إسرائيل في حالة حرب - اليوم 593

بحث

ترامب بعد مكالمة مع نتنياهو: نحن على نفس الجانب في كل قضية

الرئيس الأمريكي يقول إنهما ناقشا التجارة وإيران، لكنه لم يأتِ على ذكر غزة أو الرهائن، بينما يعلن البيت الأبيض عن سفر ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (إلى اليسار)، يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، 7 أبريل 2025، في واشنطن. (AP/Evan Vucci)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (إلى اليسار)، يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، 7 أبريل 2025، في واشنطن. (AP/Evan Vucci)

تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر الهاتف يوم الثلاثاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حسبما قال الزعيم الأمريكي، معلنا أن الاثنين ”على نفس الجانب في كل قضية“.

وكتب ترامب على صفحته على منصة التواصل الاجتماعي ”تروث سوشيال“ أن المكالمة تناولت ”العديد من المواضيع بما في ذلك التجارة وإيران وغيرها“، مضيفا أن المحادثة سارت ”بشكل جيد للغاية“.

والجدير بالذكر أن ترامب لم يدرج غزة أو الرهائن الـ59 المحتجزين هناك في قائمة المواضيع التي ناقشها وسط التعثر المستمر في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. ومع ذلك، ووفقا لتقرير نشره موقع “أكسيوس”، فقد تحدثا بالفعل عن الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، حيث تضغط إدارة ترامب من أجل تحقيق انفراجة، بينما تتخوف إسرائيل من أي اتفاق من شأنه أن ينهي الحرب.

ولم يصدر أي بيان فوري بشأن المكالمة من الجانب الإسرائيلي، لكن نتنياهو أعاد نشر منشور ترامب معلقا: ”شكرا لك أيها الرئيس ترامب!“.

وقال مصدر إسرائيلي لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ إن المكالمة كانت قصيرة وأنهما ناقشا برنامج إيران النووي، من بين قضايا أخرى.

وكانت هذه المحادثة أول مكالمة علنية معروفة بينهما منذ لقاء نتنياهو مع ترامب في البيت الأبيض قبل أسبوعين بعد استدعائه على عجل إلى واشنطن. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد وصل إلى العاصمة الأمريكية بنية مناقشة التعريفات الجمركية، لكنه علم لدى وصوله أنه كان هناك من أجل الحصول على تنبيه حول القرار الأمريكي المتخذ بالفعل بالدخول في محادثات نووية مع إيران.

وقد صرح نتنياهو منذ ذلك الحين أن إسرائيل لا تعارض إجراء محادثات تؤدي إلى تفكيك إيران لبرنامجها النووي بالكامل، لكن مسؤولين في إدارة ترامب أشاروا في بعض الأحيان إلى أنهم على استعداد لقبول احتفاظ إيران بمنشآتها النووية، مع الالتزام بسقف صارم على تخصيب اليورانيوم على غرار الاتفاق الذي تم توقيعه في عام 2015 خلال إدارة أوباما.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن في 7 أبريل 2025. (saul loeb / AFP)

في الأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن ترامب منع خطة إسرائيلية لشن سلسلة من الضربات المشتركة الشهر المقبل على المنشآت النووية الإيرانية ليتبع بدلا من ذلك الوسائل الدبلوماسية.

وردا على سؤال حول التقرير في ذلك الوقت، قال ترامب ”لن أقول ’رفضت‘” هجوما مشترك على إيران، لكنه أضاف بعد ذلك “لست في عجلة من أمري للقيام بذلك”.

وكانت طهران وواشنطن قد عقدتا جولتين من المحادثات غير المباشرة في مسقط وروما منذ 12 أبريل، حيث قاد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف المفاوضات.

وقالت سلطنة عُمان إن الجولة الثالثة، المقرر عقدها يوم السبت أيضا، ستعقد مرة أخرى في مسقط.

في هذه الصورة التي نشرتها وزارة الخارجية الإيرانية يظهر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (إلى اليسار) خلال لقائه بنظيره العماني بدر البوسعيدي قبل المفاوضات مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في مسقط، عُمان، 12 أبريل 2025. (Iranian Foreign Ministry via AP)

وجاءت المكالمة مع ترامب في منتصف اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) الذي عقده نتنياهو مساء الثلاثاء.

ووفقا لصحيفة ”يسرائيل هيوم“، لم يحضر الاجتماع سوى نصف الوزراء المدعوين تقريبا، وغاب نتنياهو عن جزء كبير من الجلسة بسبب المكالمة الهاتفية.

في وقت سابق من يوم الثلاثاء، قال مصدر لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ إن من البرنامج النووي الإيراني والمحادثات الأمريكية الإيرانية سيكونا على جدول أعمال الكابينت الأمني. ووفقا لأخبار القناة 13، كان من المقرر أن يستمع المجلس الوزاري الأمني المصغر أيضا إلى مستجدات المفاوضات الجارية، وأن يقوم أيضا بمناقشة إمكانية توسيع الحملة العسكرية في غزة.

قبيل اجتماع الكابينت، عقدت مجموعة من أفراد عائلات الرهائن المحتجزين في غزة مؤتمرا صحفيا في تل أبيب، حيث ناشدوا الحكومة للمضي قدما في المفاوضات وطلبوا من الجمهور عدم نسيان أحبائهم خلال الاحتفالات القادمة ب”يوم الاستقلال”.

وقالت ليشاي ميران لافي، زوجة الرهينة عومري ميران، إن فكرة ”الاحتفال“ بالاستقلال في الوقت الحالي تشعرها بعدم ارتياح.

يجب ألا تصبح إسرائيل ”مجتمعا يطبّع وضعا يكون فيه أحباؤنا في غزة“، كما قالت، مضيفة ”بدلا من احتفالات الاستقلال، أقيموا مسيرات تضامنية. احرصوا على رفع الأعلام الصفراء في كل مكان. اقرؤوا أسماء الرهائن الـ 59 في كل فرصة. يجب ألا نستمر في الاحتفال وكأننا حصلنا على الاستقلال التام“.

وقال يوتام كوهين، شقيق الجندي الإسرائيلي الرهينة نمرود كوهين، إن احتفال الدولة بيوم الذكرى ويوم الاستقلال دون عودة جميع الرهائن المتبقين هو ”خطيئة ضد قيم الدولة وتراث إسرائيل“.

عائلات الإسرائيليين المحتجزين كرهائن في غزة يعقدون مؤتمرا صحفيا في ساحة المختطفين في تل أبيب، 22 أبريل 2025. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وبعد فترة وجيزة من المكالمة الهاتفية مع نتنياهو، أكد البيت الأبيض أن ترامب سيزور السعودية وقطر والإمارات في الفترة من 13 إلى 16 مايو.

ولا يتضمن برنامج الرحلة محطة في إسرائيل، لكن ترامب قال إنه من الممكن إضافة محطات أخرى.

وستكون هذه أول رحلة له إلى المنطقة في ولايته الثانية.

وكان من المفترض أن تكون السعودية هي وجهته الأولى في الخارج منذ عودته إلى البيت الأبيض، لكن ترامب أعلن يوم الاثنين أنه سيحضر جنازة البابا فرانسيس في روما في نهاية الأسبوع.

وردا على سؤال من الصحفيين في وقت لاحق يوم الثلاثاء عما إذا كان سيمنع حماس من أن يكون لها أي دور في حكم غزة بعد الحرب وما إذا كان يجب القضاء على الحركة بشكل دائم كجزء من وقف إطلاق النار الذي تسعى إليه الولايات المتحدة، أجاب ترامب: ”لن نسمح لحماس بالقيام بذلك، وسنرى ما سيحدث مع غزة“.

وقد أبلغ مسؤولو حماس الوسطاء أنهم مستعدون للتنازل عن السيطرة الحاكمة في غزة ولكنهم لن يوافقوا على نزع السلاح – وهو مطلب رئيسي لكل من إسرائيل والولايات المتحدة.

وفي حديثه إلى الصحفيين في المكتب البيضاوي، أكد ترامب مجددا أن هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 – ”هذا التاريخ الخاص جدا“ – لم يكن ليحدث لو كان رئيسا.

ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالا.

اقرأ المزيد عن