تركيا تعتقل 33 عميلا مزعوما للموساد بينما تهدد إسرائيل قادة حماس في الخارج
أنقرة تزعم إحباط محاولات للدولة اليهودية لاختطاف مواطنين أجانب على الأراضي التركية؛ إسرائيل ترفض التعليق
اعتقلت تركيا عشرات الأفراد المشتبه بهم بالتجسس لصالح إسرائيل يوم الثلاثاء، بحسب وزير الداخلية التركي. ويأتي هذا التطور على إثر تهديدات إسرائيلية باستهداف أعضاء حماس في الخارج.
واعتقل جهاز الاستخبارات الوطني التركي ومكتب مكافحة الإرهاب التابع لمكتب المدعي العام في إسطنبول 33 مشتبها بهم في إطار عملية تهدف إلى إحباط جهود الموساد لاستهداف مواطنين أجانب في البلاد، حسبما نشر علي يرلي كايا على منصة “إكس”.
وتم اعتقال المشتبه بهم في ثماني محافظات في جميع أنحاء البلاد.
ولا يزال 13 مشتبها بهم طلقاء، بحسب تقارير في وسائل الإعلام التركية.
بحسب يرلي كايا فإن جهاز الموساد خطط لمراقبة و”اختطاف” أجانب على الأراضي التركية.
كما عثرت السلطات على مبلغي 143,830 يورو و 23,680 دولار، وسلاح غير مرخص وملفات رقمية.
وكتب وزير الداخلية “لن نسمح أبدا بأنشطة التجسس ضد الوحدة الوطنية وتضامن بلادنا”.
ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق على الاعتقالات المزعومة.
في الشهر الماضي، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن وكالات الاستخبارات الإسرائيلية تعمل على اغتيال قادة حماس في الشرق الأوسط، بما ذلك في تركيا، بينما يخوض جيشها حربا ضد الحركة في قطاع غزة.
وبعد أيام، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية تسجيلات لرئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار وهو يقول إن إسرائيل عازمة على اغتيال قادة حماس “في كل موقع” في العالم، بما في ذلك في قطر وتركيا ولبنان.
ردا على ذلك، حذرت أنقرة إسرائيل من أنها ستواجه “عواقب وخيمة” إذا حاولت اغتيال أعضاء في حركة حماس على أراضيها.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول في المخابرات التركية لم تذكر اسمه قوله: “تم توجيه التحذيرات اللازمة إلى المحاورين بناء على الأنباء بشأن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، وتم التعبير لإسرائيل عن أن [مثل هذا الفعل] سيكون له عواقب وخيمة”.
كما حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إسرائيل من أنها “ستدفع ثمنا باهظا للغاية” في حال نفذت عمليات ضد حماس في تركيا.
منذ ديسمبر، أعلن جهاز الاستخبارات الوطني التركي وشرطة إسطنبول عن ثلاث عمليات لكشف خلايا تابعة للموساد في البلاد. وكان آخرها في يوليو من العام الماضي، عندما أعلنت تركيا اعتقال سبعة عرب يعملون لصالح جهاز الموساد على أهداف في لبنان وسوريا.
بعد فترة من التقارب المطرد بين القوتين الواقعتين في شرق المتوسط، أطلق اردوغان سلسلة من الانتقادات اللاذعة ضد الدولة اليهودية منذ أن شنت إسرائيل حربها على حماس بعد الهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر. فقد وصف حماس بـ”المقاتلين من أجل الحرية”، وأشار إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باعتباره “جزار غزة”، ووصف إسرائيل بأنها “دولة إرهاب”.
كما أن اردوغان كان على اتصال وثيق مع قيادة حماس منذ بداية الحرب، وتحافظ تركيا على علاقات عميقة مع الحركة على مر السنين، وتسمح لها بالعمل من مكاتبها في إسطنبول منذ أكثر من عقد من الزمن.
اندلعت الحرب في 7 أكتوبر عندما اقتحم نحو 3 آلاف مسلح بقيادة حماس الحدود من قطاع غزة وشنوا هجوما على جنوب إسرائيل، وقتلوا أكثر من 1200 شخص،. كما تم اختطاف 240 شخصا على الأقل، واحتجازهم كرهائن في غزة.