الجيش الإسرائيلي يعثر على فتحة نفق تحت سجادة داخل منزل في غزة قادتهم إلى موقع جثث 4 رهائن إسرائيليين
"تايمز أوف إسرائيل" ينضم إلى المظليين الذين يقاتلون في قلب مخيم جباليا، حيث اكتشف ضابط شديد الاصرار اكتشافا حزينا ولكن هاما - قبل أيام من مقتله
جباليا – حلقت ثلاث طائرات مسيّرة في سماء المنطقة في دوائر بطيئة. وأقلعت مسيُرة رباعية أصغر حجما من مبنى مكون من أربعة طوابق، كان منزلا لأحد قادة حماس قبل أن تقتحم كتيبة المظليين 202 مخيم جباليا قبل أسبوعين.
والآن، يستخدم اللفتنانت كولونيل ألموغ روتم المبنى الواقع في شمال قطاع غزة كمركز قيادة مؤقت، بينما تستمر قواته في التقدم باتجاه البحر، لطرد حركة حماس.
عبر زقاق ضيق – حيث تتناثر الآن قطع من الخرسانة والحديد والملابس ومخلفات القتال الحضري – يقف منزل أصغر حجما يحتوي على ثغرة ناجمة عن انفجار في أحد جوانبه. في الداخل، كانت هناك دراجة طفل صغير وكرسي متحرك وسط الطوبات.
إحصل على تايمز أوف إسرائيل ألنشرة أليومية على بريدك الخاص ولا تفوت المقالات الحصرية آلتسجيل مجانا!
أقامت عائلة في ذلك المنزل حتى تم إخلاؤه قبل وصول المظليين الإسرائيليين. ولكن وسط الأثاث وألعاب الأطفال، احتوى المنزل على سر مخيف.
يوم الخميس الماضي، عثر الجيش الإسرائيلي على جثث أربع من الرهائن الإسرائيليين الذين تم اختطافهم في 7 أكتوبر – يتسحاق غلرنتر، عميت بوسكيلا، رون بنيامين، وشاني لوك – في نفق تم حفره تحت المنزل.
تحت السجادة
اختارت الكتيبة العمل في هذا الجزء من مخيم اللاجئين المكتظ، والذي لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من السيطرة عليه بعد، بسبب تحليل قدمه ضابط مخابرات الكتيبة.
وقال روتم، انه من خلال دراسته للمعلومات الاستخبارية “لاحظ الضابط أن هناك عناصر تهمنا، وفهمنا أن هناك شيئا ما هنا”.
هاجم المظليون، الذين يقاتلون تحت لواء الفرقة 98، مواقع حماس من الشرق، مع التركيز على المواقع المعدة جيدا والمتصلة عبر ثقوب في الجدران في المنازل المجاورة.
وقال روتم: “لا يوجد منزل هنا لم نجد فيه ما لا يقل عن 5 عبوات ناسفة في انتظارنا”.
وأوضح أن “الثغرات تشكل شبكة بين المباني”، بينما كانت رائحة الموت تفوح في الهواء. “يعرف الإرهابيون كيفية نصب الكمائن في مناطق القتل في الأزقة والساحات”.
وأوضح أحد قادة السرية: “لقد التقينا بعدو أكثر تصميما وجاهزية بعض الشيء، وقمنا بتفكيكهم بسرعة كبيرة. لكن النظام كان يعمل. عندما ظهرت طائرة مسيّرة، ظهرت أيضا قذائف الهاون أو الصواريخ. إذا كانت هناك نيران قناص، فقد كانت هناك قذيفة آر بي جي”.
وقال روتم: “لقد قاموا بإعدادات جيدة هنا. لكننا تمكنا من تحييد العوائق والالتفاف حولها والظهور من اتجاهات غير متوقعة والوصول إلى وضع يتم فيه تدمير هذا العدو”.
وقُتل العشرات من مقاتلي حماس على يد قوات روتم، من بين 400 قضت عليهم الفرقة في جباليا.
وأكد أنه “لا يوجد شيء يمكن أن يوقف كتيبة أو لواء من جيش الدفاع”.
“بعد هزيمة قوة العدو، يتعين على القوات الشروع في العمل الخطير المتمثل في تفتيش كل هيكل بحثا عن الأسلحة ومعلومات استخباراتية، وبالطبع الأنفاق”.
دخلت فصيلة بقيادة النقيب روعي بيت يعكوف منزلا مفخخا متاخما لمقر روتم لتفتيشه. وحتى بعد ثمانية أشهر من القتال المتواصل في أرجاء قطاع غزة، بذلت القوات قصارى جهدها لتفقد كل خزانة وزاوية.
أصر بيت يعكوف على رفع سجادة في إحدى الغرف، وعثر على باب معدني مربع في منتصف الارضية.
وأبلغ بيت يعكوف عبر اللاسلكي أنه عثر على فتحة نفق، وقام روتم بتأمين المنطقة واستدعى قوة من وحدة النخبة “يهالوم” التابعة لسلاح الهندسة القتالي. وكانت القوة، المعروفة باسم “ساميخ 2″، تحت قيادة النقيب “أ”، الذي لا يمكن الإشارة إليه إلا بالحرف الأول من اسمه.
تحت الباب كشفت قوة يهالوم عن فتحة نفق بعمق حوالي 10 أمتار، مع سلم حديدي مثبت في إحدى الزوايا.
لم تكن الفتحة مختلفة عن عشرات فتحات الأنفاق الأخرى التي عثروا عليها، لكن “أ” أصر على استخدام جميع الوسائل المتاحة له لتفتيش النفق بشكل شامل.
وقال “أ” لـ”تايمز أوف إسرائيل”: “لقد بدأنا العمل تحت الأرض، بعناية، وبتصميم، باستخدام الحدس. لقد عثرنا على العديد من المناطق المشبوهة، مما دفعنا في النهاية إلى تحديد مكان الرهائن وإخراجهم في نفس الليلة”، في إشارة إلى جثث بنيامين وبوسكيلا وغلرنتر ولوك.
وتابع: “بعد التأكد من أنهم رهائننا، لا يوجد فخر وامتياز أكبر من ذلك، ونحن نريد أن نستمر بلا توقف في إعادة المزيد والمزيد من الرهائن إلى الوطن”.
وقال روتم: “لا يوجد أحد أكثر فخرا منا بقدرتنا على إعادة جثث الإسرائيليين لدفنها بشكل لائق في إسرائيل”.
بعد أيام، قُتل بيت يعكوف في حادثة نيران صديقة أسفرت أيضا عن مقتل أربعة من جنوده.
وشدد أحد قادة السرايا على أن قواته لم تنهك حتى بعد ثمانية أشهر من الحرب: “إنهم ليسوا متعبين. نحن في روتين الحرب. هذا هو عالمنا”.
وقال: “إن العثور على الرهائن منحهم دفعة جديدة، والقوات تفهم المهمة هنا جيدا”، مضيفا أن الجنود “يأتون وهم على استعداد للقيام بالعمل لأن الأمر أكبر منا. لا يزال لدينا رهائن يجب إعادتهم”.
وبينما يزعم المتشككون في إسرائيل والخارج أن الجيش الإسرائيلي يواجه معركة طاحنة ضد منظمة ستستمر في الظهور من جديد أينما غادرت قواته، قال روتم إنه ليس قلقا بشأن وتيرة القتال.
وقال لـ”تايمز أوف إسرائيل”: “لا يوجد تسرع هنا. هناك حرب طويلة، حرب تتطلب الكثير من التفكير والكثير من التخطيط. وأنا على ثقة بأن يقوم رؤسائي بالتخطيط المناسب، وباستخدام القوى البشرية المناسبة في الوقت المناسب”.
وقال إن النصر سيأتي عندما تقوم إسرائيل بتدمير مركز ثقل حماس – عناصرها وبنيتها التحتية.
وقال الضباط إنهم سيفعلون ذلك ضمن القوانين والقيم الضرورية.
وقال قائد سرية: “نحن نولي اهتماما كبيرا للقانون الدولي. هذا لا يعيق طريقنا. في النهاية، ننفذ مهامنا، وحيثما نواجه إرهابيين يموتون”.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أنه يسعى لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة.
روتم كان واثقا من أن قواته تقاتل بالطريقة التي يتوقعها هو وبلاده منها.
وقال: “جنودي إسرائيليون، وقد نشأوا على قيم من المنزل – شعور بالمهمة، حب للوطن، وحب لأخيهم الانسان”.
وتابع: “لقد واجهنا الكثير من قوات العدو، واعتقلنا الكثيرين. لم أسمع عن حالة واحدة قام فيها الجنود بشيء ما بدافع الانتقام أو أساءوا إليهم بطريقة أو بأخرى. رأيتهم يعملون بتصميم واحترافية وخاصة بشكل متناسب… أعرف من هم جنودي، وأعرف من هم قادتهم”.