تظاهرة في غزة تضامنا مع عامل الإغاثة المتهم بتحويل ملايين الدولارات إلى حماس
الفلسطينيون في القطاع الذين استفادوا من أنشطة ’وورلد فيجين’ يطالبون إسرائيل بإطلاق سراح محمد الحلبي
تظاهر عشرات الأطفال والنشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة الأحد تضامنا مع عامل إغاثة محلي متهم بتحويل عشرات الملايين من الدولارات من تبرعات الإغاثة الدولية لتمويل حركة “حماس”.
واحتشد الفلسطينيون الذي استفادوا من عمل جمعية “وورلد فيجين” الخيرية في القطاع خارج مقر “World Vision” في مدينة غزة مطالبين إسرائيل بالإفراج عن محمد الحلبي، الذي وصفوه بـ”منقذ البشرية” على الفور.
وتعمل “World Vision”، وهي منظمة إغاثة مسيحية دولية مقريها الرئيسيين في ولاية واشنطن وبريطانيا، في حوالي 100 بلد. مع ميزانية تصل إلى حوالي 2.6 مليار دولار ونحو 50,000 موظف، تُعتبر المنظمة واحدة من أكبر منظمات الإغاثة الأمريكية التي تعمل في إسرائيل والضفة الغربية وغزة منذ سنوات السبعين.
يوم الخميس وجهت إسرائيل لائحة اتهام بحق الحلبي بتهمة تحويل ملايين الدولارات على شكل مواد وأموال إلى “حماس”، بما في ذلك جناحها العسكري.
وقال مسؤول في جهاز الأمن العام (الشاباك) بأن المبلغ وصل إلى 7 مليون دولار سنويا، مع تحويل حوالي 60% من تكاليف عمل المنظمة غير الحكومية إلى الحركة.
وتم إستخدام قسم من الأموال لتمويل أنفاق “حماس” الهجومية إلى داخل إسرائيل، بحسب “الشاباك”.
وقال الشاباك بأن الحلبي اعترف بالتهم الموجهة إليه خلال التحقيق معه في نهاية الأسبوع، لكن يوم الأحد، قال محامي الحلبي لوكالة “رويترز” بأن موكله ينفي التهم ضده.
في الأسبوع الماضي أعرب مسؤولون إسرائيليون عن غضبهم مما وصفها الشاباك بأنها “آلية منهجية ومعقدة” بناها الحلبي لتحويل ما وصلت قيمته إلى 50 مليون دولار على مدى السنين إلى الحركة التي تسيطر على غزة، من خلال إنشاء مشاريع إنسانية وهمية وإصدار إيصالات مبالغ فيها من أجل الحصول على أمول لحركة “حماس”.
لكن يوم الإثنين، قالت متحدثة بإسم “World Vision” بأن “هناك فجوة ضخمة” في المبالغ الواردة في تحقيق الشاباك مع الحلبي.
المنظمة، التي أعربت في الأسبوع الماضي عن “صدمتها” من التهم والتي قالت بأنه “لا يوجد هناك سبب لتصديق” أنها حقيقية، أوقفت أنشطتها في غزة بسبب التحقيق مع الحلبي.
المتحدثة بإسم المنظمة في ألمانيا، سيلفيا هولتن، شككت الإثنين بالمزاعم الإسرائيلية وقالت إن ميزانية الجمعية الخيرية في غزة على مدى العقد الماضي وصلت قيمتها إلى 22.5 مليون دولار، وبالتالي فإن اعتراف حلبي بسحب مبلغ 50 مليون دولار من التبرعات غير منطقي.
وقالت هولتن: “هناك فجوة ضخمة في هذه الأرقام التي تتحدث عنها الحكومة الإسرائيلية وما نعرفه”.
المتحدث بإسم الخارجية الإسرائيلية، عمانويل نحشون، تكهن بأن ميزانية المنظمة لا تشمل تبرعات عينية.
وقال نحشون: “هم يحاولون التقليل من دورهم وإظهار أنهم أصغر مما هم عليه بالفعل”، في إشارة إلى “World Vision”. ولم يوفر نحشون أدلة على مزاعمه، ولكنه قال بأن لفريق الدفاع عن الحلبي ستكون هناك إمكانية للحصول على الأدلة. وأضاف أن الحلبي اعترف بجرائمة.
وقالت هولتن بأن ميزانية المنظمة تشمل جميع التبرعات العينية، ولكنها لم تقدم تقريرا مفصلا حول إنفاقات المنظمة في غزة في السنوات الأخيرة. وقالت إن المنظمة تقوم بتنفيذ إجراء تدقيق داخلي صارم وتستعين بلجان تدقيق خارجية من شركات خارجية أيضا.
في أعقاب الكشف عن القضية، علقت ألمانيا وأستراليا تبرعاتهما لمنظمة “World Vision” في غزة.
وتم اعتقال الحلبي، وهو في أواخر الثلاثينات من عمره ومن سكان جباليا في قطاع غزة، في شهر يونيو بينما كان يحاول العبور من اسرائيل إلى داخل غزة.
وقال الشاباك أن الحلبي مر بتدريبات عسكرية وإدارية من قبل حماس في بداية سنوات 2000، وأنه تم “زرعه” من قبل الحركة في المنظمة عام 2005، حيث تسلق سلم المناصب الشركة ليصل إلى منصب مدير فرعها في غزة.
وقال الشاباك إن الحلبي “بدأ بإجراء عمليات أمنية للجناح العسكري لحركة حماس، التي كانت تستغل اموال الجمعية لتحصينات لحماس”.
ولأجل تحويل الأموال، قال الشاباك أن الحلبي انشأ مشاريع مزيفة تهدف لمساعدة المزارعين، ذوي الإعاقات وصيادي السمك.
وكان يسجل بشكل كاذب ناشطي حماس كعمال في هذه المشاريع ويصدر إيصالات مضخمة، وفقا للشاباك. وكان يتم “ابلاغ” الشركات التي يتم توكيلها لتنفيذ بعض المشاريع ان 60% من أموال المشروع مخصصة لحماس، وأضاف بيان الشاباك انه تم استخدام جزء من ميزانية “ووالد فيجين” لدفع أجور ناشطي حماس.
وقال الشاباك أيضا أن الحلبي كان يقوم بتحويل مواد لحماس مثل الفولاذ ومعدات الحفر والأنابيب المخصصة لمساعدات “World Vision” الزراعية. ويزعم انه كان يتم تحويل آلاف رزم المساعدات الغذائية والطبية إلى ناشطي حماس وعائلاتهم بشكل شهري، بدلا من وصولها الى سكان غزة.
وإضافة إلى شراء الأسلحة وحفر الأنفاق، تم استخدام الأموال أيضا لبناء قواعد عسكرية، ومن ضمنها قاعدة تم بنائها عام 2015 بأموال مساعدات بريطانية، وفقا للشاباك.
وقال جهاز الأمن العام أيضا أنه منذ إعتقاله، كشف الحلبي عن معلومات إستخباراتية حول موظفين يعملون في وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثة اخرى الذين يقدمون المساعدة لحركة “حماس”، دون الخوض في التفاصيل.
يوم الإثنين، قال منسق الأمم المتحدة، روبرت بايبر، في بيان له بأن الإتهامات الإسرائيلية ضد الحلبي “تثير مخاوف جدية للمنظمات الإنسانية العاملة في غزة”.
وقال بايبر إن “تحويل الإغاثة بعيدا عن المستفيدين منها يشكل خيانة عميقة للثقة الموضوعة في مدير رفيع من قبل صاحب العمل والجهات المانحة للمنظمة”، وأضاف: “الجميع سيدفع ثمنا باهظا على هذه الأفعال – المستفيدون وجهود الإغاثة الأوسع على حد سواء. إذا ثبتت من خلال عملية قانونية واجبة، فإن هذه الأفعال تستحق الإدانة دون تحفظ؛ إن مواطني غزة الضعفاء والمحبطين يستحقون أفضل من ذلك”.