ترامب يدعو “جميع السكان” لإخلاء طهران، مثيرا تكهنات بتوسع النزاع
الرئيس الأمريكي يغادر قمة السبع قبل الأوان، لكن البيت الأبيض ينفي انضمام واشنطن للحرب ضد إيران؛ ماكرون يقول إن مغادرة ترامب تشير إلى تقدم مقترح وقف إطلاق النار الأمريكي

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذعر في إيران مساء الاثنين بعد دعوة مفاجئة لإجلاء جميع سكان مدينة طهران، مشيراً إلى ما وصفه بأنه رفض إيران لاتفاق لكبح تطوير الأسلحة النووية، في الوقت الذي بدا فيه أن الصراع بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية يتجه نحو مزيد من التصعيد.
وكتب ترامب في منشور على منصته تروث سوشال، “كان يجب على إيران توقيع الاتفاق عندما طلبت منها التوقيع. يا لها من خسارة وإهدار للأرواح البشرية. ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي. قلت ذلك مراراً! يجب على الجميع إخلاء طهران فورا!” دون أن يوضح سبب وجوب إجلاء سكان العاصمة التي تضم عشرة ملايين نسمة.
وبعد فترة وجيزة من المنشور، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن ترامب سيغادر قمة مجموعة السبع في كندا قبل انتهائها ليجتمع مع مستشاريه في البيت الأبيض بشأن النزاع الإسرائيلي-الإيراني الذي يدخل يومه الخامس.
وأدى ذلك إلى تقرير على قناة 14 المؤيدة لنتنياهو يفيد بأن الولايات المتحدة قررت الانضمام إلى إسرائيل في الحرب ضد إيران، لكن متحدثي الإدارة الأمريكية سارعوا إلى نفي ذلك.
وكتب أليكس بفيفر، نائب مدير الاتصالات في البيت الأبيض، على منصة إكس: “القوات الأمريكية تحافظ على وضعية دفاعية، ولم يتغير ذلك. سندافع عن المصالح الأمريكية.”
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن مغادرة ترامب المبكرة لقمة السبع إيجابية، نظراً لأن الهدف الفوري هو دفع إسرائيل وإيران للموافقة على وقف إطلاق النار الذي اقترحته الولايات المتحدة.

وقال ماكرون لصحفيين “هناك بالفعل عرض للقاء والتواصل. تم تقديم عرض خصيصا للتوصل إلى وقف إطلاق نار ومن ثم بدء مناقشات أوسع نطاقا”. وأضاف “علينا أن نرى الآن ما إذا كانت الأطراف ستتفق”.
وأفادت تقارير أن ترامب طلب من نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف التواصل مع مسؤولين إيرانيين لعقد اجتماع هذا الأسبوع في ظل تصاعد القتال بين طهران والقدس.
وقال مسؤول أمريكي لصحيفة “نيويورك تايمز” إن ترامب بدفع لعقد مثل هذا الاجتماع ويعتقد أن إيران سترحب به.
وأفاد تقرير لموقع “أكسيوس” بأنه من المرجح أن يجتمع ويتكوف مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
وفي غضون ذلك، ذكرت سي.بي.إس نيوز في وقت متأخر من يوم الاثنين أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سيعود إلى واشنطن ويغادر قمة مجموعة السبع مبكرا برفقة ترامب.
وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث لفوكس نيوز إن ترامب لا يزال يسعى إلى إبرام اتفاق نووي مع إيران، مضيفا أن الولايات المتحدة ستدافع عن أصولها في المنطقة.
وأفاد مسؤولون إيرانيون عن مقتل 224 شخصاً، معظمهم من المدنيين، في خمسة أيام، بينما قالت إسرائيل إن 24 مدنياً قتلوا. وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إنه تم إجلاء نحو 3,000 إسرائيلي بسبب الأضرار الناجمة عن الضربات الإيرانية.
ونقلت رويترز عن مصادر أن طهران طلبت من عمان وقطر والسعودية الضغط على ترامب للضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للموافقة على وقف فوري لإطلاق النار. وفي المقابل، ستبدي إيران مرونة في المفاوضات النووية، بحسب مصدرين إيرانيين وثلاثة مصادر إقليمية.
وأعلن مسؤولون إيرانيون مقتل 224 شخصا، معظمهم من المدنيين، خلال خمسة أيام، بينما قالت إسرائيل إن 24 مدنيا قتلوا. وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إنه تم إجلاء نحو 3000 إسرائيلي بسبب الأضرار الناجمة عن الضربات الإيرانية.
وقالت مصادر لرويترز إن طهران طلبت من سلطنة عمان وقطر والسعودية حث ترامب على الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للموافقة على وقف فوري لإطلاق النار. وقال المصدران الإيرانيان والمصادر الإقليمية الثلاثة إن إيران ستبدي في المقابل مرونة في المفاوضات النووية.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عبر إكس “إذا كان الرئيس ترامب صادقا في الجهود الدبلوماسية ومهتما بوقف هذه الحرب، فإن الخطوات التالية ستكون مهمة”. وأضاف “على إسرائيل أن توقف عدوانها، وإذا لم يكن هناك وقف كامل للعدوان العسكري ضدنا، فإن ردودنا ستستمر”.
وقال نتنياهو لصحفيين يوم الاثنين إن إسرائيل ملتزمة بالقضاء على التهديدات التي تشكلها برامج إيران النووية والصاروخية الباليستية، مضيفا “إذا أمكن تحقيق ذلك بطريقة أخرى، فلا بأس. لكننا أعطينا الأمر فرصة لمدة 60 يوما”.
وفي حديثه لرويترز يوم الجمعة، وهو اليوم الأول من الهجوم الإسرائيلي، قال ترامب إنه منح الإيرانيين 60 يوما للتوصل إلى اتفاق لوقف تخصيب اليورانيوم وإن المهلة انتهت دون التوصل إلى اتفاق. وتقول إيران إن برنامجها النووي للأغراض السلمية فقط.

مع تنامي المخاوف الأمنية وإغلاق المجال الجوي الإسرائيلي بسبب الحرب، حثت السفارة الصينية في إسرائيل مواطنيها على المغادرة عبر المعابر الحدودية البرية في أقرب وقت ممكن.
وتصاعدت حدة الحرب الجوية بين إيران وإسرائيل، وهي أكبر معركة على الإطلاق بين الخصمين منذ فترة طويلة، يوم الاثنين مع استهداف إسرائيل هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الحكومية ومنشآت تخصيب اليورانيوم.
وقال رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن محطة نطنز تعرضت لأضرار جسيمة مما أدى على الأرجح إلى تدمير 15 ألف جهاز طرد مركزي، بينما ظلت محطة فوردو الإيرانية سليمة إلى حد كبير.
وكان من المقرر عقد محادثات بين الولايات المتحدة وإيران في سلطنة عمان يوم الأحد، لكنها ألغيت مع قول طهران إنها لا تستطيع التفاوض في ظل تعرضها للهجوم.

وبدأت إسرائيل حربها الجوية بهجوم مفاجئ أسفر عن مقتل تقريباً جميع كبار قادة الجيش الإيراني وأبرز العلماء النوويين. وتقول إسرائيل إنها تسيطر الآن على الأجواء الإيرانية وتنوي تصعيد الحملة في الأيام المقبلة.
وأكد ترامب مرارا أن الهجوم الإسرائيلي يمكن أن ينتهي بسرعة إذا وافقت إيران على مطالب الولايات المتحدة بتفكيك برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وقال ترامب للصحفيين على هامش قمة مجموعة السبع في كندا يوم الاثنين: “كما قلت سابقا، أعتقد أنه سيتم توقيع اتفاق، أو سيحدث شيء ما، لكن سيتم توقيع اتفاق، وأعتقد أن إيران ستكون حمقاء إذا لم توقع”.