبر 2023. شهدت البلاد أكثر من 2000 حادث معاد للسامية بين أكتوبر 2023 وسبتمبر 2024، أي أكثر من أربعة أضعاف العدد المسجل في العام الذي سبق هجوم حماس في 7 أكتوبر الذي أشعل حرب غزة، وفقا للمجلس التنفيذي ليهود أستراليا.

في الأشهر الأخيرة، تعرض اليهود هناك إلى حرق كنس ومدارس ومنازل، وأطلق ممرضان تهديدات بقتل المرضى اليهود في المستشفى الذي عملا به، وعُثر على مقطورة مليئة بالمتفجرات ذكرت تقارير أنها كانت معدة لارتكاب هجوم ضخم في كنيس في سيدني.

اقرأ المزيد عن