تساؤل قاضي رفيع بشأن اعتقال مشتبه به بتهم إرهاب يثير دعوات من التحالف لإقالته
قال قاضي المحكمة العليا خالد كبوب إن المشتبه به، الذي ألقى قنابل أنبوبية لم تنفجر، قد يكون مؤهلاً للإقامة الجبرية نظرا لإطلاق سراح زملائه المشتبه بهم في صفقة رهائن
أثارت التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها قاضي المحكمة العليا خالد كبوب في جلسة الاستماع الأخيرة بشأن اعتقال مشتبه به بالإرهاب غضب وزراء الحكومة وأعضاء الكنيست من الائتلاف يوم الاثنين، وأثارت دعوات لإقالته.
ونقلت أخبار قناة “كان” تعليقات كبوب خلال جلسة استماع للمحكمة العليا في يناير يوم الاثنين، بناء على محضر الجلسة.
وخلال الجلسة، سأل كبوب عن سبب عدم إمكانية الحكم على المشتبه به بالإقامة الجبرية بالقيود الإلكترونية، نظرا لإطلاق سراح بعض زملائه المشتبه بهم بموجب شروط اتفاق إطلاق سراح الرهائن في نوفمبر مع حماس.
ومع ذلك، حكم كبوب في النهاية بإبقاء المشتبه به رهن الاحتجاز.
ودان وزير الاتصالات شلومو قرعي من حزب الليكود تصريحات كبوب، زاعما أنه سعى إلى منح حماس “مكافأة” في المفاوضات، ودعا إلى إقالة القاضي، في حين قدمت منظمة “بتسلمو” اليمينية شكوى إلى مراقب الدولة للقضاة.
وأدلى كبوب بتصريحاته في جلسة استماع لشخص من القدس الشرقية “شارك في أعمال شغب في حي صور باهر في نوفمبر 2022. وقام مع ثلاثة قاصرين، بصنع وإلقاء قنابل أنبوبية لم تسبب أي إصابات”.
وفي جلسة المحكمة العليا في يناير بشأن طلب مكتب المدعي العام لتمديد ثانٍ لحبس المشتبه به، سأل كبوب المحامي الذي يمثل المدعي العام عما إذا كان من الممكن النظر في الإقامة الجبرية بالقيود الإلكترونية، بدلاً من تمديد الحبس.
وأشار إلى إطلاق سراح ثلاثة من المشتبه بهم الآخرين في القضية، وقال إن المشتبه به قد يكون بالتالي مؤهلاً للحصول على شروط أكثر تساهلاً.
وعندما أشار ممثل المدعي العام إلى أنه تم إطلاق سراح المشتبه بهم الثلاثة المفرج عنهم بموجب اتفاق إطلاق سراح الرهائن مع حماس، أصر كبوب على أن مكتب المدعي العام هو الذي وافق على إطلاق سراحهم، وبالتالي فمن المعقول النظر في تخفيف شروط احتجاز المشتبه فيه قيد المناقشة.
“لقد وجدتم أنه من المناسب إطلاق سراحهم. الإفراج عن هؤلاء والادعاء بأن [هذا الشخص] خطير للغاية لدرجة أنه لا يمكن إطلاق سراحه بالقيود [الإلكترونية]، هناك بعض التنافر بين هذين [الموقفين] ويؤسفني أن أكتب… إن موقف دولة متصلب”.
وعلى الرغم من هذا الجدال، وافق القضاي في نهاية المطاف على تمديد اعتقال المشتبه به لمدة 90 يومًا، لكنه طلب من المحكمة المركزية في القدس إعادة تقييم إمكانية تخفيف اعتقاله إلى الإقامة الجبرية بالقيود الإلكترونية.
وردا على التقرير، اتهم قرعي كبوب بدعم استراتيجية حماس التفاوضية.
“حماس قتلت وذبحت أبنائنا وبناتنا وتحاول إجبارنا على إطلاق سراح القتلة من السجون مقابل إطلاق سراح أسرانا، والقاضي كبوب يعطي حماس دفعة داعمة ويمنحهم مكافأة في الصفقة، للإرهابيين الذين لا زالوا في السجن”، قال قرعي.
وطالب الوزير “بضرورة انعقاد لجنة اختيار القضاة من أجل عزل القاضي كبوب فورا”.
وقال عضو الكنيست من حزب الليكود موشيه سعدة إن تعليقات كبوب تعكس “انفصالًا تامًا” عن الواقع، في حين قالت عضو الكنيست القومية المتطرفة ليمور سون هار ميلخ إن تعليقات القاضي “خطيرة وشائنة” ودعت أيضًا إلى إقالته.
وقال مكتب المدعي العام لمنطقة القدس لقناة “كان” إنه رفض حجج كبوب، وأصر على أن الحكومة والشاباك اختاروا الأسرى الفلسطينيين الذين تم إطلاق سراحهم في صفقة نوفمبر مع حماس، وليس مكتب المدعي العام.
وأضاف أنه بغض النظر عمن قرر إطلاق سراح الأسرى، فإن هذه العملية “لا يجب أن تؤثر على الإطلاق على الإجراءات ضد مشتبه بهم لم يكونوا جزءًا من صفقة الرهائن”.
وقالت السلطة القضائية ردا على ذلك إن “المحاكم تتكلم من خلال قراراتها وأحكامها، وفقط من خلالها”، في إشارة إلى أن كبوب قرر في نهاية المطاف تمديد حبس المشتبه به.
وتم في الأسابيع الماضية تقديم شكاوى ضد كبوب إلى أمين المظالم في السلطة القضائية الإسرائيلية بسبب انتهاكه المزعوم للقواعد الأخلاقية لسلوك القضاة.
وقد أثيرت عدة ادعاءات بأن القاضي روج لمكتب محاماة ابنته في عدة مناسبات، والتقى مع عمدة تل أبيب رون حولداي في انتهاك لقواعد سلوك القضاة.