ترامب يريد “تفكيكا كاملا” للبرنامج النووي الإيراني، وقد يسمح بالطاقة النووية المدنية
الرئيس الأمريكي يقول في البداية إنه يسعى إلى إزالة كاملة لبرنامج طهران النووي، لكنه يوضح لاحقا أن "الشيء الوحيد الذي لا يمكنهم امتلاكه هو سلاح نووي"

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة بُثت يوم الأحد إن هدف إدارته من المحادثات النووية مع إيران هو “تفكيك كامل” لبرنامج طهران النووي، لكنه أبدى انفتاحا على السماح للجمهورية الإسلامية بتطوير طاقة نووية لأغراض مدنية.
أُجريت المقابلة يوم الجمعة وبُثّت يوم الأحد ضمن برنامج “Meet the Press” على شبكة NBC، وتناولت مجموعة واسعة من المواضيع المتعلقة بالأشهر الأولى من ولاية ترامب الثانية في البيت الأبيض.
وسألته مقدمة البرنامج كريستين ويلكر ما إذا كانت مطالبه في المفاوضات مع طهران تشمل “تفكيكا تاما للبرنامج النووي الإيراني”.
فأجاب ترامب: “تفكيك تام. نعم، هذا كل ما يمكنني قبوله”.
وأضاف: “هناك نظرية جديدة تقول إن إيران سيسمح لها باستخدام الطاقة النووية المدنية، أي لتوليد الكهرباء”.
وتابع: “لديهم الكثير من النفط، لست متأكدًا من سبب حاجتهم للطاقة النووية”، قبل أن يوضح أن العديد من الدول الغنية بالنفط تمتلك برامج للطاقة النووية.
وأردف قائلا: “أعتقد أنني منفتح على الاستماع إلى ذلك”، في إشارة إلى إمكانية السماح لإيران باستخدام الطاقة النووية لأغراض غير عسكرية.
“الأمر يُعرف باسم الطاقة المدنية. ولكن، كما تعلم، الطاقة المدنية كثيرا ما تقود إلى الحروب العسكرية. ونحن لا نريد أن يمتلكوا سلاحًا نوويًا. الأمر بسيط جدًا”.
وختم بالقول: “الشيء الوحيد الذي لا يمكنهم امتلاكه هو سلاح نووي. لأن العالم سيتدمر”.
تصريحات ترامب جاءت في أعقاب سلسلة من التصريحات الصادرة عن مسؤولين في إدارته بشأن المطالب الأمريكية في المحادثات، حيث قال المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، الذي يقود الفريق الأمريكي في المحادثات، الشهر الماضي، إن الإدارة تسعى إلى اتفاق يحدّ من البرنامج النووي الإيراني بدلا من تدميره، لكنه أوضح لاحقا أن أي اتفاق يجب أن “يوقف ويقضي على برنامج التخصيب والتسلح النووي”.

وبالمثل، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” يوم الخميس إن على إيران “الابتعاد” عن التخصيب، مضيفا أن “الدول الوحيدة في العالم التي تخصّب اليورانيوم هي التي تمتلك أسلحة نووية”.
ويُعد تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 60% أعلى بكثير من الحد المسموح به في اتفاق عام 2015 مع الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى (3.67%)، وهو قريب جدا من نسبة 90% اللازمة لصناعة الأسلحة النووية.
ولا تزال المخزونات الإيرانية محل قلق للقوى الغربية.
وتتهم الولايات المتحدة ودول غربية أخرى إيران منذ سنوات بالسعي للحصول على سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران، مشددة على أن برنامجها الذري مخصص فقط للاستخدامات المدنية.

وقد زادت إيران من وتيرة تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة لا تُستخدم في التطبيقات السلمية، كما منعت المفتشين الدوليين من الوصول إلى منشآتها النووية.
وتُجري إيران والولايات المتحدة محادثات نووية منذ 12 أبريل، وهي أعلى مستويات اتصال بين البلدين منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، في ولاية ترامب الأولى.
وورد أن إسرائيل قلقة بشدة من احتمال توصل الولايات المتحدة إلى “اتفاق سيء” مع إيران لا يفي بالشروط الجوهرية التي حددتها اسرائيل، وتعتقد أن المفاوضات “متقدمة جدًا”، كما أن واشنطن لا تشاركها بما يكفي من المعلومات حول قضايا رئيسية.

وطالما شدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وهو يعارض بشدة أي مفاوضات لا تؤدي إلى اتفاق من نمط “النموذج الليبي”، أي تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني، سواء العسكري أو المدني.
وكان من المقرر عقد الجولة الرابعة من المحادثات يوم السبت، لكن عُمان التي تتوسط في المحادثات أعلنت تأجيلها لأسباب “لوجستية”. وقال مسؤول إيراني كبير لوكالة رويترز إنه ستم تحديد موعدًا جديدًا “اعتمادًا على الموقف الأمريكي”.
وقالت واشنطن إن الاجتماع لم يُؤكد أصلًا، لكنها تتوقع أن تجري المحادثات قريبا.
انفجارات جديدة في إيران
كما أُعلن يوم الأحد عن سلسلة من الانفجارات في إيران، مع تداول مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر حرائق وانفجارات في مدينتي مشهد وقم.
وذكرت بعض التقارير أن الانفجار في مشهد وقع داخل مصنع.
ولم يتضح بعد سبب الانفجارات.
????
Initial report on an explosion in the “Motorcycle factory” Tiz Pertuz in Mashhad, Iran. pic.twitter.com/DEiV7SsDgi— Voice From The East (@EasternVoices) May 4, 2025
وتأتي هذه التقارير بعد أسبوع من انفجار هائل في ميناء “شهيد رجائي” قرب بندر عباس جنوب إيران، ويُعتقد أن الانفجار نجم عن مادة كيميائية تدخل في صناعة الوقود الصلب للصواريخ الباليستية — وهو ما نفته السلطات دون تقديم تفسير رسمي لأسباب الانفجار المدمر.
وقتل انفجار الأسبوع الماضي أكثر من 70 شخصا وأصاب أكثر من ألف آخرين، وفق السلطات.
وبينما وجه البعض في إيران، بمن فيهم نائب في البرلمان، أصابع الاتهام إلى إسرائيل، إلا أن الموقف الرسمي الإيراني هو أن الانفجار نجم عن “الإهمال”، وليس بفعل خارجي.

ومع استمرار المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج طهران النووي، أكد ترامب مرارا أنه لن يتردد في استخدام القوة العسكرية بالتعاون مع إسرائيل لمواجهة التهديد النووي إذا فشلت هذه المفاوضات.
وقال الشهر الماضي: “إذا اضطررنا إلى اتخاذ إجراء صارم للغاية، فسنتخذه”، موضحا أنه “بالطبع” يعني بذلك احتمال توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية.
في المقابل، قال وزير الدفاع الإيراني عزيز نصيرزاده يوم الأحد إن طهران لن تتردد في الرد إذا شنت الولايات المتحدة أو إسرائيل هجوما.
وقال نصير زاده للتلفزيون الإيراني الرسمي: “إذا بدأت هذه الحرب من قبل الولايات المتحدة أو الكيان الصهيوني [إسرائيل]، فإن إيران ستستهدف مصالحهم وقواعدهم وقواتهم — أينما كانت ومتى اقتضت الضرورة”.