ترامب يطلب من حماس “المريضة والمجنونة” تحرير جميع الرهائن الآن “أو ستكون هذه نهايتكم”
بعد وقت قصير من استضافة الرهائن المفرج عنهم، أصدر الرئيس الأمريكي "الإنذار الأخير" لحماس، وطلب من قادتها مغادرة غزة، وقال إنه يرسل لإسرائيل "كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة"
أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء إنذارا نهائيا جديدا لحركة حماس، مطالبا الحركة بالإفراج فورا عن جميع الرهائن المتبقين وإلا سيتم تدميرها.
وكتب ترامب على موقع Truth Social: “’شالوم حماس’ تعني مرحبا ووداعا – يمكنكم الاختيار. أطلقوا سراح جميع الرهائن الآن – وليس لاحقا – وأعدوا على الفور جميع جثامين الأشخاص الذين قتلتوهم، وإلا ستكون هذه نهايتكم”.
تم نشر منشور ترامب بعد وقت قصير من لقائه بمجموعة من ثمانية رهائن مفرج عنهم في المكتب البيضاوي، وفي ظل تعثر المفاوضات بين إسرائيل وحماس بعد انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار الهش يوم السبت.
وقال ترامب لمجموعة الرهائن الثمانية المحررين “سنقوم بتحريرهم”، في إشارة إلى الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة.
وقالت إحدى الرهائن الثمانية، نعمة ليفي، “لقد كنت أملنا عندما كنا هناك، والآن أنت أملهم”.
لقد أصدر ترامب إنذارات متعددة لحماس على مدى الأشهر القليلة الماضية ولكن دون نجاح يذكر. قبل تنصيبه، طالب حماس بالإفراج عن جميع الرهائن وإلا “سيكون هناك جحيم”. ولم تطلق الحركة سراح جميع الرهائن، لكنها وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار متعدد المراحل مع إسرائيل والذي ضمن الإفراج عن 33 رهينة خلال المرحلة الأولى.
في الشهر الماضي، وبعد أن هددت حماس بعدم إطلاق سراح دفعة من هؤلاء الرهائن، مستشهدة بانتهاكات إسرائيلية للاتفاق، أصدر ترامب إنذارًا مماثلا آخر يطالب بإطلاق سراحهم جميعًا عند ظهر يوم السبت التالي. لم توافق حماس على إطلاق سراح جميع الرهائن، لكنها أطلقت سراح الثلاثة الذين كان من المقرر إطلاق سراحهم.
وحذر ترامب يوم الأربعاء: “سأرسل لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة؛ لن يكون أي عضو في حماس في مأمن إذا لم تفعلوا ما أقوله”.
وقد وافق ترامب على بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة أكثر من 11 مليار دولار منذ توليه منصبه، بما في ذلك شحنة من القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل والتي احتجزتها إدارة بايدن بسبب مخاوف من أنها قد تؤدي إلى مقتل مدنيين في غزة.
"'Shalom Hamas' means Hello and Goodbye – You can choose. Release all of the Hostages now, not later, and immediately return all of the dead bodies of the people you murdered, or it is OVER for you. Only sick and twisted people keep bodies, and you are sick and twisted! I am… pic.twitter.com/88EjVAyWAe
— President Donald J. Trump (@POTUS) March 5, 2025
وقال ترامب: “هذا هو التحذير الأخير لكم! أما بالنسبة للقيادة، فقد حان الوقت لمغادرة غزة، بينما لا تزال لديكم الفرصة”.
وأشار إلى أنه التقى للتو بالرهائن السابقين، “الذين دمرتم حياتهم… فقط المرضى والمجانين يحتفظون بالجثامين، وأنتم مرضى ومجانين!”
وأضاف: “أيضا، إلى شعب غزة: ينتظركم مستقبل جميل، ولكن ليس إذا احتجزتم الرهائن. إذا فعلتم ذلك، فأنتم أموات! اتخذوا قرارًا ذكيًا. أطلقوا سراح الرهائن الآن، وإلا فسوف تدفعون ثمن الجحيم لاحقًا”.
“سوف يقومون بإنجاز المهمة”
جاء إنذار ترامب بعد أيام صعبة مرت على عائلات الرهائن.

ومع انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق يوم السبت، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانا أعلن فيه قبوله لما وصفه باقتراح من مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لتمديد وقف إطلاق النار بموجب شروط جديدة مختلفة عن الشروط التي اتفق عليها الجانبان في يناير.
ونص ذلك الاتفاق على أن تجري إسرائيل وحماس مفاوضات بشأن شروط المرحلة الثانية، التي تنص على إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين مقابل إنهاء الحرب بشكل دائم وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة.
ورغم أن إسرائيل وافقت على هذه الشروط، فقد أصر نتنياهو منذ فترة طويلة على أنه لن ينهي الحرب قبل تفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس. وبناء على ذلك فقد رفض إلى حد كبير عقد مفاوضات بشأن المرحلة الثانية.
وينص “اقتراح ويتكوف” الذي كشف عنه مساء السبت على تمديد وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، الذي ينتهي في 19 أبريل. وخلال هذه الفترة، سيتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين على دفعتين – واحدة في اليوم الأول من التمديد والأخرى في النهاية، في انتظار الاتفاق على وقف إطلاق نار دائم.
ولكن حماس سارعت إلى رفض الاقتراح، مؤكدة أنها مستعدة فقط لإطلاق سراح الرهائن من خلال الإطار الأصلي الذي توصل إليه الجانبان في يناير. ومن جانبها هددت إسرائيل باستئناف القتال وأعلنت يوم الأحد أنها ستمنع دخول كل المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وفي حين قال دبلوماسي عربي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن الاقتراح كان في الواقع “عرضا إسرائيليا إلى حد كبير”، سارعت إدارة ترامب إلى دعمه وأصدرت بيانا يؤيد موقف إسرائيل في مفاوضات الرهائن.

وأعلن شارون شرعبي الأحد أن شقيقه إيلي، الرهينة المفرج عنه مؤخرا، سيتوجه إلى واشنطن هذا الأسبوع للقاء ترامب، الذي عرض عليه لقطات من مقابلة أجراها حول ظروف أسره.
ولكن لم يتم الاتفاق على عقد مثل هذا الاجتماع بعد في تلك المرحلة، حسبما قال مصدر مطلع على الأمر لصحيفة تايمز أوف إسرائيل. ومع ذلك، سافر شرعبي إلى واشنطن يوم الاثنين وكان برفقته سبعة رهائن آخرين تم إطلاق سراحهم: يائير هورن، وعومر شيم طوف، وكيث سيغل، وأفيفا سيغل، ونعمة ليفي، ودورون شتاينبريشر، ونوعا أرغاماني.
ورغم تزايد التوقعات بعقد اجتماع يوم الثلاثاء، إلا أن الاجتماع لم يُعقد. وبدلاً من ذلك، تمت دعوة العديد من أفراد المجموعة لحضور خطاب ترامب في جلسة مشتركة للكونجرس، مما أدى إلى زيادة التوقعات بإشارة ترامب إليهم في الخطاب.
ولكن ترامب اكتفى في نهاية المطاف بتخصيص جملة واحدة لهذه القضية، حيث قال: “نحن نعيد رهائننا من غزة”، قبل أن ينتقل إلى قضايا أخرى في خطاب ركز إلى حد كبير على السياسة الداخلية.
وبينما كانت المجموعة تنتظر اجتماعها مع ترامب صباح الأربعاء، انتشرت أنباء تفيد بأن إدارته تجري مفاوضات مباشرة سرية مع حماس بهدف تأمين إطلاق سراح الرهائن الأميركيين في غزة وبالتالي إنهاء الحرب.
وقال البيت الأبيض إنه تشاور مع إسرائيل بشأن هذه المسألة، لكن مكتب نتنياهو لم يبدو موافقا على هذه الخطوة، حيث أصدر بيانا مقتضبا قال فيه “إن إسرائيل أعربت للولايات المتحدة عن موقفها بشأن المحادثات المباشرة مع حماس”.

وقال دبلوماسي عربي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن هذه المحادثات يقودها مبعوث ترامب لشؤون الرهائن آدم بوهلر، الموجود حاليا في الدوحة، مضيفا أن بوهلر ينسق مع ويتكوف، الموجود في واشنطن.
والتقى ويكتوف بالرهائن المفرج عنهم في وقت مبكر من بعد الظهر وأبلغ المجموعة أنهم سيلتقون بالرئيس الأمريكي بعد ذلك بوقت قصير.
الرئيس يستقبل الرهائن المحررين في المكتب البيضاوي
عندما جاء ذلك الاجتماع أخيرا، اصطف الرهائن الثمانية المفرج عنهم أمام مكتب ريزولوت حيث كان يجلس ترامب، وقدموا كلمات قصيرة من الامتنان للرئيس، بينما حثوه على مواصلة جهوده لتأمين إطلاق سراح الرهائن الـ 59 المتبقين.
“لقد أرسلك الله لتحريرهم. يمكنك حقًا المساعدة. لديك القدرة على القيام بذلك”، قال عومر شيم طوف في اللقطات من الاجتماع التي تم نشرها للجمهور، والتي كان طولها دقيقة واحدة.
“لقد كنت أملنا عندما كنا هناك، والآن أنت أملهم”، قالت نعمة ليفي. “بمجرد انتخابك، سمعنا أنك تريد بذل كل ما في وسعك للتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن… لقد منحتنا الأمل”.
وسأل ترامب المجموعة: “إذن لم تعتقدوا حتى أتيت – لم تعتقدوا أنكم ستخرجون؟” فأجاب العديد من الرهائن: “لا”.
وقال ترامب في إشارة إلى إنذاره الأخير الشهر الماضي: “حسنًا، لقد قلنا، ’من الأفضل أن تعيدوا لنا هؤلاء الأشخاص، ومن الأفضل أن تسمحوا لهم بالخروج’. لقد قلنا ذلك بالفعل وحدث شيء ما، أليس كذلك؟ الآن يتعين علينا إخراج الباقين”.
הנשיא טראמפ פגש את השורדים מהשבי בבית הלבן: pic.twitter.com/RppTHSOOgk
— יונה לייבזון yuna leibzon (@YunaLeibzon) March 5, 2025
وقال إيلي شرعبي الذي قدم لترامب رسما كاريكاتوريا يظهر فيه ناجون من الهولوكوست في معسكر اعتقال نازي مع تعليق “لن يتكرر”، إلى جانب صورة لشرعبي هزيل بعد إطلاق سراحه الشهر الماضي وتعليق “تكرر”: “من فضلك افعلها مرة أخرى”.
كما قدم الرهائن لترامب لوحة تذكارية كُتب عليها “من ينقذ حياة واحدة ينقذ العالم بأكمله”.
وقال ترامب، بينما اقترب كل رهينة لمصافحته: “شكرًا لكم جميعًا. نحن نعمل بجد على حل هذه المشكلة. سنبذل قصارى جهدنا… قصص مروعة. لا يمكن تصديقها حتى… سنخرجهم. شاهدوا. سنخرجهم”.
وطلب من العديد من الرهائن المحررين الاهتمام بأنفسهم بينما شكروه وغادروا المكتب البيضاوي.
وقال ترامب لشيم طوف، آخر من شكره: “لديك مستقبل جيد. أنا أؤكد لك ذلك”.
وغادر شيم طوف بابتسامة عريضة.

وفي بيان صدر بعد الاجتماع، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت: “خصص الرئيس ترامب وقتًا للقاء ثمانية من الرهائن المفرج عنهم من غزة. واستمع الرئيس باهتمام شديد إلى قصصهم المؤلمة. وشكر الرهائن الرئيس ترامب على جهوده الدؤوبة لإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم”.
وبحسب إفادة أدلى بها الرهائن المفرج عنهم، أبلغ كيث سيغل ترامب وويتكوف أنهم جعلوا الصفقة ممكنة.
وأضاف “لقد حثثناهم على مواصلة جهودهم الهائلة. لقد بذلوا الكثير. ونحن نثق بهم ونعلم أنهم سينجزون المهمة لإعادة بقية الرهائن التسعة والخمسين المتبقين في غزة إلى عائلاتهم وإلى إسرائيل”.
وقال شرعبي إنه طلب من ترامب “ضمان إطلاق سراح الرهائن الـ59 الذين لا يزالون محتجزين من خلال اتفاق لعودتهم في أقرب وقت ممكن”، وشكر الرئيس الأميركي وويتكوف على “التزامهما بهذا الهدف”.