إسرائيل في حالة حرب - اليوم 534

بحث

ترامب في خطاب أمام الكونغرس: “سنعيد رهائننا من غزة”

الرئيس الأمريكي يذكر القضية بشكل موجز خلال خطاب مطول حضره عدد من الرهائن السابقين، الذين يتواجدون في واشنطن للقاء مسؤولين؛ ويقول "سنبني على اتفاقيات إبراهيم"

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يغادر القاعة بعد إلقائه كلمة في جلسة مشتركة للكونجرس في مبنى الكابيتول في واشنطن، الثلاثاء 4 مارس، 2025. (Win McNamee/Pool Photo via AP)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يغادر القاعة بعد إلقائه كلمة في جلسة مشتركة للكونجرس في مبنى الكابيتول في واشنطن، الثلاثاء 4 مارس، 2025. (Win McNamee/Pool Photo via AP)

في حضور عدد من الرهائن الإسرائيليين السابقين، ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضوء بإيجاز على جهوده لتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة خلال خطاب ألقاه أمام جلسة مشتركة للكونغرس مساء الثلاثاء.

وقال ترامب: “في الشرق الأوسط، نعيد رهائننا من غزة”.

بعد ترقب كبير في إسرائيل، انتهى الأمر بأن يكون هذا هو تعليقه الوحيد حول هذه القضية في الخطاب بأكمله، والذي استغرق أكثر من ساعة و40 دقيقة، وهو رقم قياسي لأطول خطاب رئاسي أمام جلسة مشتركة للكونغرس.

في حين تلقى عدد قليل من الأفراد في الجمهور تحيات حارة شخصية من ترامب طوال الخطاب، لم يحظ أي من الرهائن السابقين – ومن بينهم المواطن الأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل – بمثل هذا الاهتمام.

وشوهدت زوجة سيغل، أفيفا، في رواق مجلس النواب، وكذلك الرهائن السابقين نوعاه أرغماني ويائير هورن، إلى جانب رونين نيوترا، والد الرهينة الأمريكي الإسرائيلي المقتول عومر نيوترا. وارتدى كل أعضاء المجموعة وشاحا أصفر يرمز إلى محنة الرهائن في غزة.

يوم الأحد، أعلن شارون شرعبي أن شقيقه الرهينة المفرج عنه حديثا إيلي شرعبي سيتوجه إلى واشنطن في اليوم التالي للقاء ترامب، الذي عُرضت عليه مقابلة أدلى بها شرعبي في الأسبوع الماضي بشأن الظروف الصعبة التي واجهها في أسره.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلقي كلمة في جلسة مشتركة للكونغرس في مبنى الكابيتول في واشنطن، الثلاثاء 4 مارس، 2025. (AP Photo/Ben Curtis)

وقال منتدى عائلات المختطفين إن شرعبي، إلى جانب زملائه الرهائن السابقين دورون شتاينبرخر، ونعمة ليفي، وعومر شيم طوف، وهورن والزوجين سيغل، سيلتقون بمسؤولين في إدارة ترامب، دون تحديد ما إذا كان الرئيس نفسه سيكون من بين هؤلاء المسؤولين.

ودعا المنتدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الالتزام بالاتفاق الذي وقّعه في يناير، ورفض جهوده لإعادة صياغة الاتفاق بدلا من المضي قدما في مرحلته الثانية، والتي كان من المفترض أن تبدأ يوم الأحد. ومن المتوقع أن يؤكد وفد الرهائن على هذه الرسالة خلال اجتماعاتهم في واشنطن هذا الأسبوع.

كان لترامب دور فعال في إتمام صفقة الرهائن بعد أشهر عديدة من المفاوضات المطولة في ظل الإدارة السابقة. وقال دبلوماسيون من الدول العربية الوسيطة ل”تايمز أوف إسرائيل” إن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف تمكن من تحريك نتنياهو في اجتماع واحد في 11 يناير أكثر مما فعله الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن خلال الحرب بأكملها.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (على اليمين) يحظى بالتصفيق من نائبه جيه دي فانس (في الوسط) ورئيس مجلس النواب مايك جونسون، جمهوري من لويزيانا (على اليسار)، لدى وصوله لإلقاء كلمة في جلسة مشتركة للكونغرس في الكابيتول في واشنطن، الثلاثاء، 4 مارس، 2025. (Mandel Ngan/Pool Photo via AP)

ولكن في الأسابيع الأخيرة، بدا أن ترامب يبتعد عن الإطار المرحلي الذي ساعد في الانتهاء منه، حيث شعر بإحباط متزايد إزاء مراسم إطلاق سراح الرهائن التي نظمتها حماس، واقترح أن تعود إسرائيل إلى القتال.

يوم السبت، أعلنت إسرائيل أنها قبلت ما أسمته اقتراح ويتكوف الذي من شأنه أن يتخلى عن الإطار الحالي لصالح تمديد وقف إطلاق النار ليشمل فترة رمضان وعيد الفصح اليهودي، وأن يتم خلاله إطلاق سراح الرهائن المتبقين على دفعتين.

ورفضت حماس الاقتراح، وأصرت على أن يلتزم الجانبان بالإطار الذي تم الاتفاق عليه في يناير. وقد تطلبت هذه الصفقة من الجانبين بدء المفاوضات بشأن شروط المرحلة الثانية في 3 فبراير، لكن إسرائيل رفضت إلى حد كبير القيام بذلك، حيث تتصور المرحلة الثانية إطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين في مقابل إنهاء دائم للحرب – وهو ما يرفض نتنياهو قبوله قبل استسلام حماس أو تفكيكها بالكامل.

ومع اقتراب المرحلة الأولى من نهايتها يوم السبت، أعلن نتنياهو أنه سيوقف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وساند البيت الأبيض هذه الخطوة، قائلا إنها تؤيد موقف إسرائيل في المفاوضات على نطاق أوسع. وهددت إسرائيل بالعودة إلى الحرب إذا لم تقبل حماس “اقتراح ويتكوف”.

ومن المرجح أن تؤدي العودة إلى الحرب إلى تقليل فرص التوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية، وهو الاتفاق الذي تعهد ترامب بالتوسط فيه وذكره في خطابه يوم الثلاثاء.

وقال ترامب: “في ولايتي الأولى، حققنا واحدا من أكثر اتفاقيات السلام الرائدة منذ أجيال – اتفاقيات إبراهيم – والآن سنبني على هذا الأساس لخلق مستقبل أكثر سلاما وازدهارا للمنطقة بأكملها”.

النائبة نيديا فيلاسكيز، ديمقراطية من نيويورك، تحمل لافتة احتجاجية مع زملائها الديمقراطيين بينما يلقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلمة في جلسة مشتركة للكونغرس في مبنى الكابيتول في واشنطن، الثلاثاء، 4 مارس، 2025. (Win McNamee/Pool Photo via AP)

وتصر الرياض على أنها لن توقّع مثل هذه الصفقة دون موافقة إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية – وهو ما يرفضه نتنياهو وحكومته المتشددة. كما كثفت السعودية انتقاداتها لإسرائيل في الأسابيع الأخيرة، بعد أن أثار ادعاء نتنياهو بأنها يجب أن تستضيف فلسطينيين من غزة غضبها، في أحدث مؤشر على أن التطبيع أصبح أقل احتمالا.

وقال ترامب: “الكثير من الأشياء تحدث في الشرق الأوسط … [إنها] منطقة صعبة”.

كان الحديث الوحيد الآخر عن إسرائيل في خطاب ركز إلى حد كبير على السياسة الداخلية عندما قال ترامب إنه يطلب من الكونغرس “تمويل درع قبة ذهبية متطور للدفاع الصاروخي لحماية وطننا”.

وقد ذكر هذه المبادرة مرارا وتكرارا خلال حملته الانتخابية العام الماضي.

إيلون ماسك يلتقط صورة لدى وصوله قبل أن يلقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلمة في جلسة مشتركة للكونغرس في قاعة مجلس النواب في مبنى الكابيتول الأمريكي في واشنطن، الثلاثاء، 4 مارس، 2025. (AP Photo/Julia Demaree Nikhinson)

وقال ترامب “أماكن أخرى تمتلك ذلك – إسرائيل تمتلكه. ينبغي أن نحصل عليه. نريد أن نكون محميين”.

في أول خطاب له أمام الكونغرس منذ عودته إلى السلطة، أعلن ترامب أن “أمريكا عادت”، بينما أشاد بمستشاره الملياردير إيلون ماسك. وقد أثار على الفور عداء ديمقراطيا عندما تباهى بسياساته الاجتماعية والاقتصادية الجذرية.

وتم طرد عضو الكونغرس الديمقراطي آل غرين، لأنه رفض التوقف عن مقاطعة خطاب الرئيس، مدعيا أن ترامب ليس لديه تفويض لتفكيك برامج الرعاية الصحية، ولوح بعكازه باتجاه الرئيس.

ورفع ديمقراطيون آخرون بصمت لافتات كُتب عليها “كاذب” و”ماسك يسرق” و”هذه كذبة!”

جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب يصلان قبل أن يلقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلمة في جلسة مشتركة للكونغرس في قاعة مجلس النواب في مبنى الكابيتول الأمريكي في واشنطن، الثلاثاء، 4 مارس، 2025. (AP Photo/Julia Demaree Nikhinson)

وفي لحظة واحدة، صرخ عدد من الديمقراطيين “6 يناير!” باتجاه ترامب، في إشارة إلى الهجوم العنيف الذي شنه أنصاره على مبنى الكابيتول في عام 2021 بعد رفضه الاعتراف بخسارته في الانتخابات أمام بايدن.

لم يتأثر الرئيس الجمهوري بالاحتجاجات، وتباهى بأسابيعه الستة الأولى وتعهد بالمضي قدما في محاولته الاستقطابية لإعادة تشكيل الحكومة الأمريكية وإنهاء حرب أوكرانيا – مهما كانت التكلفة.

عاد ترامب إلى غرائزه التي جربها واختبرها في برامج تلفزيون الواقع. في مرحلة ما، لفت الانتباه إلى صبي مصاب بسرطان المخ يحلم بأن يصبح شرطيا – وأمام الكونغرس – سلمه رئيس جهاز الخدمة السرية الأمريكية بطاقة هوية رسمية.

ولكن في ما بدا في الغالب وكأنه خطاب حملة انتخابية وليس خطابا للأمة، لم يبذل ترامب أي محاولة للتواصل مع المعارضين.

وقد حظي بتشجيع كبير من المؤيدين عندما أعلن أن حربه الثقافية على برامج التنوع وحقوق المتحولين جنسيا تعني أن “بلادنا لن تكون ’ووك’ بعد الآن”.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلقي كلمة في جلسة مشتركة للكونغرس في مبنى الكابيتول في واشنطن، الثلاثاء، 4 مارس، 2025. (AP Photo/Ben Curtis)

وزعم ترامب أنه يحاول حل “كارثة اقتصادية”، على الرغم من أنه ورث في الواقع أقوى اقتصاد متقدم في العالم من سلفه.

ودافع عن تحركاته الاقتصادية المثيرة للجدل – حتى في الوقت الذي تسببت فيه الحرب التجارية التي شنها ضد كندا والصين والمكسيك في إثارة التوتر في الأسواق العالمية.

وبعد سلسلة من التحذيرات من أن الرسوم الجمركية ستلحق ضررا بالغا بالمصدرين الأمريكيين، بما في ذلك المزارعين ذوي النفوذ السياسي، أقر ترامب بأنها ستجلب “بعض الاضطرابات”.

وبعد أن أحصى سلسلة من جرائم القتل التي ارتكبها المهاجرون، حظي ترامب بتصفيق حار عندما تعهد “بشن حرب” على عصابات المخدرات المكسيكية.

السيناتورة إليسا سلوتكين، ديمقراطية من ميشيغان، تتدرب على الرد الديمقراطي على خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في جلسة مشتركة للكونغرس يوم الثلاثاء 4 مارس 2025، في وايندوت بولاية ميشيغان. (AP Photo/Paul Sancya, Pool)

وقال إنه تلقى للتو رسالة من فولوديمير زيلينسكي قال فيها الرئيس الأوكراني إنه “مستعد” لإجراء مفاوضات سلام وأنه قد يوقُع على اتفاقية تقاسم المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا “في أي وقت”.

كما عزز ترامب تعهداته المثيرة للجدل بشأن “استعادة” قناة بنما والحصول على غرينلاند من الدنمارك “بطريقة أو بأخرى”.

وقبل أن ينتهي من كلمته، كان العشرات من الديمقراطيين قد انسحبوا من القاعة بالفعل.

حتى الآن، واجه الديمقراطيون صعوبة في مواجهة استراتيجية “إغراق المنطقة” التي يتبعها ترامب واستئثاره بدائرة الأخبار بمؤتمرات صحفية مستمرة.

وقد قدمت السيناتورة الجديدة عن ولاية ميشيغان إليسا سلوتكين، وهي محللة سابقة في وكالة المخابرات المركزية تبلغ من العمر 48 عاما ونجمة يهودية صاعدة في الحزب الديمقراطي، الرد الديمقراطي على خطاب ترامب.

ساهمت وكالة فرانس برس في التقرير

اقرأ المزيد عن