إسرائيل في حالة حرب - اليوم 641

بحث

ترامب يقول إن الاتفاق بشأن غزة “قريب جدا”، ويُلمح إلى إعلان وشيك

حماس تقول إنها لا تزال تراجع الاقتراح؛ وزير الدفاع كاتس يقول إن على الجماعة قبول الاتفاق أو أن تُدمّر

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث خلال زيارة إلى منشأة US Steel - Irvin Works في ويست ميفلين، بنسلفانيا، 30 مايو 2025. (SAUL LOEB / AFP)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث خلال زيارة إلى منشأة US Steel - Irvin Works في ويست ميفلين، بنسلفانيا، 30 مايو 2025. (SAUL LOEB / AFP)

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة إن الوسطاء “قريبون جدا” من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.

وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي: “سنخبركم بذلك خلال اليوم أو ربما غدا، ولدينا فرصة لتحقيق ذلك”.

ومع ذلك، قالت حماس إنها لا تزال تراجع اقتراحًا من الولايات المتحدة تلقته يوم الخميس، مضيفة أن الاقتراح لا يلبي مطالبها. وأشارت الجماعة إلى أنها تُجري مشاورات مع “فصائل فلسطينية” أخرى.

ولا يزال يتعين على الجانبين الاتفاق على معايير انسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي من غزة خلال الهدنة المؤقتة، بحسب الاقتراح الأمريكي.

وأفاد مصدران مطلعان على سير المفاوضات لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” بأن حماس غير راضية عن العرض، لأنه يمنح إسرائيل الحق في استئناف القتال بعد انتهاء الهدنة، كما تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأوضح المصدران أن الحركة لا تريد أن تتحمل مسؤولية فشل المفاوضات، لذا فهي تميل إلى قبول الاقتراح، مع سلسلة من التحفظات، في خطوة من المرجح أن تُطيل أمد المحادثات لعدة أيام أخرى على الأقل.

في حين أبلغ نتنياهو عائلات الرهائن يوم الخميس أنه يدعم مبدئيا الاتفاق المطروح، إلا أنه لم يقدمه بعد إلى الحكومة للمصادقة عليه، وقد أعلن بالفعل عدد من أعضاء ائتلافه اليميني المتطرف معارضتهم له.

وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس يوم الجمعة إن على حماس أن توافق على الاقتراح الذي قدّمه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أو أن تُدمّر.

وأضاف: “سيتعين على قتلة حماس الآن أن يختاروا: قبول شروط ‘اتفاق ويتكوف’ للإفراج عن الرهائن — أو الإبادة”.

وقد أكدت إسرائيل مرارا أن تدمير الحركة الفلسطينية يُعد من أهداف الحرب الرئيسية.

وقد فشلت المفاوضات لإنهاء ما يقرب من 20 شهرا من الحرب في غزة في تحقيق أي اختراق حتى الآن، حيث استأنفت إسرائيل عملياتها في مارس بعد هدنة قصيرة الأمد. وتشهد الأوضاع الإنسانية في غزة تدهورا كارثيا، وحذرت الأمم المتحدة من أن جميع سكان القطاع معرضون لخطر المجاعة.

ولا تزال أزمة الغذاء مستمرة في غزة، مع دخول المساعدات بوتيرة بطيئة عقب رفع جزئي للحصار الإسرائيلي الذي استمر أكثر من شهرين. وقال ينس لاركي، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يوم الجمعة إن غزة أصبحت “أكثر الأماكن جوعا على وجه الأرض”.

وأضاف: “إنها المنطقة الوحيدة، سواء كانت دولة أو إقليمًا داخل دولة، التي يواجه فيها جميع السكان خطر المجاعة”.

وزير الدفاع يسرائيل كاتس يشارك في مراسم يوم ذكرى المحرقة في الكنيست، القدس، 24 أبريل 2025. (Arie Leib Abrams/Flash90)

وفي وقت لاحق، أدانت الأمم المتحدة “نهب كميات كبيرة من المعدات الطبية” وإمدادات أخرى “مخصصة للأطفال المصابين بسوء التغذية” من أحد مستودعاتها في غزة على يد مسلحين.

وكانت منظمات الإغاثة قد حذرت من أن حالة اليأس المتزايدة بين سكان غزة للحصول على الغذاء والدواء تؤدي إلى تدهور الأوضاع الأمنية.

وأعلنت قطر يوم الجمعة أنها تعمل بشكل مكثف مع الولايات المتحدة ومصر “لوقف الكارثة الإنسانية في غزة وإنهاء الحرب”.

وقالت السفيرة القطرية لدى الأمم المتحدة علياء أحمد سيف آل ثاني للصحفيين في نيويورك: “المفاوضات جارية بشأن الاقتراح الحالي. نحن مصممون على إنهاء هذا الوضع المروع في غزة”.

وتلعب قطر دور الوسيط الرئيسي في المفاوضات منذ بداية الحرب، وتستضيف محادثات غير مباشرة مع حماس.

وبحسب نسخة من اقتراح ويتكوف الأخير، والتي أكد مصدران مطلعان على المفاوضات صحتها لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، فإن حماس ستُفرج عن 10 رهائن إسرائيليين أحياء، وتسلم جثامين 18 رهينة آخرين، خلال وقف لإطلاق النار مدته 60 يوما.

وفي المقابل، ستُفرج إسرائيل عن 125 أسيرا فلسطينيا من المحكومين بالمؤبد، و1111 معتقلا من غزة اعتقلوا منذ 7 أكتوبر 2023، وتسلم جثامين 180 فلسطينيا تحتجزهم حاليا.

كما تنص الخطة على انسحاب جزئي لقوات الجيش الإسرائيلي من مناطق معينة، على أن تُحدد معايير الانسحاب لاحقًا خلال “مفاوضات غير مباشرة”.

دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة، 30 مايو 2025. (AP Photo/Jehad Alshrafi)

وأفاد موقع “أكسيوس” أن نتنياهو أبلغ عائلات الرهائن في اجتماع يوم الخميس بأنه مستعد للمضي قدما في المقترح، فيما ذكرت القناة 12 أنه قال للعائلات إنه “يوافق مبدئيا” على الوثيقة. ومع ذلك، نقل التقرير التلفزيوني عنه أيضًا قوله إنه “غير مستعد لإنهاء الحرب دون القضاء على حماس”.

في غضون ذلك، أعرب وزراء من اليمين وبعض عائلات الرهائن المتشددة عن معارضتهم للصفقة المقترحة، بحجة أن حماس في موقف ضعف حاليا، ويجب تكثيف الضغط عليها لإجبارها على الاستسلام. ويجب أن يصادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر على أي قرار بقبول المقترح.

لا يزال 57 من أصل 251 شخصا اختطفوا في 7 أكتوبر 2023 محتجزين في غزة، بالإضافة إلى جثمان جندي إسرائيلي تحتجزه حماس منذ عام 2014.

وتشمل القائمة جثامين ما لا يقل عن 35 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي وفاتهم، و20 آخرين يُعتقد أنهم على قيد الحياة. كما أعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلق بالغ بشأن مصير ثلاثة رهائن آخرين.

ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن