تعرض شمال إسرائيل لأشد قصف من حزب الله منذ اندلاع الحرب
لا أنباء عن إصابات، لكن المباني في "كريات شمونة" التي تم إخلاؤها إلى حد كبير تعرضت لأضرار بعد إطلاق 34 صاروخا على الأقل من لبنان، بعد يوم من مقتل أحد عناصر حزب الله واثنين آخرين في غارة إسرائيلية
دوت صفارات الإنذار بشكل متكرر في شمال إسرائيل يوم الأربعاء بعد سقوط صواريخ أطلقت من لبنان على بلدتي راس الناقورة و”كريات شمونة” في تصعيد كبير على طول الحدود المضطربة، في الوقت الذي تعهد فيه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بأن الجيش جاهز لمحاربة حزب الله، رغم استمرار القتال العنيف في غزة.
ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات في الهجمات، التي تمثل على ما يبدو أشد قصف لشمال إسرائيل اندلاع الحرب في 7 أكتوبر. وردت إسرائيل على الهجمات بضربات جوية في جنوب لبنان.
وجاء هذا التصعيد بعد غارة إسرائيلية مزعومة أسفرت عن مقتل عضو في حزب الله، وشقيقه وزوجة أخيه، ومع تعهد إيران بالانتقام لمقتل ضابط كبير في الحرس الثوري الإسلامي في سوريا، والذي ألقت باللوم فيه على إسرائيل.
وتم إطلاق ما لا يقل عن 18 صاروخا على لدية رأس الناقورة الساحلية حوالي الساعة العاشرة صباح الأربعاء، في هجوم ادعى حزب الله أنه يستهدف قاعدة بحرية إسرائيلية في المنطقة. وورد أن نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي اعترض ستة صواريخ على الأقل، بينما سقط عدد آخر في مناطق مفتوحة.
وبعد عدة ساعات، أُطلق وابل ثانٍ على مدينة “كريات شمونة”. وقال مسؤولون إن ستة صواريخ سقطت داخل المدينة، مما تسبب في أضرار للمباني السكنية والبنية التحتية، بينما سقطت أربعة أخرى في مناطق مفتوحة. واعترضت القبة الحديدية ثلاثة صواريخ إضافية، فيما سقط الباقي في مناطق مفتوحة.
وقالت السلطات في “كريات شمونة” إنه تم إطلاق ما لا يقل عن 16 صاروخا على المدينة، رغم ادعاء حزب الله أنه أطلق 30 صاروخا في المجمل.
وتم إخلاء المدينة، التي يسكنها عادة أكثر من 20 ألف شخص، إلى حد كبير في الأشهر الأخيرة، إلى جانب بلدات أخرى قريبة من الحدود الإسرائيلية، بسبب الهجمات الصاروخية شبه اليومية التي يشنها حزب الله والجماعات المتحالفة معه.
وأعلن حزب الله مسؤوليته عن الهجمات الصاروخية، وكذلك عن ثلاث طائرات مسيرة مفخخة ضربت منطقة جبل دوف، حيث تقع عدة مواقع للجيش الإسرائيلي، قائلا إنه شن الهجمات “ردا على جرائم العدو المتكررة”.
وخلال زيارته لمقر القيادة الشمالية يوم الأربعاء، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن الجيش “على مستوى عال جدا من الاستعداد” وسط تصاعد هجمات حزب الله.
وقال في تصريحات قدمها الجيش الإسرائيلي، “مهمتنا الأولى هي إعادة السكان بأمان، وهذا سيستغرق بعض الوقت. لقد وافقنا اليوم على مجموعة متنوعة من الخطط للمستقبل، وعلينا أن نكون مستعدين للهجوم، إذا لزم الأمر”.
“الجيش الإسرائيلي والقيادة الشمالية داخله على مستوى عال جدا من الاستعداد. حتى الآن، تمت إدارة الحملة هنا بشكل صحيح ودقيق، وهذه هي الطريقة التي ينبغي أن تستمر بها. لن نعيد السكان دون الأمن والشعور بالأمان”.
وبحسب مسؤول أمني تحدث إلى وكالة “رويترز” للأنباء، أطلق حزب الله عدد أكبر من الصواريخ والطائرات المسيّرة يوم الأربعاء من أي يوم آخر منذ بدء المناوشات اليومية.
وردا على إطلاق نار كثيف من جنوب لبنان، قصفت طائرات مقاتلة إسرائيلية موقع إطلاق هجوم الطائرة المسيّرة، بالإضافة إلى أهداف أخرى قريبة من الحدود، حسبما ذكر الجيش الإسرائيلي في بيان.
واندلعت الاشتباكات شبه اليومية على الحدود الشمالية لإسرائيل في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر والحرب اللاحقة في غزة والتي تعهدت إسرائيل فيها بالقضاء على الحركة الفلسطينية. وقال حزب الله، إلى جانب الفصائل الفلسطينية المتحالفة معه على طول الحدود اللبنانية، إنه يهاجم إسرائيل لإظهار الدعم لشعب غزة.
לפני זמן קצר מטוסי קרב של חיל האוויר השלימו תקיפה ממוקדת של מטרות טרור בשטח לבנון.
במסגרת התקיפה, הושמדו מספר תשתיות טרור לצד אתרים צבאיים של ארגון הטרור חיזבאללה.כמו כן, במהלך השעות האחרונות זוהו מספר שיגורים שחצו משטח לבנון לעבר מרחבים שונים בצפון הארץ ונפלו בשטח פתוח>> pic.twitter.com/d63LHnJyAg
— צבא ההגנה לישראל (@idfonline) December 27, 2023
كما هاجمت الجماعات المدعومة من إيران في اليمن والعراق وسوريا إسرائيل والقوات الأمريكية في المنطقة بشكل متكرر منذ 7 أكتوبر، في ما يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه محاولة للضغط على القوات العسكرية بينما تقاتل إسرائيل حماس في غزة.
وقتل أربعة مدنيين وتسعة جنود في هجمات على الحدود الشمالية شملت عشرات الهجمات الصاروخية المضادة للدبابات. كما تم شن عدة هجمات صاروخية من سوريا دون وقوع إصابات.
وقد نشر حزب الله أسماء 121 عضوا قتلوا على يد إسرائيل خلال المناوشات، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. وقُتل 16 مسلحا فلسطينيا آخرين، وجندي لبناني، وما لا يقل عن 19 مدنيا، ثلاثة منهم صحفيين، في لبنان.
وأسفرت غارة جوية نسبت إلى إسرائيل على مدينة بنت جبيل الجنوبية في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء عن مقتل ثلاثة أشخاص، بحسب وسائل إعلام لبنانية، اثنان منهم مدنيان.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، فقد تم انتشال جثث إبراهيم بزي وزوجته شروق حمود وشقيق إبراهيم علي بزي من تحت أنقاض منزلهم المدمر.
وبحسب ما ورد أصيب فرد آخر من الأسرة بجروح.
وقال أحد أقاربه أن إبراهيم بزي مواطن لبناني-أسترالي مزدوج الجنسية. ورغم أن أفراد الأسرة في القرية زعموا أن علي بزي كان مدنيا، إلا أن حزب الله أصدر بيانا أعلن فيه وفاته باعتباره “شهيدا على الطريق إلى القدس”، كما يفعل عادة عند مقتل أحد مقاتليه.
وقيل إن إبراهيم بزي عاش في سيدني وكان في لبنان فقط لزيارة زوجته حمود، التي حصلت للتو على تأشيرة سفر إلى أستراليا وبالتالي لم تكن تعيش مع زوجها بعد.
وردا على سؤال حول الحادث، قال الجيش الإسرائيلي إن إحدى طائراته قصفت موقعا عسكريا لحزب الله خلال الليل في لبنان. ونقلت وسائل إعلام أسترالية عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأسترالية قوله إنها على علم بالتقرير وتسعى للحصول على تأكيد.
وبنت جبيل هي معقل لحزب الله وتم تدمير أجزاء كبيرة منها خلال حرب عام 2006 بين إسرائيل والتنظيم المدعوم من إيران.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير