تظاهر ما يقارب 300 ألف شخص في واشنطن دعما لإسرائيل وإطلاق سراح الرهائن في غزة
أقيم أكبر حدث مؤيد لإسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة تحت إجراءات أمنية مشددة؛ قادة الكونجرس الأمريكي ينتقدون المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين بسبب "ترديدهم هتاف حماس"
تظاهر ما يقارب من 300 ألف شخص في واشنطن يوم الثلاثاء في “المسيرة من أجل إسرائيل”، وطالبوا بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، واستذكروا المحرقة بينما أدانوا هجوم حماس في 7 أكتوبر بصرخة “لن يتكرر”.
وقال رئيس “مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى” ويليام داروف إن أكثر من 290 ألف شخص حضروا الحدث، مما يجعله أكبر تجمع مؤيد لإسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة.
وتم تنظيم حافلات ورحلات جوية إلى العاصمة الأمريكية من قبل اتحادات يهودية محلية ومدارس ومعابد يهودية ومجموعات مغتربين إسرائيليين ومراكز الجالية اليهودية، في حين شق الكثيرون طريقهم لوحدهم للمشاركة في “المسيرة من أجل إسرائيل”.
وألقى الرئيس يتسحاق هرتسوغ خطابا في المسيرة عبر رابط فيديو من حائط المبكى في القدس، مطالبا بعودة الرهائن المحتجزين في غزة، وأعلن: “لن يتكرر الآن”.
وقال هرتسوغ: “اليوم نجتمع معًا، كعائلة واحدة كبيرة، للسير من أجل إسرائيل. للسير من أجل أجل الأطفال، الأولاد والبنات، النساء والرجال الذين تحتجزهم حماس بوحشية”.
“السير من أجل حق كل يهودي في العيش بفخر وأمان في أمريكا وإسرائيل وفي جميع أنحاء العالم. وقبل كل شيء، نجتمع معًا لنسير من أجل الخير ضد الشر، ومن أجل الأخلاق الإنسانية ضد التعطش للدماء. نحن نسير من أجل النور بدلا من الظلام”.

“قبل ثمانين عاما، خرج اليهود من أوشفيتز وأقسموا: لن يتكرر. وعندما رفعنا العلم الأزرق والأبيض فوق وطننا القديم، أقسمنا: لن يتكرر. قبل أربعين يومًا، غزا جيش إرهابي دولة إسرائيل السيادية وذبح مئات إسرائيليين في أكبر مذبحة منذ المحرقة. دعونا نصرخ معًا: لن يتكرر. لن يتكرر الآن”.
كما أشاد هرتسوغ بالرئيس الأمريكي جو بايدن على “الوضوح الأخلاقي والإجراءات الجريئة لحلفائنا الأمريكيين”.
“مرة أخرى في التاريخ اليهودي، نطالب: حرروا شعبنا. بينما أحباؤنا محتجزون في غزة، وجنودنا يقاتلون من أجل إسرائيل الحبيبة، يتعرض اليهود في جميع أنحاء العالم للاعتداء لكونهم يهودا. الكراهية والأكاذيب والوحشية والانفجار المخزي لمعاداة السامية القديمة تشكل إحراجًا لجميع الشعوب والأمم المتحضرة”.
“يجب أن يكون اليهود في أمريكا آمنين. يجب أن يكون اليهود في جميع أنحاء العالم آمنين”، قال هرتسوغ.
وفي خطاب لاقى ترحيبا حارا، سرد زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز تاريخ اضطهاد الشعب اليهودي عبر العصور، موضحا أن ذلك يرسي “الادعاء الأخلاقي لوجود إسرائيل”، وأشار إلى أن “الشعب اليهودي طُرد بعنف من الشرق الأوسط. وتم قتل الشعب اليهودي بشكل منهجي على يد النظام النازي. وتعرض الشعب اليهودي لهجوم عنيف من قبل حماس يوم 7 أكتوبر، مما أدى إلى أكبر خسارة في الأرواح اليهودية في يوم واحد منذ المحرقة. لذا، نحن هنا، مع أكثر من 100,000 شخص، لنعلن بشكل لا لبس فيه: لن يتكرر. لن يتكرر. لن يتكرر. يجب أن تكون دولة إسرائيل موجودة دائمًا كملاذ آمن للشعب اليهودي”.
“لذلك فإننا نقف إلى اليهود في إسرائيل، ونقف إلى جانب اليهود في أمريكا، ونقف إلى جانب اليهود في جميع أنحاء العالم. نحن نقف معًا في الجهود لسحق معاداة السامية. نحن نقف معًا في الجهود لسحق الكراهية المعادية لليهود. نحن نقف معًا في الجهود لإعادة الرهائن إلى الوطن. نحن نقف معًا في الجهود لضمان بقاء أمريكا دائمًا مكانًا آمنًا للجالية اليهودية في كل أنحائها”.
If you watch one thing today, watch this:
“The Moral Case for Israel”
Democratic House Leader @RepJeffries brings the house down at the #MarchForIsrael rally in Washington, DC pic.twitter.com/ePoG4DJxwY— David G. Greenfield (@NYCGreenfield) November 14, 2023
وبعد أسابيع من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة لإسرائيل، والتي شهدت دعوات لإقامة دولة فلسطينية “من النهر إلى البحر”، وهي عبارة استخدمتها أيضا النائبة عن ولاية ميشيغان رشيدة طليب، انتقدت قيادة الكونغرس الأمريكي هذا الهتاف، الذي ينظر إليه الكثيرون على أنه دعوة لزوال إسرائيل.
وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر للحشد: “عندما تقول حماس من النهر إلى البحر، فإنهم يقصدون أن كل إسرائيل الحالية يجب أن تكون أرضًا خالية من اليهود”.
وقال شومر، قبل أن يقود المشاركين في المظاهرة في هتاف “عم يسرائيل حاي” (شعب إسرائيل حي): “نحن نقف إلى جانبكم، ولن نرتاح حتى تحصلوا على كل المساعدة التي تحتاجونها”.

وفي حديثه بعد شومر، قال رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون: “لقد سمعنا أصداء كثيرة لصرخة حماس من النهر إلى البحر، وأنا مقتنع بأن الكثير من طلاب الجامعات الذين يشاركون في هذه الاحتجاجات لا يدركون أن هذه دعوة صريحة لإبادة إسرائيل.
وأضاف: “من غير المقبول لأي زعيم سياسي في هذه الأمة أن يعطي مصداقية لهذا الخطاب الخطير”.
كما وصف جونسون الدعوات لوقف إطلاق النار بأنها “شائنة”.
وقال وسط الهتافات: “إسرائيل ستتوقف عن هجومها المضاد عندما تتوقف حماس عن تشكيلها تهديدا للدولة اليهودية”.
وقالت إسرائيل إنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار دون إطلاق سراح الرهائن، وأن وقف إطلاق النار سيؤدي فقط إلى مساعدة حماس على إعادة تجميع صفوفها وإمداداتها. وقد دعمت الولايات المتحدة إسرائيل في موقفها، ولكنها تحث بدلاً من ذلك على وقفات إنسانية في القتال لسسماح بدخول المساعدات إلى القطاع المحاصر، والسماح للمدنيين بالإخلاء من منطقة القتال في شمال القطاع، حيث تقع العديد من معاقل حماس.
وقالت مبعوثة معاداة السامية في إدارة بايدن ديبورا ليبستادت للحشد إن الحكومة الأمريكية “تقف ضد كراهية اليهود”.
“اليوم في أمريكا، لا نمنح معاداة السامية أي شرعية، ولا موطئ قدم، ولا تسامح، لا في الحرم الجامعي، ولا في مدارسنا، ولا في أحيائنا، ولا في شوارعنا أو شوارع مدننا. ليس في حكومتنا. وليس في أي مكان. ليس الآن، وليس أبدًا”، قالت ليبستادت.

وقالت أنه “عندما يهتف المتظاهرون: السلام والمجد للشهداء، فإن ذلك يحرض على المزيد من الكراهية، والمزيد من القتلى”.
“إنه يهدد القيم وأسس الاستقرار والأخلاق في أي مجتمع في أي مكان في العالم… توجيه الكراهية والعنف ضد أي عضو في مجتمعنا بسبب هويته مناف للقيام الأمريكي وخاطئ”، قالت.
وتحدث في المظاهرة أيضا أقارب بعض الرهائن الذين تم أسرهم من قبل حماس وفصائل فلسطينية أخرى أثناء اجتياحها جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص.
وقالت راحيل غولدبرغ، التي أصيب ابنها هيرش غولدبرغ بولين بجروح خطيرة قبل أن يتم احتجازه من قبل مسلحي حماس في مهرجان “سوبر نوفا”، للحشد أن عائلات المختطفين “عاشوا في عذاب بطيء آخر 39 يوما”.
وقالت: “لدينا جميعاً حروق من الدرجة الثالثة في أرواحنا”.
“لكن النفوس التي تعاني حقا هي نفوس الرهائن، وهم يريدون أن يسألوا كل شخص في العالم: لماذا؟ لماذا يقبل العالم أن يتم سرقة 240 إنسانا من حوالي 30 دولة ودفنهم أحياء”، أضافت في إشارة إلى الاعتقاد أن العديد من الرهائن محتجزون تحت الأرض في متاهة أنفاق حماس تحت قطاع غزة.
“تتراوح أعمار أبناء الله هؤلاء من 9 أشهر إلى 87 عامًا. إنهم مسيحيون ومسلمون ويهود وبوذيون وهندوس”، قالت.
ومشيرة إلى قصة رجل مسيحي أنقذ اليهود خلال المحرقة، قالت: “ما على العالم أن يبدأ التفكير فيه اليوم هو ما هو عذرك؟”
واختتمت غولدبرغ كلامها قائلة: “أعدوهم إلى الوطن الآن”.
ووصفت أورنا نيوترا، والدة الرهينة عومر نيوترا، ابنها بأنه “رجل كبير، يبلغ طوله 1.9م ومع بسمة دائما على وجهه”.
وقالت إن المواطن الأمريكي الإسرائيلي مهووس بالرياضة، وقد نشأ على حب وشغف لكلا موطنيه.
“من ألم عميق، نحن صامدون من أجلك يا عومر. نحن نتحدث باسمك، بلا كلل… يا عومر، أنت لست ابني الحبيب فحسب، بل لقد أثرت في الكثيرين بطرق عميقة وجوهرية”.
وقالت ألانا زيتشيك، التي تم اختطاف أبناء عمومتها الستة من كيبوتس “نير عوز”، إن معاناة العائلات “أصبحت هامشية” بالنسبة للكثيرين في الغرب.
وأضافت: “المطالبة بالإفراج عن الرهائن ليس عملاً سياسياً، ولا عملاً حربيا”.
وفي خطاب ناري، قالت الطالبة بجامعة كولومبيا نوعا فاي أن أكثر من 100 أستاذ في حرمها الجامعي دعوا إلى تدمير إسرائيل.
“أنا امرأة يهودية أمريكية سوداء من السكان الأصليين ولن يتم إسكاتي… سأستمر في الصراخ”، قالت فاي.
“نحن يهود الشتات، وهذه هي الطريقة التي نقاتل بها. نحن نقاتل بصوت عالٍ ونقاتل بسلام. نحن بعيدون عن العجز، وبعيدون عن اليأس”.

لكن لم يتم الترحيب بجميع المتحدثين في التجمع – فقد غضبت المجموعات التقدمية من قرار دعوة القس الإنجيلي المثير للجدل جون هاجي للتحدث، رغم عدم وجود أي رجل دين يهودي على قائمة المتحدثين.
وصنفت وزارة الأمن الداخلي المسيرة على أنها حدث أمني من “المستوى الأول”، وهو أعلى تصنيف في نظامها ويستخدم عادة في مباراة الـ”سوبر بول” وغيرها من الأحداث الكبرى، حسبما قال اثنان من مسؤولي إنفاذ القانون لوكالة “أسوشيتد برس”.
وقال المسؤولون إن هذا التصنيف يعني أن الحدث يتطلب مساعدة كبيرة من الوكالات الفيدرالية في مجهود إنفاذ القانون.
ونشرت الشرطة كاسحات ثلج كحواجز مؤقتة على الطرق في مكان قريب، إضافة إلى مركبة مدرعة ذات طراز عسكري، بينما تم تفتيش حقائب المتظاهرين قبل السماح لهم بدخول المنطقة.
وارتدى العديد من المتظاهرين الأعلام الإسرائيلية ملفوفة حول أكتافهم، أو حملوا أعلامًا إسرائيلية صغيرة في أيديهم.
وقالت جاكي سيلي من روكفيل بولاية ميريلاند، التي جاءت مع أصدقاء من نيويورك: “آمل أن يظهر ذلك تضامناً” مع إسرائيل. “وآمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة الوعي بالرهائن المعرضين للخطر حاليًا”.
وقال سيرجي كرافشيك (64 عاما) إنه “فخور” برؤية الإقبال الكبير في واشنطن.
وقال: “نحن بالطبع ندعم إسرائيل… نحن نفعل بالضبط ما يتعين علينا القيام به”.

وقال مارك مور (48 عاما)، وهو قس مسيحي من شيكاغو، إنه يعتبر إسرائيل “المعقل الوحيد للحرية” في الشرق الأوسط، وأنه على الرغم من أنه يريد السلام في نهاية المطاف، “أنا أصلي من أجل السلام … الذي يتم تحقيقه من خلال النصر حتى لا تستمر هذه الدوامة التي لا نهاية لها من العنف”.
وجاءت المظاهرة، التي اعتبرها الكثيرون أيضًا رسالة شكر لبايدن لدعمه القوي لإسرائيل في حربها ضد حماس، بعد عدة احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين ومعادية لإسرائيل في الولايات المتحدة، فضلاً عن تصعيد معاداة السامية، وخاصة في الجامعات.
ولم يتمكن وفد مكون من 900 شخص نظمه الاتحاد اليهودي في ديترويت من الوصول إلى المظاهرة، وقد تقطعت بهم السبل في مطار دالاس في واشنطن بعد أن رفض سائقو حافلاتهم نقلهم إلى حدث مؤيد لإسرائيل، قال داروف.