تحقيق للجيش الإسرائيلي: مسلحون في غزة يقفون وراء مقتل المدنيين الفلسطينيين الذين انتظروا المساعدات
الجيش ينفي مزاعم السلطات الصحية التابعة لحركة حماس بأن الدبابات والمروحيات الإسرائيلية قتلت 21 شخصا وأصابت 150 آخرين في ساحة بمدينة غزة
نفى الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة مزاعم حركة حماس بأن القوات الإسرائيلية فتحت النار على حشود من المدنيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات في ميدان بمدينة غزة، قائلا إن الجنود الإسرائيليين لم يطلقوا النار في أي مرحلة خلال الحادث وأن مسلحين فلسطينيين هم من تسببوا بوقوع الضحايا.
واتهمت وزارة الصحة في قطاع غزة القوات الإسرائيلية بإطلاق النار من “الدبابات والمروحيات” على المدنيين الذين تجمعوا في “ميدان الكويت” في وقت متأخر من يوم الخميس، مما أسفر عن مقتل 21 شخصا وإصابة أكثر من 150 آخرين.
وقال الجيش الإسرائيلي أنه بعد إجراء “مراجعة أولية مكثفة”، وجد أن “الجيش لن يفتح النار على قافلة المساعدات في ميدان الكويت”.
بحسب التحقيق الذي أجراه الجيش، توجهت قافلة مكونة من 31 شاحنة تحتوي على مواد غذائية ومساعدات إنسانية أخرى للمدنيين إلى شمال غزة ليلة الخميس.
ووجد التحقيق أنه قبل ساعة من وصول القافلة إلى الممر الذي أنشأه الجيش الإسرائيلي، فتح مسلحون فلسطينيون النار بينما كان المدنيون ينتظرون شاحنات المساعدات.
وقال الجيش أنه “بينما كانت شاحنات المساعدات تدخل [الممر]، واصل المسلحون الفلسطينيون إطلاق النار بينما بدأ حشد من سكان غزة في نهب الشاحنات”، مضيفا أنه حدد العديد من المدنيين الذين دهستهم الشاحنات.

وأضاف الجيش “مراجعة أنظمتنا العملياتية وقوات جيش الدفاع [على الأرض] وجدت أنه لم يتم تنفيذ أي قصف بالدبابات أو غارات جوية أو إطلاق نار تجاه الحشد في غزة في منطقة قافلة المساعدات”.
وأضاف الجيش أنه يواصل التحقيق في الحادث.
في بيان له، قال الجيش أنه بينما “يواصل جهوده الإنسانية لتوفير الغذاء والمساعدات الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة، يواصل إرهابيو حماس إيذاء المدنيين في غزة الذين يبحثون عن الطعام، وحماس تلوم إسرائيل على ذلك”.
“نتيجة لذلك، في أول جمعة من شهر رمضان، تم إطلاق حملة تشهير بهدف نشر معلومات مضللة لا أساس لها من الصحة من أجل التحريض على العنف في ساحات أخرى”.
ويأتي حادث يوم الخميس بعد أسابيع من مقتل أكثر من 100 فلسطيني أثناء تدافعهم على شاحنات المساعدات التي دخلت مدينة غزة. وتوصل التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي في الحادث في أواخر شهر فبراير إلى أن القوات المتمركزة في المنطقة لم تطلق النار على القافلة نفسها كما زعمت حماس، وإنما تم إطلاق النار على عدد من سكان غزة الذين تحركوا باتجاه جنود ودبابة عند نقطة تفتيش للجيش الإسرائيلي، بطريقة “شكلت تهديدا لهم”.

يأتي الحادث أيضا وسط تصاعد المخاوف الدولية بشأن الوضع الانساني في قطاع غزة والصعوبات في توفير المساعدات لأكثر من مليوني شخص محاصرين في الحرب التي بدأت عندما نفذت حماس هجوما على إسرائيل في 7 أكتوبر وقتلت حوالي 1200 شخص، واحتجزت 253 آخرين كرهائن.
وكانت مدينة غزة وبقية شمال القطاع الأهداف الأولى للهجوم الجوي والبحري والبري الإسرائيلي. وقد تعرضت المنطقة لدمار واسع النطاق وتم عزلها إلى حد كبير عن بقية القطاع لعدة أشهر، مع دخول القليل من المساعدات وإخلاء معظم السكان جنوبا. ويقدّر الجيش الإسرائيلي أن نحو 300 ألف فلسطيني ما زالوا في شمال غزة.
وتقول منظمات الإغاثة أنه أصبح من المستحيل تقريبا تقديم المساعدات الإنسانية في معظم أنحاء غزة بسبب صعوبة التنسيق مع الجيش الإسرائيلي، والأعمال العدائية المستمرة وانهيار النظام العام، حيث تتجمهر حشود الأشخاص اليائسين حول قوافل المساعدات. وتقول الأمم المتحدة إن ربع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون المجاعة؛ وقد فر حوالي 80٪ من منازلهم.
وقال الجيش أنه يحاول تجربة طرق جديدة لإيصال المساعدات إلى شمال غزة في محاولة لمنع حماس من الاستيلاء على المساعدات الإنسانية، بما في ذلك استخدام طريق عسكري جديد يوفر للقوافل طريقا مباشرا أكثر وجلب المواد الغذائية والإمدادات عبر البحر.