ليز تراس تعلن استقالتها والمحافظون يبحثون عن رئيس للحكومة البريطانية
سيتم اختيار زعيم حزب المحافظين الجديد بحلول 28 أكتوبر، لكن يطالب كير ستارمر من حزب العمال المعارض بإجراء انتخابات مبكرة
أ ف ب – بعد ستة أسابيع فقط على توليها رئاسة الحكومة البريطانية، أعلنت ليز تراس استقالتها وإجراء انتخابات الأسبوع المقبل لاختيار خلف لها من المحافظين في بلد يشهد أزمة اقتصادية واجتماعية.
قالت تراس (47 عاما) أمام مقر رئاسة الحكومة في لندن: “في ظل الوضع الحالي لا يمكنني إتمام المهمة التي انتخبني حزب المحافظين للقيام بها… لذلك تحدثت إلى جلالة الملك (تشارلز الثالث) لإبلاغه باستقالتي من رئاسة حزب المحافظين”.
وبموجب القواعد التي قدمها حزب المحافظين لاحقا، يمكن لثلاثة نواب محافظين كحد أقصى خوض سباق رئاسة حزب المحافظين لاختيار خلف لليز تراس، قبل أن يتخذ النواب وربما أعضاء الحزب قرارهم.
وصرح مسؤول الأغلبية غراهام برادي للصحافة أن “المرشحين سيحتاجون إلى دعم ما لا يقل عن 100 عضو (من 357 نائبا محافظا)”.
ويتعين جمع الأصوات الداعمة بحلول الاثنين الساعة 14:00 بالتوقيت المحلي (13:00 ت.غ).
بعد ذلك، يتعين على النواب إما الاتفاق على اسمين يجب على أعضاء الحزب البالغ عددهم 170 ألفا اتخاذ قرار بشأنهما عن طريق التصويت عبر الإنترنت بحلول الجمعة 28 أكتوبر، أو على اسم واحد يتولى بأثر فوري منصب رئيس الوزراء.
لم يتقدم أي مرشح رسميا حتى الآن. ومن بين الشخصيات التي يتوقع ترشحها وزير المالية السابق ريشي سوناك، والوزيرة بيني موردونت، ووزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان التي استقالت من الحكومة الأربعاء، وبوريس جونسون الذي يفكر وفق صحيفة تايمز في الترشح بدافع خدمة “المصلحة الوطنية”.
Liz Truss resigns as Prime Minister after just 45 days. She says there will be a leadership election within the week.
Watch her statement in full pic.twitter.com/8ltaKS7A3I
— ITV News (@itvnews) October 20, 2022
وحتى صباح الخميس، بدت رئيسة الوزراء متمسكة بالسلطة. وأكدت الناطقة باسمها أنها “تعمل” مع وزير ماليتها جيريمي هانت لإعداد خطتهما الاقتصادية للأمد المتوسط، غداة يوم كان كارثيا بالنسبة لها.
وقد اعترفت بأنها واجهت “يوما صعبا” الأربعاء، لكنّها شددت على ضرورة ان تركّز الحكومة جهودها على أولوياتها. وقال المتحدث باسمها إنها تريد من الحكومة التركيز بنسبة أكبر على “إنجاز الأولويات” و”بنسبة أقل على السياسة”.
وصباح الخميس التقت تراس رئيس “لجنة 1922” بينما كانت لائحة البرلمانيين المحافظين الذين يطالبون برحيلها تطول تدريجيا.
في خضم أزمة غلاء المعيشة التي يعاني فيها ملايين البريطانيين من التضخم، يعود حزب المحافظين إلى انتخابات داخلية بحثا عن قائد جديد له سيكون الخامس في ست سنوات. وقد جرت آخرها في الصيف بعد استقالة بوريس جونسون على خلفية فضائح في مقر رئاسة الحكومة وفي الأغلبية.
غرق
كان تقديم ميزانية مصغرة في 23 سبتمبر تتضمن مساعدات لنفقات الطاقة وتخفيضات ضريبية هائلة وغير ممولة السبب في سقوط تراس. وتسببت هذه الخطة في انخفاض الجنيه إلى أدنى مستوياته التاريخية وأثارت ذعرا في الأسواق وكادت تفضي إلى أزمة مالية لولا التدخل السريع من بنك إنكلترا.
وارتفع سعر الجنيه الإسترليني الخميس قليلا مقابل الدولار بعد إعلان استقالة ليز تراس.
وحتى بعد إقالة وزير ماليتها وصديقها المقرب كواسي كوارتينغ ثم تخليها عن خطتها لم تنجح تراس في استعادة الثقة في صفوف حزب المحافظين. وتراجعت شعبيتها المنخفضة اساسا في استطلاعات الرأي.
منذ ذلك الحين، أكدت أنها تريد البقاء في منصبها مع أن ذلك بدا مستحيلا.
وكان الأربعاء كارثيا إذ شهد استقالة وزيرة الداخلية سويلا برافرمان ثم تصويت البرلمان على نص بدا وكأنه مواجهة بين النواب المحافظين.
“عار”
قرر حزب المحافظين تجنب إجراء انتخابات تشريعية مبكرة مع تقدم المعارضة العمالية في استطلاعات الرأي.
وبعد إعلان ليز تراس دعا زعيمها كير ستارمر إلى إجراء انتخابات عامة “الآن” وليس أواخر 2024 أو أوائل 2025 كما هو مقرر.
هذه العاصفة السياسية في إحدى القوى العالمية الكبرى في خضم الحرب في أوكرانيا اثارت ردود فعل على المستوى الدولي.
فقد وعد الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس بمواصلة “التعاون الوثيق” مع الحكومة البريطانية بعد استقالة تراس التي شكرها. وقال في بيان “أشكر رئيسة الوزراء ليز تراس على هذه الشراكة” ، مؤكدا أن الصداقة “الطويلة الأمد” و”قوة” التحالف بين البلدين سيبقيان بلا تغيير.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يأمل في أن تستعيد المملكة المتحدة “بسرعة” الاستقرار”.
أما الخارجية الروسية فقد سخرت من استقالة ليز تراس، مشيرة إلى أن هذا البلد “لم يشهد مثل هذا العار يوما”.
في غودالمين البلدة الصغيرة الواقعة في ساري بجنوب لندن رحبت سالي شيرفيلد المتقاعدة التي لا تصوت لحزب المحافظين برحيل تراس.
وقالت “أعتقد أنه من الأفضل لها أن ترحل” مع أنها كانت تفضل إجراء انتخابات عامة على أمل وصول المعارضة إلى السلطة.
أما كارمن هارفي براون وهي مدرسة متقاعدة من ناخبي حزب المحافظين، فقد رأت أن الوضع أصبح “فوضى تامة” وكان على تراس “الرحيل”. وهي تعتقد أنها “غير مؤهلة لهذه المهمة”.