تحقيق سري يكشف عن قيام عيادة تلقيح صناعي إسرائيلية باستيراد أجنة مصابة بمرض وراثي خطير
الطاقم الطبي قام بزراعة أجنة مصابة بالهيموفيليا في العديد من النساء، في أحدث فضيحة في سلسلة من فضائح التلقيح الصناعي في إسرائيل
كشف تحقيق سري مشترك دام عدة أشهر أجرته وزارة الصحة وقسم الاحتيال في الشرطة الإسرائيلية في تل أبيب أن الطاقم الطبي في عيادة تخصيب صناعي استورد بويضات بشرية مخصبة من جورجيا مصابة بالمرض الوراثي الخطير هيموفيليا B.
ويُزعم أن الطاقم الطبي كان على علم بالأجنة المصابة وقام بزرعها في عدة نساء إسرائيليات يخضعن لعلاج التلقيح الصناعي (IVF).
وفقا للمعلومات الصادرة يوم الاثنين عن وزارة الصحة، بدأت القضية بتحقيق داخلي داخل الوزارة عندما تلقت تقارير تفيد بأن بويضات متبرعات تحمل الطفرة الجينية للهيموفيليا B تم تخصيبها في عيادة ولادة في جورجيا واستيرادها إلى إسرائيل.
الهيموفيليا (الناعور) B، المعروف أيضا باسم نقص العامل التاسع (FIX) أو مرض الكريسماس، هو اضطراب وراثي ناجم عن العامل التاسع المفقود أو التالف، وهو بروتين التخثر. وينتقل المرض عموما وراثيا من الوالدين إلى الطفل، على الرغم من أن ثلث الحالات تحدث تلقائيا.
الهيموفيليا B يسبب نزيفا أطول من المعتاد. يمكن أن يحدث النزيف داخليا، في المفاصل والعضلات، أو خارجيا، بسبب جروح بسيطة أو علاجات أسنان أو صدمات. تحدد كمية FIX الموجودة في دم الشخص ما إذا كانت الهيموفيليا واحتمالات النزيف طفيفة أو متوسطة أو خطيرة.
بعد إجراء تحقيقها، قدمت وزارة الصحة نتائجها إلى الشرطة، وبدأت وحدة الاحتيال في شرطة تل أبيب تحقيقا سريا بدعم من قسم المخابرات في الشرطة، ووزارة الصحة، والنيابة العامة.
وأشار التحقيق إلى شخصين يعملان في عيادة التلقيح الصناعي التي لم يذكر اسمها، اللذين قاما، في عدة مناسبات، باستيراد بويضات مخصبة لزراعتها لدى نساء إسرائيليات في الأشهر الأخيرة. ويشتبه في أن الطاقم الطبي في كل من جورجيا وإسرائيل كان على علم بإصابة الأجنة.
وأمرت وزارة الصحة بالوقف الفوري لاستيراد البويضات المخصبة من العيادة في جورجيا. كما أمرت رؤساء جميع عيادات التلقيح الصناعي في إسرائيل بالعمل على تحديد النساء الإسرائيليات اللاتي تم استيراد الأجنة لهن وإشراكهن في اتخاذ قرارات مدروسة حول كيفية المضي قدما.
ومن المقرر أن يخضع المشتبه بهما لمزيد من التحقيق يوم الاثنين وأن يمثلا أمام محكمة الصلح في تل أبيب للبت في طلب النيابة العامة تمديد اعتقالهما إذا لزم الأمر.
الفضحية الجديدة تأتي في أعقاب عدد من الفضائح التي حدثت مؤخرا ووقع ضحيتها إسرائيليون سعوا إلى تكوين عائلات خاصة بهم أو زيادة عدد أفراد عائلاتهم عن طريق التلقيح الصناعي (IVF)، وأشهرها كانت ولادة طفلة لوالدين ليس لديهما علاقة وراثية بها في عام 2022.
تم اكتشاف هذا الخلط، في مركز “أسوتا” الطبي في ريشون لتسيون، عندما تم تحديد أن الطفلة التي كان لا تزال جنينا أنذاك تعاني من مشاكل طبية، وبالتالي خضعت لمجموعة متنوعة من الاختبارات. وأظهرت النتائج أنه لا المرأة التي تحمل الطفلة ولا شريكها يمكن أن يكونا الوالدين البيولوجيين للجنين.
وتم التعرف على الوالدين البيولوجيين للطفلة في العام الماضي بعد سلسلة من الاختبارات الجينية، حسبما كشفت محكمة الأسرة في ريشون لتسيون في أوائل شهر مارس.
وعلى عكس حالة الاحتيال المزعومة الحالية، يُعزى الخطأ في أسوتا إلى إرهاق العاملين وعدم اتباع البروتوكول.