إسرائيل في حالة حرب - اليوم 644

بحث

ترامب يشير إلى أنه غير راغب في كبح إسرائيل ”في الوقت الذي تنتصر فيه“ على إيران

الرئيس الأمريكي يرفض الجهود الأوروبية لبدء محادثات وتقييم مديرة المخابرات الأمريكية بشأن الوقت اللازم لإنتاج سلاح نووي، ويشير إلى أن إسرائيل لا تملك الوسائل اللازمة للقضاء على فوردو بمفردها

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث للصحافة لدى وصوله إلى مطار موريس تاون البلدي في موريس تاون، نيوجيرسي، في 20 يونيو2025. ترامب متجه إلى منتجع بيدمينستر للغولف لحضور حفل عشاء لجمع التبرعات لصالح MAGA Inc.
 (Photo by Mandel NGAN / AFP)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث للصحافة لدى وصوله إلى مطار موريس تاون البلدي في موريس تاون، نيوجيرسي، في 20 يونيو2025. ترامب متجه إلى منتجع بيدمينستر للغولف لحضور حفل عشاء لجمع التبرعات لصالح MAGA Inc. (Photo by Mandel NGAN / AFP)

أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة إلى أنه لا ينوي مطالبة إسرائيل بوقف ضرباتها ضد إيران، على الرغم من تأكيد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده لن تجري محادثات نووية مع واشنطن طالما استمرت الهجمات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية.

وقال ترامب للصحفيين: ”أعتقد أنه من الصعب جدا تقديم هذا الطلب في الوقت الحالي. إذا كان أحدهم يفوز، فمن الصعب قليلا القيام بذلك [مقارنة] بإذا كان أحدهم يخسر. لكننا مستعدون وراغبون وقادرون، وقد تحدثنا إلى إيران“.

وأضاف: ”إسرائيل تبلي بلاء حسنا من حيث الحرب، وإيران تحقق نجاحا أقل. من الصعب بعض الشيء التوقف”.

في وقت سابق يوم الجمعة، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنه لا مجال للتفاوض مع الولايات المتحدة ”حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي“، في إشارة إلى الضربات التي يشنها الجيش الإسرائيلي على مدار أسبوع بهدف تحييد التهديدات التي يشكلها برنامج الجمهورية الإسلامية النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية.

لكن عراقجي وصل لاحقا إلى جنيف لإجراء محادثات مع وزراء خارجية الدول الأوروبية، التي تأمل أوروبا في أن تفتح الطريق أمام العودة إلى الدبلوماسية.

وقد أبدى ترامب استخفافا شديدا بالجهود الأوروبية عندما سأله الصحفيون عنها عند وصوله إلى نيوجيرسي.

وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي (على يمين الصورة) ووزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول (الثاني من اليمين) يحييان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (على يسار الصورة) قبل اجتماع لمناقشة برنامج طهران النووي، في فندق إنتركونتيننتال في جنيف، سويسرا، 20 يونيو 2025. (Handout / German Federal Foreign Office / AFP)

وزعم ترامب قائلا: “لم يساعدوا. إيران لا تريد التحدث إلى أوروبا. إنهم يريدون التحدث معنا.أوروبا لن تكون قادرة على المساعدة في هذا الشأن”.

وأضاف أنه ”سيظل دائما صانع سلام“، لكن ”أحيانا تحتاج إلى بعض الصلابة لتحقيق السلام“.

أما بالنسبة لاحتمال إرسال قوات برية أمريكية للقتال ضد إيران، فقد قال ترامب للصحفيين: ”هذا آخر شيء تريد فعله“.

وردا على سؤال حول المهلة التي منحها يوم الخميس لمدة أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن الانضمام إلى إسرائيل في الحرب، قال ترامب إنه يمنح إيران ”فترة من الوقت“.

وأضاف ”أعتقد أن أسبوعين هي المدة القصوى“.

بعد الضغط عليه بشأن المخاوف من احتمال تورط الولايات المتحدة في الصراع تحت ذرائع زائفة، قال ترامب إنه في حالة حرب العراق قبل أكثر من 20 عاما، لم تكن هناك أسلحة دمار شامل. لكن في السيناريو الحالي، جمعت إيران ”كمية هائلة من المواد“ وهي ”على بعد أسابيع، أو بالتأكيد على بعد أشهر من أن تصبح قادرة على امتلاك سلاح نووي“.

قوات الأمن والإغاثة الإسرائيلية في مكان سقوط صاروخ باليستي أطلقته إيران وألحق أضراراً في حيفا، 20 يونيو 2025. (Flash90)

في وقت سابق من هذا الأسبوع، حدد ترامب الإطار الزمني بأسابيع وليس أشهر. وقد زعمت إسرائيل أن إيران كانت على بعد أيام من الحصول على سلاح قبل أن تطلق صواريخها الأولى قبل فجر يوم 13 يونيو.

كما سُئل ترامب مرة أخرى عن تقييم مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية تولسي غابارد أمام الكونغرس في مارس بأن إيران لم تتخذ قرارا بصنع سلاح نووي. وأكّد ترامب أنها ”مخطئة“.

في منشور لاحق على منصة X، قالت غابارد إن شهادتها أُخذت خارج سياقها ”كوسيلة لإثارة الانقسام“.

وكتبت: ”لدى أمريكا معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران وصلت إلى مرحلة يمكنها فيها إنتاج سلاح نووي في غضون أسابيع إلى أشهر، إذا قررت إنهاء التجميع“، مضيفة ”لقد كان الرئيس ترامب واضحا بأن ذلك لا يمكن أن يحدث، وأنا أتفق معه“.

عندما سئل عما إذا كان سيسمح لإيران ببرنامج نووي مدني يمكنها من تخصيب اليورانيوم بدرجة منخفضة لا تصل إلى المستوى اللازم لصنع أسلحة، تساءل ترامب عن سبب حاجة طهران إلى مثل هذه القدرة، بالنظر إلى كميات النفط التي تمتلكها.

والجدير بالذكر أن ترامب أشار إلى أن إسرائيل لن تكون قادرة على تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية تحت الأرض بمفردها، وقال ”إن قدراتهم محدودة للغاية. يمكنهم اختراق جزء صغير، لكنهم لا يستطيعون التوغل عميقا. ليس لديهم تلك القدرة“.

مديرة المخابرات الوطنية تولسي غابارد تتحدث خلال جلسة استماع لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ في واشنطن العاصمة، 25 مارس 2025. (Andrew Harnik/Getty Images/AFP)

وأوضح قائلا “قد لا يكون ذلك ضروريا”.

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكد أن إسرائيل لديها القدرة على تدمير جميع المواقع النووية الإيرانية، بما في ذلك فوردو.

لكن ما تفتقر إليه إسرائيل هو القنابل الخارقة للتحصينات التي تحملها طائرة B-2 والقادرة على اختراق ما يقارب من 60 مترا تحت الأرض، والتي من المرجح أن تكون ضرورية لتدمير موقع فوردو، الذي تم بناؤه على جانب جبل.

لا تمتلك سوى الولايات المتحدة طائرات B-2 في ترسانتها، لكن نتنياهو أشار إلى أن إسرائيل ستكون قادرة على تدمير فوردو بوسائل أخرى.

منشأة فوردو النووية الإيرانية تحت الأرض خارج مدينة قم، إيران، 23 أكتوبر 2021. (Planet Labs Inc. via AP)

ومع ذلك، أفادت تقارير أن إسرائيل تحث الولايات المتحدة سرا على الانضمام إلى حربها ضد إيران، وتحديدا من خلال تدمير منشأة فوردو.

وقد ركز ترامب حملته الانتخابية على التظاهر بمثل هذا التدخل في الشرق الأوسط وإنهاء الحروب بشكل عام. وسعى إلى التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع إيران يفرض قيودا صارمة على برنامجها النووي، لكنه فشل في تحقيق اختراق خلال مهلة الشهرين التي حددها.

واستشهدت إسرائيل بانتهاء المهلة الأسبوع الماضي عند بدأت هجومها الضخم على إيران، الذي استهدف قادة عسكريين وعلماء نوويين وبرنامج الصواريخ الباليستية للجمهورية الإسلامية وموقع منشأة نطنز النووية.

وردت إيران بإطلاق أكثر من 470 صاروخا باليستيا وحوالي 1000 طائرة مسيرة على إسرائيل.

وفقا لمسؤولي الصحة والمستشفيات، أسفرت الهجمات الصاروخية الإيرانية حتى الآن عن مقتل 24 شخصا وإصابة الآلاف في إسرائيل. وأصابت بعض الصواريخ مبان سكنية، مما تسبب في أضرار جسيمة.

وقالت إيران يوم الأحد إن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 224 شخصا، بينهم قادة عسكريون وعلماء نوويون ومدنيون. ولم تحدّث إيران حصيلة القتلى منذ ذلك الحين.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل وفرانس برس في هذا التقرير.

اقرأ المزيد عن