إسرائيل في حالة حرب - اليوم 641

بحث

ترامب رفض بحسب تقارير اقتراحا باغتيال خامنئي؛ نتنياهو: قد ينتج عن الصراع تغيير في النظام

إسرائيل تنفي سلسلة من التقارير التي تفيد بأن الرئيس الأمريكي عارض قيام إسرائيل بقتل المرشد الأعلى الإيراني في الضربات الأولى التي شنت فجر الجمعة؛ رئيس الوزراء الإسرائيلي يصر على ضرورة تفكيك البرنامج النووي الإيراني

المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يتحدث في العاصمة طهران، 13 يونيو 2025. وفوقه صورة لسلفه الراحل روح الله الخميني. (KHAMENEI.IR / AFP)
المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يتحدث في العاصمة طهران، 13 يونيو 2025. وفوقه صورة لسلفه الراحل روح الله الخميني. (KHAMENEI.IR / AFP)

أفادت عدة وسائل إعلامية كبرى يوم الأحد أن إسرائيل كانت أمام فرصة سانحة يوم الجمعة لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترض على هذه الخطوة، في حين وصف مسؤولون إسرائيليون هذه التقارير بأنها ”أخبار كاذبة“.

في الوقت نفسه، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو – الذي رفض التعليق بأي شكل من الأشكال على التقارير بشأن الاعتراض على اغتيال خامنئي – لشبكة “فوكس نيوز” يوم الأحد إن تغيير النظام في إيران ”يمكن أن يكون بالتأكيد نتيجة“ للحملة العسكرية الإسرائيلية الجارية، على الرغم من أنه لم يقل إن هذا هو الهدف، ونفى وزير الخارجية غدعون ساعر يوم الأحد أن يكون هذا هو الهدف.

وقد قال مسؤولون إسرائيليون مرارا وتكرارا منذ شن موجات مكثفة من الضربات الجوية على إيران فجر الجمعة إن الحملة استباقية وإنها بدأت لدرء التهديد الوجودي الوشيك المتمثل في حصول إيران على سلاح نووي وتوسيع ترسانة صواريخها الباليستية.

ومع ذلك، قال مسؤولون أيضا إنه إذا تجاوزت إيران ما يكفي من الخطوط الحمراء – خاصة من خلال مهاجمة مراكز سكانية مدنية، كما فعلت في العديد من الهجمات الصاروخية منذ يوم الجمعة – فإن كل الخيارات مطروحة على الطاولة.

وذكرت وكالة “رويترز” يوم الأحد، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن إسرائيل أتيحت لها فرصة لاغتيال خامنئي لكن ترامب ”رفض الخطة“. وبعد ذلك بوقت قصير، قالت وكالة “أسوشيتد برس” وموقع “أكسيوس” الإخباري والقناة 13 الإسرائيلية إنها تلقت تأكيدات من مسؤولين أمريكيين بشأن تفاصيل مماثلة.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (إلى اليسار)، يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، 7 أبريل 2025، في واشنطن. (AP/Evan Vucci)

وفقا لوكالة أسوشيتد برس، أبلغت القدس إدارة ترامب في الأيام الأخيرة أنها وضعت خطة موثوقة لاغتيال خامنئي. وبعد إطلاعه على الخطة، أوضح البيت الأبيض للمسؤولين الإسرائيليين أن ترامب يعارض قيام إسرائيل بهذه الخطوة، وفقا لمسؤول أمريكي.

وقال مسؤول أمريكي لأكسيوس: ”أبلغنا الإسرائيليين أن الرئيس ترامب يعارض ذلك. الإيرانيون لم يقتلوا أي أمريكي، ولا ينبغي أن تكون مناقشة قتل القادة السياسيين مطروحة على الطاولة“.

وفي إسرائيل، نفى مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي تقرير رويترز، ووصفه بأنه ”أخبار كاذبة“. كما وصفه المتحدث باسم نتنياهو، عومر دوستري، بأنه ”كاذب“.

متحدثا لشبكة CNN يوم الأحد، قال ساعر إن ”الهدف [من الحملة العسكرية] ليس تغيير النظام. هذا أمر يقرره الشعب الإيراني“.

ولكن عندما سأل بريت باير من شبكة “فوكس نيوز” نتنياهو نفسه عن التقرير، اعترض رئيس الوزراء قائلا: ”هناك الكثير من التقارير الكاذبة عن محادثات لم تجر، لكنني لا أريد الخوض في ذلك“.

وأضاف نتنياهو ”لكن يمكنني أن أقول لك إننا نفعل ما يتعين علينا فعله، وسنفعل ما يتعين علينا فعله. وأعتقد أن الولايات المتحدة تعرف ما هو في مصلحتها“.

لم يحدد نتنياهو أن تغيير النظام في إيران هو هدف الحملة العسكرية الإسرائيلية الجارية، لكنه قال إن ”ذلك قد يكون بالتأكيد النتيجة لأن النظام الإيراني ضعيف للغاية“.

نُقل سريعا

على الرغم من التقارير العديدة عن اعتراض ترامب، لم ترد تفاصيل كثيرة عن مخطط الاغتيال نفسه، ولم تذكر التقارير ما إذا كانت إسرائيل قد سعت فعليا لتنفيذ المخطط.

ونقلت قناة “إيران إنرناشيونال”، وهي قناة مقرها بريطانيا ومنتقدة للجمهورية الإسلامية، عن مصدر دبلوماسي في الشرق الأوسط قوله إن إسرائيل كان بإمكانها اغتيال خامنئي في الليلة الأولى من العملية التي بدأت ليلة الخميس – الجمعة، لكنها اختارت عدم القيام بذلك، من أجل إعطاء رجل الدين البالغ من العمر 86 عاما فرصة أخيرة للالتزام بتفكيك برنامج تخصيب اليورانيوم في بلاده بالكامل.

كما ذكرت القناة، نقلا عن مصادر مطلعة داخل إيران، أنه تم نقل خامنئي سريعا في تلك الليلة إلى مخبأ تحت الأرض في لويزان شمال شرق طهران، حيث يختبئ الآن مع عائلته.

وأضاف مصدر دبلوماسي إن الضربة الإسرائيلية يوم الأحد على طائرة إيرانية لتزويد الطائرات بالوقود في مدينة مشهد – على بعد حوالي 2300 كيلومتر من إسرائيل – كانت تحذيرا لخامنئي بأنه لا يوجد مكان آمن له في البلاد.

صورة موزعة من مكتب المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي تظهره وهو يخاطب الأمة في الذكرى الأولى لوفاة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، 20 مايو 2025. (KHAMENEI.IR / AFP)

مسؤول إسرائيلي لـ”وول ستريت جورنال”: خامئني “ليس خارج نطاق” الاستهداف

بينما واصلت القدس يوم الأحد تجنب إعلان هدفها المتمثل في تغيير النظام، قال بعض المسؤولين – بشكل علني ومجهول – إن قتل خامنئي والعمل على الإطاحة بالجمهورية الإسلامية برمتها ليس مستبعدا.

وقال السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، يحيئيل لايتر، لشبكة ABC: ”أعتقد أنه من المنصف القول إن أي شخص يهدد بتدمير إسرائيل يجب ألا يكون خارج قائمة الأهداف“.

السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة يحيئيل لايتر يتحدث مع الصحفيين في 22 مايو 2025 في واشنطن. (AP Photo/Rod Lamkey, Jr.)

ونقلت القناة 12 عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله: ”إسرائيل لا تستبعد إمكانية القضاء على خامنئي، لكن ذلك يعتمد على عوامل عديدة“.

هذه التصريحات كررت ما قاله مسؤول إسرائيلي لم يذكر اسمه لصحيفة “وول ستريت جورنال” يوم السبت، الذي قال إن المرشد الأعلى الإيراني “ليس خارج نطاق” الاستهداف.

وقال المسؤول للصحيفة إن ”الحرب لن تنتهي إلا بقيام إيران بالتخلي طواعية عن برنامجها النووي أو بقيام إسرائيل بجعل إعادة بنائه مستحيلة على طهران”.

جاءت هذه التصريحات وسط غموض حول الدور الذي قد تلعبه الولايات المتحدة في الصراع الدائر. ففي حين تساعد واشنطن في الدفاع عن إسرائيل من الهجمات الصاروخية، إلا أنها لم تشارك في الضربات التي استهدفت إيران.

وأكد ترامب يوم الأحد أن الولايات المتحدة غير منخرطة ”في الوقت الحالي“ في الهجمات الإسرائيلية، لكنه أضاف: ”من الممكن أن نتدخل“.

ويقول خبراء إن القنابل الخارقة للتحصينات التي يمتلكها الجيش الأمريكي ستكون ضروروية للقضاء على منشآت إيران النووية، التي يقع بعضها عميقا تحت الأرض، في الوقت نفسه، لدى الولايات المتحدة قوات في جميع أنحاء الشرق الأوسط يمكن أن تكون هدفا لإيران وحلفائها.

رجل ينظر إلى ألسنة اللهب المتصاعدة من منشأة لتخزين النفط بعد أن تعرضت كما يبدو لضربة إسرائيلية في طهران، إيران، 15 يونيو 2025. (AP Photo/Vahid Salemi)

خلال الشهرين الماضيين، أجرت إدارة ترامب محادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي، بهدف التوصل إلى اتفاق دبلوماسي لمنع الجمهورية الإسلامية من الحصول على أسلحة نووية، مع تجنب اندلاع حرب.

تفكيك البرنامج النووي

وقال نتنياهو لقناة “فوكس نيوز” إن إسرائيل على استعداد لإلغاء حملتها العسكرية إذا قبلت إيران مطالب الولايات المتحدة بتفكيك برنامجها النووي.

وقال: ”القضية هنا هي وقف تلك الأمور التي تهدد بقاءنا. ونحن ملتزمون بوقفها. وأعتقد أننا قادرون على تحقيق ذلك“، مضيفا ”الآن، إذا كانوا مستعدين لقبول شروط الرئيس [دونالد] ترامب، فهذا أمر آخر“.

وتابع “عدا ذلك، سينتهي الأمر عندما نقوم بإزالة تلك التهديدات، وسنفعل ذلك”.

(وقد صرح ترامب بأن ”إيران لا يمكنها أن تمتلك سلاحا نوويا“ و”لا يمكنها أن تقوم بتخصيب“ اليورانيوم. كما قال الشهر الماضي إن قادة إيران أمامهم خياران فيما يتعلق بمنشآتهم النووية: ”تفجيرها بلطافة [بأنفسهم] أو أن تقوم الولايات المتحدة بتفجيرها بشكل وحشي“)

وقال نتنياهو إن إسرائيل شاركت معلومات استخباراتية مع الولايات المتحدة تفيد بأن إيران تبني أسلحة نووية: ”كان من الواضح تماما أنهم يعملون على خطة سرية لتسليح اليورانيوم. كانوا يتقدمون بسرعة كبيرة. كانوا سيصنعون قنبلة اختبارية وربما قنبلة أولية في غضون أشهر، وبالتأكيد في أقل من عام. هذه هي المعلومات الاستخباراتية التي شاركناها مع الولايات المتحدة“.

كما اتهم إيران بتطوير خطط لتزويد الحوثيين في اليمن بأسلحة نووية.

وقال نتنياهو أيضا إن هناك “تنسيق كامل” بين إسرائيل والولايات المتحدة وأضاف: ”أنا على اتصال مستمر مع الرئيس ترامب. نحن نعرف بعضنا البعض منذ سنوات عديدة. وبالطبع أننا أبلغنا أصدقاءنا الأمريكيين والرئيس ترامب، صديقنا العظيم، مسبقا. لقد فعلنا ذلك“.

ووصف نتنياهو ترامب بأنه ”العدو الأول“ لإيران وقال ”إنه زعيم حازم“، مضيفا ”لم يسلك أبدا الطريق الذي سلكه الآخرون لمحاولة التفاوض معهم بطريقة ضعيفة، مما منحهم في الأساس طريقا لتخصيب اليورانيوم، وهو ما يعني طريقا إلى القنبلة، ومدعوما بمليارات الدولارات. لقد أخذ هذا الاتفاق الزائف ومزقه تماما. لقد قتل [قائد الحرس الثوري الإيراني] قاسم سليماني“.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث إلى بيرت باير في قناة “فوكس نيوز” عن العملية الإسرائيلية في إيران، 15 يونيو 2025. (Screenshot/Fox News)

وردا على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل قادرة على تدمير المواقع الإيرانية العميقة تحت الأرض، قال نتنياهو: ”لقد فعلنا الكثير بالتأكيد. لقد دمرنا المنشأة الرئيسية في نطنز. تلك هي المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم. وإذا لزم الأمر، سنضيف ما يلزم. لكن نعم، نحن ملتزمون بتحقيق كلا الهدفين. لن أخوض في جميع أهدافنا. لا أريد الخوض في خطط عملياتية محددة“.

وأضاف ”لدينا أيضا عدد غير قليل من المشاريع الناشئة، وبعض الأوراق الرابحة في جعبتنا“.

وقال نتنياهو إن الإيرانيين ”فوجئوا تماما“ بالعملية الإسرائيلية، مضيفا ”لذا، لدينا طريق سريع إلى طهران، ويمكننا الآن استهداف الأهداف التي نريدها في طهران وأماكن أخرى دون أن تُسقط طائراتنا“.

تقول الجمهورية الإسلامية، الملتزمة بتدمير إسرائيل، إن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية. ومع ذلك، تُخصّب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60٪ – وهي نسبة لا تُستخدم لأغراض مدنية، وهي قريبة من نسبة 90٪ اللازمة لإنتاج رأس نووي – وقد منعت المفتشين الدوليين من تفتيش منشآتها النووية.

في منشور على منصة “تروث سوشيال” (Truth Social) يوم الأحد، قال ترامب إن إسرائيل وإيران ”يجب أن تتوصلا إلى اتفاق“ وتوقع قائلا: ”سنحقق السلام قريبا بين إسرائيل وإيران!“

وفي وقت لاحق، قال للصحفيين إنه يأمل في أن تتوصل إسرائيل وإيران إلى اتفاق، لكن ”أحيانا يتعين عليهم خوض معركة“.

وأضاف: ”لكننا سنرى ما سيحدث. أعتقد أن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق“.

اقرأ المزيد عن