ترامب يقول أن “لا أحد يطرد الفلسطينيين”، في ما يبدو تخفيفا لخطته لغزة
تعليق المكتب البيضاوي يمثل المرة الأولى التي يوضح فيها الرئيس الأمريكي أن سكان غزة لن يُجبروا على مغادرة القطاع؛ ويتكوف يلتقي بوزراء خارجية عرب لمناقشة اقتراحهم بشأن مستقبل القطاع

فيما يبدو تخفيفا لمقترحه للسيطرة على قطاع غزة، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء أن الخطة لا تنص على طرد الفلسطينيين.
خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن في المكتب البيضاوي، سأل أحد الصحفيين الزعيم الأيرلندي عن خطة ترامب “لطرد الفلسطينيين من غزة”.
وقال ترامب: “لا أحد يطرد الفلسطينيين”.
وعندما طرح ترامب الفكرة في بداية شهر فبراير أثناء زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض، قال إن سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليوني شخص سيتم نقلهم “بشكل دائم”.
وعندما سُئل عما إذا كان سيتم نقل السكان بالقوة، أصر ترامب على أن سكان غزة لا يريدون البقاء في القطاع الذي دمرته الحرب.
رفض ترامب خلال الشهر الماضي التوضيح أن نقل سكان غزة سيكون طوعي وضعه على يمين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحلفائه المتشددين، الذين أصروا على أن الفلسطينيين لن يُجبروا على المغادرة وأن الراغبين في ذلك سوف يحصلون على الدعم.
REPORTER: What about the president's plan to expel Palestinians out of Gaza?
TRUMP: Nobody is expelling any Palestinians. Who are you with?
REPORTER: I'm with Voice of America, sir.
TRUMP: Oh, no wonder. pic.twitter.com/SfosOKDnv6
— Aaron Rupar (@atrupar) March 12, 2025
رحب المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم بما اعتبره تراجعا من جانب ترامب عن موقفه بشأن نقل سكان غزة، وحثه على الامتناع عن تأييد رؤية “اليمين الصهيوني المتطرف”.
وبينما تمسك ترامب بخطته بشكل عام، إلا أن العمل على تنفيذها كان محدودًا، وقد أصرّ العديد من كبار مستشاريه على أن الهدف كان في المقام الأول دفع حلفاء الولايات المتحدة العرب لتقديم اقتراحهم الخاص لإدارة غزة بعد الحرب.
وقدمت مصر خطتها الأسبوع الماضي، والتي أيدتها جامعة الدول العربية خلال قمتها في القاهرة.
وتتصور الخطة تشكيل لجنة مؤقتة من التكنوقراط الفلسطينيين المستقلين لإدارة غزة لمدة ستة أشهر قبل تسليم السيطرة على القطاع للسلطة الفلسطينية.
وينص الاقتراح على نشر قوات حفظ سلام دولية في غزة بموجب قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وفي المقابل، تقوم مصر والأردن بتدريب ضباط شرطة السلطة الفلسطينية ليتم نشرهم بعد ذلك لحفظ الأمن والنظام في غزة.
كما تنص الخطة على تقسيم غزة إلى سبع مناطق مختلفة، مع تصور إعادة إعمار كل منطقة بشكل متتالٍ بطريقة تسمح لجميع الفلسطينيين بالبقاء في القطاع خلال العملية. وهذا يتعارض مع تصريحات ترامب ومسؤولين أمريكيين آخرين الذين أصروا على أن غزة لن تكون آمنة للفلسطينيين خلال السنوات العشر إلى الخمس عشرة التي ستستغرقها عملية إعادة الإعمار.
ولا تتطرق الخطة لحماس بالاسم، وتؤكد أن قضية الجماعات المسلحة في غزة ومصيرها لا يمكن حلها بالكامل إلا من خلال عملية سياسية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.
ومع ذلك، أكد بيان صادر عن الجامعة العربية يؤيد الخطة المصرية أن أمن غزة “هو مسؤولية فلسطينية خالصة، ويتعين أن يدار من قبل المؤسسات الفلسطينية الشرعية وحدها وفقاً لمبدأ القانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد” – مما يشير إلى رفض وجود فصائل مسلحة غير قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.
ولكن غياب الإشارة المباشرة لحماس ونزع السلاح أحبط إدارة ترامب، التي تعتبر إبعاد الحركة عن السلطة ضروريا لضمان إعادة إعمار غزة وتجنب العودة إلى دائرة الحرب التي يعاني منها القطاع منذ سنوات.
وبينما يعارض شركاء واشنطن العرب حماس بدرجات متفاوتة، لكنهم فضلوا تبني نهج أقل علنية في محاولة التخلص التدريجي من المنظمة في غزة، مع التأكيد على أن نزع سلاح حماس لن يكون ممكنًا دون مبادرة سياسية أوسع لإقامة دولة فلسطينية.

وفي الأسبوع الماضي، وصف المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الخطة المصرية بأنها “خطوة أولى بحسن نية” مع “العديد من الجوانب المقنعة”. وكانت هذه التصريحات أكثر إيجابية من تعليقات المتحدثان باسم وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، اللذان وصفا الخطة العربية بأنها “غير كافية”.
ولكن ويتكوف يعتبر على نطاق واسع الشخصية الأكثر نفوذا في الإدارة في المسائل المتعلقة بالشرق الأوسط، باستثناء ترامب نفسه، الذي أعرب مراراً عن إيمانه بمبعوثه.
والتقى ويتكوف الأربعاء في الدوحة مع وزراء خارجية المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر ومصر والأردن لبحث الخطة العربية.
واتفقت المجموعة على مواصلة المشاورات مع ويتكوف بشأن الخطة المصرية، حسبما ورد في بيان مشترك صدر بعد الاجتماع.
ووحضر الاجتماع حسين الشيخ، كبير مساعدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي التقى ويتكوف آخر مرة في يناير في الرياض.
“فلسطيني من وجهة نظري”
خلال تصريحاته في المكتب البيضاوي يوم الأربعاء، أعرب ترامب أيضًا عن أسفه لأن الناس ينسون ما فعلته حماس في السابع من أكتوبر. وكرر الحديث عن المعاملة الوحشية التي تعرض لها الرهائن على يد الحركة.
وقال ترامب: “نحن نعمل بجد مع إسرائيل… لنرى كيف يمكننا حل المشكلة”.
كما وصف زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر مرة أخرى بأنه “فلسطيني”، مستخدما المصطلح كإهانة.
وبشكل عام، استخدم ترامب مثل هذه اللغة لانتقاد الديمقراطيين الذين يرى أنهم لا يدعمون إسرائيل بشكل كاف.
ولكن في هذه الحالة، أدلى ترامب بهذه التعليقات أثناء حديثه عن معدلات ضرائب الشركات. بعد أن قال إن الشعب الأمريكي سيلوم الديمقراطيين على ارتفاع الضرائب، انطلق ترامب في الحديث عن السيناتور من نيويورك، وهو خصمه الرئيسي في الكونغرس والذي عارض يوم الأربعاء مشروع قانون تمويل صاغه الجمهوريون.
وقال ترامب: “شومر فلسطيني من وجهة نظري. كما تعلمون، لقد أصبح فلسطينيا. كان يهوديا في السابق. لم يعد يهوديا. إنه فلسطيني”.

شومر، الديمقراطي النيويوركي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تحدث كثيرًا عن هويته اليهودية طوال مسيرته السياسية. وسيصدر قريبًا كتابًا عن مكافحة معاداة السامية.
لم يستجب متحدث باسم شومر فورًا لطلب التعليق. ونشر مؤيدو ترامب ومعارضوه مقاطع من هذا التصريح على الإنترنت، وقد أثار انتقادات من بعض المنظمات اليهودية الليبرالية.
ساهمت وكالة جي تي إيه في إعداد هذا التقرير