إسرائيل في حالة حرب - اليوم 641

بحث

ترقب لرد حماس على صفقة الهدنة وسط تقارير عن تعهد شخصي من ترامب بإنهاء الحرب

تقول الجماعة المسلحة إنها تجري مشاورات مع فصائل أخرى، مع توقع رد رسمي يوم الجمعة؛ مسؤول إسرائيلي: قد يبدأ وقف إطلاق النار الأسبوع المقبل إذا قدّمت حماس "رداً إيجابياً"

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يصل على متن طائرة "إير فورس وان" إلى مطار دي موين الدولي، 3 يوليو 2025، في دي موين، أيوا. (AP Photo/Alex Brandon)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يصل على متن طائرة "إير فورس وان" إلى مطار دي موين الدولي، 3 يوليو 2025، في دي موين، أيوا. (AP Photo/Alex Brandon)

بينما كانت إسرائيل والوسطاء ينتظرون يوم الجمعة رد حركة حماس على أحدث اقتراح لصفقة للإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، أفاد تقرير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيقدم للجماعة الفلسطينية المسلحة ضماناً مباشراً بأنه سيبقى ملتزماً بإنهاء الحرب في القطاع، التي تستعر منذ أكتوبر 2023.

ويُعتقد أن إسرائيل تخضع لضغوط أمريكية كبيرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المرتقبة إلى واشنطن لإجراء محادثات مع ترامب الأسبوع المقبل.

وأشارت مصادر في الأيام الأخيرة إلى أن الأطراف أبدت مرونة في جميع القضايا باستثناء مسألة إنهاء الحرب، حيث تصر إسرائيل على أن يكون لديها القدرة على استئناف هجومها ضد حماس، بينما تطالب الجماعة بأن ينص أي اتفاق على إنهاء دائم للقتال الذي بدأ بهجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

ولردم الفجوة المتبقية بين إسرائيل وحماس بشأن إنهاء الحرب، قدّمت القناة 12 العبرية ترجمة لما وصفته بصياغة ترامب المتوقعة: سيقوم ترامب بـ”الالتزام بأن تستمر المفاوضات حول شروط إنهاء الحرب حتى بعد وقف إطلاق نار مؤقت، وأنني سأبذل كل ما في وسعي لمساعدة الأطراف على التوصل إلى اتفاق بشأن شروط وقف دائم لإطلاق النار”.

وبحسب تقرير غير منسوب لمصدر نُشر الخميس، فإن رسالة ترامب إلى حماس هي أنه إذا وافقت على ما يُسمى “إطار ويتكوف” — والذي يتضمن الإفراج عن 10 رهائن أحياء على مرحلتين و18 جثماناً على ثلاث مراحل خلال فترة وقف إطلاق نار مدتها 60 يوماً — فإن الولايات المتحدة ستضمن استمرار الجهود للتوصل إلى نهاية دائمة للصراع.

وأشارت تقارير إلى أن الاقتراح يتضمن ضمانات من الوسطاء بأن الطرفين لن يستأنفا القتال طالما أن المفاوضات لإنهاء الحرب لا تزال جارية، رغم أن مصادر إسرائيلية أصرت على أن ذلك لا يشمل التزاماً إسرائيلياً بعدم استئناف القتال إذا فشلت المحادثات.

وقبيل زيارة نتنياهو للبيت الأبيض يوم الإثنين، أفاد لتقرير بأن إسرائيل متفائلة برد حماس الرسمي، وتعتقد أن المحادثات المباشرة يمكن أن تبدأ خلال أيام.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يزور منزلاً مدمراً في كيبوتس نير عوز، 3 يوليو 2025. (Benjamin Netanyahu/X)

وقالت حماس في بيان صباح الجمعة إنها تناقش الاقتراح مع فصائل فلسطينية أخرى، وإنها ستقدم ردها للوسطاء بمجرد انتهاء المشاورات.

وجاء البيان بعد تقارير غير مؤكدة من وسائل إعلام مقربة من حماس أفادت بأن الجماعة قدمت “رداً إيجابياً” على الاقتراح.

وأفادت القناة 13 العبرية مساء الخميس نقلاً عن مسؤول إسرائيلي أن القدس تعتقد أن حماس سترد على العرض بحلول مساء الجمعة.

وقال المسؤول: “إذا جاء الرد إيجابياً، فقد يتم تنفيذ الاتفاق بحلول الأسبوع المقبل”.

كما أفادت كل من هيئة البث العام “كان” والقناة 12 أنه إذا قدمت حماس رداً إيجابياً، فإن فريق التفاوض الإسرائيلي سيكون مستعداً للتوجه فوراً إلى الدوحة لإجراء محادثات بوساطة تهدف إلى حل النقاط العالقة النهائية. وتشمل هذه النقاط انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة خلال فترة وقف القتال.

صور للرهائن المحتجزين في غزة، في القدس، 2 يوليو 2025 (Yonatan Sindel/Flash90)

وعقد نتنياهو اجتماعاً مع مجموعة صغيرة من الوزراء مساء الخميس لبحث شروط الاتفاق المحتمل.

ومن المتوقع أن يشهد الاتفاق الممتد لـ60 يوماً خمس عمليات إفراج منفصلة عن رهائن أحياء وأموات، حيث قالت القناة 13 إنه سيتم الإفراج عن 8 رهائن أحياء في اليوم الأول؛ 5 جثامين في اليوم السابع؛ 5 جثامين أخرى في اليوم الثلاثين؛ رهينتين أحياء في اليوم الخمسين؛ و8 جثامين إضافية في اليوم الأخير.

وإذا اكتملت هذه العملية، سيبقى 22 رهينة محتجزين في غزة، يعتقد أن 10 منهم على الأقل ما زالوا على قيد الحياة.

وقد أوردت وسائل إعلام مختلفة شروطاً مماثلة للاتفاق، إذ وافقت حماس على عدم إقامة مراسم علنية للإفراج عن الرهائن، بينما وافقت إسرائيل على الامتناع عن استئناف العمليات العسكرية طالما استمرت المحادثات بشأن إنهاء الحرب.

وكانت حماس قد نظمت فعاليات احتفالية عند تسليم الرهائن خلال هدنة سابقة في يناير وفبراير، الأمر الذي أغضب إسرائيل والولايات المتحدة وقوبل بإدانة من مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان.

وأشارت تقارير إلى أن الإفراج عن الرهائن سيتم مقابل إطلاق إسرائيل سراح أسرى أمنيين فلسطينيين، وزيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الأمني المصغر بكامل هيئته مساء السبت للتصويت على الاقتراح قبل مغادرة نتنياهو إلى واشنطن. ومن الممكن أن يبدأ وقف إطلاق النار أثناء تواجد نتنياهو في الولايات المتحدة، بحسب القناة 13.

إسرائيليون يطالبون بإنهاء الحرب في غزة والإفراج عن الرهائن بينما ينطلق موكب احتجاجي من اللطرون، 2 يوليو 2025. (Jonathan Shaul/Flash90)

وفي غضون ذلك، أشارت عدة تقارير إلى أن الحكومة وفريق التفاوض يستعدان للمهمة المعقدة والحساسة لتحديد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم أولاً في حال تنفيذ الاتفاق.

ومن المقرر أن يتخذ القادة السياسيون قراراً بعد اطلاعهم من فريق التفاوض على أوضاع الرهائن الطبية، بحسب القناة 12 التي نقلت عن عضو بارز في الفريق. غير أن التقرير أضاف أنه نظراً لحساسية الأمر، قد يقرر المجلس الوزاري عدم اتخاذ القرار بنفسه.

وبالمثل، أفادت هيئة البث “كان” نقلاً عن مصادر مطلعة أن الحكومة تخطط لتكليف فريق التفاوض بتقديم توصيات بشأن ترتيب الإفراج عن الرهائن.

وأشار التقرير إلى أن إسرائيل صنفت جميع الرهائن المتبقين كـ”حالات إنسانية” في القوائم المقدمة للوسطاء، ونقل عن مصدر إسرائيلي قوله إن تفاصيل الإفراج عن الرهائن ستتضح أكثر في حال بدأت المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس.

وفي سياق متصل يوم الخميس، قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي إنه يأمل أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن قيد التفاوض “صفقة منتهية”، لكن تحقيقه يعتمد على حماس في النهاية.

السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي في وزارة الخارجية في القدس، 26 مايو 2025. (Chaim Goldberg/Flash90)

وقال هاكابي في مقابلة مع القناة 12: “نأمل أن يدركوا أن الوقت قد حان لإنهاء هذا… السبب في عدم انتهائه حتى الآن هو أن حماس لم تكن مستعدة للتخلي عن قبضتها على هؤلاء الرهائن”.

كما أصر على أن “حماس ليس لها مستقبل في غزة”.

وتحتجز الجماعات الفلسطينية المسلحة 50 رهينة اختطفوا من جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، عندما اقتحم مسلحون تقودهم حماس البلاد. وقد أسفر الهجوم عن مقتل نحو 1,200 شخص، معظمهم من المدنيين، ما أشعل فتيل الحرب.

ويشمل الرهائن جثامين ما لا يقل عن 28 شخصاً أكد الجيش الإسرائيلي وفاتهم. ويعتقد أن 20 آخرين ما زالوا على قيد الحياة، وهناك مخاوف شديدة بشأن مصير اثنين آخرين، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

ساهمت نوريت يوحنان وستاف ليفاتون في إعداد هذا التقرير.

اقرأ المزيد عن