تشييع جثامين 11 قتيلا من قادة وجنود الجيش الإسرائيلي في أرجاء إسرائيل في أجواء حداد وطني
جنازات الجنود الذين قُتلوا في ثلاث حوادث منفصلة في غزة أقيمت من شمال البلاد إلى جنوبها؛ قرية بيت جن الدرزية تؤجل احتفالات عيد الأضحى وتعلن يوم حداد
أقيمت يوم الأحد إحدى عشرة جنازة في مختلف أنحاء إسرائيل لجنود إسرائيليين قُتلوا خلال نهاية الأسبوع في ثلاث حوادث منفصلة خلال المعارك في قطاع غزة.
قُتل معظم الجنود الذين دفنوا يوم الأحد في انفجار في رفح جنوب غزة صباح يوم السبت، في ما كان أكثر الحوادث دموية بالنسبة للجيش الإسرائيلي في القطاع منذ يناير. خدم جميع الجنود في الكتيبة 601 التابعة لفيلق الهندسة القتالية. أقيمت سبعة من جنازاتهم يوم الأحد، وستقام الجنازة الثامنة يوم الاثنين.
بشكل منفصل، قُتل جنديا احتياط يوم السبت أثناء المعارك في شمال غزة، بينما توفي جندي آخر متأثرا بجراحه التي أصيب بها في معركة قبل خمسة أيام، كما قُتل جندي في رفح يوم الأحد.
ودفن النقيب وسيم محمود (23 عاما)، نائب قائد الكتيبة الثرى في بيت جن، حيث أجلت القرية احتفالات عيد الأضحى لتكريمه.
وقال عمه شريف يوم الأحد: “إنه يوم مأساوي لشعب إسرائيل، ودولة إسرائيل، وخسارة كبيرة. كان من المفترض أن يذهب وسيم للدراسة، وكانت هذه آخر محادثة أجريتها معه. لقد تم اختياره كممثل عن الكتيبة للذهاب للدراسة”.
وأشاد زعيم الطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف في الجنازة بمحمود ووصفه بأنه جندي مخلص قاتل من أجل وطنه منذ اندلاع الحرب مع هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حركة حماس في جنوب إسرائيل.
وقال الزعيم الروحي إن “وسيم قاد جنوده في سلاح الهندسة القتالية منذ اندلاع الحرب، ولم يستسلم، وظل مرفوع الرأس، وواصل القتال حتى بعد إصابته”.
أصيب محمود أثناء القتال في السابع من أكتوبر، لكنه عاد إلى ساحة المعركة دون أن يخبر عائلته بأنه دخل المستشفى. وبدلا من ذلك، اختار “البقاء في الجبهة، من منطلق الإيمان الكامل والتماهي مع أهداف الحرب، لحماية الحدود الجنوبية ومنع المجازر الرهيبة مثل ما حدث في البلدات على حدود غزة في السابع من أكتوبر”، كما قال طريف.
وأضاف أن الطائفة الدرزية “تتحمل عبء الخدمة، وكل ما يترتب عليها، بما في ذلك الأجزاء المؤلمة منها”.
كما دفن الرقيب إلياهو موشيه زيمباليست، الذي قُتل أيضا في الانفجار في رفح يوم السبت، في المقبرة العسكرية في جبل هرتسل في القدس.
انتقل زيمباليست (21 عاما)، إلى إسرائيل من الولايات المتحدة مع عائلته في عام 2005 عندما كان صغيرا، ونشأ في بيت شيمش. واصطف سكان البلدة في الشوارع، ملوحين بالأعلام الإسرائيلية، لدعم الأسرة أثناء توجهها إلى المقبرة في القدس.
وقال والده متحدثا باللغة الانجليزية عند قبره: “إلياهو موشيه، البطل. كان من المفترض أن تكون أنت من يتحدث في جنازتي، وليس أنا في جنازتك. كان من المفترض أن تتلو كديش (الصلاة اليهودية للموتى) وليس أنا. هذا هو واحد من أصعب الأيام بالنسبة لي ولعائلتنا. لا توجد كلمات للتعبير عن مشاعرنا”.
بحسب تحقيق أولي للجيش الإسرائيلي، قُتل الجنود جميعهم داخل ناقلة جنود مدرعة من طراز “نمر”، ولم يكن هناك ناجون. سارت المركبة التي أقلت الجنود ضمن قافلة كانت متجهة إلى المباني التي سيطر عليها الجيش، حتى تتمكن القوات من أخذ قسط من الراحة بعد العملية الليلية. وكانت مركبة الـ”نمر” هي الخامسة أو السادسة في القافلة، وفي مرحلة معينة تعرضت لانفجار كبير
ولم يتضح على الفور ما إذا كان الانفجار ناجم عن قنبلة زُرعت مسبقا أو ما إذا كان مسلحون من حماس قد اقتربوا مع عبوة ناسفة ووضعوها مباشرة على المركبة.
ودفن الرقيب ستانيسلاف كوستاريف (21 عاما)، وهو أيضا من الكتيبة 601، يوم الأحد في أشدود.
وقال مدير مدرسة “إيفا تيفيت” حيث درس كوستاريف، وفقا لموقع “واينت” الإخباري، إن الجندي القتيل كان “هادئا ومنطو على نفسه، ويحترم الإنسانية دائما، وصبي حكيم ومتواضع، ولطيف وطيب القلب”.
كما قُتل الرقيب إيتاي عمار (19 عاما) في الانفجار الذي وقع في رفح، وتم دفنه في كوخاف يائير يوم الأحد.
قال صديقه المقرب أوهاد لموقع “واللا” الإخباري: “كان إيتاي شابا يجعل الجميع يبتسمون. لا يمكنك أن تحزن بجانبه. كان يتمسك بك ولا يتركك حتى يجعلك تبتسم. لقد كان شخصا رائعا حقا”.
تم تداول مقطع فيديو لعمار على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد يظهر فيه وهو يرقص في دار رعاية للمسنين مع ليري ألباغ، التي اختُطفت في 7 أكتوبر من قاعدتها العسكرية الإسرائيلية ولا تزال محتجزة لدى حماس في غزة.
وقال شقيقه أوفير لهيئة البث الإسرائيلية “كان”: “أخبرنا إيتاي أنه كان لديه صديقة اختُطفت، ليري ألباغ، وكان الأمر صعبا عليه. كان له شرف الموت دفاعا عن شعب إسرائيل”.
دفن الرقيب أور عوز يشاعيا غروبر (20 عاما)، من تل منشيه، في مستوطنة شاكيد شمال الضفة الغربية يوم الأحد. وقد ترك خلفه والديه وخمسة أشقاء.
وتذكر رئيس مجلس تل منشيه، يوفال بوتسر، غروبر باعتباره “بطلا في ساحة المعركة. كان دائما يبتسم، ودائما ما يكون في حالة مزاجية جيدة، وكان سعيدا دائما في تقديم يد العون”.
ووري جثمان الرقيب أور بلوموفيتس (20 عاما) الثرى يوم الأحد في برديس حنا-كركور. وذكر موقع “واينت” الإخباري أن أشقاءه تذكروه في جنازته باعتباره “دودة كتب”، قرأ أكثر من ألف كتاب عن التاريخ الإسرائيلي.
ونُقل عن شقيق أور الأصغر، تال، قوله: “كان أخي الجندي الراحل عالما عظيما في التاريخ، ’دودة كتب’. لقد كان بطلا، ولا أستطيع أن أتخيل أنه لن يعود إلى المنزل مرة أخرى”.
ودُفن الرقيب ياكير يعكوف ليفي (21 عاما) من حافيتس حاييم في المقبرة العسكرية في جبل هرتسل في القدس. وقد ترك خلفه والديه وأربعة أشقاء وأخوات.
أحد معلمي ليفي في برنامج مدرسة “هسدر” دينية، حيث يُسمح للجنود المتدينين بتقصير خدمتهم العسكرية ودمجها مع دراسات التوراة، الحاخام زكريا رابينوفيتش، أشاد به باعتباره “شخصا مستنيرا للغاية واجتماعيا ولطيفا. كان ياكير بارعا للغاية وحاد الذكاء. في آخر مرة جاء فيها لزيارة المعهد الديني، جلس ياكير معي للدراسة وبريق في عينيه … كان مصمما جدا على الانتصار وعدم رؤية السواد، وأن يرفع رأسه عالياً وأن يبذل قصارى جهده”.
وكان من المقرر دفن الجندي الثامن الذي قُتل في الانفجار، وهو الرقيب شالوم مناحيم (21 عاما)، من بيت إيل، في القدس في وقت متأخر من مساء الأحد. درس مناحم في برنامج مدرسة “الهسدر” الدينية ذاتها التي درس فيها ليفي وزيمباليست، وترك وراءه والديه وسبعة أشقاء.
ونعى رئيس مجلس بيت إيل، شاي ألون، الجندي القتيل قائلا “الحزن لا يسبر غوره. لقد سقط بطلا في الحرب من أجل وجودنا. قلوبنا مع خسارة عائلته الفادحة”.
قُتل النقيب (احتياط) إيتان كوبلوفيتش وضابط الصف (احتياط) إيلون فايس، وكلاهما من الكتيبة 129 التابعة للواء الاحتياطي الثامن للمدرعات في الجيش الإسرائيلي، جراء انفجار عبوة ناسفة على دبابتهما في شمال غزة خلال نهاية الأسبوع. كما أصيب جنديان آخران في الدبابة بجروح خطيرة نتيجة الانفجار.
ووري جثمان كوبلوفيتش (28 عاما) الثرى يوم الأحد في هوشعيا شمال إسرائيل. ترك كوبلوفيتش خلفه زوجته وطفل.
ونقلت صحيفة “معاريف” عن عمه غولان قوله: “كان إيتان نقيبا في لواء المدرعات الاحتياطي، وقاد القوات كجزء من العملية التي سقط فيها. لقد دخل غزة قبل نحو أسبوع ونصف – بعد أربعة أشهر من القتال في الشمال منذ اندلاع الحرب”.
وقال غولان “لقد دخل غزة في وقت قصير، لذا لم يكن لديه الوقت ليخبرنا بالكثير عما مر به. تخرج بامتياز من كلية الحقوق في الجامعة العبرية، وكان على وشك البدء في المقابلات لتدريب داخلي”.
كما تم دفن فايس (49 عاما)، يوم الأحد، في المقبرة العسكرية في جبل هرتسل في القدس. وقد ترك خلفه سبعة أبناء وحفيدة واحدة.
وقال قائده اللفتنانت كولونيل أريئل بن باروخ إن فايس كان “محاربا مخضرما ومخلصا… ومربيا في الأوقات العادية وفي حالات الطوارئ. لقد تصرفت دائما بصبر”.
وأضاف “شكرا لك على شجاعتك. أحييك في رحلتك الأخيرة”.
وأشاد شقيق فايس، أساف، به في جنازته في القدس: “أخي البطل. أخي إيلون، كنت ستبلغ بعد أربعة أشهر 50 عاما، ولديك سبعة أطفال رائعين وحفيدة رائعة. لم تتردد في التقدم للخدمة الاحتياطية”.
توفي الرقيب يائير رويتمان، وهو جندي في الجيش الإسرائيلي كان أصيب بجروح خطيرة الأسبوع الماضي في جنوب غزة، متأثرا بجراحه يوم السبت وتم دفنه في كارني شومرون يوم الأحد.
وأصيب رويتمان في انفجار بمبنى مفخخ في 10 يونيو، في حادث أسفر عن مقتل أربعة جنود آخرين وإصابة ستة آخرين، بينهم أربعة في حالة خطيرة.
في جنازته، قالت والدته ريكي إن يائير “كان ولدا مثاليا – لكنني شعرت دائما أنك أفضل من أن تعيش في هذا العالم. كنت ولدا لم يعرف الاستسلام، وفعل ما يريده، وجررت الجميع نحو أحلامك … كنت أكبر من الحياة”.
قُتل الرقيب تسور أبراهام (22 عاما)، من وحدة الاستطلاع التابعة للواء “ناحل”، من موديعين، أثناء القتال في رفح يوم الأحد، وكان من المقرر دفنه في وقت متأخر من مساء الأحد في موديعين.
وقال والداه شمير ويفعات إن “النور في عينيه ولطف روحه وفرحه بالحياة سيرافقونا إلى الأبد”.
قُتل 311 جنديا إسرائيليا خلال الهجوم البري ضد حماس وفي خضم العمليات على طول حدود غزة. ويشمل هذا العدد ضابط شرطة قُتل في مهمة إنقاذ رهائن. كما قُتل مقاول مدني عمل مع وزارة الدفاع في القطاع.
ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان