ترامب: نتنياهو وغانتس ’شخصين جيدين’ والسباق سيكون متقاربا
في لقاء للائتلاف الجمهوري اليهودي في لاي فيغاس، تباهى الرئيس بالاعتراف بالجولان، ونادى الى اعطاء مبادرة السلام مع الفلسطينيين فرصة
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجمهوريين يهود يوم السبت أن الانتخابات الإسرائيلية في 9 ابريل سباق مقرب بين “شخصين جيدين”، بإشارة الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس حزب “ازرق ابيض” بيني غانتس.
ويأتي حديث ترامب عن الانتخابات اثناء ذكره امام تجمع الائتلاف الجمهوري اليهودي في لاس فيغاس انتصارات المحافظين خلال أول ثلاث سنوات من ولايته، بما يشمل قراره الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية في مرتفعات الجولان قبل اسبوعين، الذي وصفه العديد بتعزيز لحملة نتنياهو الانتخابية.
“كيف يجري السباق، بالمناسبة؟” سأل ترامب. “من سيفوز بالسباق؟ قولوا لي، أنا لا أعلم”. وبدأ العديد من المشاركين بالهتاف: “بيبي! بيبي!”، مستخدمين اسم كنية نتنياهو.
“سيكون متقاربا”، تابع الرئيس. “اعتقد انه سيكون متقاربا. شخصين جيدين. ولكن وقفت مع رئيس وزرائكم في البيت الابيض للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية في مرتفعات الجولان”، قال للجمهور الامريكي.
ودافع عن الخطوة، قائلا انها لم تشعل المنطقة كما حذر البعض. “لا عواقب”، قال. “نحن هناك لحماية اسرائيل. فعلنا الشيء الصحيح”.
ويعتبر أن ترامب يدعم بشكل مبطن نتنياهو، الذي ورد انه مقرب منه شخصيا. ولم يذكر أو يلتقي بغانتس، قائد الجيش السابق والسياسي الجديد، الذي يتوقع ان يتنافس حزبه “ازرق ابيض” بشكل متقارب مع حزب نتنياهو، الليكود، ولكن من المستبعد أن يكون لديه حلفاء سياسيين كافين لمنع نتنياهو من تشكيل الحكومة المقبلة.
وقبل الإنتخابات يوم الثلاثاء، استضاف نتنياهو وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي قام بزيارة تاريخية الى حائط المبكى؛ وزار ترامب في البيت الابيض؛ وحصل على اعتراف امريكي بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.
ويعتبر نتنياهو الرئيس ترامب حليفا مركزيا، وقد شملت خطاباته، لافتاته وفيديوهاته الانتخابية في الانترنت بشكل مكثف صورة وتصريحات ونشاطات الرئيس الامريكي الداعمة لإسرائيل.
وربما مستلهما من ترامب، نفى نتنياهو اتهامات الفساد ضده، واصفا اياها بأنها “صيد ساحرات”، وقد اطلق حزبه، الليكود، بث اسبوعي عبر الانترنت لمعارضة ما يدعي انه بث “الاخبار الكاذبة” للإعلام التقليدي.
وفي خطابه يوم السبت، تجاهل الرئيس مبادرات ادارته توسط اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني، ولكنه ذكر انه يريد تحقيق اتفاق سلام، مدعيا أن البعض في الغرفة يعارضون تحقيق اتفاق مع الفلسطينيين.
“أمرا كبيرا بالنسبة، وبعضكم لن يعجبكم ذلك ربما، ولكن أود أن أرى سلام في الشرق الاوسط”، قال ترامب. “إن لا يمكن لهؤلاء الثلاثة تحقيق ذلك، لن يتم تحقيقه ابدا”، قال متطرقا الى صهره جاريد كوشنر، مبعوثه للسلام في الشرق الاوسط جيسون غرينبلات، والسفير الأمريكي الى اسرائيل دافيد فريدمان. “لذا لنرى إن يمكننا تحقيق ذلك. لا يمكن ان تكهن”، أضاف.
وفي مرحلة ما، قاطع متظاهرون من مجموعة “إن ليس الان” اليسارية المعارضة للاحتلال خطاب ترامب. “اليهود هنا ليبقوا! الاحتلال وباء! القومية البيضاء وباء!” صرخوا قبل أن يخرجهم الحراس.
“انه يعود الى والدته”، قال ترامب للجمهور بعد طرد أحد المتظاهرين. “وسوف يتم توبيخه”.
وخصص ترامب معظم خطابه، امام جمهور متقبل ومتحمس، الى التهكم من الديمقراطيين.
وفي بداية خطابه، شكر جمهوريين بارزين حاضرين، بما يشمل المانح الكبير للحزب الجمهوري شلدون ادلسون، وسناتور كارولاينا الجنوبية ليندزي غراهام. “وشكر خاص للمندوبة الهان عمر من مينيسوتا”، أضاف، مع ضحك الجمهور. “اه، نسيت. انها لا تحب اسرائيل، اليس كذلك؟”
وقد هاجم الرئيس بشدة الديمقراطيين منذ أن اصدرت إحدى اعضاء الكونغرس الجدد في الحزب، الهان عمر، عدة انتقادات خلال الأشهر الأخيرة لإسرائيل، واتهامها اللوبي الداعم لإسرائيل “إيباك” بالدفع لسياسيين من اجل دعم الدولة اليهودية. وقد انتقدت ناشطين مناصرين لإسرائيل بسبب الضغط عليها من اجل “الولاء” الى دولة اجنبية. ووبخت قيادة الديمقراطيين في نجلس النواب عمر بسبب ملاحظاتها، وقاما بإصدار قرار ردا عليها يدين عدة اشكال كراهية، منها معاداة السامية والاسلاموفوبيا.
وقال جمهوريون أن الإجراء لا يكفي، وانه كان يجب استهداف عمر مباشرة، والتركيز تحديدا على معاداة السامية.
“الدمقراطيون يقدمون اكثر اجندة حزبية بتطرف في تاريخ امريكا”، قال ترامب السبت. “الاشخاص لا يحاربون من اجل اسرائيل في الكونغرس. عدد كبير من الاشخاص. رأيتم ما حدث قبل ثلاثة اسابيع. كان صادما. هذا كان من المستحيل ان يحدث قبل بضعة سنوات”.
وهاجم الرئيس الديمقراطيين بما وصفه برفض تشريع معادي للمقاطعة في الأسبوع الماضي. وقد سعى الديمقراطيون لتمرير مشروع قانون ضد الدعم الامريكي لحرب السعودية في اليمن. واحبطوا محاولة جمهورية لضم بنود حول حملة المقاطعة، سحب الإستثمارات وفرض العقوبات ضد اسرائيل.
“لم يكن ابدا في الماضي حزب سياسي امريكي خارج عن السائد الامريكي. انهم اصبحوا حزب ضرائب عالية، حدود مفتوحة، اجهاض متأخر، جرائم، صيد ساحرات، وأوهام”، قال ترامب. “والآن سمح الديمقراطيون لوباء معاداة السامية التفشي في حزبهم ودولتهم”.
مضيفا: “احبط الديمقراطيون مؤخرا مشروع قانون لمواجهة حركة المقاطعة والعقوبات المعادية للسامية ضد اسرائيل. لم تمكن احد تصديق ذلك، صحيح؟”
وقال للجمهور أيضا أن بعض المرشحين الديمقراطيين للرئاسة يريدون العودة للاتفاق النووي الإيراني، الذي انسحب منه ترامب.
“بالمناسبة، أحد الأشخاص… في الطرف الآخر، الديمقراطيين، كان يقول انهم سوف يعيدون الاتفاق النووي الإيراني”، قال ترامب. “كان ذلك كارثة لدولتنا. كم كان غباء هذا الاتفاق؟ انهم يريدون إعادته”.