تحقيقات الجيش في السابع من أكتوبر تظهر أنه أخطأ في فهم حماس لسنوات، وترك جنوب إسرائيل عرضة للخطر
توضح التحقيقات "التصور الخاطئ" لحماس الذي كان لدى الجيش على مدار عقد من الزمان، ورفضه الاعتراف بالغزو الوشيك حتى في الساعات التي سبقته، والفوضى التي أدت إلى إبطاء الرد بشكل كارثي في ذلك اليوم

قدم الجيش الإسرائيلي الخميس تحقيقاته في الإخفاقات العسكرية خلال الفترة التي سبقت هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، وفي اليوم نفسه.
في السابع من أكتوبر 2023، اقتحم نحو 5000 مسلح من قطاع غزة بقيادة حماس جنوب إسرائيل، ونفذوا هجوما لم يسبق له مثيل من حيث الشدة والنطاق. وقد تجهز الجيش الإسرائيلي للرد على الهجوم، كما توضح تحقيقاته الخاصة الآن، حيث تم اجتياح القواعد الأقرب إلى الحدود وانكسرت سلسلة القيادة وسط الفوضى.
وقد أسفر الهجوم عن مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل، وخطف 251 آخرين وتدمير أجزاء كبيرة من المنطقة.
المواد التي نشرها الجيش الإسرائيلي تؤكد الفشل الهائل طيلة السنوات التي سبقت غزو حماس، وفي الساعات الأخيرة قبل الهجوم، وخلال المذابح وعمليات الاختطاف التي ارتكبتها الحركة. ولم يتم الاعتراف إلا بعد أشهر من الهجوم أن فرقة غزة التابعة للجيش، وهي الوحدة الإقليمية المسؤولة عن القطاع وحماية جنوب إسرائيل، “هُزِمَت” لعدة ساعات. ولقد أدت الفوضى والارتباك إلى إبطاء الرد في ذلك اليوم بشكل كارثي.
وفصّل الجيش الإسرائيلي المواد الاستخباراتية التي أسيء تفسيرها على مر السنين؛ والاعتماد المفرط من جانب الجيش على وجود إنذار مبكر لإعداد دفاعاته؛ وعدد المسلحين الغزاة الذي فاق عدد القوات بشكل كبير؛ والفشل في فهم ما كانت حماس تفعله أثناء الهجوم.
وتركز التحقيقات على مستوى هيئة الأركان العامة على أربعة مواضيع رئيسية:
تطور تصور الجيش لغزة خلال العقد الماضي
وجد تحقيق “التصور” أن الجيش الإسرائيلي كان يعتقد، قبل هجوم السابع من أكتوبر، أن حركة حماس في غزة لا تشكل تهديدا كبيرا لإسرائيل، وأنها غير مهتمة بحرب واسعة النطاق، وأن شبكات أنفاقها تدهورت بشكل كبير، وأن السياج الحدودي عالي التقنية الذي تبنيه إسرائيل سوف يحبط أي تهديد عبر الحدود.
وسلط التحقيق الضوء على الفجوة المتزايدة بين تصورات الجيش لحماس، وما كانت تفعله الحركة في الواقع.

تقييمات الاستخبارات العسكرية لحماس منذ عام 2014 وحتى اندلاع الحرب
خلص تحقيق “التقييمات الاستخباراتية” إلى أن مديرية الاستخبارات العسكرية تلقت معلومات وخططاً توضح نية حماس شن هجوم واسع النطاق ضد إسرائيل على مدى عدة سنوات، لكنها تجاهلت الخطط باعتبارها غير واقعية وغير قابلة للتنفيذ.
وبدلا من ذلك، افترضت مديرية الاستخبارات العسكرية خطأً أن زعيم حماس يحيى السنوار كان براغماتيا ولم يكن يسعى إلى تصعيد كبير مع إسرائيل، وأن الحركة اعتبرت حربها مع إسرائيل في عام 2021 بمثابة فشل وكانت تركز قدراتها على إطلاق الصواريخ، وليس على غزو بري.
وكجزء من تحقيقاته في إخفاقاته خلال الفترة التي سبقت هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، وجد الجيش الإسرائيلي الآن أن حماس قررت في أبريل 2022 شن مثل هذا الهجوم. وبحلول سبتمبر 2022، كانت الحركة مستعدة لتنفيذه بنسبة 85%. وقررت في مايو 2023 شن الهجوم في السابع من أكتوبر.

عمليات الاستخبارات واتخاذ القرار عشية السابع من أكتوبر
توصل التحقيق في عملية اتخاذ القرار من قبل كبار المسؤولين عشية الهجوم إلى أن الجيش الإسرائيلي حدد خمس علامات على نشاط غير عادي لحماس في الليلة التي سبقت هجوم 7 أكتوبر، لكنه اعتقد أنها لا تشير إلى هجوم وشيك.
ووجد التحقيق أيضًا أن سلوك الجيش واتخاذ القرارات وتقييمات الاستخبارات في الليلة ما بين 6 و7 أكتوبر كانت مبنية على سنوات من التقييمات الخاطئة بشان حماس.
ونتيجة لذلك، فشل مسؤولو الاستخبارات على كافة المستويات في تقديم تحذير بشأن ما يمكن أن يأتي.

القيادة والسيطرة والأوامر الصادرة خلال المعارك بين 7 و10 أكتوبر
أخيرا، تناول التحقيق الأخير، الذي ركز على معارك السابع من أكتوبر والأيام التالية، ولم يكشف إلا بعد فوات الأوان أن فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي هُزمت لعدة ساعات في ذلك اليوم.
ونتيجة لعدم إدراك سقوط فرقة غزة في ذلك الوقت، لم تفهم هيئة الأركان العامة خطورة الهجوم، وفشلت في رؤية صورة دقيقة للوضع العملياتي، مما شكل تحديًا كبيرًا خلال الجهود المبذولة للرد على الهجوم.
وخلص تحقيق في المعارك إلى أن الجيش فشل في حماية المدنيين الإسرائيليين ولم يكن مستعدا لهجوم مفاجئ واسع النطاق.

التحقيقات لا تتناول إخفاقات القيادة السياسية
كانت التحقيقات تهدف إلى استخلاص استنتاجات عملياتية لصالح الجيش، ولم تنظر في سياسات القيادة السياسية، وبالتالي تجنبت الصراع مع قادة الحكومة، الذين أصروا على أن التحقيقات يجب أن تنتظر إلى ما بعد نهاية الحرب ضد حماس.
وقد أجريت التحقيقات – التي أجرتها وحدات يُنظر إليها على أنها لعبت دورا في الفشل في ملاحظة استعدادات حماس أو الاستعداد بشكل مناسب للهجوم – بالتوازي وسط الحرب.
لقد أمضى الضباط آلاف الساعات في التحقيقات، بما في ذلك جمع المواد، وإجراء المقابلات، وتجميع المعلومات.
بالإضافة إلى المواضيع الأربعة الرئيسية، حقق الجيش أيضا في 41 معركة وحادثة كبرى منفصلة وقعت خلال هجوم 7 أكتوبر.
وقد أنشأ الجيش الإسرائيلي أيضا موقعا على الإنترنت (رابط باللغة العبرية) حيث ستكون النتائج متاحة للجمهور بعد تقديمها.