ترامب: أجهزة الطرد المركزي الإيرانية إما “ستنفجر بشكل لطيف” في اتفاق، أو “بشكل عنيف” بدونه
لكن قبل ساعات، الرئيس الأمريكي قال للصحفيين إنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيسمح لإيران ببرنامج تخصيب محدود، وأشاد بـ"شجاعة" الحوثيين لتحملهم الضربات الأمريكية

أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء إلى أنه يسعى لـ”تفجير” أجهزة الطرد المركزي النووية الإيرانية من خلال اتفاق مع طهران، لكنه مستعد أيضًا لتفجيرها بهجوم إن لزم الأمر.
ورداً على سؤال خلال مقابلة مع المذيع المحافظ هيو هيويت عما إذا كانت الولايات المتحدة قد أبلغت إيران بأنه عليها تسليم أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم أو “تتعرض للقصف”، أجاب ترامب: “الأمر بهذه البساطة”.
من جانبهم، يؤكد المسؤولون الإيرانيون أنهم لن يفككوا أبدا أجهزة الطرد المركزي في البلاد.
وقال ترامب: “أفضل اتفاقا قويا يتم التحقق منه ويُمكننا من خلاله تفجيرها فعليًا… أو فقط نزع السلاح النووي منهم… هناك خياران فقط: تفجيرها بلطف أو تفجيرها بعنف”.
لكن في وقت سابق من نفس اليوم، عندما سُئل ترامب من قبل الصحفيين عما إذا كانت الولايات المتحدة ستسمح لإيران ببرنامج تخصيب نووي محدود، أجاب: “لم نتخذ هذا القرار بعد. سنتخذ القرار”.
وأبرزت التصريحات المنفصلة التباين الظاهر في موقف الإدارة الأمريكية تجاه إيران، إذ صرّح بعض المسؤولين بأنهم مستعدون للسماح لإيران بحيازة قدرات تخصيب محدودة، في حين دعا آخرون إلى تفكيك البرنامج النووي بالكامل.
وكان ترامب قد قال يوم الأحد إن هدف مفاوضات إدارته مع إيران هو “تفكيك كامل” للبرنامج النووي الإيراني، لكنه منفتح على السماح للجمهورية الإسلامية باستخدام الطاقة النووية للأغراض المدنية.

وبدا أن تصريحات ترامب لهيويت يوم الأربعاء أقرب من موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قال بدوره إنه سيقبل باتفاق تُفجّر فيه منشآت إيران النووية وتُفكك فعليا.
وفي الوقت نفسه، أعرب ترامب ونائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو عن انفتاحهم على السماح لإيران بحيازة برنامج نووي مدني، طالما أنه لا يشمل التخصيب، وأن تستورد إيران اليورانيوم غير المخصب من الخارج، كما تفعل عدة دول. ولم توضح إسرائيل مؤخرا ما إذا كانت ستقبل بهذا السيناريو.
وألمح المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يقود المحادثات مع إيران، إلى إمكانية السماح لإيران ببرنامج تخصيب يورانيوم محدود، شريطة أن يُحدد سقفًا معينًا مشابهًا للاتفاق النووي الذي وقعته إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في 2015. وكان ترامب قد انسحب من ذلك الاتفاق بعد ثلاث سنوات، مما أدى إلى توسع إيران بشكل كبير في أنشطتها النووية منذ ذلك الحين.
ومن المقرر أن تعقد الجولة الرابعة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران في روما نهاية هذا الأسبوع.
وتأتي هذه المحادثات بعد أيام من توسط سلطنة عمان في اتفاق منفصل بين الولايات المتحدة والحوثيين، وافقت بموجبه واشنطن على وقف ضرباتها في اليمن مقابل توقف الجماعة المدعومة من إيران عن مهاجمة السفن الأمريكية في البحر الأحمر.
وأفادت تقارير يوم الأربعاء بأن إيران ضغطت على الحوثيين للقبول بالهدنة من أجل تعزيز فرصها في المفاوضات النووية المنفصلة مع الولايات المتحدة.

وفي حديثه للصحفيين لاحقًا يوم الأربعاء، قال ترامب إنه يعتقد أن الحوثيين سيلتزمون بالهدنة التي أُعلنت يوم الثلاثاء.
وقال: “نحن نأخذهم على كلمتهم… لقد ضربناهم بقوة شديدة. كانت لديهم قدرة كبيرة على تحمّل الضربات”. وأضاف: “يمكن القول إن هناك قدرًا كبيرًا من الشجاعة هناك”.
وفي وقت سابق من الأربعاء، قال فانس خلال اجتماع قادة ميونيخ في واشنطن إن المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني تسير في الاتجاه الصحيح، مؤكدًا أنه يمكن لطهران تطوير طاقة نووية مدنية، لكن دون تخصيب يمكن أن يؤدي إلى إنتاج أسلحة نووية.
وقال: “لا نكترث إن تريد الدول طاقة نووية. لا بأس في ذلك، لكن لا يمكنكم الحصول على برنامج تخصيب من النوع الذي يسمح لكم بالحصول على سلاح نووي — هذا هو الخط الأحمر بالنسبة لنا”.
وتجري إيران والولايات المتحدة محادثات نووية منذ 12 أبريل، وهي أعلى مستوى من التواصل بين البلدين منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي التاريخي مع طهران في 2018 خلال ولاية ترامب الأولى.
وعند سؤاله عما إذا كان الاتفاق المرتقب مع إيران سيشبه الاتفاق السابق، أشار فانس إلى “عدة مشكلات” في الاتفاق السابق، مؤكدًا أن “آلية التفتيش فيه كانت ضعيفة للغاية” وسمحت لإيران بالبقاء على مسار الحصول على سلاح نووي.
وأضاف فانس: “نعتقد أن هناك اتفاقًا ممكنًا من شأنه دمج إيران فعليًا في الاقتصاد العالمي، وسيكون جيدًا للشعب الإيراني، لكنه سينهي تمامًا أي احتمال لحصولها على سلاح نووي — هذا هو ما نتفاوض من أجله”.