إقامة جنازات ضباط وجنود إسرائيليين قتلوا في كمين قاتل في غزة
كبار ضباط الجيش الإسرائيلي يحضرون الجنازات، القتلى يشملون العقيد بن بسات، وهو أرفع ضابط يُقتل في العملية البرية، والمقدم غرينبرغ، قائد الكتيبة 13 في لواء "جولاني"
أقيمت اليوم الأربعاء في إسرائيل جنازات لجنود قتلوا في حي الشجاعية بغزة في اليوم السابق، في معركة أسفرت عن مقتل تسعة جنود.
ويشمل القتلى ضباط كبار، ومنهم العقيد يتسحاق بن بسات والمقدم تومر غرينبرغ، اللذين نعاهما بعض كبار قادة الجيش.
وكانت معركة الشجاعية واحدة من أكثر المواجهات دموية منذ بداية العملية البرية الإسرائيلية في القطاع في 27 أكتوبر. وقد حضر العديد من كبار ضباط الجيش الإسرائيلي جنازات رفاقهم الذين سقطوا في القتال.
وأشاد الرئيس إسحاق هرتسوغ بالجنود القتلى على X، ووصفهم بأنهم “أفضل الأفضل، أبطال الأبطال الذين سقطوا في معركة للدفاع عن شعبهم ووطنهم، وتركوا وراءهم غيابا كبيرا… في قلوبنا جميعا”.
وكان العقيد إسحق بن بسات (44 عاما) رئيس فريق القيادة الأمامية لقائد لواء “جولاني”، هو أكبر ضابط في الجيش الإسرائيلي يقتل في الهجوم البري ضد حماس. وتم دفنه في المقبرة العسكرية في “كفار طافور”.
وقالت هدار زوجة بن بسات: “طوال الليل حاولت الكتابة، ولم أتمكن من ذلك، وقلبي يتحرق للوداع. هذا الصباح استيقظت وبكينا، أنا والأطفال. خمسة قلوب مكسورة تحبك ومتصلة بك”.
وقالت والدته عدنا في تأبينها: “في نظري، كنت لا تُقهر. كنت على يقين من أن لديك حماية خاصة. هناك أشياء كثيرة أريد أن أقولها عنك، أنت طفلي، فريد ومميز”.
وأشار رئيس مديرية شؤون الموظفين في الجيش الإسرائيلي اللواء يانيف أسور إلى أن بن بسات كان في إجازة قبل تقاعده من الجيش الإسرائيلي عندما وقع وقع 7 أكتوبر، وسارع للمساعدة في إنقاذ السكان الذين يتعرضون لإطلاق النار. وقرر الضابط البقاء في الخدمة فور اندلاع الحرب.
“منذ اللحظة التي قُتلت فيها، بدأت أفكر في أول لقاء لنا. كان يكفينا لقاء قصير، لقد تميّزت بالقيادة الهادئة، وسعيت للتواصل ووضعت الأعراف، وانضممت إلى المجموعة التي كان يحلم بها كل قائد كتيبة. لقد تعلمت منك فصلا في القيادة المسؤولة. سنستمر بروحك حتى النصر”.
وأقيمت جنازة المقدم تومر غرينبرغ (35 عاما)، قائد الكتيبة 13 في لواء “جولاني”، في المقبرة العسكرية في جبل هرتسل بالقدس. وقالت أشيرا غرينبرغ، زوجة تومر، إنها قررت قراءة رسالة كتبتها بمناسبة عيد ميلاده الأخير كجزء من التأبين.
“مبروك حبيبي. [ابنتنا] أربيل رسمت لك رسمة مباركة وهي سعيدة جدا بالفكرة. لدي الكثير لأخبرك به وأشاركه معك ولكن هذا ليس الوقت المناسب. عندما ينتهي كل شيء، سيكون لدينا كل الوقت في العالم للاحتفال بالحياة معا وقرارنا أن نكون معا”.
وقالت أشيرا إنها تعتقد أن زوجها قد جاء “إلى هذا العالم لهذه الفترة الزمنية”، مشيرة إلى “قدرتك على الحفاظ على هدوئك، وقيادة الآخرين، وأن تكون شخصية ملهمة ومحفزة، لكسب ثقة عدد لا يحصى من الناس، ومرؤوسيك وكذلك جنود آخرون في الجيش الإسرائيلي”.
وأشاد اللواء دافيد زيني، الذي يرأس قيادة التدريب في الجيش الإسرائيلي، بغرينبرغ لسلوكه “الهادئ والصبور والترحيبي”، مضيفا أنه كان “عازما ويشع بشجاعة لا يمكن تفسيرها”.
وتم تشييع جثمان الرائد موشيه أفرام بار أون (23 عاما)، قائد سرية في الكتيبة 51 في لواء “جولاني”، في رعنانا. وأعربت شريكته لويزا عن صدمتها لوقوفها في جنازته.
“كنت أفضل صديق لي. لقد أعطيت النور في كل مكان ذهبت إليه. حب حياتي، أشكرك على دخولك حياتي وعلى مدى ثلاث سنوات مذهلة. لقد كنت مثالاً للأفضل في العالم. أخبرتني أنك بعد الحرب أردت شراء خاتم وطلب الزواج مني. إذن نعم ألف مرة. أحبك إلى الأبد، وستظل دائما جزءا مني”.
وتم تشييع جثمان الرائد روعي ملداسي (23 عاما)، قائد سرية في الكتيبة 13، في المقبرة العسكرية بمدينة العفولة شمالي البلاد.
وقالت والدته يوسفا: “لقد كنت تناديني دائما أنا ووالدك بالملك والملكة، المفضلين لديك”.
“روعي حبيبي، كل ما كان لدي أن أقوله لك، قلته الليلة الماضية في صمت، حتى لا يسمعه أحد. لقد كان شرفا عظيما لنا أن نربيك وأن نكون جزءا من حياتك”.
وتم تشييع جثمان الرقيب عيران ألوني (19 عاما)، من الكتيبة 51 في مقبرة بئر السبع.
وقال والده دورون: “أنت بالفعل بطل إسرائيل، ولكن قبل كل شيء، بطل العائلة. لقد كنت زهرة بدأت للتو في التفتح… لقد أحببت هذا البلد، ونحن فخورون بإنجازاتك”.
والجنود القتلى الآخرون هم النقيب لئيل حايو (22 عاما) قائد فصيلة في الكتيبة 51، من شوهام؛ الرقيب أخيا داسكال (19 عاما) جندي في الكتيبة 51، من حيفا؛ الرائد بن حيلي (26 عاما) قائد فرقة في الوحدة 669 في سلاح الجو الإسرائيلي، من قدرون؛ والرقيب من الدرجة الأولى روم هيخت (20 عاما) من الوحدة 669، من جفعتايم.
وكانت القوات تقوم بعمليات تفتيش في قلب منطقة الشجاعية شمال قطاع غزة يوم الاربعاء عندما تعرضت لكمين. ويعتبر الحي أحد أكثر معاقل حماس تحصينا في شمال غزة.
ويعتقد الجيش أن قيادة وسيطرة كتيبة الشجاعية التابعة لحماس معطلة إلى حد كبير، وأن الحركة تعمل في المنطقة بطريقة أقل تنظيما، مع فرق أصغر من المسلحين. ولم يوضح الجيش عدد العناصر الذين قتلوا خلال المعركة، ولم تدل حماس بأي تصريحات بشأنها.
ويذكر هذا الحادث تاريخ لواء “جولاني” المرير مع الشجاعية، حيث قُتل سبعة جنود من اللواء خلال حرب غزة عام 2014 عندما أصيبت ناقلة جنود مدرعة في المعارك في الشجاعية. واحجتزت حماس الرقيب أورون شاؤول، الذي ما زال في أيديها.
وكانت الكتيبة 13 بقيادة غرينبرغ أيضا واحدة من الوحدات الأكثر تضررا خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر، عندما اجتاح حوالي 3000 مسلح قواعد تابعة للجيش الإسرائيلي وبلدات في جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، واحتجاز 240 رهينة أخرى. وفقدت الكتيبة 41 جنديا في ذلك اليوم. لكن عناصرها شاركوا في بعض من أعنف المعارك منذ إطلاق العملية البرية التي تهدف إلى تحرير الرهائن وتدمير القوة العسكرية لحماس في القطاع.
ساهم إيمانويل فابيان في إعداد هذا التقرير