تصاعد التوترات الائتلافية مع مقاطعة “عوتسما يهوديت” للكنيست بسبب الرد “الضعيف” على غزة
تظهر الانقسامات في حكومة نتنياهو المتشددة، بينما تواجه ضغوطا داخلية متزايدة بشأن السياسات المحلية وتفاقم الصراع مع الفلسطينيين
مشيرين إلى رد فعل حكومتهم “الضعيف” على وابل الصواريخ من قطاع غزة في اليوم الماضي، أعلن أعضاء حزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف صباح الأربعاء أنهم سيقاطعون جولات التصويت التي تجري على مدار اليوم في الكنيست.
وكانت هذه هي الأحدث في سلسلة من الانقسامات التي تظهر في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الدينية اليمينية المتشددة، والتي تواجه ضغوطات داخلية متزايدة بسبب خططها التي تم تعليقها لإصلاح النظام القضائي، إلى جانب ارتفاع تكاليف المعيشة، وتعزيز الصراع مع الفلسطينيين.
وقال الحزب في بيان مقتضب أنه “في ضوء الرد الضعيف بين عشية وضحاها، قرر فصيل عوتسما يهوديت عدم حضور جولات تصويت الكنيست اليوم، وسيعقد اجتماعا خاصا للفصيل في مدينة سديروت [بالقرب من الحدود مع غزة]”.
وتترك مقاطعة “عوتسما يهوديت” الائتلاف مع 58 صوتا، أي أكثر من 56 أصوات المعارضة، مما يعني أن الإعلان قد لا يكون له تأثير عملي كبير.
وجاءت الخطوة في الوقت الذي تعرض فيه زعيم الحزب اليميني المتطرف، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، لضغوط متزايدة بسبب تصاعد الهجمات الفلسطينية والقفزة الحادة في جرائم القتل منذ توليه منصبه في ديسمبر، وبعد أن خاض الانتخابات على أساس برنامج تحسين أمن المواطنين الشخصي.
وقبل ساعات من إعلان “عوتسما يهوديت”، اتفقت إسرائيل والحركات المسلحة في غزة على وقف لإطلاق النار، بعد اندلاع أعمال عنف استمرت يوما في أعقاب وفاة عضو الجهاد الإسلامي البارز خضر عدنان، نتيجة إضرابه عن الطعام في سجن إسرائيلي، حسبما أفادت قناة الجزيرة ووكالة رويترز، نقلا عن مصادر فلسطينية.
وقال الجيش إن مسلحين فلسطينيين أطلقوا 104 صاروخ من غزة، بما في ذلك صاروخ أصاب موقع بناء في سديروت وأصاب ثلاثة أجانب – أحدهم بجروح متوسط واثنان بجروح طفيفة.
وقال المتحدث باسم الجيش دانيئيل هغاري إن نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي اعترض 24 صاروخا، وهو ما يمثل 90% من معدل اعتراض الصواريخ المتجهة إلى مناطق مأهولة بالسكان. وسقط 48 صاروخا آخرا في مناطق مفتوحة في الجنوب، و14 صاروخا في غزة، وسقط 11 في البحر، وأيضا سبعة صواريخ أخرى سقطت في مواقع غير معروفة.
وتعرضت الحكومة لضغوط شديدة يوم الثلاثاء للرد بقوة على وابل الصواريخ، وجاءت العديد من هذه المطالب من داخل تحالف نتنياهو.
تولت الكتلة اليمينية السلطة قبل أربعة أشهر، مدعومة بوعود باستعادة الأمن، لكن تراجع مستوى الرضا عنها منذ ذلك الحين، وسط تداعيات خطط الإصلاح القضائي المثيرة للجدل، وموجة لا هوادة فيها من الهجمات الفلسطينية.
وردا على الهجمات الصاروخية من غزة، قصف الجيش الإسرائيلي في النهاية 16 هدفا تابعا لحركتي الجهاد الإسلامي وحماس في أنحاء القطاع خلال الليل، وفقا لما ذكره هغاري. وشملت الأهداف معسكر تدريب تابع لحماس؛ وقاعدة أخرى تضم موقعا لإنتاج الأسلحة ومصنعا لإنتاج الأسمنت وموقعا للتدريب؛ وموقع لقوات الكوماندوز البحرية التابعة للحركة؛ ونفق تستخدمه حماس في جنوب غزة.
وقالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن رجلا يبلغ من العمر 58 عاما قُتل، وأصيب خمسة مدنيين آخرين جراء الضربات الإسرائيلية بالقرب من مدينة غزة.
ولم يرض هذا الرد العناصر المتشددة في حكومة نتنياهو.
واتهمت وزيرة البعثات الوطنية أوريت ستروك، العضو في حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف، صباح الأربعاء شركاءها في الائتلاف بـ”مواصلة سياسات الحكومة السابقة”.
وقالت لإذاعة “كان” العامة إن غزة “لا تدفع ثمناً لإرهاب حماس… رد الجيش الإسرائيلي بين عشية وضحاها لا يمكن وصفه بأنه يأخذ ثمناً. كان يجب أن نستيقظ [هذا الصباح على مشاهد] تدمير العديد من الأبراج الشاهقة في غزة وانضمام العديد من الإرهابيين الرئيسيين إلى رفيقهم [عدنان] الذي توفي في السجن”.
وردد عضو الكنيست داني دانون من الليكود ادعاءات ستروك، وقال لإذاعة “كان” إنه يتجنبها الرد بشكل حاد، فإن إسرائيل “تدعو إلى الجولة التالية” من العنف.
وأشار رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت إلى أنه عدد الصواريخ التي تم إطلاقها على إسرائيل يوم الثلاثاء كان أكثر من العدد الذي تم إطلاقه على الدولة اليهودية خلال فترة رئاسته للوزراء التي استمرت لمدة عام، والتي وصفتها كتلة نتنياهو بالضعيفة.
وكتب على تويتر إن “حكومة نتنياهو احتوت الصواريخ من لبنان وسوريا وغزة، فلا عجب أن يواصل العدو إطلاق النار”.
انضم رئيس بلدية سديروت، ألون دافيدي، إلى احتجاجات شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف، وقال لإذاعة 103FM: “أنا في حالة حرج ولا أفهم حكومتي التي تتبنى سياسة منح الحصانة للإرهابيين وتدفن رأسها في الرمل. نتنياهو يرتكب خطأ فادحا”.
وجاء قرار “عوتسما يهوديت” بمقاطعة جولات التصويت في الكنيست يوم الأربعاء بينما تواجه الحكومة بالفعل صراعات داخلية متصاعدة بشأن سياساتها الداخلية.
يوم الثلاثاء، صعد سياسيو الائتلاف اليهود المتشددين انتقاداتهم ضد نتنياهو، حيث قال أحد الوزراء إنه يجب على رئيس الوزراء ترك منصبه إذا لم يتمكن من الوفاء بوعوده بتمرير قانون يعفي الحريديم من التجنيد العسكري، وحذر مشرع آخر من إحتمال تعطيل فصيله لميزانية الدولة، وهي خطوة من شأنها أن تسقط التحالف بشكل تلقائي.