إسرائيل في حالة حرب - اليوم 433

بحث

دونالد ترامب في عودة تاريخية إلى البيت الأبيض

بعد حملة تخللتها محاولتا اغتيال وأربع لوائح اتهام وإدانة جنائية، نجح ترامب في العودة إلى الحكم

(أ ف ب) – نجح دونالد ترامب يوم الاربعاء في رهانه بالعودة الى البيت الابيض في فوز بدون منازع أثار مفاجأة واسعة في الولايات المتحدة ترددت أصداؤها عبر العالم.

تعد عودة الجمهوري استثنائية أيضا بشكل إضافي لأن حملته الثالثة تخللتها محاولتا اغتيال وأربع لوائح اتهام وإدانة جنائية.

كان انتصاره واضحا وسريعا، بحيث فاز الرئيس السابق بالولايتين المتنازع عليهما، كارولاينا الشمالية وجورجيا، خلال ساعات قليلة، قبل أن تعطيه بنسلفانيا وويسكونسن الدفع النهائي.

حتى قبل إعلان فوزه رسميا، تلقى الجمهوري سيلا من التهاني من رؤساء ومسؤولين في الخارج.

تضميد الجراح

بعد مغادرة البيت الأبيض في حالة من الفوضى، تمكن ترامب كما فعل في 2016 من إقناع الأميركيين بأنه يفهم الصعوبات اليومية التي يواجهونها بشكل أفضل من أي شخص آخر، ولا سيما ان نائبة الرئيس الديموقراطية كامالا هاريس التي خاضت حملة خاطفة بعد انسحاب جو بايدن من السباق، لم تتمكن من حشد تعبئة كافية لرسالتها الوسطية الداعية إلى الوحدة، في مواجهة انتقادات منافسها اللاذعة بشأن التضخم والهجرة.

عودة ترامب الى البيت الأبيض تغرق ملايين الأميركيين الذين يرتدون القبعات الحمراء في حالة من الفرح العارم لكنها تغرق كثيرين آخرين في الخوف بسبب خطابه الحاد بشكل متزايد لا سيما في ما يتعلق بالمهاجرين.

المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب يصل إلى تجمع انتخابي في سانتاندير أرينا، 4 نوفمبر 2024، في ريدينغ، بنسلفانيا. (AP Photo/Evan Vucci)

كيف بالتالي يمكن التوفيق بين هاتين الأميركيتين اللتين يفصل بينهما كل شيء؟.

عند ادائه اليمين في 20 يناير، سيكون على الجمهوري أن يضمد الجراح في هذا البلد المنقسم تماما.

وفي خطاب النصر، أطلق دونالد ترامب دعوة الى “الوحدة” وحض الأميركيين على وضع “الانقسامات التي سادت في السنوات الأربع الماضية خلفنا”.

خلال حملته الانتخابية، هاجم منافسته بالشتائم، واتهم المهاجرين ب “تسميم دماء البلاد”، وسخر من منافسيه.

طرد، تنقيب، ضرائب

كيف ستبدو رئاسة ترامب الثانية؟

السؤال يثير الحيرة والقلق، في الولايات المتحدة وخارجها.

واقترح الملياردير “أكبر عملية” على الإطلاق لترحيل المهاجرين، في اليوم الأول من ولايته.

بعدما انتقد بشدة المليارات التي تنفق في الحرب في أوكرانيا، وعد بحل هذا النزاع حتى قبل أداء القسم – وهو احتمال يثير قلقا لدى كييف.

وأكد قطب العقارات أيضا أنه سينهي الحرب في الشرق الأوسط، بدون أن يوضح كيفية القيام بذلك.

تعهد الجمهوري المعروف بتشككه في قضايا المناخ، وقف اتفاق باريس حول المناخ والتنقيب عن النفط “بأي ثمن”.

المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، برفقة زوجته ميلانيا ونجله بارون، يصل لمخاطبة حفل مشاهدة ليلة الانتخابات، في ويست بالم بيتش، فلوريدا، 6 نوفمبر 2024. (Evan Vucci/AP)

بشأن الاقتصاد يريد ترامب “سرقة الوظائف من الدول الأخرى” من خلال التخفيضات الضريبية والرسوم الجمركية.

لكنه يبقى غامضا حين يتعلق الأمر بالحق في الإجهاض، والذي أضعفه إلى حد كبير قضاة المحكمة العليا الذين يفاخر بتعيينهم.

لكن بشأن هذا الملف كما في ملفات أخرى، فإن أطباع هذا الرئيس السبعيني العاصف والتي لا يمكن توقعها تغذي كل التكهنات.

إيلون ماسك وزيرا؟

يشعر الديموقراطيون بالقلق إزاء تهديداته المتزايدة ضد “العدو الداخلي” وتعطشه للانتقام.

تحاول السفارات الأوروبية من جهتها منذ أشهر اختراق شبكة الجمهوري المبهمة جدا لتجنب التعرض للمفاجأة كما حدث في عام 2016، حين وصل فجأة الى رئاسة الولايات المتحدة وتنمر على الحلفاء.

سيمكن للرئيس الجديد الاعتماد على مجلس الشيوخ الذي استعاده الجمهوريون من أيدي الديموقراطيين. وسيكون انتصاره كاملا إذا احتفظ حزبه بمجلس النواب.

ولم ترشح تفاصيل كثيرة حول خيارات إدارة ترامب المستقبلية، مع استثناء واحد لافت هو انه أعلن أنه سيوكل مسؤولية كبرى للملياردير إيلون ماسك الذي أنفق أكثر من 110 ملايين دولار من ثروته على حملة الحزب الجمهوري.

إيلون ماسك يقدم المرشح الرئاسي الجمهوري السابق دونالد ترامب في تجمع انتخابي في ماديسون سكوير جاردن في نيويورك، 27 أكتوبر 2024. (Evan Vucci/AP)

والآن؟

عبر انتخاب دونالد ترامب، قرر الأميركيون وضع رجل يبلغ 78 عاما على رأس أكبر قوة في العالم وسيصبح في يناير أكبر رئيس للولايات المتحدة يؤدي اليمين الدستورية.

وسيعلم بعقوبته في 26 نوفمبر حين يصدر الحكم بحقه في قضية دفع أموال سرا لنجمة أفلام إباحية.

وما زال من المبكر القول ما سيكون أثر انتخابه على متاعبه القانونية حيث يواجه احتمال السجن في عدة قضايا، أو كيف سيكون رد فعل خصومه السياسيين الذين يعبرون عن قلق بشأن عودته الى السلطة منذ أشهر.

خلافا لدونالد ترامب الذي قاطع حفل تنصيب جو بايدن، فقد التزم الرئيس الديموقراطي المشاركة في حفل تنصيب الجمهوري، و”الانتقال السلمي للسلطة” بحسب الناطقة باسمه.

اقرأ المزيد عن