ترامب يطلب من نتنياهو إنهاء الحرب على غزة، ويقول إن مهاجمة إيران أمر غير وارد في الوقت الحالي
في مكالة هاتفية يوم الإثنين، قال الرئيس الأمريكي لرئيس الوزراء الإسرائيلي إن التهديدات بضرب إيران ”لا تساعد“ المفاوضات النووية؛ قائد "سنتكوم" يقول إن البيت الأبيض لديه ”خيارات واسعة“ إذا فشلت المفاوضات.

في مكالمة هاتفية متوترة استمرت 40 دقيقة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الاثنين، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس الوزراء إنه يجب أن ينهي الحرب في قطاع غزة بشكل دائم، حسبما أفادت قنوات تلفزيونية إسرائيلية يوم الثلاثاء.
وبحسب التقارير، قال ترامب لنتنياهو إن ما يسمى “إطار ويتكوف”، الذي يقضي بوقف الحرب لمدة 60 يوما مقابل الإفراج عن نصف الرهائن الذين تحتجزهم حماس، لن يكون كافيا.
ورفض نتنياهو حتى الآن التفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن من شأنه إنهاء القتال في القطاع بشكل دائم، وهو خط أحمر بالنسبة له ولشركائه في الائتلاف اليميني المتطرف.
وبحسب ما ورد، أبلغ الرئيس الأمريكي نتنياهو أن إنهاء الحرب في غزة سيساعد في المفاوضات النووية الجارية بين الإدارة الأمريكية وإيران، وكذلك في محادثات التطبيع مع السعودية.
كما استبعد ترامب شن هجوم على إيران، في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى كبح برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات، وفقا للتقارير.
جاءت تقارير القناة 12 وهيئة البث الإسرائيلية “كان”، التي نقلت باللغة العبرية ما جاء في المحادثة التي جرت باللغة الإنجليزية، في الوقت الذي صرح فيه ترامب لوسائل الإعلام الأمريكية أن الإيرانيين أصبحوا ”أكثر عدوانية“ في المفاوضات.
في غضون ذلك، قال القائد العسكري الأمريكي الأعلى في الشرق الأوسط إنه قدم لترامب ووزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث ”مجموعة واسعة من الخيارات“ لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية في حال فشل المفاوضات مع طهران.
وأفادت القناة 12 أنه لن تكون هناك مناقشات حول شن ضربة ضد إيران حتى يقرر ترامب أن المحادثات النووية قد فشلت. كما نقلت الشبكة عن مصدرين مطلعين على المكالمة الهاتفية أن نتنياهو لم يتلق ردا واضحا من ترامب بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعطي إسرائيل الضوء الأخضر للتحرك بمفردها ضد إيران، أو ما إذا كانت واشنطن ترغب في المشاركة في ضربة أو قيادتها.
وفقا للشبكة، قال ترامب إنه لم يكمل جهوده في المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، مضيفا أنه على الرغم من رفضه للعرض الأخير الذي قدمته إيران، فإن باب المفاوضات لم يُغلق.

ورد نتنياهو بأن ”تهديد عسكري حقيقي“ يجب أن يبقى قائما على إيران في جميع الأوقات، فرد ترامب بأن الضربة يجب أن ”تُرفع عن الطاولة في الوقت الحالي“، حسبما أضاف التقرير.
بحسب هيئة البث فإن نتنياهو قال لترامب إن ”المفاوضات مع إيران عقيمة، وإيران تتلاعب بك وكل ما تحاول فعله هو كسب الوقت“.
وقال ترامب، وفقا لما نقلته قناة “فوكس نيوز” يوم الثلاثاء، إن ”تصريحاتك بشأن شن هجوم على إيران لا تساعد. نحن نعمل على التوصل إلى اتفاق“، على الرغم من أن مصادر في البيت الأبيض بدت متفقة مع تعليق نتنياهو.
وقالت كل من هيئة البث والقناة 12 إن مكتب نتنياهو رفض التعليق على المحادثة مع ترامب. ويوم الاثنين، في بيان مقتضب عن المحادثة، قال مكتب نتنياهو إن ترامب أبلغ رئيس الوزراء أن واشنطن قدمت لطهران ”اقتراحا معقولاً“ وتنتظر ردا ”في الأيام المقبلة“.
يوم الثلاثاء، نقلت فوكس نيوز عن ترامب قوله إن إيران ”تتصرف في المفاوضات بشكل مختلف تماما عما كانت عليه قبل أيام قليلة“.
وقال ترامب وفقا للشبكة الإخبارية: ”أكثر عدوانية بكثير“.
وأضاف ”هذا مفاجئ بالنسبة لي. إنه أمر مخيب للآمال، لكننا مستعدون للقاء مرة أخرى غدا – سنرى“. على الرغم من أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قال إن الجولة السادسة من المحادثات ستعقد يوم الأحد في عُمان.

وضع خطط هجومية أمريكية في حال فشل المفاوضات
وينفي قادة إيران، الذين أقسموا على تدمير إسرائيل، علنا سعيهم للحصول على أسلحة نووية، لكنهم خزنوا يورانيوم مخصب بنسبة 60٪ – وهو ما يزيد بكثير عن الكمية اللازمة للاستخدامات المدنية، ويقع على بعد خطوة واحدة من درجة التسلح. وبحسب ما ورد، يخشى المسؤولون الأمريكيون من أن تقوم إسرائيل بضرب المواقع النووية الإيرانية دون سابق إنذار.
وقد طالب نتنياهو بأن ينص أي اتفاق نووي مع إيران على تفكيك كامل لمنشآت الجمهورية الإسلامية النووية ومواقع تخصيب اليورانيوم. وفي حديثه للصحفيين بعد المكالمة الهاتفية يوم الاثنين، قال ترامب إن واشنطن لن تسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها.
ومع ذلك، أفادت تقارير أن الاقتراح الأمريكي لاتفاق نووي سيسمح بذلك، ولكن لفترة مؤقتة. وقال رئيس البرلمان الإيراني يوم الاثنين إن الاقتراح لم يذكر تخفيف العقوبات، ووصف ترامب بـ”المتوهم“ لاعتقاده أن طهران ستقبل العرض.
في بيان يوم الثلاثاء، اتهم برلمانيون إيرانيون الولايات المتحدة وإسرائيل بنصب ”فخ استراتيجي“ لإيران في المفاوضات النووية.

وجاء في البيان أن البيت الأبيض ”حدد هدف المحادثات بفرض مطالبه واتخذ مواقف هجومية تتعارض تماما مع حقوق الإيرانيين غير القابلة للتصرف“، وأضاف البرلمانيون ”الصفقة الوحيدة المقبولة هي تلك التي ترفع جميع العقوبات بشكل دائم بهدف تحقيق مكاسب اقتصادية لإيران“.
خطط هجوم القيادة المركزية الأمريكية
أبلغ الجنرال مايكل كوريلا، القائد المنتهية ولايته للقيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، المشرعين الأمريكيين أنه قدم للبيت الأبيض خططا لشن ضربة على إيران في حال فشل المحادثات النووية.
خلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي، سأل رئيس اللجنة الجمهوري، النائب مايك دي روجرز من ولاية ألاباما، كوريلا عما إذا كانت سنتكوم ”مستعدة للرد بقوة ساحقة لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية“ إذا أمر ترامب بشن مثل هذا الهجوم.
وقال كوريلا: ”لقد قدمت لوزير الدفاع والرئيس مجموعة واسعة من الخيارات“.
وأجاب روجرز “اعتبر ذلك بمثابة نعم”.
ورد الجنرال “نعم”.
"I have provided the President a wide range of options."
Centcom commander Gen Michael Kurilla said the US is ready to strike Iran with 'overwhelming force' should nuclear talks between Washington and Tehran fail. pic.twitter.com/kEPQcSIj8b
— The National (@TheNationalNews) June 10, 2025
خلال شهادته، قال كوريلا إن إيران وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ 40 عاما من الناحية الاستراتيجية وسط ”التحول التكتوني“ الذي أطلقه هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أشعل الحرب في غزة.
خلال تلك الفترة، أطاح المتمردون السوريون بالرئيس بشار الأسد المدعوم من إيران، وخرج حزب الله اللبناني، الوكيل الإيراني، من الحرب مع إسرائيل في وضع ضعيف للغاية.
وقال كوريلا: ”لقد وجه هذا ضربة قوية لشبكة الإرهاب الإيرانية. إن وكلاء إيران في أضعف حالاتهم على الإطلاق“.
وأشار كوريلا إلى أن الصراع الإقليمي شهد تبادل ضربات مباشرة بين إسرائيل وإيران للمرة الأولى، حيث أطلقت إيران وابلا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على إسرائيل في أبريل وأكتوبر من العام الماضي. وأفادت التقارير أن الرد الإسرائيلي، الذي ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية الإيرانية، دفع الجمهورية الإسلامية إلى الاستعداد لضربة على مواقعها النووية.