بينيت يمتدح الإئتلاف المنتهية ولايته في مقال رأي في نيويورك تايمز ويشيد بعباس بوصفه “رجلا بمعنى الكلمة”
رئيس الوزراء السابق يقول إنه وجد أرضية مشتركة مع زعيم الحزب العربي لكون كليها "رجلين مؤمنين"، ويقول إن حكومته قررت العمل فقط على 70٪ من القضايا التي يوافق عليها 70٪ من الإسرائيليين
أشاد رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت برئيس حزب “القائمة العربية الموحدة” منصور عباس لـ”شجاعته” وانضمامه إلى حكومته، وأعرب عن أمله في أن تنجح الحكومة المقبلة في توحيد المجتمع الإسرائيلي، في مقال رأي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” يوم الأحد.
وكتب بينيت “وصفنا أنفسنا بحكومة حسن نية. أثبتنا لأنفسنا ولمن كان خارج إئتلافنا أن أشخاصا مع آراء سياسية مختلفة جذريا يمكن أن يعملوا معا بشكل جيد للغاية. العالم أكثر استقطابا من أي وقت مضى. إن النموذج الذي قدمناه كان نموذج تعاون ووحدة، تتجاوز فيه قومك من أجل بلدك”.
وخص السياسي اليميني عباس بمديح خاص، قائلا إنه بينما كان لديه في البداية رأي سلبي عن زعيم الحزب الإسلامي، إلا أنه سرعان ما تغير.
وكتب بينيت “اكتشفت قائدا شجاعا في سني تقريبا والذي تبين أنه رجل بمعنى الكلمة”.
وأضاف “كلانا رجلان مؤمنان وسرعان ما اتفقنا على أنه مهما كانت الخلافات العقائدية التي قد تكون بين اليهودية والإسلام، فسوف ندع التعامل معها لله. سنعمل معا هنا والآن لتوفير تعليم أفضل ووظائف أفضل وشوارع أكثر أمنا للإسرائيليين وللعرب”.
وكتب “يتم تشكيل حكومة جديدة الآن في إسرائيل، وآمل أن يفهم قادتها أن التحدي الأكبر الذي يواجه إسرائيل هو الحفاظ على تماسك جميع أجزاء المجتمع الإسرائيلي”.
وقال بينيت إن سبب نجاح حكومته في تمرير تشريعات كانت قاعدة 70/70″، الذي قال إنها تعكس حقيقة أن نحو 70٪ من الإسرائيليين يتفقون على 70٪ من القضايا.
وكتب “جميعنا نتفق على أننا بحاجة إلى قطارات وطرق أفضل، وتعليم أفضل، وأمن أكثر وتكلفة معيشية أقل. لكننا نختلف على الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني والدين والدولة والطبيعة المرغوبة لنظامنا القانوني”.
“لذلك ركزت حكومتي على إنجاز نسبة 70٪، بدلا من الجدل اللانهائي حول القضايا التي لم نتفق عليها. اتفقنا جميعا على أن هذه الحكومة لن تصر على السيادة الإسرائيلية على الأراضي ولن تسلمها للفلسطينيين”، بحسب بينيت. “وبالمثل، قررنا عدم إصدار تشريعات بشأن أي مسائل دينية أو قانونية متنازع عليها”.
وأضاف أنه من خلال عدم لمس أكثر القضايا حساسية من الناحية السياسية، كان بإمكان أعضاء حكومته المكونة من مشرعين من مختلف الأطياف السياسية أن يبدأوا في النظر إلى بعضهم البعض “كأشخاص محترمين يعملون لصالح إسرائيل وليس كالشياطين كما كنا نصف أحدنا الآخر”.
وأقر رئيس الوزراء السابق بأن إخفاقات حكومته أدت إلى انهيارها، لكنه لم يذكر الحملة الانتخابية الفاشلة.
وقال “لقد قامت حكومتي بعمل سيئ في صد الكم الهائل من المعلومات المضللة التي كانت تنتشر في جميع أنحاء إسرائيل والطائفية العمياء. لقد نجحت هذه الحملة وأوصلت حكومتي إلى نهايتها”.
وكتب “على الرغم من أن حكومتي عملت لمدة عام واحد فقط، إلا أنني أعتقد أننا قد طبعنا صورة فريدة ونموذجا لكيفية تعاون مجتمع شديد الاستقطاب. تلك الصورة الجميلة، التي نقشت في القلوب والعقول، لا يمكن محوها بسهولة”.
في وقت سابق من هذا الشهر، قدم بينيت استقالته رسميا من منصب رئيس الوزراء البديل.
ولقد سلم بينيت قيادة البلاد إلى رئيس الوزرا المنتهية ولايته يائير لبيد – محترما اتفاق تقاسم السلطة الذي وقّع عليه الاثنان – وأعلن عن نيته ترك الحياة السياسية بعد انهيار إئتلافهما المتنوع والدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة في شهر حزيران/ يونيو.
في كلمة وداع، دعا بينيت حكومة اليمين الجديدة المتوقعة إلى عدم “الدوس” على اليسار، كما حض اليسار الإسرائيلي على عدم الشعور باليأس بسبب نتيجة الانتخابات التي شهدت نجاح كتلة اليمين بقيادة حزب “الليكود” الذي يترأسه نتنياهو بتأمين أغلبية مع 64 مقعدا.
وقال بينيت “النتائج ليست نهاية الدولة”، مضيفا أنه يعتقد أن الوزراء الجدد سيعملون من أجل عامة الناس “وليس لمجتمع معين”.
وناشد كتلة الأحزاب اليمينية والمتدينة المنتصرة قائلا “احترموا الجانب الخاسر. ليست هناك حاجة للدوس على أحد”.
منذ انهيار الحكومة، قضى بينيت وقته في إلقاء محاضرات تطوعيه لطلاب وجنود.
كما أفاد موقع “أستراليان جويش نيوز”الأسترالي في الأسبوع الماضي إنه تم الاتفاق معه لإلقاء عدد من المحاضرات لمنظمة United Israel Appeal في أستراليا في إطار حملة حفلات ستُنظمها المجموعة في أنحاء البلاد خلال شهر فبراير.