إسرائيل في حالة حرب - اليوم 530

بحث

تحسبا لتنفيذ داعش لهجمات، إسرائيل تغلق معبر طابا

في خطوة إستثنائية، وزير المواصلات يأمر بمنع الإسرائيليين من دخول شبه جزيرة سيناء،مشيرا إلى وجود مخاطر بوقوع هجمات

مراسل الجيش والامن في التايمز أوف إسرائيل

الجانب الإسرائيلي من معبر طابا الحدودي مع مصر  (Nati Shohat/Flash90)
الجانب الإسرائيلي من معبر طابا الحدودي مع مصر (Nati Shohat/Flash90)

في خطوة إستثنائية، أمر وزير المواصلات بإغلاق معبر طابا أمام الإسرائيليين الذين يحاولون دخول شبه جزيرة سيناء المصرية الإثنين، مشيرا إلى المخاوف من تنفيذ تنظيم داعش إعتداء وشيك.

وتم إغلاق المعبر ابتداء من صباح يوم الإثنين. ومن المتوقع أن يعاد فتحه يوم الثلاثاء المقبل، 18 أبريل، مع نهاية عيد الفصح اليهودي، ولكن سيتم إتخاذ القرار النهائي بعد تقييم أمني للوضع، وفقا لما قالته الوزارة في بيان لها.

وسيُسمح للإسرائيليين المتواجدين حاليا في شبه جزيرة سيناء بالعودة من مصر وفي الواقع تدعوهم السلطات الإسرائيلية إلى العودة على الفور، وفقا للوزارة.

وكان من المتوقع دخول آلاف الإسرائيليين إلى شبه جزيرة سيناء لقضاء عطلة عيد الفصح اليهودي.

قرار الحظر جاء بعد يوم من الهجومين الداميين اللذين استهدفا كنيستين وأعلن ما يُسمى بتنظيم “ولاية سيناء” المتطرف مسؤوليته عنهما.

إغلاق المعبر جاء بأمر من وزير المواصلات والإستخبارات يسرائيل كاتس، بعد مشاورات مع وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ومسؤولين أمنيين آخرين، بحسب بيان صادر عن الوزارة.

وقال كاتس في بيان له إن هذا القرار “كان قرارا إستخباراتيا أمنيا اتُخذ على ضوء معلومات أشارت إلى خطط لتنفيذ هجوم إرهابي ضد السياح من قبل ’ولاية سيناء’ التابع لداعش”.

بحسب الوزير، إن التنظيم محفز على تنفيذ هجوم فوري على ضوء “الضغوط على داعش في سوريا والعراق”.

وهذه هي إحدى المرات القليلة التي يتم فيها إغلاق معبر طابا منذ افتتاحه في عام 1982، بعد إبرام معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. في عام 2014 تم إغلاق المعبر، في أعقاب إعتداء على الجانب المصري من الحدود. وأُغلق أيضا في عام 2011 بعد تقييمات إسرائيلية بوجود خطر كبير بوقوع هجمات إرهابية.

يوم الاحد، نشر مكتب مكافحة الإرهاب بيانا حض فيه جميع الإسرائيليين على الإمتناع عن السفر إلى شبه جزيرة سيناء المضطربة، حيث يشن تنظيم داعش حربا دامية على قوى الأمن المصرية وينفذ هجمات ضد المدنيين.

في بيانه، قال كاتس إنه في حين أن هذا التحذير الإضافي اعتُبر بداية كافيا، فإنه “على ضوء المعلومات وخطورة التهديد، قُرر أنه من الأفضل إتلاف خطط السفر بدلا من وضع حياة الأشخاص في خطر”.

وأسفر التفجيران اللذان وقعا يوم الأحد في كنيستين، الأول في مدينة طنطا والآخر في الإسكندرية، عن مقتل 43 شخصا، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجومين.

وقال مكتب مكافحة الإرهاب في بيان له الأحد إن “الهجمات الإرهابية الدامية التي وقعت اليوم تعكس مرة أخرى القدرة الإرهابية ل[تنظيم] الدولة الإسلامية”، وأضاف البيان “على ضوء خطورة التهديد، ينصح مكتب مكافحة الإرهاب الإسرائيليين المتواجدين حاليا في سيناء بمغادرتها فورا والعودة إلى إسرائيل”.

في الشهر الماضي أصدر المكتب بيانا مماثلا حذر فيه من السفر إلى سيناء، التي تُعتبر وجهة سياحية شعبية للإسرائيليين، خلال عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ مع غياب شمس يوم الإثنين، مشير إلى وجود تهديد ملموس.

في الوقت نفسه، قال مدير المكتب إيتان بن دافيد إنه تتم دراسة إمكانية إغلاق معبر طابا بين إسرائيل ومصر.

وقال بن دافيد حينذاك “نحن نعمل على ذلك على مدار السنة. نراقب ما يحدث. ليس لدينا مصلحة في التضليل. نحن نؤمن في ما نقوله. إن التهديد خطير”، مشددا على الأهمية الملحة لبيان المكتب.

يوم الأحد قال مكتب مكافحة الإرهاب إنه يكرر دعوته على ضوء تقييم جديد للوضع كشيرا إلى وجود “المزيد من التصعيد في خطورة التهديد ضد الإسرائيليين الذين يزورون سيناء والمناطق المحيطة بها مباشرة”.

وزار نحو 17,000 إسرائيلي سيناء هذا العام حتى الآن، منجذبين بشواطئها الرملية ورياضة الغوص فيها والمنتجعات السياحية التي تعرض أسعارا منخفضة. وكان من المتوقع دخول آلاف الإسرائيليين إلى شبه الجزيرة خلال عطلة عيد الفصح اليهودي، وفقا للقناة 2.

في وقت سابق الأحد، بعث مكتب رئيس الوزراء بينيامين نتنياهو بتعازيه لأسر ضحايا الهجمات ودعا إلى توحيد الجهود في مواجهة التهديد المتواصل للإرهاب. وجاء في البيان أن “على العالم أن يتحد في محارية الإرهاب في كل مكان”.

الهجمات الأخيرة زادت من المخاوف بقيام المتطرفين الإسلاميين الذين يحاربون قوى الأمن المصرية في سيناء منذ مدة طويلة بتحويل تركيزهم إلى المدنيين.

في شهر ديسمبر تبنى تنظيم تابع لداعش هجوما إنتحاريا استهدف كنيسة في القاهرة وأسفر عن مقتل 30 شخصأ، معظمهم من النساء، وكذلك سلسلة من جرائم القتل في شمال سيناء التي دفعت المئات من المسيحيين إلى النزوح إلى مناطق أكثر أمنا في البلاد.

مؤخرا نشر المسلحون فيديو توعدوا فيه بتصعيد الهجمات ضد المسيحييين، الذين يتعبرونهم “كفارا” يساعدون الغرب ضد المسلمين.

وتواجه مصر موجة من التشدد الإسلامي منذ الإنقلاب العسكري الذي أدى إلى إسقاط الرئيس الإسلامي محمد مرسي عن الحكم في عام 2013.

التنظيم التابع لداعش في سيناء شن في الأساس هجمات ضد الشرطة والجنود، لكنه أعلن أيضا عن مسؤوليته على هجمات قتلت مدنيين، من ضمنها إسقاط طائرة ركاب روسية في سيناء في عام 2015، والذي راح ضحيته 224 شخصا كانوا على متنها موجها ضربة موجعة للسياحة المصرية.

ساهم في هذا التقرير وكالات وطاقم تايمز أوف إسرائيل.

اقرأ المزيد عن