إسرائيل في حالة حرب - اليوم 625

بحث

ترامب يصل إلى قطر بعد مطالبة الرئيس السوري احمد الشرع بالتطبيع مع إسرائيل

أعلن ترامب الثلاثاء أنه قرر رفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عهد الأسد استجابة لمطالب حلفاء الشرع في تركيا والسعودية، وخلافا لموقف إسرائيل

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (يمين) والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في القصر الملكي في الدوحة، 14 مايو 2025. (Brendan Smialowski/AFP)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (يمين) والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في القصر الملكي في الدوحة، 14 مايو 2025. (Brendan Smialowski/AFP)

أ ف ب – وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء إلى قطر قادما من الرياض حيث التقى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع وطالبه بتطبيع العلاقات مع إسرائيل وطرد “الإرهابيون الفلسطينيون”، في أول اجتماع من نوعه منذ 25 عاما، غداة إعلانه قرار رفع العقوبات عن دمشق.

وحطت طائرة ترامب في مطار حمد الدولي في العاصمة القطرية الدوحة آتية من السعودية، وسط الجدل الذي أثاره تقديم قطر لطائرة فخمة للولايات المتحدة لتُستخدم كطائرة رئاسية.

قبيل ذلك بساعات قليلة، أفادت مسؤولة في البيت الأبيض وكالة فرانس برس بأن ترامب والشرع التقيا قبيل اجتماع قادة الخليج في الرياض خلال جولة ترامب في المنطقة.

وانضم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عبر الإنترنت إلى اللقاء الذي جمع ترامب والشرع بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وخلال اللقاء الذي استمر أكثر بقليل من 30 دقيقة، طلب ترامب من الشرع الانضمام إلى اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، ودعاه إلى “ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين”، وفق بيان للبيت الأبيض.

واستضافت سوريا خلال حكم عائلة الأسد على مدى عقود الكثير من الفصائل الفلسطينية المناهضة لإسرائيل أبرزها حركتا حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية-القيادة العامة.

وقال الرئيس الأميركي إن الشرع أبدى تجاوبا حيال مسألة التطبيع.

صورة وزعها الديوان الملكي السعودي تُظهر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (يمين) يشاهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (وسط) وهو يصافح الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في الرياض، 14 مايو 2025. (Bandar AL-JALOUD / Saudi Royal Palace / AFP)

وأردف لصحافيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء توجهه من العاصمة السعودية الى الدوحة “قلت له (الشرع): آمل أن تنضموا (إلى الاتفاقات الابراهيمية) بمجرد أن تستقر الأمور، فقال نعم. لكن أمامهم الكثير من العمل”.

وأضاف بيان البيت الأبيض أن ترامب طالب الرئيس السوري الانتقالي بـ”تولي مسؤولية” مراكز احتجاز تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا التي تضم آلاف من مقاتلي وأسر التنظيم الجهادي وتديرها راهنا قوات كردية، وهو ما يلاقي معارضة من تركيا.

أثناء وجوده على متن الطائرة الرئاسية “اير فورس وان” في طريقه إلى قطر، أشاد ترامب بالشرع، قائلا إن الاجتماع كان “رائعا”.

وقال للصحافيين إنّه “شاب جذّاب. رجل قوي. ماض قوي. ماض قوي جدا. مقاتل”.

وأصدرت الخارجية السورية بيانا وصفت فيه اللقاء بـ”التاريخي”، من دون أن تأتي على ذكر مسألة التطبيع.

وأتى لقاء ترامب في الرياض، الوجهة الخارجية الأولى له كزيارة دولة في ولايته الثانية، والشرع الذي كان زعيم هيئة تحرير الشام التي قادت الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر والذي بات رئيسا انتقاليا لسوريا، بعد كشف ترامب عن قرار رفع العقوبات التي تفرضها واشنطن على دمشق.

وأعلن ترامب الثلاثاء أنه قرر رفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عهد الأسد استجابة لمطالب حلفاء الشرع في تركيا والمملكة العربية السعودية، في خطوة تتعارض مع موقف إسرائيل، حليفة واشنطن الوثيقة.

بعد لقائه بالشرع، قال ترامب إن العقوبات المفروضة في عهد الأسد كانت “تسبّب شللا حقا” لسوريا.

صورة وزعتها الديوان الملكي السعودي تُظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (يسار)، ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو (الثاني من اليسار)، والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع (يمين)، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان (وسط)، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان (الثاني من اليمين) خلال اجتماع في الرياض، 14 مايو 2025. (Bandar AL-JALOUD / Saudi Royal Palace / AFP)

وقال ترامب في كلمته أمام قادة دول الخليج “لن يكون الأمر سهلا على أي حال، لذا فهو يمنحهم فرصة جيدة وقوية، وكان لي شرف القيام بذلك”.

كان بيل كلينتون آخر رئيس أميركي يلتقي رئيسا سوريا وحاول في العام 2000 من دون جدوى إقناع حافظ الأسد، والد بشار، بالسلام مع إسرائيل.

بدا إعلان ترامب مفاجئا حتى للمسؤولين الأميركيين، إذ لم تُحدد وزارة الخزانة الأميركية أي جدول زمني فوري لرفع العقوبات.

فرصة “انعاش الاقتصاد”

فرضت الولايات المتحدة قيودا شاملة على المعاملات المالية مع سوريا خلال الحرب الأهلية الدامية التي اندلعت في 2011، وأوضحت أنها ستستخدم العقوبات لمعاقبة أي شخص يشارك في إعادة الإعمار طالما بقي الأسد في السلطة من دون محاسبة على الفظائع التي ارتكبها.

ولم يشر ترامب إلى أن الولايات المتحدة سترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو إجراء اتخذ في عام 1979 بسبب دعم دمشق للمسلحين الفلسطينيين، ما يُعيق الاستثمار بشدة.

وبعد الإعلان عن رفع العقوبات عن بلادهم، احتفل سوريون في شوارع مدنهم، على وقع المفرقعات والتصفيق.

وقالت زين الجبلي (54 عاما) التي تملك معملا للصابون في حلب “العقوبات كانت مفروضة على الأسد الحمد الله سوريا تحررت، وسيكون لذلك أثر إيجابي للصناعيين وفي دفع عجلة الاقتصاد ودفع الناس للعودة” إلى البلاد.

سوريون يحتفلون في ساحة الأمويين بدمشق بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، في 13 مايو 2025. (Bakr ALKASEM / AFP)

بعد سقوط الأسد، وضعت واشنطن، برئاسة جو بايدن آنذاك، شروطًا لرفع العقوبات، بما في ذلك حماية الأقليات.

والتقى مبعوث أميركي كبير الشرع في دمشق في ديسمبر.

في الأسابيع الأخيرة، شهدت سوريا سلسلة من الهجمات أدت إلى سقوط قتلى، على الأقليتين العلوية، التي تنتمي إليها عائلة الاسد، والدرزية.

وقالت الخبيرة في مركز “الأهرام” للدراسات السياسية والاستراتيجية رابحة سيف علام إنّ رفع العقوبات يعيد دمج سوريا في الاقتصاد العالمي بعد سنوات من العزلة ويتيح التحويلات الدولية من ملايين السوريين الذين فرّوا خلال الحرب.

وصرّحت أنّ “وقف العمل بالعقوبات سيمنح سوريا فرصة حقيقية لاستقبال التمويل اللازم لإنعاش الاقتصاد وفرض سلطة الدولة المركزية وإطلاق مشاريع إعادة الاعمار بدعم خليجي واضح”.

جدل الطائرة القطرية

كذلك، التقى ترامب بقادة وممثلين من دول مجلس التعاون الخليجي الست: المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وقطر، والكويت، وسلطنة عمان.

صورة وزعها الديوان الملكي السعودي تُظهر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (وسط) يلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب (يسار) في الرياض، 13 مايو 2025. (BANDAR AL-JALOUD / Saudi Royal Palace / AFP)

بعدها توجه ترامب إلى قطر، المحطة الثانية في جولته الخارجية الأولى التي طغى عليها جدل بسبب اعتزامه قبول طائرة بوينغ فخمة هدية من الدوحة لتحلّ محلّ الطائرة الرئاسية الحالية.

واستضافت قطر التي تضم قاعدة جوية أميركية مترامية الأطراف، محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف إنهاء الحرب المدمّرة في غزة.

لكنّ الزيارة شابها جدل كبير بعد أنباء عن اعتزام ترامب قبول طائرة فخمة بقيمة 400 مليون دولار هدية من العائلة الحاكمة في قطر.

وتثير هذه الخطوة تساؤلات دستورية وأخلاقية كبيرة في الولايات المتّحدة، بالإضافة إلى مخاوف أمنية بشأن استخدام طائرة تبرّعت بها دولة أجنبية كطائرة رئاسية.

وتأتي زيارة ترامب لقطر بعد أيام قليلة من تفاوض واشنطن مباشرة مع حماس لتأمين إطلاق سراح الرهينة الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر.

وتوصلت قطر، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة، دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، لكنه فشل في إنهاء الحرب في شكل دائم.

ويختتم ترامب جولته الخليجية بمحطة أخيرة في أبوظبي في وقت لاحق من الأسبوع.

اقرأ المزيد عن