إسرائيل في حالة حرب - اليوم 466

بحث

ترامب يحذر من “جحيم” إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن بحلول 20 يناير

بعد التهديد الذي أطلقه كمرشح في مؤتمر الحزب الجمهوري، كرر الرئيس المنتخب تهديداته، بعد يومين من نشر حماس لفيديو يظهر فيه مختطف أميركي-إسرائيلي يتوسل إليه لتأمين صفقة

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يلتقط صورا مع أفراد عائلة رهينة حماس عيدان ألكسندر، بعد زيارة قبر الحاخام مناحيم مندل شنيرسون في نيويورك، 7 أكتوبر، 2024. (AP Photo / Yuki Iwamura)
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يلتقط صورا مع أفراد عائلة رهينة حماس عيدان ألكسندر، بعد زيارة قبر الحاخام مناحيم مندل شنيرسون في نيويورك، 7 أكتوبر، 2024. (AP Photo / Yuki Iwamura)

هدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يوم الاثنين الذين يحتجزون رهائن في الشرق الأوسط بقوة نيران أميركية غير مسبوقة إذا لم يتم إطلاق سراحهم بحلول الوقت الذي يتولى فيه منصبه في 20 يناير.

وجه ترامب تهديدا مشابها لأول مرة كمرشح رئاسي في مؤتمر الحزب الجمهوري في يوليو، لكن جاء أحدث تهديد تم نشره على منصة “تروث سوشال” (Truth Social) بعد يومين من نشر حماس لفيديو دعائي يظهر فيه الرهينة الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر وهو يتوسل إلى الرئيس المنتخب لتأمين إطلاق سراحه.

جاء البيان أيضا بعد ساعات من كشف الجيش الإسرائيلي عن مقتل رهينة أميركي إسرائيلي آخر – عومر ناوترا – خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وأن جثته محتجزة في غزة. وكان يُعتقد أن ناوترا على قيد الحياة في الأسر.

وكتب ترامب على تروث سوشال، “الجميع يتحدثون عن الرهائن الذين يتم احتجازهم بعنف شديد وبطريقة غير إنسانية وضد إرادة العالم أجمع في الشرق الأوسط – لكن كل هذا كلام ولا يوجد فعل!”، دون ذكر إسرائيل أو الحركة الفلسطينية بالاسم.

وتابع “إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل 20 يناير، 2025، وهو التاريخ الذي أتولى فيه بفخر منصب رئيس الولايات المتحدة، فسيكون هناك جحيم يدفع ثمنه الشرق الأوسط وأولئك المسؤولين عن ارتكاب مثل هذه الفظائع ضد الانسانية”.

وأضاف “سيتعرض المسؤولون عن هذا الهجوم لضربة أشد من أي ضربة أخرى تلقاها أي شخص في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية الطويل والحافل. أطلقوا سراح الرهائن الآن!”.

ولقد دعا ترامب لإطلاق سراح الرهائن عدة مرات خلال حملتة الانتخابية، لكنه أصر أيضا على أن معظم الرهائن لم يعودوا على قيد الحياة.

وبناء على ذلك، أفادت تقارير أنه فوجئ عندما أبلغه الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ في مكالمة هاتفية في أواخر الشهر الماضي بأن تقديرات أجهزة المخابرات الإسرائيلية تشير إلى أن نصف الرهائن ما زالوا على قيد الحياة.

وقالت زوجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سارة، إنها أثارت محنة الرهائن خلال عشائها مساء الأحد مع ترامب في منتجع الغولف الخاص بالرئيس المنتخب في فلوريدا.

لا تزال الإدارة المنتهية ولايتها تعمل على تأمين صفقة قبل 20 يناير، وقد التقى الرئيس الأميركي جو بايدن بعائلات الرهائن الأميركيين المتبقين الشهر الماضي في المكتب البيضاوي.

وقال بايدن للعائلات خلال الاجتماع، بحسب أحد أفراد العائلات الذي تواجد في الغرفة، “لا يهمني إذا حصل ترامب على كل الفضل طالما أنهم سيعودون إلى الديار”.

بعد تأمين اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في الأسبوع الماضي، قال بايدن إنه سيبدأ جهودا جديدة للتوصل إلى اتفاق مماثل في غزة، من خلال الاعتماد على تركيا وقطر ومصر، التي تربطها جميعا علاقات مع حماس، من أجل اقناع الحركة الفلسطينية بالتوصل الى صفقة.

وكان من المقرر مناقشة هذا الموضوع عندما عقد وفد حماس اجتماعات في القاهرة يوم الاثنين.

متظاهرون يطالبون بالإفراج عن الرهائن في تل أبيب، 30 نوفمبر، 2024. (AP Photo/Ohad Zwigenberg)

لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي قال أنه لا يوجد تحديث يمكن تقديمه بشأن الجهود المبذولة لتأمين إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.

وقال كيربي خلال مؤتمر صحفي إن حماس لا تزال “العقبة الرئيسية”.

للوسطاء العرب تقييم مختلف، حيث يعتبرون أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو العقبة الرئيسية، نظرا لرفضه المستمر لإنهاء الحرب بشكل دائم وسحب جميع قوات الجيش الإسرائيلي من غزة مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين.

وقد أشارت استطلاعات الرأي المتعاقبة إلى أن غالبية الجمهور الإسرائيلي تؤيد هذه الصفقة، لكن نتنياهو مقيد من قبل شركائه من اليمين المتطرف في الائتلاف الذين يرفضونها بشكل قاطع، في الوقت الذي يسعون فيه إلى إعادة إنشاء المستوطنات في غزة واحتلال القطاع بشكل دائم.

وقد زعم المنتقدون المتشددون لمثل هذه الصفقة أنها ستسمح لحماس بإعادة تنظيم صفوفها، في حين ردت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي يستطيع العودة إلى غزة إذا لزم الأمر.

وقال كيربي يوم الإثنين إن حماس ينبغي أن تشعر الآن بالعزلة، بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وأن قادتها يجب أن يوافقوا على صفقة لإنهاء الحرب.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (على يمين الصورة) والرئيس الأمريكي جو بايدن (يسار) يلتقيان بعائلات الرهائن الأميركيين في البيت الأبيض، 25 يوليو، 2024. (Amos Ben Gershom/GPO)

يوم الإثنين الماضي، التقى وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر في واشنطن مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلينكن طرح مسألة الجهود الجارية لتأمين اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة بالإضافة إلى الضغط على إسرائيل للدفع بخطة قابلة للتطبيق في إدارة غزة بعد الحرب.

ولطالما أعربت الولايات المتحدة عن إحباطها من نتنياهو بشأن هذه القضية الأخيرة، حيث رفض رئيس الوزراء مناقشة الأمر على الإطلاق لعدة أشهر.

في شهر نوفمبر، قال نتنياهو أنه وجه الجيش الإسرائيلي لوضع خطة لإقصاء حماس عن توزيع المساعدات الإنسانية، لكن واشنطن وحلفاء إسرائيل العرب حذروا من أن هذا الهدف مستحيل طالما استمرت إسرائيل في رفض مشاركة السلطة الفلسطينية بعد اصلاحها، نظرا لأنهم لا يرون أي خيار آخر قابل للتطبيق في غزة قادر على ملء أي فراغ تتركه حماس.

“الكلمات لوحدها لا تملك القوة للعزاء”

قالت عائلة عومر ناوترا، الرهينة الأميركي الإسرائيلي الذي أعلنت إسرائيل عن مقتله يوم الاثنين، إن الكلمات وحدها لن تجلب لها العزاء، ودعت زعماء إسرائيل والولايات المتحدة إلى التحرك لإعادة الرهائن المتبقين إلى الوطن.

أورنا ناوترا (على اليمين)، ورونين ناوترا، والدا الجندي الإسرائيلي الأمريكي في الجيش الإسرائيلي عومر ناوترا، الذي اختطفه مسلحو حماس في 7 أكتوبر، يتحدثان في مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي بولاية ويسكونسن، 17 يوليو، 2024. (AP/J. Scott Applewhite)

وقال والدا عومر، رونين وأورنا، وشقيقه دانييل في بيان مشترك: “في الأيام الـ 423 منذ 7 أكتوبر، توقعنا من قادتنا أن يظهروا نفس الشجاعة التي أظهرها عومر بشجاعة كبيرة وأن يرتقوا إلى مستوى الحدث نيابة عن أولئك الذين قُتلوا واختُطفوا، تماما كما أظهر حبيبنا عومر ذلك حتى النهاية”.

وأضافوا “للأسف، نفد الوقت لإعادة عومر إلى الوطن حيا والكلمات وحدها لا تملك القوة للعزاء. لن تتكشف القيادة إلا في الأفعال والنتائج في المستقبل. ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى العمل مع الرئيس بايدن والرئيس المنتخب ترامب، لاستخدام كل نفوذهم ومواردهم لإعادة جميع الرهائن البالغ عددهم 101 – الأحياء والأموات – إلى عائلاتهم في أقرب وقت ممكن”.

وفي بيانه الذي رد فيه على هذه الأنباء، قال بايدن إنه “محبط وغاضب”.

وقال: “كان عومر، وهو من مواليد لونغ آيلاند، يخطط للعودة إلى الولايات المتحدة للدراسة الجامعية. كان يحلم بتكريس نفسه لبناء السلام”.

الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب (على اليسار) يتناول العشاء مع سارة نتنياهو ويائير نتنياهو في ملعب ترامب الدولي للغولف في فلوريدا، في 1 ديسمبر، 2024.(Yair Netanyahu/X)

وتذكر بايدن لقاءه بوالدي عومر الشهر الماضي في البيت الأبيض حيث شاركا قصتهما مرة أخرى. وقال بايدن: “لقد أخبراني كيف كان أجداد عومر من الناجين من الهولوكوست وكيف انتقلت قوة عائلتهم وقدرتها على الصمود عبر الأجيال”.

وتعهد قائلا: “إلى جميع عائلات أولئك الذين ما زالوا محتجزين كرهائن: نحن نراكم. نحن معكم. ولن أتوقف عن العمل لإعادة أحبائكم إلى الديار حيث ينتمون”.

ويُعتقد أن عيدان ألكسندر وساغوي ديكل حين وكيث سيغل هم آخر الرهائن الأميركيين المتبقين الذين ما زالوا على قيد الحياة. ولا تزال جثث أربعة أميركيين آخرين – ناوترا وجوديث فاينشتاين وغادي حغاي وإيتاي حين – محتجزة في غزة.

اقرأ المزيد عن