إسرائيل في حالة حرب - اليوم 566

بحث

ترامب: نتنياهو سيزور الولايات المتحدة قريبا؛ أريد إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الرهائن

بعد أن قال الرئيس الأمريكي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد يصل الأسبوع المقبل، مساعد يوضح أن الزيارة ستكون على الأرجح بعد عدة أسابيع؛ ترامب يؤكد أن غزة "تحت حصار" وأن إيران ترغب بمحادثات مباشرة مع واشنطن

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (يسار) مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، في واشنطن، 4 فبراير 2025. (Avi Ohayon/GPO)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (يسار) مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، في واشنطن، 4 فبراير 2025. (Avi Ohayon/GPO)

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يزور الولايات المتحدة قريبًا.

وقال ترامب للصحفيين على متن طائرة “إير فورس وان” إن نتنياهو “قد يأتي الأسبوع المقبل”، لكن مسؤولًا أمريكيًا أوضح لاحقًا لموقع “أكسيوس” أن الزيارة لن تتم قبل عدة أسابيع. وقال مسؤول إسرائيلي للموقع ذاته إن ترامب وجّه دعوة لنتنياهو لزيارة البيت الأبيض، لكن لم يُحدد موعد حتى الآن.

وكان نتنياهو قد زار الولايات المتحدة في أوائل فبراير، ليصبح أول زعيم أجنبي يلتقي بترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض. ولم يذكر مكتب نتنياهو أي خطة وشيكة لزيارة واشنطن.

وقال مكتب رئيس الوزراء في وقت سابق الخميس إن نتنياهو تحدث مع ترامب برفقة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بشأن انسحاب بودابست من المحكمة الجنائية الدولية. وأكد ترامب إجراء الاتصال، لكنه لم يقدم تفاصيل إضافية حول فحواه.

ويتواجد نتنياهو حاليًا في المجر، ومن غير المتوقع أن يعود إلى إسرائيل قبل صباح الأحد. ومن المقرر أن تبدأ عطلة عيد الفصح اليهودي في نهاية الأسبوع المقبل، مساء 12 أبريل.

وإذا ما زار واشنطن قريبًا، من المرجح أن يكون على رأس جدول أعماله موضوع الرسوم الجمركية الأمريكية بنسبة 17٪ التي فرضتها إدارة ترامب على الواردات الإسرائيلية، وهي خطوة فاجأت القدس، خاصة أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أمر هذا الأسبوع بإلغاء جميع الرسوم الجمركية المتبقية على الواردات الأمريكية على الفور، في محاولة لتفادي مثل هذه العقوبة قبل إعلان ترامب عن الرسوم يوم الأربعاء.

ردا على سؤال عن جهود إحياء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، قال ترامب: “سنحاول حل مشكلة غزة. إنها مشكلة قائمة منذ سنوات عديدة — عقود عديدة”.

“لقد التقيت بالعديد من الرهائن. إنه وضع مروع. ولكن كما لاحظتم، يتم إطلاق سراح الرهائن الآن، وهذا لم يحدث إلا بعد أن تدخلت. يتم الآن إطلاق سراح الرهائن – عدد لا بأس به”، أضاف، رغم أنه لم يُفرج عن أي رهائن منذ أكثر من شهر.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث إلى الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية في طريقه إلى ميامي، فلوريدا، في 3 أبريل 2025. (Mandel Ngan / AFP)

وضع محادثات الرهائن

انهار اتفاق وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن بعد اكتمال المرحلة الأولى منه في 1 مارس، والتي شهدت إطلاق سراح 33 رهينة، من بينهم 25 على قيد الحياة.

تسعى إسرائيل إلى إعادة صياغة الصفقة لإطلاق سراح المزيد من الرهائن في تمديد للمرحلة الأولى من وقف إطلاق النار المؤقت، بما يسمح لها بمواصلة العمليات العسكرية ضد حماس. وتُصر حماس على الالتزام ببنود الاتفاق الأصلية، والتي تنص على بدء المرحلة الثانية في 2 مارس وتشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين الأحياء (24 رهينة) مقابل انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية وإنهاء دائم للحرب — وهما بندان يرفضهما نتنياهو بحجة أنهما يُبقيان حماس في السلطة.

وأمر نتنياهو الجيش الإسرائيلي في 18 مارس باستئناف العمليات العسكرية المكثفة في غزة، بعد أن رفضت حماس عدة مقترحات لتمديد المرحلة الأولى من الصفقة.

وقال مسؤول فلسطيني رفيع مطّلع على المفاوضات لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الأربعاء إن حماس مستعدة للإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة مقابل وقف دائم لإطلاق النار.

ورغم رفض إسرائيل المتكرر لهذا النوع من المبادلات، قدمت حماس مطلع هذا الأسبوع اقتراحًا بتمديد المرحلة الأولى — وهو ما كانت ترفضه سابقا — في مؤشر على أن الحركة تتأثر من الضغط العسكري الإسرائيلي المكثف.

وقال المسؤول الفلسطيني إن مقترح حماس الأخير مشابهًا جدًا لمقترح المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الشهر الماضي، والذي كان سيشهد إطلاق سراح خمسة رهائن إسرائيليين. ولكن المقترح يشمل أيضًا ضمانات من الوسطاء بأن إسرائيل ستوافق على إجراء محادثات بشأن وقف دائم لإطلاق النار بمجرد بدء تمديد الهدنة.

لكن إسرائيل رفضت مقترح حماس الأخير وقدّمت مقترحا مضادًا يشمل إطلاق سراح 11 رهينة دون التزام بإجراء محادثات بشأن وقف دائم لإطلاق النار، وفقًا للمسؤول الفلسطيني، الذي قال إن هذا مرفوض بالنسبة لحماس. وأضاف: “المحادثات متوقفة الآن”.

نازحون فلسطينيون يفرون من الشجاعية في غزة، بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلاء المنطقة، 3 أبريل 2025. (AP/Jehad Alshrafi)

وقال ترامب في حديثه مع الصحفيين يوم الخميس: “أرغب في استعادة أكبر عدد ممكن من الرهائن”.

وأضاف أن “غزة أمر مهم جدًا. لقد كانت تحت الحصار لسنوات طويلة”، مستخدمًا وصفًا كثيرًا ما يستخدمه منتقدو إسرائيل للإشارة إلى حصارها للقطاع.

وتابع: “هذا مؤسف. الكثير من الناس يموتون في غزة… أشياء سيئة كثيرة تحدث في غزة. سنرى ما يمكننا فعله بهذا الشأن”.

إيران ترغب بمحادثات مباشرة؟

كما سُؤل ترامب عما إذا كان مستعدا لإجراء محادثات غير مباشرة مع إيران عبر وسطاء.

ورد الرئيس: “المحادثات المباشرة أفضل. أعتقد أنها تسير أسرع، وتفهم الطرف الآخر بشكل أفضل مقارنة بالمرور عبر وسيط”.

وأضاف أن طهران لم تعد تريد استخدام الوسطاء، وترغب بالدخول في “مفاوضات مباشرة مع واشنطن”.

وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد قال الأحد إن بلاده رفضت عرضًا أمريكيًا لمحادثات مباشرة ردا على رسالة تلقاها من ترامب بشأن البرنامج النووي الإيراني المتسارع.

وأوضح بزشكيان أن “المفاوضات المباشرة (مع الولايات المتحدة) رُفضت لكن إيران شاركت على الدوام في مفاوضات غير مباشرة والآن أيضا أكد الزعيم الأعلى على إمكان استمرار المفاوضات غير المباشرة”.

ولم يوضح ترامب كيف علم بتغيير موقف إيران، ولكنه قال: “أعتقد أنهم قلقون. يشعرون بالضعف. لا أريدهم أن يشعروا بذلك. أعلم ذلك بشكل مؤكد. أعتقد أنهم يرغبون بمحادثات مباشرة”.

المرشد الأعلى الإيراني أية الله علي خامنئي يقود صلاة عيد الفطر في مسجد الإمام الخميني في طهران، إيران، في 31 مارس 2025. (Office of the Iranian Supreme Leader via AP)

إقالات في مجلس الأمن القومي الأمريكي

في وقت سابق من يوم الخميس، قال ثلاثة مصادر إن عددا من كبار المسؤولين في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أقيلوا من مناصبهم في أول عملية تطهير كبيرة فيما يبدو في فترة رئاسة دونالد ترامب الثانية.

ولم يتضح بالضبط سبب إقالة المسؤولين أو ما إذا كانت إقالتهم دائمة. لكن المصادر قالت إن عددا منهم تم إبلاغهم بوجود مشكلات في التحري عن خلفياتهم.

وقال أحد المصادر إنه كانت هناك أيضا أمور تتعلق بالتسريبات إلى وسائل الإعلام، بينما أشار مصدران آخران إلى أن الإقالة استهدفت عموما المسؤولين الذين يحملون وجهات نظر اعتُبرت تدخلية أكثر مما يرضي حلفاء ترامب.

وقالت المصادر لرويترز إن من بين مسؤولي مجلس الأمن القومي الذين تمت إقالتهم ديفيد فيث، وهو مدير كبير يشرف على التكنولوجيا والأمن القومي، وبريان والش، وهو مدير كبير يشرف على شؤون المخابرات، وتوماس بودري الذي يشرف على الشؤون التشريعية.

وتأتي أنباء الإقالات بعد يوم واحد من اجتماع في المكتب البيضاوي بين ترامب واليمينية لورا لومر التي تؤمن بنظرية المؤامرة والتي دعت الرئيس في جلسة خاصة إلى فصل بعض موظفي مجلس الأمن القومي. ولم تتضح بعد أي صلة بين اقتراحات لومر وعمليات الإقالة، وقال مصدران إن بعض عمليات الإقالة جاءت قبل لقاء لومر مع ترامب.

الناشطة اليمينية المتطرفة لورا لومر تتحدث إلى وسائل الإعلام قبل بدء محاكمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في محكمة مانهاتن الجنائية في 15 أبريل 2024 في مدينة نيويورك. (David Dee Delgado / GETTY IMAGES NORTH AMERICA / Getty Images via AFP)

وعندما سُئل عن التقارير بشأن عمليات الفصل، قال ترامب للصحافيين في وقت لاحق “سنقوم دائما بتسريح الأشخاص – الأشخاص الذين لا نحبهم أو الأشخاص الذين يستغلون أو الأشخاص الذين قد تكون لديهم ولاءات لشخص آخر”.

وأكد ترامب أن قرارات الإقالة هذه “لا ترتبط على الإطلاق” بنصائح لومر. ومع ذلك، فقد وصفها بـ”الوطنية العظيمة”، وقال “إنها تقدم توصيات… وأحيانا أستمع إلى تلك التوصيات”.

وأضاف: “لديها دائما ما تقوله وعادة ما يكون بنّاءً”.

اقرأ المزيد عن