إسرائيل في حالة حرب - اليوم 426

بحث

تجدد القتال بين إسرائيل والفصائل المسلحة في قطاع غزة: “حماس انتهكت وقف إطلاق النار”

حماس أطلقت صواريخ ولم تقدم قائمة بأسماء الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم، مما دفع الجيش إلى شن غارات جوية، ومطالبة سكان خان يونس بالإخلاء إلى الجنوب؛ المحادثات مستمرة بحسب تقارير

دخان يتصاعد من المباني بعد تعرضها لقصف إسرائيلي واضح في غزة، 1 ديسمبر، 2023. (John MacDougall / AFP)
دخان يتصاعد من المباني بعد تعرضها لقصف إسرائيلي واضح في غزة، 1 ديسمبر، 2023. (John MacDougall / AFP)

استأنف الجيش الإسرائيلي هجومه العسكري في قطاع غزة يوم الجمعة بعد هدنة استمرت أسبوعا، حيث انتهكت حركة حماس وقف إطلاق النار، وأطلقت صواريخ على إسرائيل وفشلت في تقديم قائمة الرهائن التي كانت تعتزم إطلاق سراحهم بحلول الساعة السابعة صباحا.

ردا على ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه استأنف القتال بعد هدنة استمرت لسبعة أيام، تم خلالها إطلاق سراح 105 اسرائيلي من أسر حماس في غزة، من بينهم 81 إسرائيليا، و23 مواطنا تايلنديا، وفلبينيا واحدا، مقابل إطلاق سراح 210 أسرى فلسطينيين، جميعهم من النساء أو القصر. وسمحت إسرائيل أيضا بتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع. ويعتقد أن 137 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى.

وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان له إن حماس “انتهكت الإطار، ولم تف بالتزاماتها بإطلاق سراح جميع النساء الرهائن، وأطلقت صواريخ على إسرائيل”.

وأضاف البيان “وسط العودة إلى القتال، نؤكد أن حكومة إسرائيل ملتزمة بتحقيق أهداف الحرب – إطلاق سراح رهائننا، القضاء على حماس، وضمان ألا تتمكن غزة من أن تشكل تهديدا على مواطني إسرائيل مرة أخرى”.

على الرغم من استئناف القتال، ذكرت شبكتا CNN و- BBC أن الجهود مستمرة لاستعادة الهدنة.

وقال مصدر فلسطيني لم يذكر اسمه لـ BBC إن المحادثات جارية عبر الوسطاء، في حين نقل مكتب “فرانس برس” في قطر عن مصدر لم يذكر اسمه قوله الشيء نفسه.

فلسطينيون يتفقدون الدمار الذي خلفته غارة إسرائيلية على رفح في جنوب قطاع غزة، 1 ديسمبر، 2023. (SAID KHATIB / AFP)

وقال الجيش أنه تم إطلاق عدة صواريخ من غزة قبل الساعة السابعة صباحا بقليل، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في بلدة حوليت بجنوب البلاد، بعد إطلاق عدة صواريخ حوالي الساعة السادسة صباحا.

وتم اعتراض أحد الصواريخ قبل نحو نصف ساعة من انتهاء وقف إطلاق النار.

استمر إطلاق الصواريخ طوال فترة الصباح على البلدات الحدودية مع غزة ومدينة اشكلون الساحلية الجنوبية.

وقال مصدر مقرب من حماس لوكالة فرانس برس إن الجناح العسكري للحركة تلقى “أمرا باستئناف القتال” و”الدفاع عن قطاع غزة”، مع أنباء عن قتال عنيف في أجزاء من مدينة غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته المقاتلة بدأت بتنفيذ سلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف تابعة لحماس. وسُمع دوي انفجارات متواصلة قادمة من قطاع غزة، وتصاعد دخان أسود من المنطقة.

وقالت حماس إن الغارات الجوية أصابت جنوب غزة، بما في ذلك بلدة عبسان شرق مدينة خان يونس. وبحسب ما ورد أصابت غارة أخرى منزلا شمال غرب مدينة غزة.

وتم نشر صور على وسائل التواصل الاجتماعي يُزعم أنه للضربة الأخيرة.

وأفادت وكالة “شهاب” للأنباء، المقربة من حماس، بسماع إطلاق نار ودوي انفجارات في شمال غزة.

وقالت وزارة الصحة التي تديرها حماس إن ثلاثة أشخاص قُتلوا في غارات جوية إسرائيلية في رفح، جنوب القطاع، لكن لم يتم التحقق من هذه المزاعم بشكل مستقل.

وفي ضوء استئناف القتال، أصدرت قيادة الجبهة الداخلية تعليماتها بأن المدارس في معظم أنحاء وسط وجنوب إسرائيل لن تفتح أبوابها إلا إذا تمكن الطلاب من الوصول إلى أماكن محمية في الوقت المناسب في حالة وقوع هجمات صاروخية.

ولا تزال المدارس في منطقة غلاف غزة مغلقة.

ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال اجتماعه مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، يوم الخميس، إلى تمديد وقف الأعمال العدائية، وحذر من أن أي استئناف للقتال يجب أن يحمي المدنيين الفلسطينيين.

وبينما أعرب بلينكن عن أمله في ذلك الوقت في إمكانية تمديد وقف إطلاق النار، إلا أنه قال إنه إذا استأنفت إسرائيل الحرب وتحركت ضد لملاحقة حماس في جنوب غزة، فيجب عليها أن تفعل ذلك “مع الالتزام بالقانون الإنساني الدولي” ويجب أن يكون لديها “خطة واضحة  موضوعة” لحماية المدنيين. وقال إن القادة الإسرائيليين يدركون أن “المستويات الهائلة للخسائر في أرواح المدنيين وحجم النزوح الذي رأيناه في الشمال يجب ألا يتكرر في الجنوب”.

وفي محاولة لمعالجة هذه المخاوف كما يبدو، نشر الجيش الإسرائيلي خريطة تقسم قطاع غزة إلى مئات المناطق الصغيرة، والتي قال إنه سيستخدمها لإخطار المدنيين الفلسطينيين بمناطق القتال النشطة.

خريطة تفاعلية جديدة لغزة أصدرها الجيش الإسرائيلي تقسم القطاع إلى مئات المناطق، وسيتم استخدامها لإخطار المدنيين الفلسطينيين بمناطق القتال النشطة (screenshot)

وطُلب من الفلسطينيين الانتباه إلى رقم منطقتهم، ومتابعة التحديثات المستقبلية للجيش الإسرائيلي.

ويُعتقد أن الجيش قد يستخدم هذه الخريطة لدعوة الفلسطينيين من مناطق محددة للإخلاء عندما يتوسع الهجوم البري للجيش الإسرائيلي إلى جنوب القطاع، بدلا من المطالبة بالإخلاء الجماعي كما فعل في الجزء الشمالي من غزة.

كما سعى زعماء آخرون في العالم ومنظمات الإغاثة الأخرى إلى هدنة طويلة.

ويتكدس معظم سكان غزة الآن في الجنوب دون أي مخرج مما يثير تساؤلات بشأن الكيفية التي يمكن بها لهجوم إسرائيلي هناك أن يتجنب وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين.

وبعد تجدد القتال، أفاد الفلسطينيون أن الجيش الإسرائيلي أسقط منشورات في خان يونس، معقل حماس في جنوب غزة، تدعو السكان إلى الانتقال جنوبا إلى رفح، محذرا السكان من أن خان يونس أصبحت “منطقة قتال خطيرة”.

سيطر الجيش على معظم مدينة غزة في شمال القطاع قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 24 نوفمبر. وأطلقت حماس سراح بعض الرهائن في مراسم نظمتها وشاهدتها حشود كبيرة في أجزاء من مدينة غزة خلال الأسبوع الماضي، بما في ذلك مناطق قال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إنه سيطر عليها، في استعراض واضح للقوة.

اندلعت الحرب في 7 أكتوبر، بعد هجوم حماس الذي تسلل خلاله 3000 مسلح إلى بلدات جنوب إسرائيل، وقاموا بقتل 1200 شخص، واختطاف حوالي 240 رهينة.

وردت إسرائيل بهجوم جوي وبري يهدف إلى القضاء على حماس. وقالت وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 15 ألف فلسطيني قُتلوا منذ 7 أكتوبر، معظمهم من المدنيين. ولا يمكن التحقق من هذه الأعداد، التي لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين، وتشمل القتلى جراء أخطاء في إطلاق الصواريخ الفلسطينية.

اقرأ المزيد عن