ترامب يكشف عن تعريفات جمركية واسعة النطاق تشمل فرض رسوم بنسبة 17% على البضائع الإسرائيلية
اتحاد المصنعين يصف الإعلان بأنه ”خطوة مقلقة“ تقلل من التجارة بين الدول، ويحذر من أنها قد تؤثر على سوق العمل؛ يأتي فرض الرسوم على الرغم من إلغاء إسرائيل جميع الرسوم الجمركية على البضائع الأمريكية

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء عن مجموعة من التعريفات الجمركية التي تستهدف دولا حول العالم، بما في ذلك بعض أقرب شركاء الولايات المتحدة التجاريين، في خطوة قد تؤدي إلى حرب تجارية مدمرة.
وتشمل التعريفات الجمركية فرض رسوم بنسبة 17٪ على المنتجات الإسرائيلية المستوردة إلى الولايات المتحدة. تم فرض الرسوم على اسرائيل رغم أنها سعت إلى منع هذه الخطوة بتوجيه وقّعه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يوم الثلاثاء لإلغاء جميع الرسوم الجمركية المتبقية على الواردات الأمريكية على الفور.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية ”كان“ أن سموتريتش دعا إلى اجتماع يوم الخميس لكبار موظفي الوزارة لمناقشة هذا التطور.
وقال اتحاد المصنعين في إسرائيل إن التعريفات الجمركية ”مثيرة للقلق“ وأنه سيسعى للعمل مع وزارتي المالية والاقتصاد لعكس مسار هذا التطور.
متحدثا في حديقة الورود في البيت الأبيض أمام خلفية من الأعلام الأمريكية، أعلن ترامب فرض الرسوم الجمركية الأكثر قسوة على الصين والاتحاد الأوروبي في ما أسماه ”يوم التحرير“.
وقال ترامب: ”على مدى عقود، تعرضت بلادنا للسرقة والسلب والاغتصاب والنهب من قبل الدول القريبة والبعيدة، الصديقة والعدوة على حد سواء“.
وعرض الرئيس الأمريكي قائمة لـ60 دولة مستهدفة بالرسوم الجمركية، حيث ظهرت إسرائيل على أنها تفرض ضريبة مزعومة بنسبة 33٪ على الواردات الأمريكية.

قد يؤدي هذا القرار إلى رفع أسعار السلع الاستهلاكية، بما في ذلك الأطعمة الكوشير واليهودية التي يتم إنتاجها في إسرائيل. كما تُعد إسرائيل أيضًا مُصدّرًا رئيسيًا للتكنولوجيا والأحجار الكريمة والمستلزمات الطبية، حيث أرسلت منتجات تزيد قيمتها عن 22 مليار دولار إلى الولايات المتحدة في عام 2024.
وجادل ترامب بأن الرسوم الجمركية ضرورية لاستعادة الأموال والاحترام الذي أخذته الدول الأخرى من الولايات المتحدة. بينما يقول منتقدوه، بما في ذلك معظم الخبراء الاقتصاديين من التيار السائد، إنها ستلحق الدمار بالاقتصاد العالمي وستُترجم إلى حد كبير إلى ارتفاع الأسعار على المستهلكين الأمريكيين.
وقبيل خطاب ترامب، قال مسؤول في الإدارة الأمريكية للصحفيين إن ”إسرائيل تسرق الكثير من الملكية الفكرية من مصنعي الأدوية في هذا البلد على سبيل المثال“.
وقال رئيس اتحاد المصنعين في إسرائيل، رون تومر، إن إعلان ترامب هو ”خطوة مقلقة للمصنعين الإسرائيليين، ومن المرجح أن تؤثر على الوظائف المحلية وتقلل من الأنشطة في السوق الأمريكية”.
كما حذّر من أن هذه الإجراءات قد تضر باستقرار الاقتصاد الإسرائيلي وتردع الاستثمارات الأجنبية وتضعف قدرة الشركات الإسرائيلية على المنافسة في السوق الأمريكية.
وشدّد على أن التعاون الاقتصادي بين إسرائيل والولايات المتحدة ”أمر بالغ الأهمية، لا سيما في قطاع الأمن“، وحث على إزالة الحواجز التجارية.

كما شكك تومر في مسألة الضريبة المفروضة على البضائع الأميركية بنسبة 33٪، قائلا إن الرقم ”غير مفهوم، وبالتالي فإن مقياس الضريبة بنسبة 17٪ غير واضح“.
وقال إن الاتحاد سيعمل مع وزارتي المالية والاقتصاد لإلغاء التعرفة الجمركية، ولكن إذا بقيت هذه التعرفة سارية المفعول، فإنها ستمثل ”تراجعا في العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، خاصة في ضوء حقيقة أن علاقة عميقة ومخلصة بين البلدين كانت قائمة لسنوات عديدة“.
كما سيعمل الاتحاد على ”وضع استراتيجيات بديلة للتعامل مع الوضع الجديد، والبحث عن أسواق جديدة للصادرات الإسرائيلية“، كما ستتحدث مع صناع القرار في واشنطن ”لتخفيف التأثيرات السلبية“.
وسخر عضو الكنيست عن حزب ”يش عتيد“ المعارض فلاديمير بيلياك، الذي ينسق أنشطة المعارضة في اللجنة المالية في الكنيست، من سموتريتش بسبب قراره إلغاء الرسوم الجمركية على البضائع الأمريكية قبل يوم واحد من إعلان ترامب.
وكتب في منشور على منصة X إن الوزير، في المقابل، تلقى “ضربة في الوجه” على شكل التعريفات الجمركية الجديدة. “عبقري”.
كان سموتريتش قد وقّع يوم الثلاثاء على توجيه بإلغاء جميع الرسوم الجمركية المتبقية على الواردات من الولايات المتحدة بأثر فوري، في محاولة واضحة للفوز بإعفاء من فرض إدارة ترامب المتوقع للرسوم الجمركية المتبادلة في اليوم التالي.

وقد تم تنسيق الأمر مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الاقتصاد نير بركات، لكنه بحاجة للحصول على الموافقة النهائية من قبل لجنة المالية في الكنيست.
لم يتضح على الفور ما إذا كان ترامب سيعدل الرسوم الجمركية على البضائع الإسرائيلية نتيجة إلغاء الرسوم الجمركية الإسرائيلية، كما فعل بالنسبة للدول الأخرى التي ألغت الرسوم الجمركية على البضائع الأمريكية سابقًا تحت ضغط ترامب التجاري.
عندما أعلن نتنياهو عن قرار الإلغاء على منصة X، رد مالك المنصة وشريك ترامب في الحكم إيلون ماسك بنشر صورة العلمين الأمريكي والإسرائيلي، جنبًا إلى جنب، في تغريدة على X.
Today we cancelled all of the customs duties levied on products from the US, Israel's largest trading partner.
Cancelling the customs duties on American goods is an additional step in the policy that my governments have led for a decade in opening up the market to competition,…
— Benjamin Netanyahu – בנימין נתניהו (@netanyahu) April 1, 2025
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن قيمة الصادرات الإسرائيلية إلى الولايات المتحدة في العام الماضي بلغت 52 مليار شيكل (14 مليار دولار)، بينما بلغت قيمة الواردات 32 مليار شيكل (8.6 مليار دولار).
ومع ذلك، أشارت إلى أن جزءا كبيرا من الصادرات كان في شكل خدمات وليس سلعًا، ولم يتضح بعد كيف سيتم تطبيق التعريفات الجديدة.
في حديثه في البيت الأبيض أثناء كشفه عن التعريفات الجمركية، خصص ترامب بعضًا من أشد الضربات لما أسماه ”الدول التي تعاملنا بشكل سيء“، بما في ذلك 34٪ على سلع من القوة العظمى المنافسة الصين، و20٪ على الحليف الرئيسي الاتحاد الأوروبي و24٪ على اليابان.
لكن الرئيس الجمهوري البالغ من العمر 78 عامًا قال إنه ”لطيف جدًا“ ولذلك فهو يفرض فقط نصف المبلغ الذي تفرضه تلك الدول على صادرات الولايات المتحدة.
وبالنسبة لبقية الدول، قال ترامب إنه سيفرض تعريفة جمركية ”أساسية“ بنسبة 10٪، بما في ذلك على بريطانيا.
FULL LIST: Liberation Day pic.twitter.com/ZBiRuJBCAr
— Rapid Response 47 (@RapidResponse47) April 2, 2025
وهتف جمهور شمل أعضاء من مجلس الوزراء، بالإضافة إلى عمال ارتدوا قبعات صلبة من صناعات تشمل الصلب والنفط والغاز، ابتهاجا عندما قال ترامب إن الرسوم الجمركية ”ستجعل أمريكا غنية مرة أخرى“.
وقال ترامب: ”هذا هو يوم التحرير“، مضيفا أنه ”سيبقى في الذاكرة إلى الأبد باعتباره اليوم الذي وُلدت فيه الصناعة الأمريكية من جديد، اليوم الذي استُعيد فيه مصير أمريكا“.
وحذّر وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت الشركاء التجاريين من أن أي رد انتقامي على وابل التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها البيت الأبيض لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد.
وقال بيسنت لشبكة “فوكس نيوز”: ”نصيحتي لكل دولة في الوقت الحالي هي: لا تردوا. اجلسوا واستوعبوا الأمر ودعونا نرى كيف ستسير الأمور. لأنكم إذا انتقمتم، سيكون هناك تصعيد. أما إذا لم تردوا، فسيكون هذا الحد الأقصى“.