ترامب: إسرائيل ”وافقت على الشروط اللازمة للتوصل إلى“ وقف لإطلاق النار في غزة لمدة 60 يوما
الرئيس الأمريكي يقول ”سنعمل مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب“ خلال هدنة مدتها شهرين، ويحث حماس على قبول الاقتراح ”لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءا“

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء أن ”إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة للتوصل إلى“ وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما مع حماس في قطاع غزة.
وخلال الهدنة المرتقبة التي ستستمر شهرين، ”سنعمل مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب“، حسبما قال ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال”، ملخصا التطورات التي أسفرت عنها الاجتماعات التي عقدها كبار المسؤولين الأمريكيين يوم الثلاثاء في واشنطن مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
وأضاف ترامب أن قطر ومصر ستسلمان ”الاقتراح النهائي“ إلى حماس.
وكتب ترامب ”آمل، من أجل مصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس هذه الصفقة لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءا“.
ولم يصدر أي تعليق فوري عن المسؤولين الإسرائيليين على تغريدة ترامب، التي بدت وكأنها تشير إلى اقتراح لوقف إطلاق النار مؤقت تمت مناقشته على مدى الأشهر القليلة الماضية. وقد وصلت تلك المحادثات إلى طريق مسدود، إلى حد كبير بسبب شروط ما سيحدث في نهاية الهدنة، حيث تطالب إسرائيل بالحفاظ على قدرتها على استئناف القتال، بينما تسعى حماس إلى تحويل وقف إطلاق النار المؤقت إلى دائم.
بإعلانه أنه سوف ”يعمل على إنهاء الحرب“، يبدو أن ترامب كان يحاول استرضاء الطرفين، حيث أشار إلى إنهاء الحرب دون أن يتحدث بشكل قاطع.

على الرغم من إعلان ترامب، قال مسؤول من إحدى الدول العربية الوسيطة لـ”تايمز أوف إسرائيل“ إن هناك عقبات كبيرة لا تزال قائمة وأن الطرفين سيحتاجان إلى إجراء محادثات غير مباشرة من أجل سد الفجوات المتبقية.
وقال دبلوماسيان عرب من الدول الوسيطة لـ”تايمز أوف إسرائيل“ إن النقاط الخلافية المتبقية تشمل مطالبة حماس بالعودة إلى الآليات القديمة لتوزيع المساعدات الإنسانية أو إنشاء نظام جديد ليحل محل النظام الحالي الذي تديره مؤسسة غزة الإنسانية. وتقول إسرائيل إن المؤسسة ضرورية لمنع حماس من تحويل المساعدات، لكن النظام المدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل يجبر سكان غزة على السير لمسافات طويلة للحصول على الطعام، مع المرور عبر خطوط للجيش الإسرائيلي، وتعرضهم لخطر إطلاق نار قاتل بشكل شبه يومي.
في غضون ذلك، قدمت وسائل الإعلام العبرية تقارير متضاربة حول ما إذا كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مستعدا للتوصل إلى حل وسط.
فقد أفادت القناة 12 أنه مستعد، بينما نقلت القناة 13 عنه قوله خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي في وقت سابق من هذا الأسبوع: ”علينا قتل كل شخص يحمل سلاحا. لا أقل من ذلك“.
ومن المقرر أن يزور نتنياهو البيت الأبيض الأسبوع المقبل، حيث قال ترامب في وقت سابق يوم الثلاثاء إنه سيكون ”حازما جدا“ مع رئيس الوزراء بشأن ضرورة إنهاء الحرب في غزة. كما كرر ترامب توقعاته بأن يتم التوصل قريبا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وقال: ”أعتقد أننا سنصل إلى اتفاق الأسبوع المقبل“.
قبل زيارة نتنياهو، جرت محادثات يوم الثلاثاء في مكتب رئيس الوزراء حول الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، مع ورود أنباء عن إحراز بعض التقدم.
وقال مسؤول رفيع المستوى لـ”تايمز أوف إسرائيل“: ”هناك ديناميكية إيجابية ونشاط حثيث بشأن مسألة المفاوضات“.

وذكرت تقارير أن نتنياهو سيلتقي أيضا أثناء وجوده في الولايات المتحدة بنائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، ونواب كبار.
وكان من المقرر أن يلتقي وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذي يزور واشنطن حاليا قبل زيارة نتنياهو، مع ويتكوف وروبيو وفانس.
ويقوم ويتكوف بالوساطة في محادثات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، حيث أكد مصدران مطلعان على المفاوضات لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ صحة أحدث مقترحاته، الذي يقضي بقيام حماس بإطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء محتجزين في غزة وإعادة جثامين 18 رهينة خلال هدنة تستمر لمدة 60 يوما. وسيتم إطلاق سراح بقية الرهائن في حال التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم.
وقالت مصادر في حماس لصحيفة “الشرق الأوسط” التي تصدر في لندن إن رد الحركة على اقتراح ويتكوف كان إيجابيا بشكل عام، وإن كان مشروطا.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ إن رد حماس تضمن مطلبا يجعل من الصعب على إسرائيل استئناف القتال إذا لم تكتمل المحادثات بشأن وقف إطلاق النار الدائم بحلول نهاية الهدنة التي مدتها 60 يوما.
وأضاف المصدر أن حماس تريد إدخال تغييرات أخرى على مقترح ويتكوف، مما سيستلزم مفاوضات أطول.
وينص الاقتراح المحدث الذي قدمته حماس على إطلاق سراح الرهائن العشرة على مراحل خلال فترة الهدنة، بدلا من إطلاق سراحهم على دفعتين في اليوم الأول والسابع، كما ينص العرض الأمريكي.
وقال المصدر إن هذا التغيير يهدف إلى منع نتنياهو من التخلي عن محادثات وقف إطلاق النار الدائم بعد إطلاق سراح الرهائن، أو رفض الدخول فيها تماما، كما فعل خلال وقف إطلاق النار السابق في يناير.
وقال نتنياهو لعائلات الرهائن في شهر مايو إنه وافق على اقتراح ويتكوف من حيث المبدأ.

تحتجز الجماعات المسلحة في قطاع غزة 50 رهينة، من بينهم 49 من أصل 251 شخصا اختطفهم مسلحون بقيادة حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، ومن ضمنهم جثامين 28 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم. ويُعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة، وهناك مخاوف شديدة بشأن سلامة اثنين آخرين، حسبما أفاد مسؤولون إسرائيليون. كما تحتجز حماس جثمان جندي إسرائيلي قُتل في غزة عام 2014.