تدمير منازل ومدرسة ممولة من الاتحاد الأوروبي في قرية بالضفة الغربية بعد تهديدات وجهها المستوطنين لأهالي القرية
هدم المباني في خربة زنوتا بعد قيام المستوطنين كما يُزعم بمضايقة السكان ودفعهم إلى المغادرة
هدمت جهات مجهولة مدرسة بتمويل من الاتحاد الأوروبي ونحو 10 منازل في إحدى قرى منطقة تلال جنوب الخليل بالضفة الغربية، على ما يبدو خلال الأيام الأربعة الماضية، حسبما اكتشف يوم الاثنين.
وأظهرت لقطات فيديو تم التقاطها في قرية خربة زنوتا الفلسطينية يوم الاثنين من قبل نشطاء يعملون على توثيق عنف المستوطنين، أنه تم تدمير الجدران الأمامية للمدرسة، على ما يبدو بواسطة جرافة، في حين تم تسوية المنازل المبنية بطريقة بدائية هناك بالأرض.
وتم خط نجمة داوود على حطام المدرسة.
ترك سكان خربة زنوتة، وهي قرية بلغ عدد سكانها في السابق 250 شخصا، في نهاية أكتوبر بسبب ما قال السكان إنه استمرار عنف المستوطنين ومضايقاتهم في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر.
وتقع القريبة في المنطقة C بالضفة الغربية، حيث تتمتع إسرائيل بسيطرة مدنية وأمنية كاملة. بعد أن اضطر السكان إلى ترك منازلهم مؤخرا، لم يتضح بعد من الذي قام بهدم المباني.
لكن الفلسطينيين الذين زاروا خربة زنوتا يوم الأربعاء في الأسبوع الماضي لتقييم ما إذا كانوا سيعودون للعيش فيها قال إنهم تعرضوا للتهديد من قبل المستوطنين الذين حذروهم في ذلك الوقت من العودة إلى القرية.
بحسب المحامية قمر مشرقي أسعد، التي تمثل سكان القرية في الإجراءات القانونية، فإن المستوطنين الذين وجهوا التهديدات جاءوا إلى خربة زنوتا في مركبة بيضاء من بؤرة مزرعة ميتاريم الاستيطانية، التي يصفها النشطاء منذ فترة طويلة بأنها مصدر للعنف والمضايقات ضد الفلسطينيين المحليين.
وكتبت مشرقي أسعد لقائد شرطة الخليل والدائرة القانونية في الجيش الإسرائيلي يوم الخميس تطالبهما باتخاذ إجراءات لحماية الممتلكات في خربة زنوتة، والتحقيق في سلوك المستوطنين التهديدي.
وقالت إنها أدرجت رقم لوحة ترخيص المركبة الصغيرة في الرسالة ورابطا لمقطع فيديو تم التقاطه يوم الأربعاء يظهر المستوطنين وهم يطلقون تهديداتهم، حيث تظهر وجوههم بوضوح – لكنها لم تتلق أي رد.
وكانت المدرسة وبقية مباني القرية سليمة يوم الأربعاء، وهو اليوم الذي هدد فيه المستوطنون سكان القرية، ولكن عندما عاد النشطاء يوم الاثنين، كانت قد تحولت إلى أنقاض.
تشير لافتة في المدرسة المدمرة الآن إلى أنها تم تمويلها من قبل إدارة الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية التابعة للمفوضية الأوروبية. المفوضية الأوروبية هي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي. ومن بين المساهمين الآخرين في المشروع بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وأيرلندا ولوكسمبورغ وإسبانيا والسويد.
وقال متحدث باسم الشرطة في منطقة يهودا في جنوب الضفة الغربية إن أحد الفلسطينيين أبلغهم بالحادث، وطُلب منه تقديم شكوى في مركز الشرطة المحلي.
معظم المباني في خربة زنوتا كانت مهددة بالهدم منذ عام 2007، حيث تم بناؤها دون تراخيص بسبب عدم الموافقة على مخطط البناء الرئيسي للقرية من قبل الإدارة المدنية، المسؤولة عن التخطيط والبناء في المنطقة C في الضفة الغربية.
وفي عام 2018، هدمت الإدارة المدنية مدرسة في خربة زنوتا، والتي تم بناؤها أيضا بمساعدة الاتحاد الأوروبي.
قالت الإدارة المدنية، التي تنفذ عمليات هدم قانونية ضد المباني غير القانونية في الضفة الغربية، يوم الاثنين إنها لم تنفذ أي نشاط لإنفاذ أوامر هدم في المنطقة منذ يوم الثلاثاء الماضي.
وقالت مشرقي أسعد إن هدم منازل القرية والمدرسة يعكس فشل السلطات الإسرائيلية في توفير الحماية المناسبة للفلسطينيين في المنطقة C من عنف المستوطنين.
وقالت مشرقي أسعد: “بعد أن تلقى سكان زنوتا تهديدات الأسبوع الماضي [من قبل المستوطنين] من المنطقة بأنهم سيقيمون ’احتفالا’ لأهالي القرية إذا عادوا إليها، نفذ المستوطنون تهديدهم”.
وأضافت: “هذا [يعكس] التخلي المستمر عن أمن وممتلكات السكان الفلسطينيين في المناطق”.
ارتفعت حوادث العنف والمضايقات من قبل المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية بشكل ملحوظ منذ 7 أكتوبر واندلاع الحرب، وتم تهجير حوالي 1000 فلسطيني من 15 تجمعا رعويا.
ولم يرد متحدث باسم المفوضية الأوروبية على الفور على طلب للتعليق.