إسرائيل في حالة حرب - اليوم 476

بحث

ترجيح فرضية تسبب صاروخ روسي بتحطم الطائرة الأذربيجانية في كازاخستان

وتعتقد أذربيجان أن صاروخا أطلق من نظام الدفاع الجوّي "بانتسير-اس" تسبّب بسقوط الطائرة الذي أسفر عن مقتل 38 شخصا؛ موسكو تحذر من "الفرضيات"

عناصر الطوارئ في موقع تحطم طائرة ركاب تابعة لشركة الخطوط الجوية الأذربيجانية بالقرب من مدينة أكتاو غرب كازاخستان في 25 ديسمبر 2024. (Issa Tazhenbayev / AFP)
عناصر الطوارئ في موقع تحطم طائرة ركاب تابعة لشركة الخطوط الجوية الأذربيجانية بالقرب من مدينة أكتاو غرب كازاخستان في 25 ديسمبر 2024. (Issa Tazhenbayev / AFP)

باتت مرجّحة فرضية أن يكون صاروخ أطلقته الدفاعات الجوية الروسية تسبّب بتحطّم طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الأذربيجانية الأربعاء في كازاخستان، وفق ما أشار مسؤول أميركي ووسائل إعلام نقلا عن مصادر أذربيجانية.

ولم يؤكّد بعد أيّ من البلدان المعنية رسميا هذه النظرية التي تغذّيها صور لآثار بادية على هيكل الطائرة تشير إلى احتمال أن تكون تعرّضت لطلقات لدى اقترابها من وجهتها في روسيا قبل أن تتوجّه إلى كازاخستان حيث تحطّمت.

وكانت روسيا قد حذّرت في وقت سابق من إطلاق العنان لـ”فرضيات” قبل انتهاء التحقيق. وندّدت سلطات كازاخستان، البلد المقرّب من روسيا، بـ”تكهّنات” دائرة في هذا الخصوص.

وكانت هذه الطائرة من طراز “امبريير 190” تقوم برحلة بين العاصمة الأذربيجانية باكو وغروزني، عاصمة جمهورية الشيشان الروسية وعلى متنها 67 راكبا.

وهي تحطّمت في ظروف ما زالت غامضة واشتعلت النيران فيها بالقرب من أكتاو المطلّة على بحر قزوين في غرب كازاخستان، بعيدا عن مسارها الأصلي، في حادثة أودت بحياة 38 شخصا، بحسب سلطات هذا البلد الواقع في آسيا الوسطى.

وتعتقد أذربيجان أن صاروخا روسيا من نوع أرض-جوّ أطلق من نظام الدفاع الجوّي “بانتسير-اس” بالقرب من غروزني تسبّب بسقوط الطائرة، وفق ما أفاد موقع “كاليبر” الأذربيجاني المقرّب من الحكومة نقلا عن مسؤولين محليين لم يكشف عن هوايتهم.

وتفيد هذه النظرية بأن الطائرة توجّهت بعد ذلك إلى كازاخستان حيث تحطّمت.

حطام طائرة أذربيجانية بالقرب من مطار أكتاو، كازاخستان، 25 ديسمبر 2024. (AP Photo/Azamat Sarsenbayev)

ووردت معلومات مماثلة في صحيفة “ذي نيويورك تايمز” الأميركية وقناة “يورونيوز” ووكالة الأناضول التركية الرسمية.

كما قال الخميس مسؤول أميركي اشترط عدم الكشف عن هويته إن المؤشّرات الأولية تدفع إلى الظنّ أن منظومة دفاعية روسية مضادة للطائرات ضربت الطائرة.

وكان من المفترض أن تحطّ الطائرة في الشيشان حيث سجّلت في الأسابيع الأخيرة ضربات أوكرانية بمسيّرات.

والأربعاء، أبلغت السلطات الروسية عن ضربات بمسيّرات على منطقتي أوسيتيا الشمالية وإنغوشيا المجاورتين للشيشان، على بعد مئات الكيلومترات من جبهة القتال في أوكرانيا.

آثار على هيكل الطائرة

وتطرّق أيضا خبراء من الجيش وفي مجال الطيران إلى فرضية الصاروخ الروسي، بالاستناد خصوصا إلى الثقوب الجليّة على هيكل الطائرة.

وقال جان-بول تروادك المدير السابق لمكتب التحقيقات والتحليلات في مجال أمن الطيران المدني في فرنسا في تصريحات لوكالة فرانس برس إن “الآثار التي نعاينها على الطائرة تدفع إلى الظنّ أنه من المرجّح إلى حدّ ما” أن تكون أسقطت بواسطة صاروخ.

وأشار المدوّن والخبير العسكري الروسي يوري بودولياكا في حسابه على “تلغرام” إلى أن هذه الآثار هي مشابهة لتلك التي قد تكون ناجمة عن “منظومة صواريخ مضادة للطائرات”.

وكشف خبير سابق في مكتب التحقيقات والتحليلات في مجال أمن الطيران المدني في فرنسا عن “شهادة راكب تلقّى شظايا في سترة الإنقاذ”.

عناصر الإنقاذ يتفقدون حطام طائرة أذربيجانية سقطت بالقرب من أكتاو في كازاخستان، 26 ديسمبر 2024. (Kazakhstan’s Emergency Ministry Press Service via AP)

وقال الخبير الذي فضّل عدم الكشف عن هويته إن الأمر “يذكّر بحادثة ام اتش 17″، في إشارة إلى انفجار طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية انطلقت من أمستردام خلال تحليقها فوق أوكرانيا سنة 2014، في حادثة أودت بحياة 298 شخصا نسبتها السلطات الهولندية إلى إطلاق صاروخ روسي.

وكان الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قد حذّر الخميس من أنه “من غير المناسب إطلاق فرضيات قبل خلاصات التحقيق”.

وأكّد رئيس مجلس الشيوخ في كازاخستان ماولين أشيمباييف أنه “من غير الممكن” بعد تحديد سبب هذه الكارثة.

وكانت الخطوط الجوية الأذربيجانية قالت في بادئ الأمر إن الطائرة حلّقت وسط سرب من الطيور قبل التراجع عن بيانها.

وذكرت وكالة الطيران الروسية أسراب الطيور كأحد الأسباب المحتملة للحادث.

غير أن عدّة خبراء شكّكوا في صوابية هذه الفرضية.

عناصر الإنقاذ يتفقدون حطام طائرة أذربيجانية سقطت بالقرب من أكتاو في كازاخستان، 26 ديسمبر 2024. (Kazakhstan’s Emergency Ministry Press Service via AP)

ولفت الخبير السابق في مكتب التحقيقات والتحليلات في مجال أمن الطيران المدني في فرنسا إلى أن أثر الطيور على الهيكل “لا يمنع الطائرة من التحليق”.

وفتحت سلطات كازاخستان الواقعة في آسيا الوسطى تحقيقا على خلفية “انتهاك قواعد الأمن وإدارة النقل الجوي”.

وأفادت وكالة الأنباء الكازاخستانية نقلا عن مدّعٍ عام محلي بالعثور على الصندوقين الأسودين.

الرحلة الأخيرة

وأبلغت وزارة الطوارئ الكازاخستانية عن “نقل 29 ناجيا، من بينهم ثلاثة أطفال، إلى المستشفى”.

وكانت الطائرة تنقل 37 مواطنا من أذربيجان وستة من كازاخستان وثلاثة من قرغيزستان و16 من روسيا، وفق وزارة النقل في كازاخستان.

وأخبر جليل علييف والد مضيفة الطيران حوكومي علييفا التي قضت في الحادثة في تصريحات عبر الهاتف لوكالة فرانس برس أنه كان يفترض أن تكون هذه الرحلة الأخيرة لابنته قبل أن تغيّر مجال عملها.

وهو قال بصوت مرتجف “لماذا انتهت حياتها اليافعة بطريقة جدّ مأسوية؟”.

عناصر الإنقاذ ينقلون الركاب الجرحى من طائرة طبية بعد تحطم طائرة أذربيجانية بالقرب من مدينة أكتاو الكازاخستانية، عند وصولهم إلى مطار جوكوفسكي خارج موسكو، روسيا، 26 ديسمبر 2024. (Russian Emergency Ministry Press Service via AP)

ووصل 14 ناجيا الخميس إلى أذربيجان حيث أعلن الرئيس إلهام علييف يوم حداد وطني، كما أعيدت إلى البلد جثث أربع ضحايا.

ونقل تسعة جرحى روس، من بينهم طفل، إلى موسكو، وفق ما أفادت وزارة الطوارئ الروسية.

وقدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “التعازي” لنظيره الأذربيجاني، بحسب الكرملين.

وكان الرئيس علييف يحضر قمّة في روسيا وقت الحادثة وهو عاد بسرعة إلى باكو فور علمه بها.

اقرأ المزيد عن