تجارة السجائر المهربة تعيق وصول المساعدات إلى غزة – تقرير
بينما تباع السيجارة الواحدة بسعر يصل إلى 25 دولار، فإن شاحنات المساعدات مستهدفة بحسب تقارير من قبل المهربين الساعين إلى وضع أيديهم على بضائعهم السرية، ومن قبل آخرين يحاولون الوصول إليها أولا
وسط انهيار النظام في قطاع غزة، حول المهربون الفلسطينيون اهتمامهم إلى السجائر المهربة بسبب ارتفاع أسعار التبغ في القطاع، مما أدى إلى عدم قدرة الآلاف من شاحنات المساعدات على إيصال الإمدادات الإنسانية الأساسية خوفا من التعرض للهجوم. حسبما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الثلاثاء.
بحسب التقرير، يتم عادة تهريب السجائر إلى غزة التي مزقتها الحرب عبر شاحنات المساعدات الانسانية، ويتم وضعها عادة من قبل متواطئين، بحسب مسؤولين أمميين وإسرائيليين. وبعد اجتيازها التفتيش ودخولها غزة، يتم استهداف شاحنات المساعدات من قبل المهربين الذين يريدون بضائعهم وآخرين الذين يأملون في الوصول إليها أولا.
في أعقاب اندلاع الحرب مع هجوم حماس في 7 أكتوبر – عندما قام حوالي 3000 مسلح باقتحام جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف 251 آخرين – فرضت إسرائيل قيودا على الواردات إلى غزة بحيث أصبحت تقتصر على السلع الأساسية، وهي فئة لا تشمل السجائر.
وقال التقرير إن سيجارة واحدة يمكن أن تباع الآن بما يصل إلى 25 دولار في غزة، مما يجعل تجارة التهريب مربحة بشكل كبير. وقال أحد مسؤولي الأمم المتحدة للصحيفة: “لقد أصبحت السجائر مثل الذهب الجديد في غزة”.
قبل بدء الهجوم الإسرائيلي على رفح في أوائل شهر مايو، كان يتم تهريب السجائر بشكل كبير عبر معبر رفح على حدود غزة مع مصر، ولكن بعد إغلاق المعبر إلى أجل غير مسمى، تحول المهربون إلى معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم)، على الحدود مع إسرائيل، بحسب التقرير.
وقال فلسطيني مطلع على عمليات التهريب للصحيفة إن المهربين يخفون علب السجائر في بطيخ مجوف أو يدفنونها داخل عبوات البضائع المشروعة. “يجري الإسرائيليون عمليات فحص شاملة لعدد قليل من الصناديق المختارة [داخل كل شحنة مساعدات] ولكن لا يمكنهم تفتيش كل حزمة أو صندوق أو كرتونة”، على حد قوله.
ونتيجة التعرض لقوافل المساعدات، أفادت التقارير أن أكثر من 1000 شاحنة محملة بالمساعدات ظلت عالقة على الجانب الغزي من المعبر، وحتى البضائع التي تصل إلى وجهتها معرضة للنهب من قبل المجرمين الذين يهاجمون المستودعات.
ونُقل عن مسؤول أممي قوله “يهدد ذلك بتقويض كل ما نحاول القيام به”.
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأحد أنه بدأ تنفيذ “وقف تكتيكي للنشاط العسكري” يوميا على طول طريق رئيسي في جنوب غزة لتمكين تدفق المساعدات. وأثار هذا الإعلان انتقادات من رئيس الوزراء نتنياهو وكذلك من أعضاء حكومته من اليمين المتطرف، ولكن يتم تنفيذه كل يوم منذ ذلك الحين.
وتهدف الهدنة اليومية إلى التخفيف من الخطر الذي يشكله القتال النشط في القطاع على عمال الإغاثة. في أبريل، أسفرت غارة إسرائيلية عن مقتل سبعة عمال إغاثة من منظمة “المطبخ المركزي العالمي”، في ما أقرت إسرائيل بأنها حادثة “مأساوية” و”غير متعمدة”. وقامت المنظمة بسحب عمالها من غزة لعدة أسابيع، لكنهم عادوا في وقت لاحق من ذلك الشهر.
ومن المرجح أن يتم تفكيك الرصيف العائم الذي بناه الجيش الأمريكي لتسهيل تدفق المساعدات عن طريق البحر في يوليو، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” يوم الثلاثاء. وقد تعطل استخدام الرصيف العائم، الذي كلف بناؤه نحو 200 مليون دولار، بسبب سوء الأحوال الجوية والمخاوف الأمنية.
وقد قدّرت الحكومات الغربية ومنظمات الإغاثة الدولية على نطاق واسع أن كمية المساعدات التي تصل إلى المدنيين في غزة غير كافية، لكن إسرائيل تؤكد أن المشكلة هي مشكلة توزيع وليست مشكلة إمداد، وأن الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى المكلفة بإيصال المساعدات قد فشلت في مواكبة الإمدادات القادمة من إسرائيل.
يوم الثلاثاء، أشارت مسؤولة في وزارة الخارجية الأمريكية، أدلت بشهادتها أمام لجنة فرعية في مجلس الشيوخ الأمريكي، إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من أجزاء من غزة باعتباره عاملا مساهما، وقالت “مع تراجع الجيش الإسرائيلي، دخلت جهات فاعلة عنيفة مختلفة، إلى النقطة التي لا يستطيع فيها المكلفين بالإنفاذ التابعين لحماس، الذين تضاءلوا كثيرا، من السيطرة على العائلات والعصابات المستقلة”.