إسرائيل في حالة حرب - اليوم 587

بحث

تعرض سفينة تحمل ناشطين ومساعدات إلى غزة لهجوم مُسيرات قرب مالطا

تحالف أسطول الحرية يحمّل إسرائيل المسؤولية رغم الغموض بشأن مصدر الضربة؛ الحكومة المالطية تقول إن جميع من كانوا على متن السفينة سالمون ويرفضون مغادرتها

سفينة قطر مالطية تساعد في إخماد حريق على متن السفينة "كونشينس"، بعد أن زعم "تحالف أسطول الحرية" أنها تعرضت لضربة بطائرة مسيّرة أثناء محاولتها إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، قرب مالطا في البحر الأبيض المتوسط، في وقت مبكر من 2 مايو 2025. (Government of Malta)
سفينة قطر مالطية تساعد في إخماد حريق على متن السفينة "كونشينس"، بعد أن زعم "تحالف أسطول الحرية" أنها تعرضت لضربة بطائرة مسيّرة أثناء محاولتها إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، قرب مالطا في البحر الأبيض المتوسط، في وقت مبكر من 2 مايو 2025. (Government of Malta)

قال تحالف أسطول الحرية، وهو منظمة دولية غير حكومية داعمة للفلسطينيين، إن سفينة تحمل مساعدات إنسانية ونشطاء متجهة إلى غزة تعرضت لقصف من طائرات مسيرة في أثناء إبحارها في المياه الدولية قبالة مالطا في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة.

ونشر التحالف لقطات فيديو تُظهر حريقا على إحدى سفنه. ولم يتمكن التحقق من صحة الفيديو بشكل مستقل.

وقال التحالف في بيان رسمي على موقعه الإلكتروني: “كان تحالف أسطول الحرية ينظم تحركًا سلميًا في ظل تعتيم إعلامي لتجنب أي تخريب محتمل. سافر متطوعون من أكثر من 21 دولة إلى مالطا للانضمام للمهمة إلى غزة، وبينهم شخصيات بارزة”.

وأضافت المنظمة “في صباح اليوم المقرر للإبحار، تعرضت السفينة لهجوم. هاجمت طائرات مسيرة مسلحة مقدمة سفينة مدنية غير مسلحة مرتين، مما تسبب في حريق وتصدع كبير في الهيكل. وأشار آخر اتصال في الصباح الباكر في الثاني من مايو إلى أن الطائرات المسيرة لا تزال تحلق حول السفينة”.

وبحسب المنظمة، أطلقت السفينة نداء استغاثة بعد أن تعرضت للقصف على بعد 17 ميلا بحريا شرقي مالطا واستجابت قبرص بإرسال سفينة.

وأضاف البيان: “يبدو أن الغارة استهدفت عمدا مُولّد الكهرباء في السفينة، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن طاقمها، وعرض السفينة لخطر الغرق”.

واتهمت المنظمة مالطا بانتهاك القانون الدولي العرفي لعدم إرسالها المساعدة إلى السفينة، فيما رفضت الحكومة المالطية هذا الادعاء، قائلة في بيان إن قارب قطر أُرسل إلى المنطقة وتمكّن من السيطرة على الحريق.

وأضاف بيان الحكومة أنه لم تقع إصابات نتيجة الضربة، وأن ركاب السفينة الـ16 رفضوا النزول إلى البر.

وذكرت الحكومة في البيان أنه تم إرسال قاطرة قريبة لتقديم المساعدة.

وأضافت “وصلت القاطرة إلى موقع الحادث وبدأت عمليات إخماد الحريق، وبحلول الساعة 1:28 صباحا (2328 بتوقيت جرينتش يوم الخميس)، تم الإبلاغ بأن الحريق تحت السيطرة، كما أُرسلت سفينة دورية تابعة للقوات المسلحة في مالطا لتقديم المزيد من المساعدة”.

وذكر البيان أن “سلامة جميع أفراد الطاقم تأكدت بحلول الساعة 2:13 صباحا، لكنهم رفضوا الصعود على متن القاطرة… ولا تزال السفينة خارج المياه الإقليمية وتتابعها الجهات المختصة”.

واتهم التحالف إسرائيل بتنفيذ الهجوم، وقال في بيانه: “يجب استدعاء السفراء الإسرائيليين ومطالبتهم بتقديم إجابات بشأن انتهاكات القانون الدولي، بما في ذلك الحصار المستمر (لغزة) وقصف سفينتنا المدنية في المياه الدولية”، دون توفير أدلة.

وفيما لم تُصدر إسرائيل تعليقًا رسميًا على الادعاءات، أفاد تقرير لم يشر إلى مصدر صباح الجمعة أن السفينة مرتبطة بحماس. وكتب مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” يوسي يهوشواع على منصة “إكس”: “يُعرّف البعض السفينة التي تعرّضت للهجوم قرب مالطا بأنها تابعة لحماس، ويقولون إنه كان هجومًا جويًا معقدًا”.

وقال “تحالف أسطول الحرية”، إن هدف السفينة هو “تحدي الحصار الإسرائيلي غير القانوني والقاتل على غزة، ولإيصال المساعدات الضرورية للحياة والتي تشتد الحاجة إليها في غزة”.

وفي عام 2010، أوقفت القوات الإسرائيلية سفينة تابعة للتحالف كانت في مهمة مماثلة إلى قطاع غزة واعتلاها جنود من الجيش الإسرائيلي في عملية أسفرت عن مقتل تسعة نشطاء، الذين قاوموا الجنود وأصابوا عشرة منهم. كما أوقفت القوات الإسرائيلية سفنا أخرى مماثلة وصعدت على متنها، دون وقوع خسائر في الأرواح.

وقد أوقفت إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة في 2 مارس، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الأخير مع حماس. وذكرت الحكومة أن الجماعة المسلحة استولت على جزء كبير من المساعدات التي دخلت خلال الهدنة التي استمرت ستة أسابيع.

وكان وقف إدخال المساعدات جزءًا من استراتيجية إسرائيلية للضغط على حماس للعودة إلى صفقة رهائن. وفي الوقت ذاته، استأنف الجيش هجومه على غزة، وسيطر على مساحات واسعة من أراضي القطاع وقتل ما يُقدّر بنحو 400 من عناصر الجماعات المسلحة، من بينهم عشرات من كبار مسؤولي المكتب السياسي والجناح العسكري لحماس.

سفينة تابعة لتحالف أسطول الحرية ترسو في ميناء توزلا في إسطنبول، تركيا، 19 أبريل 2024. (AP/Khalil Hamra)

تعتزم إسرائيل تغيير طريقة توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة بشكل جذري لمنع وصولها إلى حماس، بحسب ما أفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” يوم الجمعة. ولكن لا يوجد جدول زمني لتنفيذ الخطة، التي لم تحصل بعد على موافقة الحكومة، كما هناك شكوك حول مدى قابليتها للتطبيق.

وقد قُتل أكثر من 2300 فلسطيني في غزة منذ استئناف الأعمال القتالية في 18 مارس، من بين أكثر من 52,400 قُتلوا منذ اندلاع الحرب بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، بحسب وزارة الصحة في غزة.

ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، كما أنها لا تميّز بين مدنيين ومقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 20 ألف مقاتل في المعارك حتى يناير، بالإضافة إلى 1600 مسلح داخل إسرائيل خلال هجوم حماس.

وشهد الهجوم الذي قادته حماس اجتياح آلاف المسلحين لجنوب إسرائيل، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251. ولا يزال 59 رهينة في غزة، بينهم رفات جندي قُتل في حرب 2014.

وبلغت حصيلة قتلى إسرائيل في الحملة البرية ضد حماس في غزة وفي العمليات العسكرية على الحدود مع القطاع 414، من بينهم شرطيان ومتعاقدان مدنيان تابعان لوزارة الدفاع.

اقرأ المزيد عن