بينيت يهاجم رئيس الوزراء نتنياهو بسبب “الدعاية الكاذبة” بشأن ميزانية المجتمع العربي
رئيس الوزراء الأسبق يقول إن الحكومة صادقت على خطة إنفاق خماسية بعد أن ادعى نتنياهو، عندما كان زعيما للمعارضة، زورا أن الأموال مخصصة لجماعة الإخوان المسلمين وحماس
هاجم رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قائلا إن الأخير يدفع بنفس خطة الإنفاق متعددة السنوات للمجتمع العربي التي ادعى كذبا في السابق أنها تعويضات لجماعة الإخوان المسلمين وحركة “حماس” الحاكمة لغزة.
خلال العام الذي قضاه بينيت في السلطة، هاجم نتنياهو وأعضاء في كتلته اليمينية الدينية حكومته على قرارها ضم حزب “القائمة العربية الموحدة”، الذي كان أول حزب عربي ينضم إلى إئتلاف حاكم في إسرائيل. في إطار الاتفاق الائتلافي، وافقت الأطراف على الدفع بخطة إنفاق خماسية لتخصيص مبلغ 32 مليار شيكل (8.7 مليار دولار) للتربية والتعليم والصحة ومكافحة الجريمة والمزيد في محاولة لتعويض عقود من إهمال الدولة في الوسط العربي.
وفي بيان يوم الأحد، زعم بينيت أن حكومة نتنياهو أدرجت نفس الإجراء في ميزانية الدولة 2023-2024 التي وافق عليها مجلس الوزراء يوم الجمعة، والتي لم يتم الكشف إلا عن تفاصيل قليلة منها.
وقال بينيت: “على مدار عام قاد نتنياهو حملة دعائية، كان هدفها الرئيسي القول إن بينيت يقوم بتحويل مبلغ 53 مليار شيكل للإخوان المسلمين وحماس، وبالتالي يتم قتل اليهود في الشوارع. دماء القتلى تلطخ يديه”، في إشارة إلى المبلغ الذي تم الترويج له في الاتفاق الإئتلافي مع القائمة الموحدة. “يوم الجمعة أقر نتنياهو بهذه الكذبة الرهيبة من خلال الموافقة على نفس خطة حكومتي”.
وشجب بينيت نتنياهو ووصفه بأنه “رأس الآلة التي تنشر هذه الدعاية الكاذبة”.
وقال: “من بعده، الأبواق، وأعضاء كنيست، ومئات آلاف البوتات، والبلطجية الذين وجهوا الشتائم من خارج منزل [عيديت] سيلمان، والخيام مقابل منزل [نير] أورباخ – جميعهم كرروا هذه الكذبة”، في إشارة إلى عضوي كنيست ادى انشقاقهما عن حزبه “يمينا” إلى انهيار حكومته.
وقال إن نتنياهو “نجح بشكل كبير” حيث كان ملايين الإسرائيليين مقتنعين بأن الحكومة أرسلت مليارات الشواقل إلى الإخوان المسلمين وحماس، مما ساهم في موجة من الهجمات التي بدأت في مارس الماضي.
مضيفا: “هذه الكذبة المروعة كانت مقصودة، مع سبق الإصرار والترصد، وباستخفاف كامل، وبدون خطوط حمراء، لأسباب سياسية”.
واحدة من أبرز الاتهامات التي وجهها حلفاء نتنياهو للقائمة الموحدة، وهو الفرع السياسي للحركة الإسلامية المستلهمة من جماعة الإخوان المسلمين، كانت أن أعضاءها “مؤيدون للإرهاب” على الرغم من تنديد زعيم الحزب، منصور عباس، بالهجمات ضد الإسرائيليين في مناسبات عدة. كما قال عباس أيضا أن إسرائيل هي دولة يهودية وستظل كذلك.
وأضاف بينيت: “بشكل عام أنا شخص يتطلع إلى المستقبل”، لكنه قال إنه شعر بأنه مضطر للتطرق إلى ادعاء نتنياهو “من أجل الحقيقة التاريخية”.
“ليس لدي ما أقوله سوى العار عليكما يا سيد نتنياهو ويا سيد [بتسلئيل] سموتريتش. لقد سممتما عمدا عقول الملايين من الإسرائيليين. التاريخ لن ينسى لكما كذبتكما الدنيئة”، في إشارة إلى وزير المالية اليميني المتطرف. نتنياهو وسموتريتش كانا حليفين سابقين لبينيت.
ردا على بينيت، أعاد حزب نتنياهو “الليكود” التأكيد على مزاعمه.
وجاء في بيان الليكود، “على عكس بينيت، لم نوافق على 50 مليار شيقل للإخوان المسلمين دون أي رقابة على الأموال التي تتدفق على المؤسسات الداعمة للإرهاب”.
وكرر الحزب إدانته لبينيت لتشكيله حكومة مع خصوم نتنياهو في يونيو 2021 بعد فشل زعيم الليكود وشركائه في الحصول على أغلبية برلمانية في الانتخابات العامة الرابعة التي أجريت في أقل من عامين، واصفا ذلك بأنه “أكبر تزوير في تاريخ البلاد”.
كما كررت الادعاء بأن الدولة مولت 50 مليون شيكل لتجديد منزل بينيت في رعنانا، في إشارة إلى العمل على تحويل المنزل إلى مسكن رسمي بينما كانت تجري أعمال ترميم في مقر إقامة رئيس الوزراء في القدس، والتي لا تزال مستمرة. في الأسبوع الماضي، وافقت اللجنة المالية للكنيست على طلب نتنياهو الاعتراف بشقته في شارع “غزة” بالقدس كمسكن رسمي، وتمويل تكاليف السكن هناك وفي منزل آخر له من أموال دافعي الضرائب، بالإضافة إلى المصاريف الأخرى مثل الملابس والسفر إلى الخارج لزوجة نتنياهو، سارة.
جاء بيان يوم الأحد بعد أن رفع بينيت عدة دعاوى تشهير في الأشهر الأخيرة ضد منتقدين ادعوا ادعاءات كاذبة عنه وعن أسرته، مثل أن والديه ليسا يهوديين، أو أنه استخدم الأموال العامة لتجديد منزله الخاص.
لم يخض بينيت انتخابات الأول من نوفمبر، والتي شهدت عودة نتنياهو إلى السلطة، لكنه ألمح إلى عودته إلى الحلبة السياسية في نهاية المطاف.