إسرائيل في حالة حرب - اليوم 502

بحث

ترامب يدعو خلال استقباله نتنياهو إلى إعادة توطين جميع سكان غزة بشكل دائم: “كان لهم وجود بائس هناك”

في خطة تفتقر إلى التفاصيل حول كيفية نقل أكثر من مليوني فلسطيني أو السيطرة على غزة، الرئيس الأمريكي يقول إنه سيجعل القطاع المدمر بسبب الحرب "لا يصدق"؛ رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يستبعد عودة الحرب مع حماس أو مع أعداء إسرائيل الآخرين في المنطقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (يمين) يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، 4 فبراير 2025، في واشنطن.(Andrew Caballero-Reynolds / AFP)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (يمين) يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، 4 فبراير 2025، في واشنطن.(Andrew Caballero-Reynolds / AFP)

أ ف ب – كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء عن خطة تتيح للولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة وإعادة توطين الفلسطينيين في دول أخرى، سواء أرادوا المغادرة أم لا، وتحويل المنطقة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.

وقدم ترامب اقتراحه الصادم وسط استهجان ظاهر بين الحضور خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض.

وفي خطة تفتقر إلى التفاصيل حول كيفية نقل أكثر من مليوني فلسطيني أو السيطرة على غزة، قال ترامب إنه سيجعل القطاع المدمر بسبب الحرب “لا يصدق” من خلال إزالة القنابل غير المنفجرة والأنقاض وإعادة تطويره اقتصاديا.

أضاف “الولايات المتحدة سوف تتولى السيطرة على قطاع غزة وسنقوم بعمل هناك أيضا. سوف نمتلكها. وسنكون مسؤولين عن تفكيك كل القنابل غير المنفجرة والأسلحة الأخرى الخطيرة في هذا الموقع”.

وأشار إلى أن هناك دعما من “أعلى القيادات” في الشرق الأوسط، رافعا من حجم الضغوط على مصر والأردن لاستقبال النازحين من غزة، على الرغم من رفضهما مع الفلسطينيين بشكل قاطع هذه الفكرة.

واقترح ترامب “ملكية طويلة الأمد” لغزة من قبل الولايات المتحدة، لافتا إلى أن خطته ستجعل من القطاع المدمر “ريفييرا الشرق الأوسط. وقد يكون هذا شيئا بالغ الروعة”.

وأشاد نتنياهو بالرئيس ترامب ووصفه بأنه “أعظم صديق لإسرائيل على الإطلاق”، معتبرا أن خطته للسيطرة الأميركية على قطاع غزة يمكن أن “تغيّر التاريخ”.

“وجود بائس”

لكن الأمر سرعان ما تحول إلى كشف صادم عن خطة من شأنها أن تغير وجه الشرق الأوسط بشكل كلي.

وبدا أن ترامب الذي أعلن أيضا عن نيته زيارة غزة، يلمح إلى أن إعادة البناء لن تكون لصالح الفلسطينيين.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على اليمين، يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة، في 4 فبراير، 2025. (ANDREW CABALLERO-REYNOLDS/ AFP)

وقال “لا ينبغي أن تمر المنطقة بعملية إعادة إعمار وتوطين من نفس الأشخاص الذين (…) عاشوا هناك وماتوا هناك وكان لهم وجود بائس هناك”.

وقال السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة الثلاثاء إن على زعماء العالم وشعوبهم احترام رغبة الفلسطينيين بالبقاء في غزة.

وصرّح رياض منصور “وطننا هو وطننا، وإذا دمر جزء منه، قطاع غزة، فإن الشعب الفلسطيني اختار العودة إليه”، مضيفا “أعتقد أن على القادة والناس احترام رغبة الشعب الفلسطيني”.

وقال حاتم عزام أحد سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة “يجب أن يفهم ترامب ونتنياهو حقيقة شعب فلسطين وشعب غزة، الشعب متجذر بأرضه، لن نرحل ولن نهاجر تحت أيّ مسميات وخدع كاذبة”.

وكان ترامب غامضا بشأن تفاصيل خطة تملك غزة، لكنه ألمح إلى أن ذلك قد يتطلب وجود قوات أميركية على الأرض في أحد أكثر الأماكن اضطرابا في العالم “إذا لزم الأمر”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها ترامب عن الأراضي الفلسطينية من ناحية عقارية، إذ قال في تشرين الأول/أكتوبر الماضي إنها قد تكون “أفضل من موناكو”.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة، في 4 فبراير، 2025. (ANDREW CABALLERO-REYNOLDS/ AFP)

“كسب الحرب”

لم يستبعد نتنياهو عودة الحرب مع حماس أو مع أعداء إسرائيل الآخرين في المنطقة، بما في ذلك حزب الله اللبناني وإيران.

وأكد نتنياهو “سننهي الحرب بكسبها”، متعهدا في الوقت نفسه ضمان عودة جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس.

وأعرب عن ثقته في قدرته على التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية، قائلا للصحافيين إنه ملتزم بجعله حقيقة.

وقال: “أعتقد أن السلام بين إسرائيل والسعودية ليس ممكنا فحسب، بل أعتقد أنه سيتم”.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (على يمين الصورة) يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، 4 فبراير، 2025، في واشنطن. (AP Photo/Evan Vucci)

لكن السعودية أعلنت الأربعاء مباشرة بعد تصريحه أنها لن تطبع مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية، وفق ما أفاد بيان عن وزارة الخارجية.

وقالت الخارجية في بيانها إن “السعودية لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية”، مضيفة “أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك”.

لكن خطة ترامب الكبرى بشأن غزة من المقرر أن تواجه معارضة شديدة من الفلسطينيين ودول الشرق الأوسط.

ورفضت مصر والأردن وقطر، الدول الوسيطة في وقف إطلاق النار، بشكل قاطع اقتراح الرئيس الأميركي بنقل الفلسطينيين من غزة.

النازحون الفلسطينيون يعودون إلى منازلهم في شمال غزة كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في 29 يناير، 2025. (Khalil Kahlout/Flash90)

وأسفرت المرحلة الأولى من الهدنة حتى الآن عن إطلاق سراح 18 رهينة من غزة ونحو 600 معتقل فلسطيني لدى إسرائيل، فضلا عن تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

ويفترض أن تتيح المرحلة الثانية الإفراج عن آخر الرهائن الأحياء من غزة وإنهاء الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

في المجمل، احتجز 251 شخصا رهائن في هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل 1210 شخصا على الجانب الإسرائيلي، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وأدى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة إلى مقتل 47,518 فلسطينيا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

ومنذ دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني، شنت إسرائيل عملية دامية ضد المسلحين في شمال الضفة الغربية.

اقرأ المزيد عن