تحقيق الجيش الإسرائيلي بشأن كارثة شاحنة المساعدات في غزة: القوات أطلقت النار على أشخاص اقتربوا منها – وليس على الشاحنات
12 ألف فلسطيني تدافعوا على قافلة المساعدات في الحادث الذي وقع في 29 فبراير مما أدى إلى مقتل العديد منهم؛ الجنود أطلقوا النار فقط على أولئك الذين "شكلوا تهديدا"، بحسب الجيش
قال الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة إنه أنهى تحقيقاته في مقتل 115 فلسطينيا أثناء تجمهرهم حول شاحنات المساعدات التي دخلت مدينة غزة في أواخر فبراير، ووجد أن القوات المتمركزة في المنطقة لم تفتح النار على القافلة نفسها كما ادعت حركة حماس.
ووجد التحقيق أنه تم إطلاق النار على عدد من الغزيين الذين تحركوا باتجاه جنود ودبابة عند حاجز عسكري للجيش الإسرائيلي، بصورة “شكلت تهديدا لهم”.
وقال الجيش أنه تم تقديم التحقيق في الحادث الذي وقع في 29 فبراير لرئيس الأركان اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي يوم الخميس من قبل قائد القيادة الجنوبية، الميجر جنرال يارون فينكلمان.
في بيان له، قال الجيش الإسرائيلي إن التحقيق شمل تسلسلا زمنيا للأحداث، من لحظة وصول شاحنات المساعدات، التي بلغ عددها 38 شاحنة، إلى موقف منسق على ساحل القطاع في الساعة الرابعة فجرا لترافقها القوات الإسرائيلية إلى موقع التوزيع المخصص لها في حي الرمال في مدينة غزة.
وقال الجيش أنه في الساعة 4:15 فجرا، قامت القوات بدورية على طول الطريق الذي كان من المقرر أن تسير عليه الشاحنات ونشرت قوات للعملية. وفي الساعة 4:29 صباحا، بدأت قافلة شاحنات المساعدات في عبور الطريق برفقة دبابات إسرائيلية، كما وجد التحقيق.
بعد دقيقة واحدة، في الساعة 4:30 فجرا، تدافع حشد من حوالي 12 ألف فلسطيني على الشاحنات من الشرق والغرب وبدأوا في نهب المعدات التي كانت تنقلها، بحسب الجيش.
وقال الجيش أنه “خلال عملية النهب، وقعت حوادث ألحقت أضرارا جسيمة بالمدنيين بسبب التدافع ودهس الشاحنات للأشخاص”، مشيرا إلى أنه في الساعة 4:33 فجرا، رصدت القوات جثث فلسطينيين بجانب الشاحنات وسط الحشد الكبير.
وسط نهب الشاحنات، قال الجيش الإسرائيلي إن عشرات الفلسطينيين تقدموا باتجاه الدبابات الإسرائيلية، التي رافقت القافلة، ووصلوا إلى مسافة تبعد عدة أمتار منها و”وبالتالي شكلوا تهديدا حقيقيا للقوات في تلك المرحلة”.
“في هذه المرحلة [في الساعة 4:30 فجرا]، استخدمت القوات نيرانا تحذيرية لإبعاد المشتبه بهم”، حسبما جاء في بيان الجيش الذين أضاف “بينما واصل المشتبه بهم التقدم نحو [القوات في الساعة 4:45 فجرا]، أطلقت القوات النار بدقة تجاه عدد من المشتبه بهم لإزالة التهديد”.
وواصلت القافلة في النهاية طريقها شمالا على مسارها المحدد، حيث واجهت في الساعة 4:51 فجرا حصارا من مركبات فلسطينية.
في الساعة الخامسة فجرا، تراجعت قوات الجيش الإسرائيلي من المنطقة، وبحلول الساعة 5:30 فجرا، وصلت الشاحنات إلى موقع التوزيع، وفقا للتحقيق.
وقال الجيش الإسرائيلي إن آلية تقييم تقصي الحقائق التابعة لهيئة الأركان العامة، وهي هيئة عسكرية مستقلة مسؤولة عن التحقيق في حوادث استثنائية وسط الحرب، ستواصل التحقيق في الحادث.
وقال إن الآلية “ستفحص الحادث والنتائج بشكل مستقل، وستصوغ استنتاجاتها بشأن الحادث”.
وأضاف البيان أن “جيش الدفاع يولي أهمية كبيرة للجهود الإنسانية، ويبذل جهودا جمة لتسهيل المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وتحسين الآليات القائمة”.
ساعات بعد الفوضى، نشر الجيش الإسرائيلي مقاطع فيديو تم تجميعها بطائرات بدون طيار تظهر آلاف الأشخاص يحتشدون حول شاحنات المساعدات، التي يقودها “مقاولون” فلسطينيون. وأظهرت اللقطات أنه في بعض الحالات، استمرت المركبات في محاولة تجاوز الحشود.
وقالت وزارة الصحة التي تديرها حماس إن حصيلة القتلى وصلت إلى 115، بالإضافة إلى أكثر من 760 جريحا، ووصفت الحادث بأنه “مجزرة” وألقت باللائمة فيها على النيران الإسرائيلية. ولم يتسن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل.
في تحقيق أولي بعد ساعات من وقوع الحادث، قال الجيش الإسرائيلي إن أقل من 10 أشخاص أصيبوا بالنيران الإسرائيلية.
وقام الجيش الإسرائيلي بتنسيق عدة عمليات توصيل مساعدات إلى شمال غزة في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك بعد حادثة 29 فبراير.
ويأتي الحادث وسط تصاعد المخاوف الدولية بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة والصعوبات في تقديم المساعدات لأكثر من مليوني شخص عالقين في الحرب التي بدأت عندما نفذت حركة حماس الفلسطينية هجوما واسع النطاق في 7 أكتوبر على إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، واحتجاز 253 آخرين كرهائن.
وكانت مدينة غزة وبقية شمال غزة هي الأهداف الأولى للهجوم الجوي والبحري والبري الإسرائيلي. وقد عانت المنطقة من دمار واسع النطاق وتم عزلها إلى حد كبير عن بقية القطاع لعدة أشهر، مع دخول القليل من المساعدات إليها وإخلاء معظم سكانها باتجاه الجنوب.
وتقول منظمات الإغاثة إنه أصبح من المستحيل تقريبا تقديم المساعدات الإنسانية في معظم أنحاء غزة بسبب صعوبة التنسيق مع الجيش الإسرائيلي، والأعمال العدائية المستمرة وانهيار النظام العام، حيث تكتظ حشود الأشخاص اليائسين عند قوافل المساعدات. وتقول الأمم المتحدة إن ربع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون المجاعة؛ وقد فر حوالي 80% منهم من منازلهم.