تعرض الجيش الإسرائيلي لهجوم من داخل مدرسة تابعة للأمم المتحدة؛ ومقتل 5 جنود والرهينة ساهر باورخ في غزة
لا يزال هناك 138 رهينة في غزة، ولكن في الأيام الأخيرة أكد الجيش مقتل 18 من الرهائن الذين تحتجزهم حماس
أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته خاضت سلسلة من المعارك مع مقاتلي حماس في شمال غزة يوم السبت بينما واصلت هجومها البري، حيث تعرضت للهجوم في حادثتين على الأقل من داخل مدارس.
شهد مساء السبت إعلان الجيش الإسرائيلي عن مقتل خمسة جنود، توفي أحدهم متأثرا بجراحه التي أصيب بها في 7 أكتوبر، وأربعة منهم قُتلوا خلال القتال في جنوب قطاع غزة خلال نهاية الأسبوع.
أحد الجنود القتلى هو ابن شقيقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق والوزير الحالي في كابينت الحرب غادي آيزنكوت، الذي فقد نجله أيضا في القتال قبل عدة أيام. بذلك، ترتفع حصيلة الجنود الذين قُتلوا خلال الهجوم البري ضد حماس إلى 97.
وأصيب 12 جنديا آخرين من عدة وحدات بجروح خطيرة خلال القتال الذي دار خلال نهاية الأسبوع.
يوم الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة جنديين بجروح خطيرة في محاولة فاشلة لإنقاذ رهائن.
في أعقاب انهيار الهدنة، استأنف الجيش عملياته البرية في غزة بهدف القضاء على حماس وتأمين عودة جميع الرهائن. وواصلت القوات تشديد قبضتها على المدن في شمال غزة، لكنها توغل أيضا في خان يونس بجنوب غزة، حيث شهدت الأيام الأخيرة بعضا من أعنف المعارك في الحرب.
في خضم استمرار القتال، أعلن كيبوتس بئيري إن أحد سكانه ويُدعى ساهر باروخ، الذي اختُطف وتم احتجازه كرهينة في غزة في 7 أكتوبر، قُتل خلال تواجده في الأسر.
ولم يذكر البيان التفاصيل بشأن ظروف مقتل الرهينة (25 عاما)، ولكن الأنباء عن مقتله جاءت بعد يوم من قيام حماس بنشر فيديو يظهر جثته.
وجاء في بيان صدر عن الكيبوتس، وهو أحد البلدات الأكثر تضررا في هجوم 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل، عندما تسلل مسلحون الحدود من غزة وقتلوا حوالي 1200 شخص، واختطفوا حوالي 240 رهينة، “نطالب بإعادة جثته في إطار أي صفقة رهائن. لن نتوقف حتى يعود الجميع إلى الوطن”.
يُعتقد أنه لا يزال هناك 138 رهينة في غزة، ولكن في الأيام الأخيرة أكد الجيش مقتل 18 من الرهائن الذين تحتجزهم حماس، بسبب معلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة.
وتم إطلاق سراح 105 رهائن آخرين من أسر حماس في غزة خلال هدنة استمرت لأسبوع: 81 إسرائيليا، 23 مواطنا تايلانديا وفلبيني واحد. في المقابل، أفرجت إسرائيل عن 240 أسيرا أمنيا فلسطينيا، جميعهم من النساء والقاصرين. في وقت سابق، تم الافراج عن أربع رهائن واعادة واحدة أخرى، واسترداد جثتين.
وقال الجيش أيضا أن حماس واصلت إطلاق الصواريخ من “منطقة إنسانية” أقيمت في منطقة المواسي بجنوب غزة، وأنه في الأمس في الساعة السادسة مساء “أطلق إرهابيو حماس العديد من الصواريخ على إسرائيل من المنطقة الإنسانية المحددة”.
واستهدف إطلاق الصواريخ تل أبيب.
وتم إطلاق أربعة صواريخ أخرى من منطقة المواسي الساعة 1:56 بعد الظهر لكنها “سقطت في قطاع غزة وعرضت العديد من المواطنين في غزة للخطر”، بحسب الجيش الذي أضاف ان “هذا دليل آخر على أن حماس تستغل المنطقة الإنسانية [التي حددها] الجيش الإسرائيلي للقيام بأنشطة إرهابية”.
ونشر الجيش رسما توضيحيا يوضح مواقع إطلاق الصواريخ من المواسي، بالإضافة إلى صورة تظهر منصة إطلاق الصواريخ.
والمنطقة الإنسانية في المواسي هي منطقة يصنفها الجيش على أنها منطقة آمنة للمدنيين داخل قطاع غزة.
وقال الجيش أيضا إنه نفذ سلسلة من الغارات الجوية في أنحاء القطاع ضد أهداف تابعة لحماس.
وأفاد سكان عن وقوع غارات جوية وقصف شمال وجنوب غزة يوم السبت، بما في ذلك في مدينة رفح، التي تقع بالقرب من الحدود المصرية.
تجاوز إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين في غزة 17400، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة التي تسيطر عليها حماس، ولا تفرق هذه الأرقام بين المدنيين والمقاتلين، ولا بين أولئك الذين قُتلوا جراء عمليات الجيش الإسرائيلي وأولئك الذين قُتلوا نتيجة مئات الصواريخ الخاطئة التي أُطلقت على إسرائيل وسقطت داخل قطاع غزة. وقالت إسرائيل إنها تعتقد أنها قتلت ما لا يقل عن 7000 مسلح حتى الآن.
وتحمّل إسرائيل حماس المسؤولية عن سقوط ضحايا من المدنيين، وتتهم المسلحين باستخدام المدنيين كدروع بشرية، وتقول إنها تبذل جهودا كبيرة في أوامر الإخلاء لإبعاد المدنيين عن الأذى.
الهجوم في جنوب غزة
وفي الجنوب، قال الجيش الإسرائيلي إن الفرقة 98 واصلت قتال حماس في خان يونس، حيث نفذ سلاح الجو غارات على مواقع الحركة. ووفقا للجيش الإسرائيلي، داهمت قوات من الكتيبة 12 في لواء المشاة “غولاني” مسجدا في منطقة خان يونس حيث يتواجد مسلحو حماس. وأضاف أنه تم تفجير عبوة ناسفة بالقرب من القوات، ووجهت القوات مروحية هجومية لضرب نشطاء حماس على سطح المسجد، وعدد آخر خرج من نفق، والمزيد من المسلحين الذين تم رصدهم في المنطقة.
وفي وقت لاحق، قامت طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بتدمير المسجد بالإضافة إلى البنية التحتية للأنفاق تحته، بحسب الجيش الإسرائيلي.
في هذه الأثناء، حددت وحدة “ماجلان” الخاصة ثلاثة مسلحين من حماس وهم يخرجون من فتحة نفق في وسط خان يونس ويطلقون قذائف آر بي جي على القوات، بحسب الجيش الإسرائيلي. وردت القوات بإطلاق النار وقتلت المسلحين.
كما قامت قوات ماجلان بتوجيه ضربات لطائرات مسيرة ضد المزيد من مسلحي حماس وممرات الأنفاق في المنطقة، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي إن وحدة “دوفديفان” الخاصة عثرت على غرفة قيادة تابعة لحماس استخدمها المسلحون لنصب كمين للقوات. ونفذ الجنود هجوما على المبنى، إلى جانب قيام طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بشن غارات على خلية أخرى تابعة لحماس في المنطقة.
وقتلت قوات لواء مشاة “غفعاتي” عددا من مسلحي حماس وعثرت على العديد من فتحات الأنفاق في جنوب قطاع غزة. وقال الجيش إن القوات دمرت بنية تحتية لحماس ووجهت غارات جوية على مخابئ يستخدمها النشطاء.
The IDF says the 98th Division continues to battle Hamas in southern Gaza's Khan Younis, with the Air Force carrying out strikes on the terror group's sites.
According to the IDF, troops of the Golani Infantry Brigade's 12th Battalion raided a mosque in the Khan Younis area… pic.twitter.com/KAKWmw34gp
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) December 9, 2023
وأعلن الجيش مقتل خمسة جنود، أربعة منهم قتلوا في المعارك بالجنوب وهم: مساعد أول (احتياط) ليئاف أتيا (25 عاما)، من الكتيبة 6623 التابعة للواء 55، من بئر السبع؛ مساعد أول (احتياط) عومري بن شاحر (25 عاما)، من الكتيبة 6623 التابعة للواء 55، من غفعتايم؛ مساعد أول يوناتان دين حاييم (25 عاما)، من الكتيبة 603 التابعة لسلاح الهندسة القتالي، من رمات غان؛ الرقيب ماؤور كوهين آيزنكوت (19 عاما)، من الكتيبة 12 في لواء غولاني، من إيلات.
الجندي القتيل الخامس هو المساعد أول حاييم مئير عيدن (20 عاما)، من الكتيبة 12 في لواء غولاني، من رحوفوت. وقد أصيب عيدان يوم 7 أكتوبر وتوفي متأثرا بجراحه يوم السبت.
ونشر الجيش أيضا مقطع فيديو لما قال إنه يظهر مسلحين من حماس يأخذون على ما يبدو إمدادات من مدنيين في حي الشجاعية بمدينة غزة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية إن عناصر حماس أخذوا الإمدادات ووضعوها في سيارتهم، واعتدوا بالضرب على المدنيين، ثم توجهوا إلى موقع معروف بأنه مرتبط بالحركة.
#عاجل بالقبضات والهراوات: صور جديدة تكشف الفجوة بين سكان غزة وقادة حماس! يقوم رجال حماس بضرب وسرقة المواد الغذائية والإمدادات الإنسانية من سكان قطاع غزة
صور جديدة نكشفها اليوم وتثبت الفجوة بين رجال حماس وسكان القطاع حيث قام عناصر حماس بضرب مواطنين غزيين في حي الشجاعية ونهب… pic.twitter.com/akhIpJzIKv
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) December 9, 2023
العملية في شمال غزة
وأظهرت لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي بعد ظهر السبت، قوات من الكتيبة 931 التابعة للواء المشاة “ناحل”، تقاتل عناصر حماس في جباليا شمال قطاع غزة. وقال الجيش إن القوات تلقت معلومات استخباراتية عن أعضاء حماس وأسلحة في مبان مجاورة وقادت هجوما عليهم.
وقال الجيش “لقد أعد الإرهابيون كمينا في المنطقة واستعدوا لمهاجمة قواتنا عندما كانت تتحرك عبر الطريق الرئيسي. القوات التي وصلت عبر أحد الأزقة خلف العدو فاجأتهم وأطلقت النار على الإرهابيين”.
وواجهت الكتيبة 931 وقتلت مسلحين آخرين من حماس خلال معارك في جباليا خلال اليوم الماضي، وفقا للجيش الإسرائيلي. وقُتل عدد آخر من المسلحين في غارات جوية وقصف بالدبابات.
Footage released by the IDF shows troops of Nahal Infantry Brigade's 931st Battalion battling Hamas operatives in northern Gaza's Jabaliya. The end of the video shows the bodies of several gunmen. pic.twitter.com/TPmIMGRa0M
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) December 9, 2023
خلال الليل قال الجيش إن اشتباكات عنيفة اندلعت مرة أخرى في الشمال، حيث أظهر القتال مدى تغلغل المسلحين داخل النسيج المدني في غزة.
اشتباكان على الأقل وقعا داخل مسجد ومدارس، من بينها مدرسة تديرها الأمم المتحدة.
وقال الجيش يوم السبت إن قوات من لواء المشاة “كفير” واجهت خلية تابعة لحماس في مدرسة في حي الشجاعية بمدينة غزة. وقتلت القوات المسلحين وعثرت فيما بعد على أسلحة ومعدات عسكرية داخل الفصول الدراسية.
وعثرت قوات المدرعات العاملة مع لواء المظليين على نفق في الشجاعية ودمرته، والذي يقول الجيش إنه جزء من شبكة أنفاق “واسعة”. وكان هناك مصعد في فتحة نفق أخرى في المنطقة.
وقال الجيش إن قوات لواء “غولاني” حددت عددا من مقاتلي حماس وبحوزتهم صواريخ مضادة للدبابات وهو يقتربون منهم في الشجاعية.
وقام الجنود باستدعاء غارة جوية، وقتلت مروحية قتالية المسلحين، وفقا للجيش.
وفي بيت حانون، قال الجيش إن لواء المشاة الاحتياطي الخامس تعرض لإطلاق نار من قبل مسلحي حماس الذين أطلقوا النار من مسجد ومن مدرسة تابعة للأونروا.
Footage published by the IDF shows Hamas operatives opening fire at troops from an UNRWA school in northern Gaza's Beit Hanoun, and a strike in response. pic.twitter.com/eNpNsTsJJ4
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) December 9, 2023
كما نشر الجيش مقاطع فيديو تظهر جنودا يعثرون على بندقية قناصة وذخيرة مخبئة داخل دمية دب كبيرة خلال عمليات بحث في مدرسة بقطاع غزة.
في مدرسة أخرى قريبة، قال الجيش إن قواته عثرت على أسلحة مخبئة داخل حقائب تحمل شعار الأونروا.
A sniper rifle and ammunition hidden inside a large teddy bear were found by troops of the 551st Reserve Paratroopers Brigade while searching a school in the Gaza Strip yesterday, footage released by the IDF shows. pic.twitter.com/ZrbzU4fapx
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) December 9, 2023
وسيطرت القوات هذا الأسبوع أيضا على “ميدان فلسطين” في قطاع غزة، وهو موقع اختارته حماس لعرض عمليات الافراج عن بعض من الرهائن الإسرائيليين خلال وقف لإطلاق النار في أواخر الشهر الماضي.
وقد اصطحب الجيش الإسرائيلي عدة وسائل إعلام إلى المنطقة في الأيام الأخيرة، مع ظهور لقطات جديدة هذا المساء تظهر العلم الإسرائيلي يلوح في وسط الساحة. وأظهر مقطع آخر نُشر على الإنترنت يوم الجمعة القوات وهي تضيء شموع على شمعدان عملاق بمناسبة عيد الحانوكا (الأنوار) في الميدان.
תיעוד מכיכר פלסטין בעזה, כיכר מרכזית ששימשה עד לאחרונה כסמל לשלטון חמאס ונראית ככה היום.
שבוע טוב לכל הלוחמים שלנו ולכל מדינת ישראל???????? pic.twitter.com/cwRsAdJ9uo— יוסף חדאד – Yoseph Haddad (@YosephHaddad) December 9, 2023