إسرائيل في حالة حرب - اليوم 646

بحث

ترامب يعلن اجتماع مع إيران الأسبوع المقبل، ويؤكد أن الاتفاق النووي “لم يعد ضروريا”

"قد نوقع اتفاقًا، لا أعلم"، يقول ترامب في مؤتمر الناتو، مدعيًا أن الولايات المتحدة وإسرائيل دمّرتا البرنامج النووي الإيراني و"لا يهمني إذا كان لدي اتفاق أم لا"

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث في مؤتمر صحفي خلال قمة قادة الناتو في لاهاي، 25 يونيو 2025. (NICOLAS TUCAT / AFP)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث في مؤتمر صحفي خلال قمة قادة الناتو في لاهاي، 25 يونيو 2025. (NICOLAS TUCAT / AFP)

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء إن مسؤولين أمريكيين وإيرانيين سيعقدون محادثات الأسبوع المقبل، ما أعطى بارقة أمل حذرة بسلام طويل الأمد، وذلك بعد يوم من نجاح وقف إطلاق النار الهش على ما يبدو، رغم تأكيد طهران أنها لن تتخلى عن برنامجها النووي.

وكان ترامب قد تفاوض على وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الثلاثاء بعد 12 يوما من القتال بين إسرائيل وإيران، وقال للصحفيين في قمة الناتو في لاهاي إنه ليس مهتمًا بشكل خاص باستئناف المفاوضات مع إيران، مصرّحًا بأن الضربات الأمريكية دمّرت برنامج إيران النووي.

وقال ترامب: “قد نوقع اتفاقا، لا أعلم. بالنسبة لي، لا أعتقد أنه ضروري”. وأضاف: “من وجهة نظري، لقد قاتلوا، وانتهت الحرب”.

لكن إيران شددت على أنها لن تتخلى عن برنامجها النووي، ووافق برلمانها على تسريع اقتراح سيوقف فعليا تعاون البلاد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

كما لم تعترف إيران بإجراء أي محادثات الأسبوع المقبل، وشكك مسؤول إيراني فيما إذا كان يمكن الوثوق بالولايات المتحدة بعد هجومها في عطلة نهاية الأسبوع على المواقع النووية الإيرانية.

وفي وقت سابق، قال ترامب إن وقف إطلاق النار يسير “بشكل جيد جدا”، مضيفا أن إيران “لن تمتلك قنبلة ولن تخصب اليورانيوم”. وتابع: “لقد خاضوا حربًا، قاتلوا، والآن سيعودون إلى عالمهم. لا يهمني إن كان لدي اتفاق أم لا”.

وأضاف ترامب: “لقد دمّرنا البرنامج النووي. لقد تم نسفه إلى الأبد، لذلك لا أشعر أن الأمر ضروري… سنجتمع معهم فعليًا. سنلتقي بهم”.

وتابع: “يمكنني الحصول على تصريح بأنهم لن يسعوا لامتلاك سلاح نووي، ربما سنطلب ذلك، لكنهم على أي حال لن يفعلوا ذلك. لقد انتهى الأمر بالنسبة لهم”.

وأشار ترامب إلى أنه طلب من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إذا كان يريد صياغة اتفاق لتوقيع إيران عليه.

وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو (يمين) يستمع إلى الرئيس دونالد ترامب في مؤتمر صحفي خلال قمة قادة الناتو في لاهاي، 25 يونيو 2025. (NICOLAS TUCAT / AFP)

وقد أجرت الولايات المتحدة وإيران عدة جولات مفاوضات للتوصل لاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، لكنها تعثرت قبل أن تشن إسرائيل ضرباتها في 13 يونيو ضد قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين ومواقع التخصيب وبرامج الصواريخ الباليستية.

وأعلنت إسرائيل أن الحملة ضرورية لمنع إيران من تحقيق خطتها المعلنة لتدمير اسرائيل. وفي 22 يونيو، ضربت الولايات المتحدة منشآت نووية رئيسية في نطنز وفوردو وأصفهان.

ورغم تصريح ترامب بأن الولايات المتحدة وإيران ستعودان إلى طاولة المفاوضات، فإنه من غير الواضح ما إذا كانت الاجتماعات ستعود إلى المحادثات النووية السابقة أم ستتركز على “اتفاق سلام شامل” كما أشار مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف في وقت سابق يوم الأربعاء.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة قادة الناتو في لاهاي، 25 يونيو 2025. (Piroschka Van De Wouw / POOL / AFP)

وقال ترامب في مؤتمر الناتو إن الولايات المتحدة “حققت نصرًا عظيمًا” في إيران، مضيفًا أنه “تعامل” مع إيران وإسرائيل بإقناع الجانبين بقبول وقف إطلاق النار، لأنهما “متعبتان ومرهقتان” من 12 يومًا من القتال المكثف.

وأضاف: “كانا راضيين بالعودة إلى ديارهم والخروج من الحرب”، لكنه أقر بأن الصراع قد يستأنف قريبًا. “هل يمكن أن يبدأ من جديد؟ ربما، ربما قريبًا”.

وقال ترامب إن إيران “قاتلت بشجاعة”، مشيرًا إلى أن طهران “انتهكت وقف إطلاق النار إلى حد ما، ليس كثيرًا”.

وأضاف: “لا أعتقد أنهم سيعودون للانخراط في البرنامج النووي مرة أخرى”.

بالإضافة إلى إشارته إلى محادثات مرتقبة مع إيران، كرر ترامب أنه تحدث “مع أشخاص شاهدوا” موقع فوردو النووي بعد قصفه من قبل الولايات المتحدة هذا الأسبوع، قائلاً إن “الموقع مدمر تمامًا”.

رسم بياني يظهر مقارنة بين منشأة فوردو النووية الإيرانية قبل وبعد قصف الموقع من قبل الولايات المتحدة في 20 يونيو 2025. (AP Graphic)

وقال: “لا يمكنك دخول الأنفاق [في الموقع تحت الأرض]. لا يوجد أي طريقة للنزول. كل شيء انهار وأصبح كارثة. وأعتقد أن كل المواد النووية هناك لأنه من الصعب جدًا نقلها”.

وكان قد ألمح سابقا إلى أن عملاء إسرائيليين زاروا الموقع، لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا لقناة “كان” العامة يوم الأربعاء إنهم لا يعلمون بأي عملية إسرائيلية في فوردو بعد الضربة.

ونفى رئيس حزب “شاس” أرييه درعي، وهو مراقب متكرر في المجلس الأمني المصغر لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أيضًا ادعاء ترامب، مؤكدًا أن “لا أحد زار هناك”.

وزعم ترامب أيضا أن إيران لم تتمكن من نقل اليورانيوم عالي التخصيب من المنشآت الرئيسية قبل تعرضها للقنابل الأمريكية الأحد، رغم تقارير تفيد بأن طهران ربما نجحت في نقل المواد قبل الضربات.

وقال للصحفيين: “نعتقد أننا ضربناهم بسرعة وبقوة بحيث لم يتمكنوا من التحرك، وإذا كنت تعلم عن تلك المادة، فمن الصعب جدًا وخطير جدًا نقلها”. وأضاف: “نعم، نعتقد أننا أصبناها. نعتقد أنها مغطاة بالجرانيت والصلب”.

وأشار ترامب إلى أنه لا يعتمد على الاستخبارات الإسرائيلية في تقييمه بأن المواقع النووية الإيرانية “دُمرت”، وقال إن الولايات المتحدة ستصدر قريبًا تقريرًا عن الأضرار التي لحقت بالمواقع.

وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسث يتحدث في مؤتمر صحفي خلال قمة قادة الناتو في لاهاي، 25 يونيو 2025. (Brendan SMIALOWSKI / AFP)

كما انتقد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسث يوم الأربعاء التقارير التي شككت في حجم الضرر الذي لحق بمنشأة فوردو، مؤكدًا بغضب أن الأدلة حول ما تبقى من المنشأة النووية الإيرانية في فوردو “مدفونة تحت جبل، مدمرة وسُحقت تمامًا”.

وأضاف: “إذا كنت تريد تقييم ما حدث في فوردو، عليك أن تحضر معولًا كبيرًا وتحفر عميقًا جدًا”.

وتابع: “أولئك الذين أسقطوا القنابل بدقة في المكان المناسب يعرفون بالضبط ما حدث عند الانفجار”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث في خطاب مسجل بالفيديو في 24 يونيو 2025. (Screen capture/GPO)

وفي سياق آخر، نفى نتنياهو يوم الأربعاء أن تكون إسرائيل قد دفعت الولايات المتحدة للمشاركة في حملتها ضد إيران، رافضًا تقريرًا نشرته صحيفة واشنطن بوست يوم الثلاثاء بهذا الخصوص واصفا إياه بـ”الهراء”.

وكتب الحساب الرسمي لرئيس الوزراء على منصة إكس: “القصة التي نشرتها واشنطن بوست والتي توحي بأن إسرائيل دفعت الرئيس ترامب لاتخاذ قراره الجريء بقصف المنشآت النووية الإيرانية هي هراء”. وأضاف أن ترامب “اتخذ القرار بما يخدم مصلحة الولايات المتحدة بناءً على نفس المعلومات الاستخباراتية التي كانت بحوزتنا. نحن ممتنون للرئيس ترامب على قيادته الحاسمة وكونه صديقًا رائعًا لإسرائيل!”

ونقل التقرير عن مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين قولهم أن نتنياهو أصدر أمرًا عامًا بالاستعداد للضربات ضد إيران قبل أشهر من إعلان ترامب أن الولايات المتحدة وإيران اتفقتا على عقد مفاوضات حول برنامج إيران النووي.

وذكر التقرير أنه كجزء من التحضيرات المستمرة، التي بدأت في السنة الأخيرة من ولاية الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، التقى مسؤولون إسرائيليون بنظرائهم الأمريكيين في واشنطن لإقناع الولايات المتحدة بالانضمام للهجوم، معتبرين أن ذلك سيجعل العملية أكثر حسمًا.

الرئيس الأمريكي جو بايدن (يمين) يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن، 25 يوليو، 2024. (AP Photo/Susan Walsh)

وأفاد التقرير أن الإسرائيليين اجتمعوا طوال الخريف الماضي مع مسؤولي إدارة بايدن لمناقشة معلومات استخباراتية حديثة أظهرت أن علماء نوويين إيرانيين كانوا يخططون لاستئناف أبحاث نظرية حول التسلح النووي.

لكن مصادر متعددة أفادت في التقرير أن وكالات الاستخبارات الأمريكية في عهدَي بايدن وترامب قدّرت باستمرار أن القيادة الإيرانية لم تتخذ قرارًا بالسعي للحصول على أسلحة نووية.

وذكرت القناة 12 العبرية بعد انضمام الولايات المتحدة للهجوم هذا الأسبوع إن قرار ترامب جاء عقب مناشدات من نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، اللذين حثّا الرئيس على “المشاركة في صنع التاريخ” عبر القضاء على التهديد النووي الإيراني.

اقرأ المزيد عن